استمع اليه عبر نافذة زجاجية...وقع قطراته كسمفونية خرساء في عالم مليء بالانين ...اضع وجنتي على النافذة ليذهب فكري مع اعتاب الماضي ...وكانه كتاب مفتوح .. ابحث عن كلمات سمعتها كثيرا لاجد لها معنى في ذاكرتي التي قد اتنازل عنها في يوم ما واعطيها لمن يستطيع الاحتمال ومن يملك عفوا وصفحا اكثر مني ..يا ترى هل ان العفو والصفح كلمات في هذا الكتاب ..كلمات لها معنى صحيح وهل عبرت عن رقي الانسان وفازت بتقاسيم النقاء والحانه التي لطالما تكررت لدينا ...من يدري ربما قد اتنازل مع ذاكرتي عن هذه الكلمات والالحان لمن يستطيع احتضانها وسماعها اكثر مني ...اني احاول ان اعكس صورتي في قطرات المطر عبر النافذة لاراها وارى معها حزن دفين وصفح وعفو...من انا؟ قد اكون ذرة مدارها معزول في فلك من ايذاء ووحشية وبغض ...نداء حزين يصعد الي من وادي الصفح ينتحب في انات انسانية ...انه يناديني بصمت ليمتزج مع صوت قطرات المطر ...من انا؟ انا معبد من كبرياء وجراح وعفو ...والى متى ابقى اصفح واعفو... عن مواقف وكلمات اغتالتني بسكين مسمومة ...اماتتني حد الحياة ..فياله من واقع متناقض الكلمات...والشخصيات..والمواقف
نظراتي تراقب المطر..تتعلق كما الغريق بقشة من صبر ..تحدق بقطرة مطر وقعت اتية من مكان بعيد ..رغم صغرها تناثرت لتكشف عن ايام بالية حملتها من ذلك المكان وساعات دقت معلنة الرحيل ... كذيول الشمس يطاردها ظلام المساء ...تتهالك فيها الاماني وتتساقط كاوراق يابسة تبعثرها ريح الخريف ...اه يا قطرة المطر لو تعلمين ..ان هناك قلبا نبيل تخطى محنة الاسى بغير رفقة تبدد وحشة الغربة في وطن!! ...باحثا بين السطور عن معنى يعيش لاجله وامل قد تحدى سهم انطلق من جعبة القدر ...لينمو بين يدي الزمن محتفظا بحياة تهفو لحط رحال ايامها عند اعتابها الخضراء...اليوم يهطل المطر حاملا كلمات تطارد اوراق العمر ...ما هذا اتفاجأ!!!قد اصبحت قطرات المطر زرقاء..وتزداد سطوعا لكنها زرقاء ...انها ليست بقطرات مطر بل انه حبر قلمي التائه في فضاء الذكريات ....وقصص الطفولة الدافئة ..ها هو قد خط الكلمات في صفحات مخبأة ... عن قلب تسارعت نبضاته البريئة جدا لتقفز فوق تتابع الكلمات فتضع نهاية نسجتها بخيالها المترامي في افاق الغد المجهول ...هاهي تبدو كالشموع التي احرقت ضيائها بظلام البغض والايذاء ...وليل من عمرها كان لها نديم تبادلت معه الاسرار..واودعت في رحم ظلمته عبرات كبرياء جريح ..تكلمت واطلقت لانينها صدى يرج غور الشجن ومضت تردد الامل كلحن حفظته من عهد قديم ...امنت ان لا انعتاق منه .. فحملته شعوراً فريداً .. ورفيق درب.. تتجاذبه حلو الهموم..توقف المطر وبدات قطراته بالاختفاء ...نسيت...!!! انه ليس المطر بل حبر قلمي الذي نفذ ولا املك النقود لاشتري غيره والى ذاك الحين لنا لقاء ليس ببعيد
تعليق