حين هسهس زاردشت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد لافي
    عضو الملتقى
    • 02-04-2009
    • 12

    حين هسهس زاردشت

    [align=center]"جوجو موجو"

    حين هسهس زاردشت [/align]



    هكذا إذن! فهذا العالم الارعن يقوده حمقى!

    ونحن. ألا يحق لرعننا بقليل من الهواء والحرية..

    الى متى سنبقى العقلاء الحكماء الرزناء المهوسون بالازياء الاحتفالية التي تقيد الجسد والعقل بدءا من الدشداشة الناصعة المغطاة بعباءة الحرير الشفاف وانتهاء ببدلات السموكن في عز القيظ!

    اريد مجانين..



    صحى فزعا مرعوبا مسكونا بالقلق الإنساني والغريزة القتالية الأولى للإنسان القرد، غذتها فيه قصص جون وين وكلينت استوود والتوارة!

    بعد ليلة ربما كانت صاخبة في مستواها قياسا لنبي ينفذ تعاليم الرب المختبئ خلف غيمة تظلل جبال روكي..

    رغم انه قاطع الويسكي منذ وجدت فيه النخبة الانغلوساكسونية خليفة محتمل لتبوء عصى موسى في أرض الميعاد، إلا أنه لم يمنع ولم يمانع في ترع عدد من الكؤوس من النبيذ المعتق الذي روعي فيه النقاء من المركبات الكحولية الكيميائية واعتمد فيه العنصر الطبيعي المحض الذي عصرته الآلات الخشبية في ريف مرسيليا منذ عقود وخزنته اقبية الاليزيه، حتى لا تستيقظ فيه عقدة الادمان القديمة، وحتى ينفتح اكبر عدد ممكن من خلاياه الدماغية المنهارة لاستيعاب النقاش السطحي والتعاليم الاكثر جوهرية مع رجال الطاولة البيضاوية في إحدى النوادي المنغلقة عن كل شيء الا الغيمة القابعة فوق جبال روكي

    تضغط ربطة العنق على رقبته بشدة، لكن بروتكول هيبة النبي يطغى على اعتبارات عديدة خاضعا لقانون ظروف الاستلقاء الفكري

    تحفل الجلسة إلى جانب نبيذ من دم "جيسوس" بتعاليم "يهوى" الى "موزيس" في طور تشكل سيناء، تقرأ التوراة،تفخم الآيات وترنم الادعية خلف آيات محددة، يقف لغد وجه ويعلن أن حرب الشر والخير دخلت مرحلة مفصلية..



    يذهب صاحبنا الى مخدعه ورنين الخلاص تداعب خياله، مبهورا بها كطفل يشاهد فيلم كرنون، يلقي التحية على تمثال ليرتشارد قبل القفز على السرير، ينحني امام صليب، قبل ان تغفو عيناه على صورته مسربلا بزي فرسان الهيكل، ليحلم بغريندايزر سوبرمان وربما هيركوليز!

    ***



    طوال صباي وأنا انتظر، اعد السنوات لقدوم ألفين وثمانية، مسكونا بمرض رافق مراهقي تلك الفترة عن الفتى عدنان الذي ينجو إلى جانب القلة من حرب مدمرة تستخدم فيها الأسلحة المغناطيسية، تبيد الأرض وتخل توازن الكون!

    خططت لكل أمر ممكن الحدوث –على أمل الحدوث

    قررت أن الاحراش المجاورة ستكون مكانا ألتقي فيه عبسي الذي سيشاركني المعارك ضد الغزاة، ولكم كانت خيبتي شديدة حين التقيت زميلا في المدرسة اسمه عبسي ويصلح لكل شي سواء عالم رياضيات او وزيرا او بائع بقالة أو رجل متزوجا ببجامة زرقاء مقلمة ونظارات سميكة وشبشب بلاستيك يغسل جديا غداة صلاة الجمعة من كل اسبوع، ويأكل المقلوبة وينام ظهرا وعصرا ومساء، ويشاهد القنوات الاباحية قبيل الفجر، يشتم أولاده واخوانه وابوه لأنه يعجز عن توجيه نظرة عدم رضى لمخبر الحي، ويتلذذ بمشاهدة المسلسلات المصرية....الخ الا ان يكون عبسي



    تغير السيناريو قليلا لكن الخطة لن تفشل، ففي الفين وثمانية سأتجاوز سن عدنان! ربما أكون مناسبا لتقمص شخصية نامق التي سأقولبها لتشبه جون سيلفر الذي لم تتمكن حتى بريطانيا من إخضاع قرصان مثله، المهم ان الامر في ألفين وثمانية لن يأتيني على حين غرة، ومهما يكن فسأكون عنصرا فاعلا في مقاومة لا بد ان تخلق لمواجهة المحتل المغناطيسي، وسنتقمص وابناء جيلي صور ابطالنا التاريخيين في افلام الكرتون التي انتجت منذ هزيمة ألمانيا وبدء الحروب الباردة والساخنة حتى الحرب الكونية التي ننتظر، سنقاوم المحتل الغريب، صورة الشر ايا كان، جيل من "الشجعان الثلاثة" و"فتيات القوة" و"الرجل الحديدي" و"الليدي اوسكار" .. جيل متطور من "البيكومونات"..!



    جاء ألفين وثمانية.. لم أكن وحدي من يتابع عدنان ولينا بمثل هذا الشغف!

    ***

    استيقظ بهلع يلهث كمن لا زال يحلم بأن لديه أمل بالهروب من وحش يلحق به! نظر حواليه، تلمظ وطعم نبيذ الليلة الفائتة أخذ مذاق فطيرة غير ناضجة على مذبح صهيون

    علم انه وجد أخيرا السبب ليتم تصديقه من قبل رئيس القرية التي ملت من صراخه عن الذئب الذي لا وجود له

    رفع الهاتف الأحمر، وضغط على زر يلغي المراقبة الرسمية له، قرأ عن قائمة قربه وضغط رقما من خانتين..

    ***

    كبر ذلك الصبي ولم تنزو في ذاكرته أي من حلقات كارثة ألفين وثمانية، التي كانت في كل عام منذ قص شريط الالفية الجديدة في سدني يحمل احتمال تطبيق سيناريو حربها الكونية..

    انتفاضة الأقصى الثانية التي حملت جنون الأمة النائمة منذ عقود، قرون! الى أقصى درجات هيسترياها الى الحد الذي اوحى ان هذه الهستريا هي الماء الذي طفح في الكيل وفار حتى ليبدأ يكبكب ويحرق ويسلخ ويفعل مالم يفعله منذ عكا التي سلقت الغازي بالزيت البلدي، لم تكن الا الاقصا في أي فعل مضاد ينتهي بكل وسائل التنفيس والتظريط على ابواب المفوضيات ولجان حقوق الانسان وبيانات التعهد بحفظ السلام، قطع الطريق على كل من يتآمر على الشعب الفلسطيني حتى لو كان هو ذاته، وهو الأرعن الذي لا يكف عن الشغب الذي يستجلب عليه قرص الأذن لما يتسبب غوشة في تأخير "النهضة الشرق الاوسطية"

    ***

    لكن صبيا آخر كبر ولم يغب عنه قصص التوراة وأحلام الكاس المقدسة والحرب الكونية التي ترجمتها قصص أفلام الكرتون في عدنان ولينا وهاري بوتر

    ***



    فغر الرئيس على طريف المحيط الأخر فمه، أربكه بأي لفظ يرد على أحمقهم الجديد الذي تجاوز كل خطوط التربية الاستعمارية الامنة!

    لو كان حفيده لوبخه على ذلك، لسجنه في الباستيل برفقة نخبة من أساتذة الأدب والموسيقى والعلوم،التاريخ والأديان والفلسفة، لجرعه السياسة بكل ملاعق الايدولوجيا، لعلمه أصول السياسة التي لا مكان للفضائح الغيبية فيها، لعلمه درسا في كيفية الاستفادة من العالم دون معاداته، لكان بعد ذلك عمل بكل جد لاستبعاده عن أي منصب سياسي في مستقبل البلاد..



    لكن هذا رئيس الغرب، ريتشارد الجديد، وحامل الدرع الغربي..



    - سيدي الرئيس.. هل تستشيرني بأمر لاهوتي؟ أخشى أن أي من مستشاري الذين قد يملكون إجابات وافيه غير متواجدين لخدمتك الان!



    - لا لا شيراك، يجب ان تفهمني، انا يجب ان أصارحك الآن بعد أن لم تترك لي خيارا.. إن يأجوج ومأجوج سيخرجون قريبا وأنت تعلم ما قالته التوراة عن الشرق، يجب ان نكون هناك، العراق وفارس والأسيويين ضيق العيون..قيمنا في خطر حقيقي جاك



    - أوه سيدي الرئيس! اقدر حميتك، لكن قرار خوض الحرب بيد الحكومة الفرنسية المنتخبة بالتشاور مع الشركاء الأوروبيين والأصدقاء حول العالم، أنت تعلم ان ذلك قرارنا منذ كارثة الحرب العالمية الثانية، وليس خاضعا لرغبات فردية، وأنا كمعبر عن هذه الإرادة أرى أن الحرب لن تحقق المزيد من السلام بل ستجلب المزيد من التطرف والعداء لقيمنا الديمقراطية إن كنت تقصد ذلك.. سيدي الرئيس

    ***



    جاء ألفين وثمانية ومضى الفين وثمانية، انتظر الحرب الكونية تأت وتخلصني،يأت المد الفيضان يشطف الكون ويعيد الفتى إلى غريزته، تنقلب موازين القوة، وتحول إلى خرائط "الشرق اوسطية" الى حفاظات أطفال أكثر البرجوازيين ترفا، تعيد اللغة العربية الى قواعدها، ليس مهما ان تكون سالمة، لكنها حتما ستعود لترمم نفسها كما تفعل دائما



    جاء الفين وثمانية ومضى ، كما جاء ومضى المسيح الدجال، خرج يأجوج ومأجوج وموجو جوجو وكل أنواع ال"FREAKS" من الأساطير من اللاهوت من النظرية النسبية ومن اتفاق الأديان، تنقلب الموازين تتغير الأركان تهوي السماء ويمر مذنب هالي على اساطير منجمينا، تنهار اكذيب وتنهض اخرى، تفلس دبي وتتبخر الدولارات الافتراضية، يذكر شيخ بأحاديث عن الحفاة العراة ومبانيهم الزائلة وقرب القيامة، ويدحض آخرون ويجدون سبيلا اخر لمكافحة "التشيع" ويقرر ولي الامر ان الامر صار اكثر خطورة..

    تمضى الأعوام على امة من العوام، كل شيء بالنسبة لنا نهاية، إلا هم.. كل شيء هو البداية حتى لو قامت القيامة، فنوما هنيئا ياعرب،وعقلا راجحا وحكما سديدا ودخلة فخورة إلى مؤخرة التاريخ..

    محمد لافي "الجبريني"
  • محمد سليم
    سـ(كاتب)ـاخر
    • 19-05-2007
    • 2775

    #2
    أخى الفاضل محمد لافى , تحيتى ,
    قرأتك أخى ..وعندك الكثير لتقوله ..وثرى الثقافة ....
    ولأنها أول مرة أقرأ لك اسمح لى ؛
    هل جربت كتابة قصيدة النثر ؟..أظن لديك تلك الملكة والموهبة ..
    وبخصوص ( الدين ) وجهة نظرى الشخصية وعن نفسى ؛ لا أحبذ الخلط بين السخرية والدين..
    لا من قريب ولا من بعيد( بخاف من لبس الفهم لدى القارئ ) ..
    وأخيرا تحيتى لك وننتظر جديدك ودمت ...
    أجزم أن عندك الكثير من الفنون ومن أدب السخرية ..فهلا نقلت لنا بعض ما كتبت من قبل لنستمتع ونتعرف بكم ...ولى الشرف .....شكرا ...
    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

    تعليق

    • محمد لافي
      عضو الملتقى
      • 02-04-2009
      • 12

      #3
      أخي محمد سليم
      تشرف موضوعي لا شك بمرور اعين الاخوة في على سطوره
      لكنه اكتسبة قيمته هنا حين تركت بصمتك التي ستثريه برأيك استاذي الكريم
      بخصوص الدين فأظن ان علينا النظر اليه بعين الحذر حين تناوله ولكن ليس تركه
      وهنا فقد كان الموضوع مستثارا من اعتراف جاك شيراك باتصال بوش له ليخبره عن ان قوم يأجوج وماجوج موجودون في العراق في سياق تبريراته الخرقاء للعدوان على ارض الرافدين
      وفيه حاولت الاشارة الى أن هذا الغرب بامكانه قولبت ما يشاء علمانيا ام عقائديا لتبرير وترويج خططه واهدافه
      بينما العربي والمسلم عليه ان يفكر الف مرة وان يخضع نفسه دائما لوصاية الحاكم قبل ان يستعين بفروضه الدينية لفهم الحياة..
      شكرا على مرورك المورد

      تعليق

      • محمد سليم
        سـ(كاتب)ـاخر
        • 19-05-2007
        • 2775

        #4
        معذرة أستاذى الكريم / محمد لافى ، قرأتُ السيرة الشخصية لكم بعد كتابة تعليقى ..
        فخجلتُ من نفسى .. ووجدتك أستاذنا ...ولا نصيحة منى لأستاذ مثلك ...
        فمعذرة أستاذنا الفاضل ....
        وشرفتُ بمعرفتكم ..ودمت لفنك ولنا .......
        شكرا لردكم الكريم .
        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

        تعليق

        • محمد لافي
          عضو الملتقى
          • 02-04-2009
          • 12

          #5
          بل انت من اخجلتني اخي محمد
          في فضاءاتنا لا كراس ولا مناصب نخوض لأجلها
          فبم وعلى من يتأستذ احدنا
          ان نقدك ورأيك أخي لن ينقص مني شيئا بل هو يثريني
          لك تقديري

          تعليق

          يعمل...
          X