شكلت الشاعرة خارطة شعرية
وحاصرت حبيبها ببديهيات هي
تشبهني .. اقترب
وتشغلنا القناديل عن التفكير
توحد في كل شيء فلِمَ هذا
البعاد .. وهنا روعة شعرية
نثرية اذهلتني حقا تقول :
وأفتح لي بساتين النرجس يوشك القلق
أن يبدد من طفولتي لون المطر....
عفة ونقاء وشفافية ابتعاد عن الاقتراب
المرئي الى الاقتراب اللامرئي
حتى بت ان اكون ناقدا بقرار التوحد
معها اي اكون بعوالمها واكتفي ..
تقديري

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

لغة استثنائية تستصحب جوانية لا يمكن فك شفرتها إلا من كانت له أنامل بارعة، تماما كما قال يوما برنادشو في المرأة/ اللغز المحير، على اعتبار أن القصيدة قرين للمرأة:« المرأة قيثارة لا يحسن العزف عليها إلا من كانت له أنامل بارعة» وحين تغوص بنا ضحى في ماغما البلاغة الشعرية، فهي بكل تأكيد تكون بصدد استفزاز المتلقي العادي الذي لا يحمل آليات نقدية يستطع بها ومن خلالها فظ بكارة اللغة، وكثيرا ما أجدني أتساءل: هل حقا ضحى من سلالة معشر الذين يستطيعون ترويض اللغة إلى حد الغوص بنا في مقولة: إنها من زمرة من يفكرون من خلال اللغة وليس العكس، اللغة التي تروضها بشكل عجيب لتصبح موحدة مع الذات الكاتبة والمنكتبة في آن واحد.. ولعل امتلاك هذه القوة في ممارسة جنس الشعر لا يمكن امتلاكها خارج طقوس مرجعية ثقافية معينها يرجعنا إلى تيارات شعرية حضرية بدوية كما هو الشأن عند المتنبي، وتيار مدرسة الصنعة التي تعمد أساسا على جعل اللغة مطواعة يصنع بها المبدع ما يشاء حين تتوحد معه في كينونة واحدة وموحدة..
نلتقي.....مفتونة بدم البابلي....
فأقرأ نارك علينا في خرائط التاريخ....
التي تعد ولائم الفرح فينا....
وتنشرنا في سقف الشمس المتعبة....
شفاف صمتك اليتيم......تعتقله الأغلال
اقترب.....
في مدخل السحابة الغائبة...
في سقف القلب المتهرئ.....
ضحى قادمة إذن إلى رحاب الشعر عبر مثالة الاستعارة التي لا يمتلك ناصيتها إلا من يستطيع معانقة الطبيعة الطبيعة/ الطبيعة الإنسان/ الطبيعة والهيولى الأولى كما يتبناها الفلاسفة.. ضحى عنعنة قبل أن تعانق الغرغرة خارج طقوس الخوف لأن الخوف يعتبر لدى المبدع أول باعث على قول الشعر ما دام هذا الأخير يشبه تماما الفلسفة التي لا تبدأ إلا حين نعيش الدهشة، فيكون ميلاد الأسئلة..
شكرا لضحى وشكرا لشعر يطل علينا عبر هذه النافذة نافذة ملتقانا..
الدكتور عبد السلام فزازي
ما أعظمها من سيمفونية:
قلبك الذي يسيل زجاج في دمي النافر في النصوص...
اقترب.....
وأفتح لي بساتين النرجس يوشك القلق
أن يبدد من طفولتي لون المطر....
لأنّك الأطياف القزحية في قدم الغيمة....
لأنّك الأشكال في كف الرّيح .....
أختم بالياسمين ليلك الشمعي حين
تشغلنا النجمة عن الجنون...
و تشغلنا القناديل عن التفكير....... [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

الاستاذة ضحى بوترعة المحترمة:
تحية طيبة وبعد،،
الاشياء تعود الى طبيعتها وآخر المطاف يرسمه سبيل للعناق، وبما ان الحبيبة شاعرة، ترسم مستوى عارفا لطرف العناق، اذ تهفو الى مقاربة آخَرِها على نفس المستوى، وهو ما تبينه الجمل الشعرية التالية:
/"يطوقنا بالجنون............هناك في أعالي اللغة "
/"قلبك الذي يسيل زجاج في دمي النافر في النصوص..."
وبالتالي حفرت الشاعرة في النص الموسوم "عناق"، الصورة الشعرية وفقا لمتطلبات اللقاء:
"نلتقي.....مفتونة بدم البابلي...."
وايضا الاقتراب، وهو ما افتتحت به المقطعين الشعريين الاخيرين،
ولعل الجملتين الشعريتين في آخر القصيدة:
"تشغلنا النجمة عن الجنون...
و تشغلنا القناديل عن التفكير......."
يرسمان صورة للتوحد، من خلال الوحدة الدلالية التي تجمع بين النجمة والقناديل، وهي الضوء الذي يتعرف في مجال فعل الانشغال، حيث ينشغل الحبيبين عن الجنون والتفكير لانهما مصدرين للضوء باعتبار حمل النجمة على تأدية مفهوم الشاعرة لانثويتها، وحمل القناديل التي مفردها قنديل على تأدية مفهوم الحبيب لذكورتها.
والدلالات التي تقوي من موضوعة التوحد، تجتمع في الحقل الدلالي للتقارب، والمتمثل في "تشبهني، يطوقنا، نلتقي، تشغلنا"
لكن وحسب المسار النصي، لا يأخذ هذا التوحد معناه الفاعل والتفاعلي، ـ باعتبار ان طرفي العناق ينتميان الى ذات المستوى العارف ـ، الا من خلال التقابل المنتج للصراع، وهو ما يعطي النص دلاليته الشعرية، حيث ان الجملة الشعرية التالية:
"تشبهني في انفجارالجرح "
تؤسس لتقارب بين ذاتين لكن في دائرة غليانية، تحتمل ان تأخذ معنى الحب بدلالة مفردة "الجرح"، ومنه نستطيع ان نستقرىء مدلولا لتجربتين مختلفتين يجمعهما مستوى واحد، وهي دلالة شديدة التركيز للايحاء بالعواطف التي تُفعَّل داخل اطار الحب، لكنها لايمكن ان تكون بنفس الدرجة لتفاوت حركة الانفعالات، ولعل الجملة الشعرية التالية تشير الى مستوى تجربة الحبيبة:
"نلتقي.....مفتونة بدم البابلي.... "
ومفردة الدم تقدم صورة بالغة الايحاء على موقف شديد السخونة، وبالمقابل تصور لنا الشاعرة عبر الجملة الشعرية التالية، موقفا للحبيب طاعنا في السكون والفتور:
"شفاف صمتك اليتيم......تعتقله الأغلال"
والمستوى التقابلي المنتج للصراعية النصية ينبع من هذا المستوى الذي يجمع بين الحرارة والفتور، ومنه نستوحي طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في تعارضها الوجودي، اذ ينتفي الضعف من جهة الطرف المشعرن للتجربة، وتمثله في هذه الحالة الحبيبة، ثم تتناسل بعد ذلك الصور الشعرية الدافعة لحركة النص:
"وأفتح لي بساتين النرجس يوشك القلق
أن يبدد من طفولتي لون المطر.... "
حيث تعود الشاعرة الى احضان الحبيب تستجدي عوالمه المتفتحة على الامل (بساتين النرجس)، لتطرد القلق وتستعيد طفولة التجربة، فالحب طفولة لانه تكثيف للوجود لحظة ثورة للعواطف.
نص يمتح من الدلالة لفتح اقواس القراءة.
دمت مميزة ودامت لكم الافراح والمسرات.
اخوك عبد الحفيظ.

مثل العبيد
سلكت بآلاف الأغلال
ورميت من أعلى الشلال
وأقرب أهلي كان يكيد
ما كنت أجيد
سوى الشتيمة في الأجيال
و رد الكيل بالمكيال
ووعيد لا يعدو التهديد
حلمي أنــا
نجــاتي من ظلم الدنـــا
وذيول الذل تلاحقني
فكيف ملاقات المنى
وأين العيد
أنــأ رجل ألف الأكبال
واستأنس من جرس الأغلال
أقول
أقول
ولا أعمـــال...
وحين أواجه بالفعل
للصفع أصمد كالتمثال
ودم الشهيد يلاحقني
يخط بطولات الهزيمة
على عين
على أذن
على مدن صــارت أطلال
همـــي أعيد
للأرض ما كان وزال
بناء البلد المهدوم
بمال الشعب المكلوم
وأيادي الغاصب المحتــال
ودم الشهيد
يزهي بطولات الهزيمة
نبض الوريد
يدبر عن أمس العزيمة
وقد سقى دمه الإقبـــال
وطني البعيد...
بمسافات الزمن الأزلي
كيف انتشالك من غرق
تتلاطمك فيه الأوحال
شغلي الوحيد
قوت يشتد به أزري
مال فألم به أمري
عبثـا يتقاسمه الأنذال
ومن يعيد
ثقتي بغد أترقبه
وضباب فجره يحجبه
بين استقلال واستغلال
ومن المعيد
لمريض تخنقه الأغلال
يبتز بمختلف الأشكال
وجرحه ينزف وديانا
إن إعلانا أو كتمانا
وسرت على هذا المنوال


أغلى التحايا لك...ضحى بوترعة على بوحك الشجي الشجن...
أخوك سعيد بوعثماني

المتألقة ضحى بو ترعة

لا يمكن إلا وأن أعبر عن إعجابي

بالصور الجمالية الغارقة في ثنايا الكلمات

الصور التي تجعلك ترحل عن ذاتك

وتقبع في قعر الوادي

المليء بزقزقات العصافير

وخرير ماء

ونسيم عليل

وصوت فيروز يأتيك من بعيد

يشدو ويتركك تغفو إلى ما لا نهاية

شيء جميل .. كلمات جميلة

تعابير مليئة بالحنان والرومانسية

تحياتي