[frame="8 98"]
[align=center]((شفطة شيشة و جرعة الضمير))
[/align][align=center]
تــُرى ماذا كسبت من تخرجي في مجال الصيدلة سوى إسلام زوجتي القادمة من رومانيا فهي من القليلات اللاتي تحملن أعباء الغربة وفرقة الأهل و الوطن ..وانخرطت في مجتمع شرقي بعاداته و تناقضاته ..لن أتحدث عن خصال زوجتي يا عفيف تعال معي أسرد لك قصتي يا ظريف...
بدأت المشكلة بأعباء مادية ضخمة عندما أردت أن أفتح صيدلية في أطراف المدينة لكنني لم أحصّـل معشار معشار مبلغ المشروع فبدأت أبحث عن شريك ومرت أيام و أيام التقيت فيها بجاري القصاب "أبو العناتر" وحدثني و حدثته..وقال الحل عنده فابنه والرأسمال عليه والشهادة عليّ فعنتر ابنه قد تعلم أسس المهنة ...وأمام ضائقتي و مغرياته تنازلت عن مبادئي بعد مشاورات و مداولات موافقا ً على أجرة الشهادة بعشرة ٍوبضع آلاف الليرات...
و بدأت بعمل أخر في مجال غير الصيدلة ليزداد دخلي..المهم دارت الشهور وكنت ألتقي عنتر وسألته مرة كيف يغطي أجور الشهادة و المصاريف.. فأجابني بكل وضوح وصراحة ..أنه بارع بالحساب بهلوان في المحاسبة قال:
أن لديه 35مدمن بشكل يومي من مادة الديكستروبروبوكسفين تغطي أرباحها أجار الشهادة
أن لديه 10مدمنين بشكل يومي من مادة الديازيبام تغطي أرباحها مصاريف الضرائب
أن لديه 5 مدمنين بشكل يومي من مادة الكودائين تغطي أرباحها مصاريف الكهرباء..
أن لديه اثنان من المدمنين بشكل يومي من مادة البنزوهيكزول تغطي أرباحها مصاريف .............
قلت له كفــى ...وصلت المعلومة فشهادتي التي نلتها ببيع أثاث منزل والدي أصبحت لتاجر أفيون ...تاجرٌ بهلوان ملعون...قال الدنيا تحب الشطارة فمن منا يحب الخسارة...
وتمر الأيام وليال ومن جملتها ليلة العيد يهتف عنتر مستنجدا فالأمر خطير لجنة نقابية تفتش عن مخالفات صيدلانية و المفروض أن أكون على رأس عملي فلبيت النداء وكم فوجئت إلى أي مدى وصلت هذه المهنة المقدسة..فقد كان كما وصف لي عنتر ففي كل 5 او 10 دقائق يدخل مدمنا يأخذ تعينه اليومي وينصرف ومن جملة من دخل رجل في نهاية الثلاثينيات بنطاله متسخ و قميصه مضرج بالدماء فهو قصاب في مسلخ كان سكران يترنح و الشرر من عينيه يتطاير لا يدري ما يتكلم اقترب مني و بدأ بي يتمسح ثم قال بأنني من أولياء الله فتماسكت قبل أن أنفجر ضاحكا و بدأ يقرأ الفاتحة رافعا يديه ويتمتم بأدعية ...ثم أخرج رزمة نقود لو أخذتها كلها ما أدرك ومع الرزمة مكسرات من بندق ولوز ...وقداحة ومفاتيح وسألني عن مديته التي يذبح بها و قال أ هذه هي مشيراً إلى قداحته...سبحان الله الذي عافانا و جعل عقولنا زينة لنا ...المهم أعطى القصاب عنتر القصاب السكران تعينه من الديكستروبروبوكسفين وانصرف راضيا وهو يترنح ويغني ليلة العيد آه يا ليلة العيد
وفي اليوم التالي عيد مبارك و تكبيرات الله أكبر
معها نبأ وفاة المترنح وهو يتعاطى أكثر من ثمانين حبة حين ألقت القبض عليه شرطة المدينة... فرح أغلب الناس بموته فقد كان الشر بأصله ..
أما الحقيقة يا ظريف هل يجب علي أن أفرح أم أحزن ...فأنا و أمثالي نتعاطى أفيون الصمت
نحشش في زمن لا نريد أن نرى فيه أخطاءنا
لقد بعنا أنفسنا من أجل (القات) الاجتماعي
لنفترش حشيشة وندس في عقولنا الخاوية شفطة شيشة
وننام على وسادة خيانة الضمير
فكيف لنا صحوة من غفوة الكيف المادي وسط دخان يخنق فينا معنى الإنسان في أعماق أعماق أعماقنا...ودمتم ياظريف
بقلم فادي شعار
لمتابعة أحداث الشفطة الثانية اضغطوا على
((شفطة شيشة و جرعة الضمير.(2)...))
[/align]
[/frame]
[align=center]((شفطة شيشة و جرعة الضمير))

تــُرى ماذا كسبت من تخرجي في مجال الصيدلة سوى إسلام زوجتي القادمة من رومانيا فهي من القليلات اللاتي تحملن أعباء الغربة وفرقة الأهل و الوطن ..وانخرطت في مجتمع شرقي بعاداته و تناقضاته ..لن أتحدث عن خصال زوجتي يا عفيف تعال معي أسرد لك قصتي يا ظريف...
بدأت المشكلة بأعباء مادية ضخمة عندما أردت أن أفتح صيدلية في أطراف المدينة لكنني لم أحصّـل معشار معشار مبلغ المشروع فبدأت أبحث عن شريك ومرت أيام و أيام التقيت فيها بجاري القصاب "أبو العناتر" وحدثني و حدثته..وقال الحل عنده فابنه والرأسمال عليه والشهادة عليّ فعنتر ابنه قد تعلم أسس المهنة ...وأمام ضائقتي و مغرياته تنازلت عن مبادئي بعد مشاورات و مداولات موافقا ً على أجرة الشهادة بعشرة ٍوبضع آلاف الليرات...
و بدأت بعمل أخر في مجال غير الصيدلة ليزداد دخلي..المهم دارت الشهور وكنت ألتقي عنتر وسألته مرة كيف يغطي أجور الشهادة و المصاريف.. فأجابني بكل وضوح وصراحة ..أنه بارع بالحساب بهلوان في المحاسبة قال:
أن لديه 35مدمن بشكل يومي من مادة الديكستروبروبوكسفين تغطي أرباحها أجار الشهادة
أن لديه 10مدمنين بشكل يومي من مادة الديازيبام تغطي أرباحها مصاريف الضرائب
أن لديه 5 مدمنين بشكل يومي من مادة الكودائين تغطي أرباحها مصاريف الكهرباء..
أن لديه اثنان من المدمنين بشكل يومي من مادة البنزوهيكزول تغطي أرباحها مصاريف .............
قلت له كفــى ...وصلت المعلومة فشهادتي التي نلتها ببيع أثاث منزل والدي أصبحت لتاجر أفيون ...تاجرٌ بهلوان ملعون...قال الدنيا تحب الشطارة فمن منا يحب الخسارة...
وتمر الأيام وليال ومن جملتها ليلة العيد يهتف عنتر مستنجدا فالأمر خطير لجنة نقابية تفتش عن مخالفات صيدلانية و المفروض أن أكون على رأس عملي فلبيت النداء وكم فوجئت إلى أي مدى وصلت هذه المهنة المقدسة..فقد كان كما وصف لي عنتر ففي كل 5 او 10 دقائق يدخل مدمنا يأخذ تعينه اليومي وينصرف ومن جملة من دخل رجل في نهاية الثلاثينيات بنطاله متسخ و قميصه مضرج بالدماء فهو قصاب في مسلخ كان سكران يترنح و الشرر من عينيه يتطاير لا يدري ما يتكلم اقترب مني و بدأ بي يتمسح ثم قال بأنني من أولياء الله فتماسكت قبل أن أنفجر ضاحكا و بدأ يقرأ الفاتحة رافعا يديه ويتمتم بأدعية ...ثم أخرج رزمة نقود لو أخذتها كلها ما أدرك ومع الرزمة مكسرات من بندق ولوز ...وقداحة ومفاتيح وسألني عن مديته التي يذبح بها و قال أ هذه هي مشيراً إلى قداحته...سبحان الله الذي عافانا و جعل عقولنا زينة لنا ...المهم أعطى القصاب عنتر القصاب السكران تعينه من الديكستروبروبوكسفين وانصرف راضيا وهو يترنح ويغني ليلة العيد آه يا ليلة العيد
وفي اليوم التالي عيد مبارك و تكبيرات الله أكبر
معها نبأ وفاة المترنح وهو يتعاطى أكثر من ثمانين حبة حين ألقت القبض عليه شرطة المدينة... فرح أغلب الناس بموته فقد كان الشر بأصله ..
أما الحقيقة يا ظريف هل يجب علي أن أفرح أم أحزن ...فأنا و أمثالي نتعاطى أفيون الصمت
نحشش في زمن لا نريد أن نرى فيه أخطاءنا
لقد بعنا أنفسنا من أجل (القات) الاجتماعي
لنفترش حشيشة وندس في عقولنا الخاوية شفطة شيشة
وننام على وسادة خيانة الضمير
فكيف لنا صحوة من غفوة الكيف المادي وسط دخان يخنق فينا معنى الإنسان في أعماق أعماق أعماقنا...ودمتم ياظريف

بقلم فادي شعار
لمتابعة أحداث الشفطة الثانية اضغطوا على
((شفطة شيشة و جرعة الضمير.(2)...))
[/align]
[/frame]
تعليق