أعدْ لى يدى .!/ ربيع عبد الرحمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    أعدْ لى يدى .!/ ربيع عبد الرحمن

    أعد لى يدي

    كان دائب الحركة والانفعال، يروح و يجىء، ودموع حارة تتهاطل على وجهه، وعتامة تضيّق أمامه مساحة الرؤية، يبتعد، يقترب من المسجى أمامه، بين يدي أمه، ثم بصرخة مكتومة: "لِمَ فعلتَ .. لِمَ .. ؟!".
    يطحن يديه فى حائط العنبر، وبقسوة، بينما جسده يهتز بقوة!
    لوحت زوجه الطيبة، وهى مفعمة بالوجع ، بوجه ممتقع، ودموع لا تتوقف أبدا: "هس .. هس .. إنه يصحو".
    دنا على رفيف روحه، حلق حول الرأس الحبيب، ورائحة المخدر تهف على أنفه، يحط بوجهه على جبهته، يقبله، يحاذر من دموعه، يبتعد قليلا بقلب يرتجف بقوة، يتوه عقله فى تلك اللحظة العجيبة، حين قرر تحت ضغط غيظه، وبشكل لم يسبق له مثيل، أن يقيد يديه عند الرسخين، يقيدهما بشدة، ثم يلقى به فى غرفة المخزن، الملحقة بالمنزل، وهو يصرخ، ويترجاه، ويعده ألا يفعل ما يكره، لكنه صم أذنيه عن سماعه، بل صم قلبه، وأغلق الغرفة، وانصرف دون وخزة ضمير .. حط بجانب السرير، أجهش، تكتم صوته، والمشهد يفترش المكان والوقت : "لا بد من بتر اليدين".
    كأنه طعنه بخنجر مسموم : "ما تقول يا دكتور .. هل قلت شيئا؟!".
    بحزن ، وهو يحدق فى اليدين بين أصابعه: "الرباط أخي كان صعبا، أدى إلى حجز الدم، وكانت غرغرينا .. قل لى مَن فعل هذا به ..؟ هذه جريمة .. وواجبي إبلاغ السلطات!".
    حين أبصرته ينهار تدخلت الزوجة، يتهاوى على الأرض: "كان قد تخلف بالخارج سيدي، ولا ندرى أين كان، وحين أتى كان على هذه الشاكلة".
    انسحق تماما، نار تتمدد فى صدره وقلبه، تتسرب إلى كامل جسده . فزع واقفا، المشهد يعاود الظهور، حين عاد من عمله، ووجد ولده يرسم بنشوة، على حوائط المنزل، ويتفنن فى جرح ما تكلف الكثير من المال، وقد سبق التنبيه عليه، ها هو لا يرتدع، ولا يخشى غضبه .. تناثرت ملامح المشهد ، تكسرت هنا وهناك .. فى طول الردهة، وصوت يصرخ: "لم أبو محمد .. لم فعلت .. ما عهدتك قاس إلى حد تركه وحيدا فى غرفة المخزن؟".
    جحظت عيناه: "لا بد من تأديبه .. لا بد .. لن يحترمنا فى كبره .. لا بد".
    وشهد نفسه يسرع هناك، ويلتقط حبلا مجدولا، ويرتد بسرعة، وهو يقتل الهواء غضبا، يقبض على رسغى الولد، ويجدّل الحبل حولهما ، وهو يجذب ، ويشتد .. يشتد .. الولد يبكى بقسوة، ويراقبه بنظرات خائفة فزعة ..
    حطت يد الطبيب على كتفه: "صحا ولدُك .. كن حذراً". أخرجته من المشهد..
    اندفع كريح عابرا إلى الداخل، كان بالفعل بين يدي الأم، وحين لقط خيال أبيه، صرخ بفزع كظيم، ودفن وجهه فى حجر أمه: "أين يدى يا أبى ..؟؟ أين هي ..؟؟ أعد لى يدي!"؛ فتساقطت جدران الغرفة تحت وقع اللطمة!!
    sigpic
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الله ياربيع عقب الباب
    كم كنت قاسيا
    كاد قلبي أن ينخلع من بين ضلوعي رهبة وخوفا
    أنكون نحن الآباء أحن الناس على أبنائنا سببا في تعويقهم وحرمانهم من نعمة من نعم الله
    لاأدري كيف أصف الموقف وقد حدث مثل هذا ويحدث وإن اختلفت الطريقة
    نص موجع
    كبير
    رائع
    يدمي القلب
    تحياتي لقلمك الذي يتنفس الحب والوجع
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
      الله ياربيع عقب الباب
      كم كنت قاسيا
      كاد قلبي أن ينخلع من بين ضلوعي رهبة وخوفا
      أنكون نحن الآباء أحن الناس على أبنائنا سببا في تعويقهم وحرمانهم من نعمة من نعم الله
      لاأدري كيف أصف الموقف وقد حدث مثل هذا ويحدث وإن اختلفت الطريقة
      نص موجع
      كبير
      رائع
      يدمي القلب
      تحياتي لقلمك الذي يتنفس الحب والوجع
      تصورى عائدة ، كفيه الاثنتين !!
      كيف يعيش هو الفنان الذى لم يفهمه أحد ؟
      و حينما يكبر ، وهو من سكان بلاد التشريع ( السعودية ) هل سيصدقون هذه الواقعة أم سيقولون ماذا .....؟!
      مازلت أبكى من وقت سمعتها
      تقبلى خالص حزنى
      sigpic

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4

        ومثلك أنا تألمت ربيع صدقا
        أعرف بأن هناك من يؤذي أطفاله لظنه أن الشدة الكبيرة تربي
        ولو كان يعلم بما سيحدث لما فعل
        حسبنا أن تلك الأمثال ربما ستجعل الكثيرين يتعظون ويتوقفون ألف مرة قبل أن يرتكبوا مثل تلك الجرائم غير المقصودة
        وحتى نكسر جو الحزن
        لم لاتذهب وتقرأ نص ق ق ج (( باب مغلق))
        هي قصة حدثت مع صغيرتي
        ستجدها مثال مختلف
        تحياتي لك ربيع
        وأتمنى أن تترفق بنفسك قليلا
        فهي أقدارنا تكتب لنا أحيانا
        كل الود لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • مها راجح
          حرف عميق من فم الصمت
          • 22-10-2008
          • 10970

          #5
          الاستاذ الكبير والمبدع ربيع عقب الباب

          قصة مؤثرة ومحزنة
          عدم التحكم في النفس والعصبية المقيتة من الآفات التي تجلب الدمار للمجتمع عامة والاسرة خاصة..
          تحية ود وتقدير
          رحمك الله يا أمي الغالية

          تعليق

          • نازك حسين
            عضو الملتقى
            • 10-04-2009
            • 29

            #6
            أعد لي يدي ( واقعة حية)

            سيدي الكريم الأستاذ ربيع عقب الباب
            تحية
            درامة أنسانية تتكرر يوميا وبأشكال عدة ..
            صيغت بحرفية عالية ..
            فشعرت بالتعايش معهم ..
            بالكاد ميزت حروفها وأنا أطالعها ..
            وأحيانا تحجبها الدموع بشكل كامل ..
            كانت الكلمات تتميز غضبا أمامي ..
            هي جريمة بحق الجاني كما المجني عليه ..
            هي عذاب دائم للأب ..
            هي ذنب لن يغفره لحاله ..
            ياللهي كم هو قاسي بحق الصغير كما بحق نفسه ..
            نطلب الرحمة من رب العالمين ..
            فنحن أحوج ما نكون لها
            سلمت يداك ..
            كل التقدير والأحترام أستاذنا الكبير

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة

              ومثلك أنا تألمت ربيع صدقا
              أعرف بأن هناك من يؤذي أطفاله لظنه أن الشدة الكبيرة تربي
              ولو كان يعلم بما سيحدث لما فعل
              حسبنا أن تلك الأمثال ربما ستجعل الكثيرين يتعظون ويتوقفون ألف مرة قبل أن يرتكبوا مثل تلك الجرائم غير المقصودة
              وحتى نكسر جو الحزن
              لم لاتذهب وتقرأ نص ق ق ج (( باب مغلق))
              هي قصة حدثت مع صغيرتي
              ستجدها مثال مختلف
              تحياتي لك ربيع
              وأتمنى أن تترفق بنفسك قليلا
              فهي أقدارنا تكتب لنا أحيانا
              كل الود لك
              شكرا لك عائدة
              و أهلا بصغيرتك
              الحمد لله
              قرأت و فرحت بها كثيرا ، و تذكرت أشياء مماثلة
              كانت فى معظمها بريئة و رائعة !!

              تحيتى
              sigpic

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                الاستاذ الكبير والمبدع ربيع عقب الباب

                قصة مؤثرة ومحزنة
                عدم التحكم في النفس والعصبية المقيتة من الآفات التي تجلب الدمار للمجتمع عامة والاسرة خاصة..
                تحية ود وتقدير
                نعم مها الطيبة
                العصبية ، و الجهل فى معاملة الأبناء
                كيف نربى ، كيف نرى أولادنا ، و نعرف فيما يتميزون ؟
                كل هذا معدوم
                و هكذا ينتهى الأمر ، هذه عاهة جسدية ، ناهيك عن العاهات النفسية الأكيدة ، و لا تفارق الطفل حتى لو أصبح شيخا ، مؤثرة فى كامل تصرفاته فى الحياة ، و تتحدد بها علاقاته مع الآخرين !!

                تحيتى و تقديرى
                التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 24-04-2009, 14:21.
                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نازك حسين مشاهدة المشاركة
                  سيدي الكريم الأستاذ ربيع عقب الباب
                  تحية
                  درامة أنسانية تتكرر يوميا وبأشكال عدة ..
                  صيغت بحرفية عالية ..
                  فشعرت بالتعايش معهم ..
                  بالكاد ميزت حروفها وأنا أطالعها ..
                  وأحيانا تحجبها الدموع بشكل كامل ..
                  كانت الكلمات تتميز غضبا أمامي ..
                  هي جريمة بحق الجاني كما المجني عليه ..
                  هي عذاب دائم للأب ..
                  هي ذنب لن يغفره لحاله ..
                  ياللهي كم هو قاسي بحق الصغير كما بحق نفسه ..
                  نطلب الرحمة من رب العالمين ..
                  فنحن أحوج ما نكون لها
                  سلمت يداك ..
                  كل التقدير والأحترام أستاذنا الكبير
                  هل لك أستاذة ببعض ألوان و كراسة رسم لصغير ، عجز من حوله عن مده بها ، فأفقدوه كفيه ؟!
                  ما كان عجزا ماديا ، لكنه عجز المعرفة ، و الجهالة ، و الغلظة التى نتوارثها عن الأباء .. نعم نرث منهم أسوأ الصفات ، و نترك أجملها
                  هكذا كان الحال سيدتى .ز وتناسى هذا أجمل و أروع الصفات الرحيمة فى نبينا عليه الصلاة و السلام .. أنا فى حيرة .. ما أسمى هذا .. ما أسميه ؟!
                  شكرا لك على ما جاء هنا فى مداخلتك
                  لك تحيتى و احترامى
                  sigpic

                  تعليق

                  • محمد سلطان
                    أديب وكاتب
                    • 18-01-2009
                    • 4442

                    #10
                    [align=center]الرقيق القاسى
                    ربيع
                    رأيت هذا المشهد سلفاً
                    وكاد يجن جنونى
                    كنت أطيح بالرجل كأن الطفل ابنى
                    يا ااااااااااااااالله ما هذه الغلظة
                    أليس بدمه
                    أليس بلحمه
                    أليس ببنى آدم يحرك مشاعره
                    أكان حجراً فى هذه اللحظة ؟؟؟
                    تصور أبى كان قد جهّز له مسمار فى أعلى الحائط و بعد أن جدل يديه (خلف خلاف ) رفه على الحائط وتركه بالمقلوب و هو يقول له :
                    هعلقك زى الصورة للناس تتفرج عليك .
                    يا حبيبى يا رسول الله أنظر إلى رحمتك بنا و أنت الشفيع المشفع
                    و أنظر إلى رحمة الله بنا و هو القوى الجبار
                    وأنظر إلى آباءنا ونحن ماءهم وهم سبب وجودنا ..
                    حسبى الله و نعم الوكيل
                    حفظك الله أبى من القسوة
                    وحيا منزلتك
                    تحياتى لك
                    ابنكم [/align]
                    صفحتي على فيس بوك
                    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                      [align=center]الرقيق القاسى
                      ربيع
                      رأيت هذا المشهد سلفاً
                      وكاد يجن جنونى
                      كنت أطيح بالرجل كأن الطفل ابنى
                      يا ااااااااااااااالله ما هذه الغلظة
                      أليس بدمه
                      أليس بلحمه
                      أليس ببنى آدم يحرك مشاعره
                      أكان حجراً فى هذه اللحظة ؟؟؟
                      تصور أبى كان قد جهّز له مسمار فى أعلى الحائط و بعد أن جدل يديه (خلف خلاف ) رفعه على الحائط وتركه بالمقلوب و هو يقول له :
                      هاعلقك زى الصورة للناس تتفرج عليك .
                      يا حبيبى يا رسول الله أنظر إلى رحمتك بنا و أنت الشفيع المشفع
                      و أنظر إلى رحمة الله بنا و هو القوى الجبار
                      وأنظر إلى آبائنا ونحن ماؤهم وهم سبب وجودنا ..
                      حسبى الله و نعم الوكيل
                      حفظك الله أبى من القسوة
                      وحيا منزلتك
                      تحياتى لك
                      ابنكم [/align]
                      و له فى ذلك حكم .. ربما بالفعل لحكمة ، صنع هذا الرجل ذلك ، لتكتب التعاسة على هذا الصبى
                      بين العاهة و النفس المحطومة
                      و نظرات من حوله فى المنزل
                      و فى الشارع
                      نعم حسبى الله و نعم الوكيل
                      ظنى أن الأب لو كان يعلم أنه
                      سوف يفعل هذا به ؛ لما فعل
                      أم تراه كان يفعل ؟!

                      شكرا لك محمد
                      تحيتى و تقديرى
                      sigpic

                      تعليق

                      • عائشة الحسن
                        عضو الملتقى
                        • 22-09-2008
                        • 89

                        #12


                        يفعلونها حين يصنعون من " الأبوة " قيد ..!

                        بعض الآباء والأمهات للأسف يجعلون من وصاياهم وأوامرهم واحترازاتهم وأصواتهم العالية مجرد " قيود " خانقة وقاتلة ..!

                        الأكثر ألما في هذه القصة
                        هذا الطفل ما عاد بمقدروه فك القيد لا اليوم ولا عندما يكبر
                        ضاعت يداه ...!!!

                        المبدع دائماً ربيع عقب الباب
                        منتهى الإنسانية الممتزجة بالألم
                        سلمت وشكرا لتشخيصك

                        تعليق

                        • رشا عبادة
                          عضـو الملتقى
                          • 08-03-2009
                          • 3346

                          #13
                          [align=center] من لايَرحَم ... لايُرحم
                          ترى يا أستاذى الرقيق...
                          هل تعمدت أن تحملناو تسقينا مرارة أوجاع قصتك.. فتلقى عن كاهل قلبك بعضها؟؟!!
                          وكيف إستطعت صياغة كفن القسوة ،بقدسية دماء الشهيد...!؟
                          رافقنى نفس الإحساس الممزق الذى أورثتنى إياة قصه للرائعه عائدة أسمها (يد القاتل)
                          كانت تمتلأ هى الأخرى بدماء الضحيه وأوجاعها
                          لكن سؤال أستفز أمومتى يا أستاذى...
                          فى قصتك الرهيبه ترى أيهما كان الضحيه...؟ الأب النادم الذى أوقعه جهله وتصرفه الغير مقصود .. تحت ثقل ذنب إرتكبه فى حق فلذة كبدة وقطعة قلبه....
                          أم هذا الفنان الصغير الذى سيظل يبحث عن يديه، وربما أستطاع لحكمة يعلمها الله ،أن يرسم بصوره أجمل وأوقع... فعدل الله الرحيم سيشمله بلطفه... اللهم آمين
                          يحضرنى مثل كانت تردده جدتى بالشدائد دوما( ربنا بيقطع من هنا ، ويوصل من هناك)

                          وموقف الأم الرائع لكم أعجبنى!
                          إستطاعت أ ن ُتغلب حكمتها على أمومتها
                          ربما لأنها تدرك أن زوجهااا يتألم أكثر
                          وربما تكون لحكمه ستجعل هذا الأب النادم، يقترب من ابنه ويعلمه ويهتم به فيصبح شابا راقيا وربما أصبح فنانا بالفعل
                          ولا حول ولا قوة إلا بالله
                          لك كل التحايا يا أستاذى وسأسامحك على تلك الدموع التى أجرتها سطورك على السقوط
                          دامت رقة قلبك[/align]
                          " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                          كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة رشا عبادة مشاهدة المشاركة
                            [align=center] من لايَرحَم ... لايُرحم
                            ترى يا أستاذى الرقيق...
                            هل تعمدت أن تحملناو تسقينا مرارة أوجاع قصتك.. فتلقى عن كاهل قلبك بعضها؟؟!!
                            وكيف إستطعت صياغة كفن القسوة ،بقدسية دماء الشهيد...!؟
                            رافقنى نفس الإحساس الممزق الذى أورثتنى إياة قصه للرائعه عائدة أسمها (يد القاتل)
                            كانت تمتلأ هى الأخرى بدماء الضحيه وأوجاعها
                            لكن سؤال أستفز أمومتى يا أستاذى...
                            فى قصتك الرهيبه ترى أيهما كان الضحيه...؟ الأب النادم الذى أوقعه جهله وتصرفه الغير مقصود .. تحت ثقل ذنب إرتكبه فى حق فلذة كبدة وقطعة قلبه....
                            أم هذا الفنان الصغير الذى سيظل يبحث عن يديه، وربما أستطاع لحكمة يعلمها الله ،أن يرسم بصوره أجمل وأوقع... فعدل الله الرحيم سيشمله بلطفه... اللهم آمين
                            يحضرنى مثل كانت تردده جدتى بالشدائد دوما( ربنا بيقطع من هنا ، ويوصل من هناك)

                            وموقف الأم الرائع لكم أعجبنى!
                            إستطاعت أ ن ُتغلب حكمتها على أمومتها
                            ربما لأنها تدرك أن زوجهااا يتألم أكثر
                            وربما تكون لحكمه ستجعل هذا الأب النادم، يقترب من ابنه ويعلمه ويهتم به فيصبح شابا راقيا وربما أصبح فنانا بالفعل
                            ولا حول ولا قوة إلا بالله
                            لك كل التحايا يا أستاذى وسأسامحك على تلك الدموع التى أجرتها سطورك على السقوط
                            دامت رقة قلبك[/align]
                            حين كنت أسجل دخولا على الموقع ، كان ثمة إحساس أن شيئا ما ينتظرنى ، ليس جميلا على ما خامر روحى ، و بعد قليل كنت أمامه ، كان كأنه لم ينم ليله ، بمجرد أن رأنى ، صرخ فى باكيا :" ربيع .. قطعوا يده .. ربيع .. من يعيدها له ".
                            ارتعش بدنى ، و رفرفت روحى ، و كادت تصل الحلقوم :" محمد .. ماذا تقول .. هل تهذى ؟!".
                            صرخ ثانية : لا .. ليتنى أهذى .. هل تتصور .................................................. .................................................. ...........اكتبها ربيع
                            لن يستطيع أن يكتبها أحد غيرك .. هيا ".
                            محمد .. هذه قصتك ، و عليك أن تريح أعصابك بكتابتها ".
                            كان مايزال يصرخ ، و يصر ، بكيت ، و انصرفت من أمامه ، قبل أن أعده بكتابتها !!
                            و كانت معى صباحا ، كانت معى بيدى المرتجفة
                            عملت فى التربية و التعليم ، و اتهمونى بافساد الأولاد لأنى لا أضرب أولادى
                            فكنت أضحك و ألوح لهم باعتداد : مالكم عليهم سوى الأخلاق و العلم .. انظروا ماهم عليه ".
                            و كم كان فخرى بهم أستاذة رشا ، و هم يشرحون لمفتش درسا ، هل تتصورين هذا ؟

                            سلمتك رشا .. آسف إن كنت أذيت مشاعرك !!
                            دوما نقية

                            تحيتى و تقديرى
                            sigpic

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عائشة الحسن مشاهدة المشاركة


                              يفعلونها حين يصنعون من " الأبوة " قيد ..!

                              بعض الآباء والأمهات للأسف يجعلون من وصاياهم وأوامرهم واحترازاتهم وأصواتهم العالية مجرد " قيود " خانقة وقاتلة ..!

                              الأكثر ألما في هذه القصة
                              هذا الطفل ما عاد بمقدروه فك القيد لا اليوم ولا عندما يكبر
                              ضاعت يداه ...!!!

                              المبدع دائماً ربيع عقب الباب
                              منتهى الإنسانية الممتزجة بالألم
                              سلمت وشكرا لتشخيصك

                              آسف أستاذة عائشة ، فقد آلمتنى مداخلة الأستاذة رشا عبادة ، فكان ردى عليها سابقا لهذا !!
                              لقد كتبتها على عجل ، و لا أدرى على كانت فى مستوى الحدث أم لا ؟
                              لكن بالتأكيد سوف أعود إليها ، و أحاول مع الأم ، و الأب قليلا ، و مع الطفل كثيرا ، سوف أستنطق كتاباته و رسوماته على الجدران
                              إلا أن كان فى الأمر ، غير ما حكى لى !!!!
                              سعيد بمرورك من هنا أستاذة
                              أشكرك على رأيك و ذائقتك
                              تحيتى وتقديرى
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X