مِن يَوْمِيَّاْتِ مُتَشَرِّدٍ عَاْبِر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عصام واصل
    عضو الملتقى
    • 07-08-2008
    • 77

    مِن يَوْمِيَّاْتِ مُتَشَرِّدٍ عَاْبِر

    مِن يَوْمِيَّاْتِ مُتَشَرِّدٍ عَاْبِر
    ٍ



    من طعنات الريح

    من مرايا المنافي

    يأتي هذا الضوء

    من قشرة برتقال منسي على قارعات الذاكرة

    من خنجر مغروز في ظهر الوطن

    تأويلات الريح نائمة على أفخاذ حَجَرٍ خَرَقَتْهُ الطينُ

    كل شيء صاعد نحو ريح لانهاية لها

    الأحبة واقفون على عجل في محطة الطفولة

    ربما تزعجهم نظارتي القابعة في جيبي

    ربما يزعجهم تلصص تبغي اللعين

    قَلَقٌ يتأبط ذراعَيَّ عاشقة

    يتسكع بها في المدينة

    المطر يلقي عصاه لتلقف ما تبقى من حنين منسي على شفاه بائعة متجولة

    يضرب البحر لتعبر شحاذة صغيرة

    يعيد تأثيث التعري

    المطر واقف في عقارب الجنون

    والجنون يهذي كعجوز في قناني البار الفارغة

    أيها القلب الواقف على مقربة من حزني

    هل تنبض الآن أم ثمة حلم أخرق يراود أنفي

    كل شيء فاتن إلا وجه هذه المدينة ذات العشرين باب

    كل شيء فان ويبقى وجه هذه المدينة اللعينة

    الـ ما تزال مليئة بالعسكر

    والباعة

    والشحاذين….

    كعادتها

    ما تزال مليئة بذاكرتي المتعبة

    بالصمت المقتول بيننا

    بصباحي الملغوم بجريدة لا يقرؤها أحد غيري

    بحبيبة مهملة في كتاب مدرسي لا يناوشها غير طرفي

    أيتها الأزقة هل مر الصباح من هنا ذات يوم

    أيتها العابرات هل تزوجت إحداكن ذات حلم

    هل عاد أهلكن من الحرب يوما ما

    هل تذهبن معي إلى خارج صحوي؟

    أين مقبرة الزعماء هنا؟

    أيتها الطرقات هل داست عليك السعادة ذات يوم كأقدام بائعة اللوز هذه؟

    ذاكرتي مقتولة أيها الليل

    أيها الوطن المنفى

    أيها المنفى الوطن

    أيها المعطف المتعب على كتفي

    أيها الرصيف الحزين

    أيها القلب المسافر نحو الفراغات لتكتمل بها

    أيتها القناني الحزينة

    كأس مكسور

    هي الحياة

    تبحث عما يملؤها فلم تجد إلا جثتي ورفات ذاكرتي

    حزين أنا أيتها المربعات المحدودبة على أكتافي

    حزين كقيثارة لوركا

    القيثارة تستنزف الدمع على أشياء نائية..

    ومن المحال إسكات بكاء الروح..

    كيف أتعلم أن لا أنتظر..

    قالت امرأة تعلم كثيرا

    تعلم أن لا تموت وتعلم كيف تموت إن اضطررت

    تعلم كيف ينمو العشب في أزقة طفل حزين

    وكيف ينمو الفجر في شفاه الليل

    تعلم كيف ينمو المطر في شفاه العطش

    وفكر في الضوء المقتول على أطراف وطن متعب بهذيانات المرافئ

    أجمعها كلها واحزم أمتعتك وغادر صوب الريح.




    الجزائر/1/12/2008م
    [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
    الذين يتجولون في الشارع
    بحثا عن اللصوص
    سرقوا
    م
    ح
    ف
    ظ
    ت
    ي[/color][/B][/B] [/align]

    [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]
  • رحاب فارس بريك
    عضو الملتقى
    • 29-08-2008
    • 5188

    #2
    الكاتب القدير عصام واصل

    حين أتجول بين حروفك ,تاخذني الدهشة .
    أشعر بالرغبة بقراءة المزيد .
    أصل لنهاية الخاطرة .أشعر كأن حاجزا يمنعني
    من المسير أكثر ,يوقفني على حدود الفكرة والتأمل ,
    فأبقى جامدة خلف الجدار , أنتظر , لعل نصا جديدا .
    يلوح لي في الأفق من بعيد ..
    لأتقدم منه وأتابع المسير شاخصة بنظراتي الجائعة ,دائما وأبدا.
    للحرف الجميل.
    لك مني كل التقدير
    ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

    تعليق

    • عيسى
      عضو الملتقى
      • 24-03-2009
      • 140

      #3
      الكاتب الفاضل



      عصام واصل


      تصَويرُ سينمائي َ

      لمشهَدَ رُسِمَ بِ دموعَ

      حرَضَ قلبي على البُكآء

      بصمتَ ..

      وحرضَني على القِرَاءهـ

      الى النهايهـ..

      ثم اعودَ

      للبدايه من جديد .. !


      لـ طُهَر قلبكَ اجمل الورود
      [CENTER][IMG]http://saaid.net/twage3/161.gif[/IMG][/CENTER]

      تعليق

      • أسماء مطر
        عضو أساسي
        • 12-01-2009
        • 987

        #4
        لوركا الحزين ذاك...
        صادفنا حين كنا نغمس الثلج في اتقاد دربنا،كي نتوحد...
        انت الذي تكتب بالمطر بعض الشظايا من طفولة الصحو..
        و تتذكر التمائم لحطة الغرق الأبيض..
        انت ما تبقى من وطني...
        من منفاي..
        من شرودي...


        الرائع عصام..
        عودتك بحجم الكون تلون المدى..
        و حروفك تجعل السوسن ينمو في خجل الهتاف..
        في غيابك كان الصدى يرد على حزن الجدران...
        و الآن تنهض الينابيع...

        سعيدة بالقراءة لك من جديد.
        [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

        تعليق

        • وفاء الدوسري
          عضو الملتقى
          • 04-09-2008
          • 6136

          #5
          [align=justify]غادر الحلم صوب الريح...
          في زمن الهجرة والمنفى ...
          مشردة قوافي الأيام بلا جواب ...
          وكأن الثواني تناثرت بلا حراك على امتداد الأرض ...
          معلنة حزنا على معنى خلف عابر.. لعابر ...
          في زمن يتجول حرا فيه كل شيء.. إلا الاحلام ...

          الأديب عصام واصل
          لقلمك سمو يعرفه الحرف..يعرفه المعنى.. الذي يتوج الكلمة...
          تقديري واحترامي [/align]

          تعليق

          • بلال عبد الناصر
            أديب وكاتب
            • 22-10-2008
            • 2076

            #6
            عصام , فاضلي

            سأصمت هنا , أمام هذا الحزن المتأرجح على كتفيّ الزمان
            محبرة ذات صدى يتسلقُ جبال الروح و المشاعر .

            تقديري و إحترامي .

            تعليق

            • على جاسم
              أديب وكاتب
              • 05-06-2007
              • 3216

              #7
              السلام عليكم

              الأخ عصام واصل ..

              تحية لك

              تعود مرة أخرى بمحملاً بالجمال

              وهذا وما وجدته هنا

              وبدون مجاملة والله

              خاطرة تستحق التثبيت وأن يكون مكانها الطبيعي في الأعلى

              تقديري لك
              عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
              يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
              فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
              فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

              تعليق

              • عصام واصل
                عضو الملتقى
                • 07-08-2008
                • 77

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
                الكاتب القدير عصام واصل

                حين أتجول بين حروفك ,تاخذني الدهشة .
                أشعر بالرغبة بقراءة المزيد .
                أصل لنهاية الخاطرة .أشعر كأن حاجزا يمنعني
                من المسير أكثر ,يوقفني على حدود الفكرة والتأمل ,
                فأبقى جامدة خلف الجدار , أنتظر , لعل نصا جديدا .
                يلوح لي في الأفق من بعيد ..
                لأتقدم منه وأتابع المسير شاخصة بنظراتي الجائعة ,دائما وأبدا.
                للحرف الجميل.
                لك مني كل التقدير
                الاستاذة القديرة رحاب:
                سلام الحرف أما بعد..
                لمرورك نكهة الكرز.. ووقع دهشتك تضفي على النص دهشة فيكتمل..

                تمتماتي تعانق روحك وتصافح بياض قلبك
                [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
                الذين يتجولون في الشارع
                بحثا عن اللصوص
                سرقوا
                م
                ح
                ف
                ظ
                ت
                ي[/color][/B][/B] [/align]

                [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]

                تعليق

                • صالح عمر
                  عضو الملتقى
                  • 05-03-2009
                  • 60

                  #9
                  أخي العزيز عصام حفظ الله واصل
                  ماكنت أقرأ لك كثيراً
                  ولكني قرأتك هنا
                  حينما نطقَتْ غربتك صراخاً
                  ودمعت عيناك بابتسامة
                  خليطاً من معانٍ عظيمة
                  تقبل مروري على خجل
                  واحترامي الدائم
                  [align=center]وطني الحب[/align][SIZE="4"][COLOR="Blue"][/COLOR][/SIZE]

                  تعليق

                  • حفصة فهمي
                    مدير قسم
                    أَمِيرَةُ أَلْإِِِِحْسَاسْ
                    • 08-06-2008
                    • 321

                    #10

                    رفقَاَ رفقَا ..بالقلمْ

                    ساقفُ هناَ لاقرأ كل كلمةِ

                    واتاملُ الحزنَ فهوَ مكانُ لي

                    القدير...عصام واصل

                    طبتَ عظيم البوح والبهاء

                    شامخًا منفرد ..

                    لك الورد والتقدير
                    \
                    ح ف


                    //
                    حتى اقل الحزن يتقن تعذيب الذاتـ...

                    انسج من الوحـدهـ لوحـه للقأدم الاجمـل

                    الونهـا بألوان انثى ..(أميرة ألإحساس)..

                    واعلقهــا ذكرى على وطن

                    :: ملتقى الأدباء والمبدعين العرب::

                    تعليق

                    • عصام واصل
                      عضو الملتقى
                      • 07-08-2008
                      • 77

                      #11
                      شكرا لكل من مر من هنا...
                      [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
                      الذين يتجولون في الشارع
                      بحثا عن اللصوص
                      سرقوا
                      م
                      ح
                      ف
                      ظ
                      ت
                      ي[/color][/B][/B] [/align]

                      [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]

                      تعليق

                      يعمل...
                      X