أضواء من حياة شاعر العامية المشاغب / أحمد فؤاد نجم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابراهيم عبد المعطى داود
    أديب وكاتب
    • 10-12-2008
    • 159

    أضواء من حياة شاعر العامية المشاغب / أحمد فؤاد نجم

    أضواء من حياة شاعر العامية المشاغب / أحمد فؤاد نجم
    لاأعتقد أن شاعرا مصريا شقى بشعره كما شقى أحمد فؤاد نجم , فقد اقتحمت قصائده قلوب الناس .. وعلى مدار ثلاث رؤساء اقتحمت القصائد النارية جدران الصمت وانحازت بلا مواربة للناس والمستضعفين والمطرودين من جنة السلطان .. لم تمجدهم ولم تزرع الأمل فى نفوسهم فقط انما سخرت من النظام وعرًته الى حد الفضيحة فسقط من عليائه الى سابع أرض ..
    ولد أحمد فؤاد نجم فى بلدة نجم بالشرقية عام 1929 ..
    لم يستطع استكمال تعليمه بالأزهر الشريف لضيق ذات اليد وعسر حال الأسرة ...
    فتنقل فى مهن عديدة حتى القي القبض عليه فى فبراير عام 60 بتهمة تزوير استمارات حكومية وهمية يحصل بمقتضاها على بضائع يبيعها لحسابه .. وكانت هذه الجريمة نقطة تحول
    فى حياته فقد التقى فى السجن بعدد من الكتاب المحبوسين على زمة احدى القضايا الشيوعية
    بينهم القاص / عبد الحكيم قاسم والكاتب الصحفى / سامى خشبة ومن خلالها تعرف لأول مرة على شعر فؤاد حداد الذى كان معتقلا فى سجن الواحات ..
    وفى السجن بدأيكتب أزجاله وأشعاره فكان ديوانه الأول " من الحياة والسجن " ...
    كون ثنائى مع الشيخ الضرير / امام عيسى الذى فتن به العامة وأقلق السلطة بأزجاله وأشعاره الملتهبة .. وفى غرفتهما فى " حوش قدم " بالغورية التف حولهما المثقفون والفنانين والشعراء من مصر وخارجها فأطلقا قذائفهما النارية التى تحولت الى أغنيات رددها المصريون جميعا ..
    وكانت قصيدة نجم السياسية الأولى " يعيش أهل بلدى " تعبيرا عن فساد الطبقة الجديدة التى تحكم البلاد وتستنزف ثروتها باسم الإشتراكية .. هاجم فيها المثقفون اللذين يداهنون السلطة
    ويقول فيها :
    محفلط
    مزقلط
    كثير الكلام
    عديم الممارسة .. عدو الزحام
    بكام كلمة فاضية وكام اصطلاح
    يفبرك حلول المشاكل قوام
    وفى قصيدته السياسية الثانية " رسالة 8يونيو 67" فيها يحث الجنود على الصمود وحين بدأت الأمور تتكشف كتب أشهر قصائده " بقرة حاحا " إذ انشغل الجميع بكيفية حلب البقرة " مصر " ومصمصة خيراتها حتى الرمق الأخير .. ثم أتبعها بقصيدة نارية يقول فيها :
    الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا ..
    يامحلا عودة ضباطنا من خط النار
    كفاية أسيادنا البعدا
    عايشين سعدا
    بفضل ناس تملا المعدة
    وتقول أشعار
    أشعار تمجد وتماين حتى الخاين ..
    وان شاء الله يخربها مداين
    عبد الجبار
    حينئذ اشتعلت السلطة بالغضب وهناك رواية مؤكدة تقوا أن الرئيس عبد الناصر حين وصله تقرير حول ظاهرة نجم وامام التى عجزت الأجهزة السياسية والأمنية عن اتخاذ قرار بشأ نهما
    طلب أن يستمع الى مايذيعانه من أغنيات وأشعار ثم سأل وزير الداخلية شعراوى جمعة : ايه المشكلة ؟ فقال الوزير : المشكلة ان اعتقالهما يمكن يعمل دوشة بين المثقفين .. فقال عبد الناصر : بلا مثقفين .. بلا كلام فارغ ..! اعتقلهم ..
    فصدر قرار اعتقال نجم فى 15 مايو 69 وألحق به الشيخ امام فى أول يونيو 69 وبقى الإثنان معتقلين لمدة عامين مات خلالها عبد الناصر وتولى السادات الحكم فأفرج عن نجم وامام فى 21اكتوبر 71 فانخرط فى حركة الطلبة المناهضة للحكم والتى تطالب بالحرب واسترداد الأرض فألقى القبض عليه عام 72 ليودع فى معتقل القلعة .. وفى المعتقل نظم عددا من القصائد منها " صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر " وكذا " أوأة " و " القواد الفصيح "
    " على الربابة " .
    وعندما قامت حرب اكتوبر 73 كتب عددا من القصائد التى تمجد النصر وتحى أبناء الفلاحين
    فكتب " ضليلة فوق راس الشهيد " " منشور رقم واحد " " دولا مين " " عطشان ياصبايا " ..
    ثم تطورت العلاقات بين مصر وأمريكا وتقدمت تقدما ملحوظا حتى زار نيكسون مصر
    فكتب قصيدة " شرفت يانيكسون بابا "وهى قصيدة أزعجت السلطات حيث يصف من رحبوا بنيكسون بالجواسيس كما أن القصيدة تسخر من السادات شخصيا ويقول فيها :
    جواسيسك يوم تشريفك ..
    عملولك دقه وزار
    تتقصع فيه المومس
    والقارح والمندار
    والشيخ شمهورش راكب
    ع الكوديا وهات يا مواكب
    وبواقى الزفة عناكب
    ساحبين من تحت الخيط
    وآهو مولد سيدى داير
    شىء الله ياأصحاب البيت
    وبسبب هذه القصيدة أعيد القبض على نجم فى صيف 74 ثم افرج عنه لكنه انخرط ثانية فى صفوف الطلبة يؤازرهم ويلهب حماسهم بأشعاره فأعيد القبض عليه ثم أفرج عنه لتندلع مظاهرات الغلاء 18 , 19 يناير والتى أسماها السادات " انتفاضة الحرامية " فألقى القبض عليه .. وفى هذه الفترة كتب قصيدته المشهورة " أوأة " والتى يهاجم فيها السادات شخصيا
    حيث يقول فيها :
    أوأة المجنون أبو برقوقة
    عيرة وبرانى وملزوقة
    نصاب
    منافق
    ودماغه مليانه
    مناطق موبوءة

    فتم القبض عليه وأودع السجن حتى أحداث العرض العسكرى المعروفة ويتولى حسنى مبارك
    رئاسة مصر ويفرج عن المعارضة بما فيهم نجم ليبدأ فور خروجه مرحلة جديدة فى الصراع
    بينه وبين السلطة ...
    المصدر : كتاب شاعر تكدير الأمن العام للصحفى / صلاح عيسى
  • أماني محمد ناصر
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 389

    #2
    [align=center]أخي الكريم ابراهيم
    شكراً لهذه الإضافة الرائعة والمعلومات التي أعرفها للمرة الأولى
    عن الشاعر أحمد فؤاتد نجم
    حقيقة ممتنة لك[/align]
    أحبب أخاك بقلبك، واغفر له، حتى أثناء طعناته لك... فربما، وأنت تسقط مدمياً، تحتاج لأن تضع يدك على كتفه!!!


    تعليق

    يعمل...
    X