يتنقل زقزوق من غصن إلى غصن. يدنو أكثر.. يكاد يرسو على رأس صديقه عقور وهو يزقزق:
ـ زق، زق، زق
لكن اليوم، عقور حزين. لم يبادر برفع رأسه. لم يستقبل عصفوره بابتسامة عريضة ورقصة جميلة كما عادته دائما. ولم يجر ليحضر له طعامه وشرابه. سأله زقزوق قلقا:
ـ ما بك يا صديقي؟.. لماذا أنت حزين هكذا؟.. ألم يعد يطربك غنائي أو يجذبك لون ريشي؟..
ظل عقور عابسا مسندا ظهره إلى جذع الشجرة الوارفة. يلهو بإلقاء حصوات صغيرة في النهر الممتد في الأسفل. ثم قال لزقزوق بصوت حزين:
ـ سئمت من المشي على ساقين.. أريد أن يكون لي جناحان طويلان أطوف بهما حول كل جنان الأرض..
طار زقزوق بعيدا. وعاد إليه وفي منقاره وردة جميلة بألوان جذابة كأنها شكلت بشريط قوس قزح وقال لعقور مسرورا:
ـ هذه الوردة لك. قطفتها لك من حديقة الجنان. لم يدخلها راجل ولم يبلغها إنسان. خذها واغرسها فستكون عندك قطعة من حديقة الجنان. وستنفرد بها دون غيرك.
ابتهج عقور لرؤيتها وأبهره سحر جمالها ونعومة ملمسها. حضنها إلى صدره ينتعش بشذا عطرها الذي امتلأ به المكان. لمس بتلاتها فبدأت تنفتح وتنغلق ترشقه بقبلات. أذهله أمر وردته ثم سرعان ما بدت له البتلات التي تنفتح وتنغلق كأجنحة صغيرة تحاول الطيران. فوضعها بجانبه وأطرق رأسه حزينا. سأله زقزوق مرة أخرى مندهشا:
ـ ألم ترقك الوردة يا عقور؟
مقطبا عبوسا صرخ عقور:
ـ أريد جناحين أطير بهما فوق كل البحار
طار زقزوق وحلق عاليا واختفى ليعود إليه يحمل في منقاره سمكة جميلة وقال له:
ـ هذه سمكة جلبتها لك من بحر الأبد لا تعرفه غير العصافير. وأسماكه لا تموت أبدا وتعيش في البحر وفي البر. خذها واحتفظ بها في حوض. إنها ستتكاثر بسرعة ويصير عندك جزء من بحر الأبد ولا يملكه أحد غيرك.
أذهله جمال السمكة. يلمس رأسها تضحك له. يحرك زعانفها الذهبية ترقص. ثم سرعان ما بدت له زعانفها الصغيرة كالأجنحة. تنام وتقوم كأنها تتأهب للطيران. فألقاها بجانب الوردة. وقال لزقزوق حانقا:
ـ ـ أريد جناحين أطير بهما بعيدا ولن أتنفس وأتوقف عن الطيران حتى أبلغ مكانا هواؤه نقيا عطرا
طار زقزوق جهة الجنوب وعاد إليه بعد حين ببالون صغير فألقاه في حجره وهو يقول له:
ـ هذا بالون هواء. جئتك به من غابة النسيم لم يدنس هواءها كائن . إذا استنشقته سكن رئتيك ولن تحتاج إلى هواء بعده
أعجب به عقور وهو يديره بين يديه، فتنفتح وريقات صغيرة على جنباته وتنغلق في حركات طفيفة كمروحة صغيرة تسرب إليه هواء منعشا عطرا. بلغ هواؤه الوردة والسمكة فراحا يرقصان فرحا.. وتراءى لعقور أن للبالون وللوردة وكذا للسمكة أجنحة صغيرة وأنها ستطير. فصرخ:
ـ أريد جناحين أخترق بهما السحاب ولا تعيق مساري ريح ولا جناح
طار زقزوق عاليا نحو الشمال. عاد وفي منقاره قطعة من سحابة بيضاء وقال لعقور:
ـ هذه قطعة من سحابة العمر حبلى بمزن تستمطرها متى شئت. فيهطل منها ماء نقي عذب. إذا شربته واغتسلت به لن تمرض يوما ولن تشيخ أبدا.
لمسها عقور بإبهامه. تفتحت السحابة على شكل جناحين رفيعين. ذرت عليه مطرا غزيرا. ومددت السمكة زعانفها والوردة أرخت بتلاتها. اغتسلتا وشربتا ومضتا ترقصان... أعجب عقور بالمنظر ثم تعكر مزاجه حينما تراقصت لعينيه الأجنحة في كل مكان. للعصفور جناحان. وللسحابة جناحان. وللوردة والسمكة أجنحة. ولبالون الهواء أجنحة... لم يبد له أحد بدون أجنحة غيره فصرخ في زقزوق:
ـ أريد أن يكون لي جناحان. فأمسك الشمس وألاقيها بالقمر ويصير ليلي ونهاري مضيئين..
طار زقزوق عاليا جهة الشرق فعاد إليه بخيط من ضوء وقال له:
ـ هذا ضوء اقتطفته لك من رحم الشمس لتكون لك شمسك وحدك. ولا ينطفئ إلا بإرادتك.
أبهره منظر الضوء. أضيئ المكان حوله. بدت له الشجرة والعصفور والوردة والسمكة والسحابة والبالون أجمل من الأول. وبدأت ترقص كائناته في لوحة رائعة سحرت عينيه. ثم سرعان ما بدا له كل شيء حوله يتحرك بأجنحة من الشجرة حتى الوردة. وحده والأرض التي أظلمت أطرافها بدون أجنحة. فعاوده الحزن وعمي عن كل شيء جميل حوله ليبكي ضجرا يقول:
ـ أنا أريد أن يكون لي وحدي جناحان. أملك بهما السماء والأرض ولا أسلم نسمة هواء أو قطرة ماء أو خيط ضوء ولا عطر ورد إلا لمن ولاني
سقط العصفور من فوق الشجرة منهكا يقول بصوت مخنوق في حنجرته:
ـ اعطني لقمة وقطرة ماء. أنا سأموت. امنحني حياتي وحريتي وخذ كل شيء.
ذعر عقور من حال صديقه الوحيد زقزوق الذي يصارع الموت. ذكر أنه لم يعد يأكل ولا يشرب إلا من يده. فهرع وجلب له ماء وحبا وفتات خبز واستسمحه قائلا:
ـ آسف صديقي زقزوق نسيت اتفاقنا أنك لا تأكل إلا من يدي.
أكل زقزوق وشرب وطار إلى أعلى الشجرة وقال لعقور بصوت حزين:
ـ كدت أموت من أجل ابتسامتك. والآن عرفت أن جناحيك أطول من جناحي. وسرعة تحليقك أكبر من سرعتي
مضى عقور فرحا يفتش عن جناحيه.. لم يترك مكانا في جسده إلا ومرر عليه يديه يبحث عن جناحيه. رفع رأسه إلى الشجرة ليسأل زقزوق عن جناحيه. كان زقزوق قد طار بعيدا..
غاب زقزوق أياما وشهورا. لم يعد إلى عقور الحالم دائما تحت الشجرة. تكدس الحزن في قلب عقور. لم يعد يصاحبه غير الوردة والسمكة والسحابة وقطرة ماء وخيط ضوء وبالون هواء. وقد فقدوا كثيرا من بهائهم ونشاطهم. تذكر عقور كيف فقد أصدقاءه واحدا تلو الآخر. وتذكر كيف كانوا يضيقون منه حينما كان ينصب نفسه دائما سيدا عليهم لا يعرف إلا الأمر والنهي. فندم وخشي أن تنطفئ مخلوقاته العجيبة وتفارقه هي أيضا. فعكف يسيج الحياة لمخلوقاته العجيبة كما أوصاه زقزوق. غرس الوردة. بنا حوضا للسمكة. بنا جبا للقطرة وحاصر السحابة في جدول صغير. وعلق بالون الهواء في الأعلى. زهت حياة كائناته العجيبة أمامه. فصار يمضي جل وقته في رعايتها والاستمتاع بها ولم يعد يفكر في امتلاك جناحين بدل الساقين. لكن عقله مشغول على الدوام بما قاله له زقزوق قبل أن يفارقه.." الآن عرفت أن جناحيك أطول من جناحي"
يتساءل محتارا: أين جناحي؟؟ مالي لا أراهما رغم أنهما أطول من جناحي زقزوق؟؟
استدعى أصدقاءه الكثيرين وصالحهم واعتذر منهم على سوء معاملته لهم. فصاروا يترددون على مكانه كل يوم بعد الزوال. قص عليهم حكايته مع زقزوق وآخر كلام قاله له. فراح كل واحد يفسر لغز الجناحين اللذين يملكهما عقور. فتشوا جسده علهم يروا أجنحة تنبت في جسده. وأفردوا شعره الغزير. دون جدوى. لم يجد أحد حلا للغز زقزوق. جاءهم فهيم ذات صباح، كان أصدقاؤه يحفرون الأرض حيث كان يجلس عقور دائما، يبحثون عن الجناحين فقال لهم ساخرا منهم ما قاله أبوه له:
ـ كفوا عن الحفر..أجنحة العصافير صغيرة مركبة على أطراف أجسادها وأجنحتنا طويلة تطول عرض السماء ولا يعيقها على الطيران غير الموت
ازدادوا حيرة من أمره وسألوه دفعة واحدة:
ـ لكن أينها؟؟
ـ إنها مختبئة في رؤوسنا.
فتعانق الأطفال في حلقة كبيرة يغنون ويستديرون بالعجائب الخمسة تحت زقزقة العصافير التي ملأت فضاءهم...
سمية البوغافرية
ربيع، 2008
ـ زق، زق، زق
لكن اليوم، عقور حزين. لم يبادر برفع رأسه. لم يستقبل عصفوره بابتسامة عريضة ورقصة جميلة كما عادته دائما. ولم يجر ليحضر له طعامه وشرابه. سأله زقزوق قلقا:
ـ ما بك يا صديقي؟.. لماذا أنت حزين هكذا؟.. ألم يعد يطربك غنائي أو يجذبك لون ريشي؟..
ظل عقور عابسا مسندا ظهره إلى جذع الشجرة الوارفة. يلهو بإلقاء حصوات صغيرة في النهر الممتد في الأسفل. ثم قال لزقزوق بصوت حزين:
ـ سئمت من المشي على ساقين.. أريد أن يكون لي جناحان طويلان أطوف بهما حول كل جنان الأرض..
طار زقزوق بعيدا. وعاد إليه وفي منقاره وردة جميلة بألوان جذابة كأنها شكلت بشريط قوس قزح وقال لعقور مسرورا:
ـ هذه الوردة لك. قطفتها لك من حديقة الجنان. لم يدخلها راجل ولم يبلغها إنسان. خذها واغرسها فستكون عندك قطعة من حديقة الجنان. وستنفرد بها دون غيرك.
ابتهج عقور لرؤيتها وأبهره سحر جمالها ونعومة ملمسها. حضنها إلى صدره ينتعش بشذا عطرها الذي امتلأ به المكان. لمس بتلاتها فبدأت تنفتح وتنغلق ترشقه بقبلات. أذهله أمر وردته ثم سرعان ما بدت له البتلات التي تنفتح وتنغلق كأجنحة صغيرة تحاول الطيران. فوضعها بجانبه وأطرق رأسه حزينا. سأله زقزوق مرة أخرى مندهشا:
ـ ألم ترقك الوردة يا عقور؟
مقطبا عبوسا صرخ عقور:
ـ أريد جناحين أطير بهما فوق كل البحار
طار زقزوق وحلق عاليا واختفى ليعود إليه يحمل في منقاره سمكة جميلة وقال له:
ـ هذه سمكة جلبتها لك من بحر الأبد لا تعرفه غير العصافير. وأسماكه لا تموت أبدا وتعيش في البحر وفي البر. خذها واحتفظ بها في حوض. إنها ستتكاثر بسرعة ويصير عندك جزء من بحر الأبد ولا يملكه أحد غيرك.
أذهله جمال السمكة. يلمس رأسها تضحك له. يحرك زعانفها الذهبية ترقص. ثم سرعان ما بدت له زعانفها الصغيرة كالأجنحة. تنام وتقوم كأنها تتأهب للطيران. فألقاها بجانب الوردة. وقال لزقزوق حانقا:
ـ ـ أريد جناحين أطير بهما بعيدا ولن أتنفس وأتوقف عن الطيران حتى أبلغ مكانا هواؤه نقيا عطرا
طار زقزوق جهة الجنوب وعاد إليه بعد حين ببالون صغير فألقاه في حجره وهو يقول له:
ـ هذا بالون هواء. جئتك به من غابة النسيم لم يدنس هواءها كائن . إذا استنشقته سكن رئتيك ولن تحتاج إلى هواء بعده
أعجب به عقور وهو يديره بين يديه، فتنفتح وريقات صغيرة على جنباته وتنغلق في حركات طفيفة كمروحة صغيرة تسرب إليه هواء منعشا عطرا. بلغ هواؤه الوردة والسمكة فراحا يرقصان فرحا.. وتراءى لعقور أن للبالون وللوردة وكذا للسمكة أجنحة صغيرة وأنها ستطير. فصرخ:
ـ أريد جناحين أخترق بهما السحاب ولا تعيق مساري ريح ولا جناح
طار زقزوق عاليا نحو الشمال. عاد وفي منقاره قطعة من سحابة بيضاء وقال لعقور:
ـ هذه قطعة من سحابة العمر حبلى بمزن تستمطرها متى شئت. فيهطل منها ماء نقي عذب. إذا شربته واغتسلت به لن تمرض يوما ولن تشيخ أبدا.
لمسها عقور بإبهامه. تفتحت السحابة على شكل جناحين رفيعين. ذرت عليه مطرا غزيرا. ومددت السمكة زعانفها والوردة أرخت بتلاتها. اغتسلتا وشربتا ومضتا ترقصان... أعجب عقور بالمنظر ثم تعكر مزاجه حينما تراقصت لعينيه الأجنحة في كل مكان. للعصفور جناحان. وللسحابة جناحان. وللوردة والسمكة أجنحة. ولبالون الهواء أجنحة... لم يبد له أحد بدون أجنحة غيره فصرخ في زقزوق:
ـ أريد أن يكون لي جناحان. فأمسك الشمس وألاقيها بالقمر ويصير ليلي ونهاري مضيئين..
طار زقزوق عاليا جهة الشرق فعاد إليه بخيط من ضوء وقال له:
ـ هذا ضوء اقتطفته لك من رحم الشمس لتكون لك شمسك وحدك. ولا ينطفئ إلا بإرادتك.
أبهره منظر الضوء. أضيئ المكان حوله. بدت له الشجرة والعصفور والوردة والسمكة والسحابة والبالون أجمل من الأول. وبدأت ترقص كائناته في لوحة رائعة سحرت عينيه. ثم سرعان ما بدا له كل شيء حوله يتحرك بأجنحة من الشجرة حتى الوردة. وحده والأرض التي أظلمت أطرافها بدون أجنحة. فعاوده الحزن وعمي عن كل شيء جميل حوله ليبكي ضجرا يقول:
ـ أنا أريد أن يكون لي وحدي جناحان. أملك بهما السماء والأرض ولا أسلم نسمة هواء أو قطرة ماء أو خيط ضوء ولا عطر ورد إلا لمن ولاني
سقط العصفور من فوق الشجرة منهكا يقول بصوت مخنوق في حنجرته:
ـ اعطني لقمة وقطرة ماء. أنا سأموت. امنحني حياتي وحريتي وخذ كل شيء.
ذعر عقور من حال صديقه الوحيد زقزوق الذي يصارع الموت. ذكر أنه لم يعد يأكل ولا يشرب إلا من يده. فهرع وجلب له ماء وحبا وفتات خبز واستسمحه قائلا:
ـ آسف صديقي زقزوق نسيت اتفاقنا أنك لا تأكل إلا من يدي.
أكل زقزوق وشرب وطار إلى أعلى الشجرة وقال لعقور بصوت حزين:
ـ كدت أموت من أجل ابتسامتك. والآن عرفت أن جناحيك أطول من جناحي. وسرعة تحليقك أكبر من سرعتي
مضى عقور فرحا يفتش عن جناحيه.. لم يترك مكانا في جسده إلا ومرر عليه يديه يبحث عن جناحيه. رفع رأسه إلى الشجرة ليسأل زقزوق عن جناحيه. كان زقزوق قد طار بعيدا..
غاب زقزوق أياما وشهورا. لم يعد إلى عقور الحالم دائما تحت الشجرة. تكدس الحزن في قلب عقور. لم يعد يصاحبه غير الوردة والسمكة والسحابة وقطرة ماء وخيط ضوء وبالون هواء. وقد فقدوا كثيرا من بهائهم ونشاطهم. تذكر عقور كيف فقد أصدقاءه واحدا تلو الآخر. وتذكر كيف كانوا يضيقون منه حينما كان ينصب نفسه دائما سيدا عليهم لا يعرف إلا الأمر والنهي. فندم وخشي أن تنطفئ مخلوقاته العجيبة وتفارقه هي أيضا. فعكف يسيج الحياة لمخلوقاته العجيبة كما أوصاه زقزوق. غرس الوردة. بنا حوضا للسمكة. بنا جبا للقطرة وحاصر السحابة في جدول صغير. وعلق بالون الهواء في الأعلى. زهت حياة كائناته العجيبة أمامه. فصار يمضي جل وقته في رعايتها والاستمتاع بها ولم يعد يفكر في امتلاك جناحين بدل الساقين. لكن عقله مشغول على الدوام بما قاله له زقزوق قبل أن يفارقه.." الآن عرفت أن جناحيك أطول من جناحي"
يتساءل محتارا: أين جناحي؟؟ مالي لا أراهما رغم أنهما أطول من جناحي زقزوق؟؟
استدعى أصدقاءه الكثيرين وصالحهم واعتذر منهم على سوء معاملته لهم. فصاروا يترددون على مكانه كل يوم بعد الزوال. قص عليهم حكايته مع زقزوق وآخر كلام قاله له. فراح كل واحد يفسر لغز الجناحين اللذين يملكهما عقور. فتشوا جسده علهم يروا أجنحة تنبت في جسده. وأفردوا شعره الغزير. دون جدوى. لم يجد أحد حلا للغز زقزوق. جاءهم فهيم ذات صباح، كان أصدقاؤه يحفرون الأرض حيث كان يجلس عقور دائما، يبحثون عن الجناحين فقال لهم ساخرا منهم ما قاله أبوه له:
ـ كفوا عن الحفر..أجنحة العصافير صغيرة مركبة على أطراف أجسادها وأجنحتنا طويلة تطول عرض السماء ولا يعيقها على الطيران غير الموت
ازدادوا حيرة من أمره وسألوه دفعة واحدة:
ـ لكن أينها؟؟
ـ إنها مختبئة في رؤوسنا.
فتعانق الأطفال في حلقة كبيرة يغنون ويستديرون بالعجائب الخمسة تحت زقزقة العصافير التي ملأت فضاءهم...
سمية البوغافرية
ربيع، 2008
تعليق