((عروس الياسمين))للشاعر: شادي أبو حلاوة إشارات الشاعرمهتدي مصطفى غالب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مهتدي مصطفى غالب
    شاعروناقد أدبي و مسرحي
    • 30-08-2008
    • 863

    ((عروس الياسمين))للشاعر: شادي أبو حلاوة إشارات الشاعرمهتدي مصطفى غالب

    [align=center]إشارات
    إلى
    ((عروس الياسمين))[/align]

    [align=center]مجموعةالشاعر:شادي أبو حلاوة[/align]
    [align=left]بقلم الشاعر : مهتدي مصطفى غالب[/align]
    [align=center]ليست دراسة نقدية بل بوح يرافق بوح الشاعر بتنهداته لعروس الياسمين التي تربعت عرشها بين يديه... عروس الياسمين التي تلهو في قلب الشاعر و على أصابع الحب و الحنين دون ضجيج .. بل تأخذ مسارها من مفردات العفوية و تتلطى خلف غيوم من الدهشة و اللهفة التي لا تتكاسل حين تغرق في أمطارها الخصبة لحد الشفافية العاكسة للبراءة و الحنين الطافح بالشاعرية التي غدت راكضة إلى مشتهاها المتفتح زهوراً في بساتين القصيدة المولودة من رحم العفوية
    ***
    حين تفتح البتيلة الأولى من أوراق ياسمين القصيدة في عرسها عند شادي تتصبَّحُ بسلمية مدينة التاريخ و هي تغافل الشاعر لتخرج مفردات تعاتب القصيدة التي شكلتها عبر قرون من التألق الحضاري فهي خرجت من حقيقة سوريتها المتشكلة و المشكلة للحضارة البشرية فدرست و دَرَست الأمم و الشعوب التي حاورتها أو حاربتها فانتصرت الحقيقة الإنسانية و اندحر السيف في قبضة العادي لتخرج لتحبو في عصور من حجر التعددية و الاعتراف بالأخر الذي أصبحُ أناها فلا هي بقيت هي و لا هو بقي هو كلاهما صار مفردة ترقص على شفاه الشاعر الورقية لتسمي الأشياء بصفاتها و كينونتها الأبدية ... هي الأم التي ((تحيك الفرح و ما تعبت جفونها))
    ***
    شادي .. حاد كالصمت حين يغني بكلام نسجه من أفقه الذي يبحث عن طلةٍ شعرية تقتحم وحشتنا و وحدتنا لتكوِّنَ من صداها أفقا من ألاعيب الرجولة التي لم تخرج من طفولتها بعد و لم تتأنق لتقابل من تحب و لم تتكاذب مع نفسها كي تعرفها على حالها بل خرجت كما هي عفوية و صادقة و عارية من الألفاظ المزركشة و المزخرفة كي تسحر بمحسوساتها فكرنا ..فأرقت القصيدة لأنها عرفت حقيقة إحساساتنا فانطلقت إليها لتشرب معها ماء البوح الذي لا يغافل شاعره بل يؤاخيه و يلاقيه كي يرحبا معاً بظلِّ المتلقي الذي يدخل جنان القصيدة و يتدفأ ببردها
    و عبيرها ...
    ***
    قصيدة شادي تحترم نفسها واضعة المتلقي على بساطها الريحي العذب الذي يأخذه حول المفردات لتتشكل الرؤية التي تكشف ستر دعوته لكي نسكن و نتساكن مع القصيدة في تألق لحظاتها التي لا تعود بل تتكسر مجاديفها و هي راحلة في أفقنا حتى تعانق شفق الشعر و تنام على كتفه حمامة تدفئ زغاليلها بالهديل
    ***
    عروس الياسمين .. نبتة برية من شعر لا يقارب الخطيئة و لا التوبة بل هو فوقهما يسبح كسمكة من بهاء تلبي سحر أغنيات الحبِّ الواسعة لحد الضيق و الضيقة لحد الفضائية في كونها تغتسل بماء البنفسج لتنام على سرير الأنوثة تداعب ضفائر العطر فتتآكل السبل و يصلها من يحمل في يديه زنبقة من بريق و قبلة من وجع .. تتسلل كنيزك يعرف أن حياته الضوء و موته الاحتراق .. هكذا هو شادي يضيء كي يأتلق و يحترق .. على صفحات من ربيع يضحك لحد البكاء و يبكي لحد الضحك
    ***
    (( رحلة في الذاكرة)) .. اعتذار الشاعر من ذاكرته التي بدأت تشيخ طفولة و مراهقة على صدر الحبيبة التي يوجعه الحب و يخنقه النسيان فيسافر بالحبيبة كرفٍّ من طيور مهاجرة بين البراءة و القسوة التي تفرفط عقد الريش في أجنحتها بطلقة النسيان و التشظي انتحارا و أمنيات..
    رحلة بين أن تكون الذاكرة أو لا تكون لكن شادي يريدها أن تكون فتكون و يكونان معاً .. جناحاً يرفرف ضد النسيان
    ***
    ترك شادي روحه تكتب القصيدة ضد عفونة القصدية و المكابرة .. فهو يحبُّ الأمنيات.. فهي تخضر بين مفرداته ربيعا أهدته إياه الحبيبة قصيدة من نور تعتق على جناح فراشة انتحرت كي يضاء هذا الحب بكل معنى الشعر
    الواثق من مضامينه و ألفاظه الموحية بأحلام اليقظة التي توقظ الرؤية لدى المتلقي اللهفان كي يحس و يشعر بأن وجوده تسطر في ثنيات قصيدة من ربيع
    ***
    حين تضحك القصيدة معانقة المفردات التي شقَّ الشاعر صدره كي يفتش عنها و يعطيها هويتها.. تتفتح أمام المتلقي ستائر و حجب المعاني فيصلها فاردا جناحيه كي يحلقان معا في سماء من عبق الحياة و الحب الذي لا يرتدي إلا ثياب عاشقيه التي يفصلها من الألم و الأرق و الانتظار و اللهفة و الدهشة التي لا تستكين إلا على ورق القصيدة للحظات ثم تعاود حراكها لتعيد تشكيل القصيدة من جديد
    ***
    شادي يجلس بين غربة الروح و شمس القصيدة التي تأخذ جدائلها من تطلعات معرفية ترتجف أمام حقيقة الكينونة التي تتراكم ألماً و حنيناً و لوعة و امنيات من فرح اللحظة .. تحيك من شباك اللهفة بوابة لصباحات مثقلة بالدموع و الأقمار التي نسيت نومها فقتلت النعاس بالمستحيل كي تحنُّ لمنافي فلكها التي تسبح بها راسمة ما غاب عن الحس و ذهب إلى الإدراك ... فيحلم شادي نصوصاً تسهر معه و مع المتلقي على حافة الرؤية الإنسانية القلقة المجروحة بالجماد و الصنمية مرفرفة بأجنحة من خيال و وحي و حرية تأخذها المفردة لتسكن في أي مكان تختاره من الجملة ..على نهر أو جدول من ماء الشعر ..و جمال اللغة.. الخاصة التي تقطع حدود المستحيل إلى القصيدة.
    ***
    قصيدة النثر التي ظهرت من مواقف
    النفري و الحلاج و إشراقات السهروردي و تألقات جبران خليل جبران و تألما ت أمين الريحاني و كآبات إسماعيل عامود و أبديات و سمرنار سليمان عواد ..و خواتم..إنسي الحاج و وردة يوسف الخال .. و حزن و غرف و سجون و حرائق و جنات محمد الماغوط .. و أساطير رياض الصالح الحسين ..و اتجاهات جودت حسن .. و امرأة محمد حيدر ..و انطفاءات فؤاد كحل ..و إسماعيل ادونيس و حبر إعدام سنية صالح .. و أسفار حسين الحموي و إلياس فاضل .. و حقائب يوسف عادلة و عري حسين هاشم ..و بلعاسيات خضر عكاري ..... هل بدأت تتعب ؟؟ فتبحث عن كينونة أخرى؟؟..
    ***
    قصيدة النثر لم تقل كلمتها بعد كي تصمت فهي لازالت في رحم شاعرها تأخذ منه أكثر مما يأخذ منها .. يعطيها و لا تعطيه .. إنها تعد نفسها لتكون لائقة بشاعرها ...و لتخرج إلى ضوء كونها ..و لكن أخطئ أنا حين أقول هي و هو فقصيدة النثر إن لم تكن هو(الشاعر) فلن تكون هي (القصيدة) .. لأن ولادتها هي ولادة الشاعر الإنسان و الحرف المعانق لهذه الولادة الإنسانية العبقرية
    ***
    ما كتبه العاشق المتسول شادي هل هو قصيدة نثر أم نصوص تقارب القصيدة لكنها ليست قصيدة ، تجاور الشعر لكنها ليست شعر ؟؟
    أقول هي نصوص تنتمي لشادي و لا تنتمي لسواه ..
    هي لمن لا يعرف شادي يقلب أوراق حياته و يرتبها كي تبدو كما يشتهي و حين ينتهي يعاود صياغتها ثانية و ثالثة و رابعة لأنه في كل مرة ينتهي من هذه الصياغة يجدها لم تعبر عن كله بل عبرت عن بعضه .. فيحاول أن يجعل كل حرف في نصه يصرخ : أنا شادي أبو حلاوة ليس إلا ..
    و هذا هو الشعر و هذه هي قصيدة النثر التي لا تريد إلا أن تكون شاعرها ...
    ***
    كما قلت هي ليست دراسة نقدية بل إشارات و محاولات للتعريف بالشاعر و قصيدته فهل عرَّفتُ به ..؟؟
    على ما اعتقد أن هذه الإشارات ضلَّت طريقها فدخلت في الشاعرية و تخلت عن التعريفية ... إلا أنها كانت كما أنا و كما أردتها أن تكون .. مواقف أمام قصيدة شادي كي تحاورها و الحوار أول خطوة على طريق قراءة القصيدة و الشاعر[/align]
    ليست القصيدة...قبلة أو سكين
    ليست القصيدة...زهرة أو دماء
    ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
    ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
    القصيدة...قلب...
    كالوردة على جثة الكون
يعمل...
X