مرج من الشقائق نبت فجاة في حقل العمر دافقا قانيا طموحا هل كانت تمتلك حق اقتلاعه هل كانت تقوى على اطفاء عيونه المضيئة وسط سماء مكفهرة و جو متلبد و عواصـــف و رعود ؟
لم يكن امامها اكثر من خيارين اما ان تقبع وسط جدران الاسمنت المسلح و الوجوه المسلحة و الزمن الكالح او ان تتلهى براعاية حقل الشقائق
كانت تعلم حق العلم انها لم تكن الا شقائق,,, رقيقة السيقان ... تميل مع النسيم اذا مال متوهجة المهج,,, متفتحة الاحداق . كانت شقائق ,,, لا غير. نعم كانت شقائق. تتخذ من حقول القمح دروعا ... تختفي في ثنايا السنابل القويــــــــة ,,,و السنا بل مليئة حبات , انعم الله هذه السنة ..فكانت قموحا وفيرة، و اعلافا للمواشي ، و ارزاقا للاثرياء و الفقراء انعم الله بحقول و اعلاف و مواش.
كانت تخرج في كل مساء فترى الارض في حلة بديعة من الخضرة، و مروج من الالوان زرقاحينا صفرا احيانا,
صادفتها ذات مساء بنفسجات ... خجولات تعانقت عند اسفل الصخور , كن جليلات على تلك المقاعد الوثيرة مــــــن الاوراق و الاعشاب حتى اذا ما هب النسيم التجان الى صدر الصخرة ينشدن الاحتماء,,, تلك هي البنفسجات,
اما الشقائق... اه على الشقائق,,, و واه للشقائق... بهجة النظر، فتنة الحقول : تنبت دون استئــذان، و تعلو زاهية بقوام يتمدد ,,,, في يوم او يومين او ثلاثة ايام و تتفتح الازهار شعلة الحياة ,, ربيع الكون يخصب الارض في يوم و ليلة فتطرح حبا و اشــــواقا,,, و لهيبا
وتمر الطفلة مساء مع والدها بين الحقول وتفتنها الشقائق فتهز اباها من سترته "ابي,,, يا ابي ,,, الازهار الحمراء ,,, و يعتذر متعللا بتاخر الوقت و وعورة المسالك الى حقل الازهار . فتثور,,, و تصيح,,, و تضرب الارض بقدميها ,فيتوقف بدراجته الحمراء الجديدة و ياخذها من يدها ويسلكان الطريق الى حقل الشقائق فتتعثر بالصخور,,, و الارض المفلوحة ,,, وتســـــقط و تُخدش ركبتاها,,, فيساعدها ابوها على الوقوف مزمجرا غاضبا و يواصلان الطريق الى هناك فتقتعد الارض و تقطف الشقائق واحدة بعد اخرى و تقبل احداقها و تتاملها وتنظر الى الاهداب المكحولة و الى البؤبؤ المتالق مفتونة مبهورة ماخوذة ثم تقطف و يقطف معها ابوهاو تنظر الى الحقل الاحمر الكبير الذي اصبح بين يديها فيزداد وجيب قلبها الصغير
هذا يكفيها ,,,سيكون في بيتها ما يلهيها عن الدنيا حتى الغد , ستضع سريرها فوق السيقا ن و راسها بين المهج الحـــــــمراء,, و تغفو وهي تتامل الاحداق . انها تحمل الى بيتها مرج الشقائق, و تعود ادراجها تأبى الامساك بيد ابيها المنفعل فصدرها ما يطيق الانفصال عن باقة الازهار
و تسقط ثانية و تتبعثر الازهار و تغطيها حبات التراب فتجمعها متاسفة لابيها ثم تتفطن الى ان جوربيها قد انسلخا في مستوى الركبتين فتغطيهما بباقة الازهار اتقاء لمزيد من الغضب و و تنحل خصلات شعرها على وجههـــــــــا المتورد و يسقط المشبك ارضا فتلتقطه لتجمع به الازهار ويرفعها ابوها الى كرسييها من الدراجة فتتفقّد ركبتيها المنسلختين فاذا عليهما من لون الازهار فتغطي شقائق الركبتين بشقائق الازهار و تعدو بهما الدراجة على الطريق و يضيع صوابها في الطريق,,, لو كان يقبل ان ينزلها عند الاقحـــــــــــــــــوان و السوسان و اللؤلؤ و المرجان لم يكن في امكانها الا ان تفتن بالارض بسحر الألوان
يتبع
لم يكن امامها اكثر من خيارين اما ان تقبع وسط جدران الاسمنت المسلح و الوجوه المسلحة و الزمن الكالح او ان تتلهى براعاية حقل الشقائق
كانت تعلم حق العلم انها لم تكن الا شقائق,,, رقيقة السيقان ... تميل مع النسيم اذا مال متوهجة المهج,,, متفتحة الاحداق . كانت شقائق ,,, لا غير. نعم كانت شقائق. تتخذ من حقول القمح دروعا ... تختفي في ثنايا السنابل القويــــــــة ,,,و السنا بل مليئة حبات , انعم الله هذه السنة ..فكانت قموحا وفيرة، و اعلافا للمواشي ، و ارزاقا للاثرياء و الفقراء انعم الله بحقول و اعلاف و مواش.
كانت تخرج في كل مساء فترى الارض في حلة بديعة من الخضرة، و مروج من الالوان زرقاحينا صفرا احيانا,
صادفتها ذات مساء بنفسجات ... خجولات تعانقت عند اسفل الصخور , كن جليلات على تلك المقاعد الوثيرة مــــــن الاوراق و الاعشاب حتى اذا ما هب النسيم التجان الى صدر الصخرة ينشدن الاحتماء,,, تلك هي البنفسجات,
اما الشقائق... اه على الشقائق,,, و واه للشقائق... بهجة النظر، فتنة الحقول : تنبت دون استئــذان، و تعلو زاهية بقوام يتمدد ,,,, في يوم او يومين او ثلاثة ايام و تتفتح الازهار شعلة الحياة ,, ربيع الكون يخصب الارض في يوم و ليلة فتطرح حبا و اشــــواقا,,, و لهيبا
وتمر الطفلة مساء مع والدها بين الحقول وتفتنها الشقائق فتهز اباها من سترته "ابي,,, يا ابي ,,, الازهار الحمراء ,,, و يعتذر متعللا بتاخر الوقت و وعورة المسالك الى حقل الازهار . فتثور,,, و تصيح,,, و تضرب الارض بقدميها ,فيتوقف بدراجته الحمراء الجديدة و ياخذها من يدها ويسلكان الطريق الى حقل الشقائق فتتعثر بالصخور,,, و الارض المفلوحة ,,, وتســـــقط و تُخدش ركبتاها,,, فيساعدها ابوها على الوقوف مزمجرا غاضبا و يواصلان الطريق الى هناك فتقتعد الارض و تقطف الشقائق واحدة بعد اخرى و تقبل احداقها و تتاملها وتنظر الى الاهداب المكحولة و الى البؤبؤ المتالق مفتونة مبهورة ماخوذة ثم تقطف و يقطف معها ابوهاو تنظر الى الحقل الاحمر الكبير الذي اصبح بين يديها فيزداد وجيب قلبها الصغير
هذا يكفيها ,,,سيكون في بيتها ما يلهيها عن الدنيا حتى الغد , ستضع سريرها فوق السيقا ن و راسها بين المهج الحـــــــمراء,, و تغفو وهي تتامل الاحداق . انها تحمل الى بيتها مرج الشقائق, و تعود ادراجها تأبى الامساك بيد ابيها المنفعل فصدرها ما يطيق الانفصال عن باقة الازهار
و تسقط ثانية و تتبعثر الازهار و تغطيها حبات التراب فتجمعها متاسفة لابيها ثم تتفطن الى ان جوربيها قد انسلخا في مستوى الركبتين فتغطيهما بباقة الازهار اتقاء لمزيد من الغضب و و تنحل خصلات شعرها على وجههـــــــــا المتورد و يسقط المشبك ارضا فتلتقطه لتجمع به الازهار ويرفعها ابوها الى كرسييها من الدراجة فتتفقّد ركبتيها المنسلختين فاذا عليهما من لون الازهار فتغطي شقائق الركبتين بشقائق الازهار و تعدو بهما الدراجة على الطريق و يضيع صوابها في الطريق,,, لو كان يقبل ان ينزلها عند الاقحـــــــــــــــــوان و السوسان و اللؤلؤ و المرجان لم يكن في امكانها الا ان تفتن بالارض بسحر الألوان
يتبع
تعليق