الضمير
.........
دمنا يرسم على الجدار
أطفالاً وضفائر
يرسم أغنية وقمحاً وستائر
الرّعب ممتعضٌ تماماً
يعضّنا
يأكل لحمنا
يرفض أن يغادر
السماء تبكي
تعتصر ألماً
على دمنا المهاجر
البحر زجاجيٌّ
كانبلاج الصّبح
الصّبح سديميٌّ تماماً
ينزُّ من دمنا
وتنطلق الحناجر
بالغناء .. بالبكاء
تهلّل للطيف المسافر
تهلّل للطيف الّذي
يرسم على الأفلاك...
دمنا...
ونعوشاً ومقابر
لأطفالٍ
وأشعارٍ
وأماني .. ودفاتر
يملُّنا الرّعب السّقيم
وتنفجر الأماني
شظايا
ومرايا
وتغادر......
الى صبحٍ طيّب الاشراق
الى عشقٍ
الى بحرٍ
للمرايا
وتهاجر
قبل أن تصرخ في وجهنا
في بؤسنا
مصيركم المقابر
لا تصرخي...
لا تصرخي يا صغيرتي
دمنا
.. قد تصحّرت فيه المنابر
دفاترنا..
قد مسحت كلّ القوافي
و الرسوم والحروف الأبجديّة
عقولنا قد ضَمُرَت
وعدنا الى نُظُم العشائر
لا تبكِ عينك يا ابنتي
نحن لا نطلب مُلكاً
ولا خبزاً
انما نحيي الضمائر
ضمائرنا أهتراْت من سنين
من عرب الهزيمة
ونُفاخر
بأننا عربٌ
بأننا عرب الهزيمة
والوليمة
عرب العروش
الخائرة.. الكافرة
ونفاخر
منذ حزيران وقبلها
بأننا عربٌ
وعلى الطريق
تموت نساؤنا
ودماؤنا
ونفاخر
بأنَّ عروشنا
...صامدةٌ
على هياكلنا
وعظامنا
..صامدةٌ تماماً
على جماجمنا
وقبورنا
ونفاخر
بأننا عربٌ
واننا عربٌ
ولن نهاجر
.....
بسام