تويت
المنـــاظـــرة
المنــــــــاظـــــــــرة
لـــم يتبقى على سبــــاق الرئــــاسة العائـــــلية سوى شهــــر واحد يتحدد معه الفائز بلقب ( رب الأسرة) , خاض فيه المترشحين الأساسين غمـــار حملات انتخابية شعواء , جابـــــا فيه كل غــــــــــرف المنــــــــزل الشمالية والجنوبيــــــة أمــــــلاً بكسب المزيد من الأصــــوات الموصلة لسدة الحكم
يتربع فيها المنتصر على رأس أكبر شقــــــة في عمـــــارة الحــــــي لمدة عشر سنوات قادمـــــة.
فعن حــــزب ( الذكــورة الجمهـــوري ) تصدى لهذه المعركـــــة الديمقراطيــــــة ,أبو عبدالله ,
رب الأسرة الحالي والراغب باقتناص ولاية رئاسية ثانيـــة , إذ من المتوقع انتهــــاء مدة توليه بانتهاء التظاهــــرة الانتخابيـــــــة مالم يحصد نجاحاً مظفراً ضد غريمتـــــــه وخصمــــه اللدود , أم عبدالله , الحاصلة على مؤازرة حزبهـــــــا ( الأنوثـــــة الديموقراطــــي) .
على مـــدار أسابيع ماضية , قام المتنافســــين بالترويـــج لحملاتهم الانتخابية مستخدمين كل الوسائل الدعائية بغية اقتناص أصوات أفراد الأســـــــرة المنقسمة على نفسها مابين مؤيد ومعارض . ففي أخر استطلاع للرأي
قام به المعهــــد العائــــلي لقضايــــــا البيت , اتضح بأن الرئيس حاز على أقل شعبية لــــه منذ ثلاث أشهر
نظير ممانعته الشديدة لمشروع قانـــــون تقدمت به المرشحة المنافسة تحت قبـــــــة الصـــــــــالة الشعبيـــــة يطرح فكرة السفــــــــــر لمدينـــــة النـــــــــــور والجمـــــــــــــــال .
ســــرت حمـــــــى الحمـــــلة الانتخابية في كافة أرجـــاء البيت , ففي حيـــــن اتخذ الرئيس من غرفـــــة مجلس الرجـــــال مقراً للحـــــزب ومنطلقـــــــــاً لطرح برنامجه الانتخابي , طفق يطلق منها الوعود ويندد بالخصوم في جـــو تعبقه دلال القهـــوة العربيـــــــــــــة وتزينه أنـــــواع متعددة من الــتمـــــور رافعاً ( مالهـــــــــا إلا رجالـــــها) كشعار انتخابي . بينما صيـــــرت المرشحة المنافسة من المطبـــــخ مركزاً لمؤتمرها إذ تــــدور فيه أصحن المحاشي والأسباغتي وتطلق منـــــه حـــــــــراب النقـــد اللاذع لسياسات الرئيس الخاطئـــــــة والتبشيــــــــــــــــر بمآلات الآمــــــــــــــال بالرخــــــــــاء في حال صارت الرئيسة دون أن تنسى رفع شعــــــــــــــــار ( كفايـــــــــــة تســـــــــلط)
رأى بعدها المتابعون ضرورة قيام المنافسين بالنزول وجهاً لوجه في منــــاظــــرة علنيــــــــــة تقـلص للناخبين هوامش التردد وتمنحهم القدرة للوقوف على مقدرة كل مرشح في معالجة كل ملفات الأسرة وقضاياها الشائكة.
وبعد طول تمعن من الرئيس بحجة انصرافه بأعبـــــــــــــــائه الرئاسيــــــــــة من شــــــــــــراء الحاجــــــــات اليوميـــــة وجلســـــــــــــات السمر مع أصدقـــــــــــائه حتى الفجــــــــــــــــر , استجاب أخيراً على أن تكون علنيـــــــة ومباشــــــرة.
جــــرت الترتيبــــات على قدم وســـاق لعقد أولى المناظرات في غرفـــــــــــة المعيشــــــــــــــــــــة , تحلق فيها كافـــــــــة أفراد الأســــرة الثمانيـــــــــــة ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم لتخطيهم ســــــن الســـــــابعة بينما لهى من
هو دون ذلك بزجاجات الحليب أو مصاصات الحلاوة . جلس المرشحين على كرسيين متقابلين فوق منضدة الطعـــــام يواجهمــــــا الابن الأكبر مديراً لدفــــــــه الحــــوار.بدأت المنــــــــــاظرة في إضـــــــــاءة خافتـــــــــــــة فيما عـــــــــــدا شموع تتراقص خلفها أخيــــــله المرشحين التي حرصا فيها على الظهـــور بأبهــــى حلة فيها , إذ لبس فيها الرئيس بشــــــــــته المطعم بالذهب فوق فانيـلته العلاقيــــــــــــــة وسروال سنــــــــــــــــته القصيـــــر بينما تدثرت المرشحة المنافســــــــــة قميص نومها الساتاني الذي تزينه عند أعلى الصدر الأيمن بدبوس لذكــــرى ضحايا القهر العظيم .
كانت المحــــــــاور الرئيسية التي يجب على كل طرف الإجابة عليها في غضون دقيقتين كالتالي :
1_الحــــــرب على الإرهاب 2_ الوضـــع الاقتصـــــادي 3_ الوضع الاجتماعي
وجه السؤال الأول للرئيس.
س_ هل ترى بأن سياساتكم أتت أكلها في مواجهة التـــــمرد الحاصل من مهنــــــــــــد ونــــــور ؟
ج _ أتوقع بأننا بتنـــــــــــــا محصنين من الداخل جداً وعلينا استئصال شأفه هؤلاء المارقيـــــن
نفس السؤال لك سعادة السيناتورة
ج_ أعتقد بأن سياسة الحرب هذه فاشلة بدلالة تفجر المتابعـــة في أوقات العرض بين كل أطياف العائلة وهذا دلالة على أننا نسير في الوجهه الخاطئة فالمنع يجب أن لا يكون بالفرض وإنما بإعطاء القدوة الصالحة . السيد الرئيس يناقض نفسه إذ هو قد أعترف بزلة لســـان بأنه لا يفوت الحلقات إبان حضوره مع أصدقائه في الاستراحة.
سيادة الرئيس موجهاً كلامه للسيناتورة... هذا غير صحيح بالمرة لم يكن إطلاقا لي أدنى تواصل مع هكذا عفن
السيناتورة .. العفن الحقيقي في تسطيح الرؤى وسحق رغبات الانفتاح على العالم ورؤيته بالصورة الحقة
المحاور ...سعادة السيناتورة أوجه لك السؤال ألان
س_ مارأيك بالوضع الاقتصادي الذي نمر به ؟
ج_ لا شك بأنه مزري ومحبط للغاية .... دخلنا الشهري يتجاوز الــ20 ألف ومع ذلك 70 % من حاجياتنا يتم التقتير علينا بها
المحاور ... دورك سيادة الرئيس
ج_ بالطبع الموازنة الشهرية تمر بأتعس أوقاتها وربما المنافسة تناست تماما مسبباته , إذ أن مجموع فواتير الجوال الخاصة بها تتجاوز الثلث فضلا عن فساتين السهرة التي تمثل عبء إضافي لا يتم الاستفادة منه إطلاقا سوى مره واحدة
فحينما قمنا بمعالجة الوضع حاولنا قدر الإمكان تقليل بنود المصروفات الغير مجزية أو حتى إلغائها لتوفير السيولة اللازمة لبنود أخرى مثل الإيجار ومواجهة الغلاء العالمي المستعر وسداد أقساط الديون المترتبة علينا للبنوك .
السيناتورة .. مقاطعــــة
مع الأسف يبدو لي بأن هنا يكمن تضليل متعمد , فحفلات الأصدقاء الأسبوعية أليست تمثل عبأ بحد ذاته تذهب به أموال طائلة أدراج دخان الشيشة الطائر وما يلزم من ولائم يضرب فيها المثل بالتبذير .
ثم لماذا لا يكون الرئيس شفافا جدا ويعلن بأن لديه خطين جوال وأخر إنترنت فضائي يجلس عليه الساعات الطوال مستهلكا فيه مالا يصدق من واطات للكهرباء..ماذا عن وعوده باستقطاع شهري من الموازنة لشراء قطعة أرض يبنى عليها المنزل .. أين ذهبت تلك الأموال ...؟
الرئيس مقاطعا بحــــــــــدة .... كــــــــــــــــذب لم أستخلص شئ لنفسي
المحــــــاور ... أرجوكمـــــــــــا بهدوء تام
دعونا الان ننتقل لجولتنا الأخيرة فالوقت بات يدهمنا ....سؤالي الأخير أبدأه معك ياسيادة الرئيس
س_ لماذا نتجه صوب سياسات متحفظة مع الجيران ؟
ج_ بالعكس نحذو صوب سياسة ممنهجة واقعية ترى بالجار شريكا لا منافسا يقرضنا بأوقات الأزمات مايخفف وطأتها
ويدفع معنا بالمناصفة فواتير الصرف الصحي وجلب المياه المحلاة
المحاور.... مارأيك ياسعادة السيناتورة .
ج _ أرى بأن من الضرورة قطع العلاقات تماماً لأنه ثبت بالدليل المادي بأن أهداف الجيران مؤذية على صعيد استتباب الأمن الداخلي.... فأنا لدي وثائق تقضي بمالايدع مجالا للشك بأن الرئيس واقع حتى أخمص قدميه في غرام أحدى بنات الجيران وبأنه ينوي الزواج بها في حين يوهمنا بصعاب الموازنة مثلما ذكر
الرئيس.......هذا محض كذب
السيناتورة ...... هذه الحقيقة ياسيادة الرئيس المتصابي
الرئيس ..... لا أسمح لك قد تجاوزت الحد
السيناتورة..... هل بوسعك نفي ذلك.... لدي برهان يخرسك للأبد... هذا عطـــر نسائي ملصق عليه ورقه بخط يد الرئيس
الرئيس.... كفــــــــــــــــــــــــــــــى أنا سأعلمكم بأن للديمقراطيـــــــــــــــــــــــــة أنيـــــــــــــــاب
المحاور .... ياجمـــــــــــــــــاعة ... بس دقيقـــــــــــــــة
فــــــــــز الرئيس وضرب المحاور على وجهه فشجه وهاج ثائرا معلنا بقوة رعــــــــده
بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ن رقـــــــــــــــــــــــــــــــم (1)
اعتقال المرشحة في غرفة النوم تمهيداً لمحاكمتها إثر تطاولها على شخص الرئيس وإعلان
فــــــــــــوز الرئيس بولاية ثانية كفلها له الدستور وصوت عليه أغلب أفراد الأسرة بنسبه تمثل الديمقراطية المحقة كما وقد طبقت الأحكام العـــــرفية في المنـــــــــــــــــــــزل
انتهـــــــــــــــــــــــى
بقلم تركي ناصر الحربي
تعليق