قد يطول الغياب هذه المرة ، ولا تصير سوى الكلمات تعزف لحنا حزينا مرة وسعيدا أخرى ، ليس برغبتي سيكون هذا الغياب ولكن سيكون مكانه كلماتي التي تحبينها تملأ عنك ما حولك من فراغ، هكذا حين تلتهمنا الالام نصير مجرد عبث للإنتظار ويكون الأمر بالغ القسوة غائر جرحه حين نغيب عن الغياب ويتداخل الغياب داخل الغياب، قد أكون بدأت أهذي فقد صرت كالذي قارب على الهلاك او قاب قوسين منه أو ادنى ، هكذا الآن سأصير مجرد كلمات تستنطقينها حين تملء الروح فيك وتكتحل منها العيون، ليس بيدي ان ارتكن إلى وحدتي الآن وقد عشتها وحدتي عمري كله ، وحين اعتقدت اني تخلصت منها حين تعثرت بك ذات صدفة جميلة وجدتني انعزل عن العالم في لمح البصر ..حين عرفتك اطبقت علي كفيك الطاهرتين ثم اطلقت صراحي كحمامة تحلق نحو قرص الشمس، لكن ما ان خرجت من عزلتي على يديك الرائعتين وجدتني سجين بعدك ، ها أنا حبيبتي أتجرد من كل شيء وارتدي جراحي ، وأتدثر بضحكة لطالما غردت منك في مسمعي، وصوت لطالما شربت منه وما ارتويت، ها أنا -ليلى- ارتكن كأسير حرب في ركن جلاده وحيدا يداوي جراحه كقط عبث به أطفال الحي، ها أنا كسير محبط وحيد ، أتفرج على القمر البعيد هناك في باريس ووحدي اتلحف العتمة في الروح .. في القلب .. في كل شيء .. كنت أعتقد انه لم يبقى بيني وبينك سوى دقة قلب، وآهة نفس وهفهة روح ، واذا بالبحر بيننا وصار عزفك غير العزف ولحنك غير اللحن، ها أنا اعزف لحن روحي حزنا في عتمة الشمس التي اشرقت عني ذات صدفة حين تقاطعنا في طريق تقولين فيه انك رأيتني ورأيتني وحدي أهي اللعنة التي تلاحقني ، أم هي القسوة التي تهزمني، اعترف لقلبي الكسير اني انسان مهزوم وما انتصر يوما الا في احراز الفشل تلوى الفشل، وما أقسى ان نفشل في الحب ها انا احرز انكسارا واداوي جرحا كي يصير جراحا واقطف من غلة القلب اوجاعا والروح بين هذا كله تهفو إليك كطفل الى حضن أم ، الصيف صقيع في غير حضنك ان لم يضمني والشتاء موت ان لم تمسه اناملك، وأنا عصفور الربيع الذي تاه في إعصار الشتاء الغريب، ها أنا وحيد كذئب فقد كل قوته وما بقي سوى جرح غائر في جسده من طعنة الصيادين وشراكهم، هاهي الحرية امامي تشرع لي سجونها في الحياة، هاهي الحياة التي احببت تصير مجرد فراغ باهت، بعيدة أنت عني وقريب انا منك كلما اقتربت ابتعدتي كظل شمس لا تستقر او تهدأ انها الحياة حين تصير في عيوني سوى عتمة ، هذا حالي بعد عمر عشته في رحم قلبك جنينا ولما انجبتني ضيعتني للصقيع ، فأي أم انت تترك قلبها لقارعة الحياة تنهش الرضيع سياط الالم وبرد الاشتاء، ها أنا اطبق صمتا والجأ إلى وحدتي لا احرمك من كلماتي التي تحبين سالجمني واعودني على الغياب وأهجر العمر حتى أصير في عيونك أماثل كلماتي او اكثر من كلماتي اما وإن كان قلبي مجرد كلمات فلك كلمات وكلمات وكلمات ضميها واتركيني للصقيع بعيدا عن دفء حضنك، ضميها واترك حبيبا يتقوت الذكريات سنتين واكثر من الحرمان ، مررت بهما هي وهو وتقاطعت طريقي بهما كانا يضحكان فدخلت بينهما مارا فصمتا فكان حزني سببا في حزنهما ، كيف انا في باريس عندك؟ وهل تدركين كيف انت في قلبي هنا ، كلمات مجرد كلمات اكتبها ، ولا يهم وجودي فلست سوى كلمات .. كلمات .. كلمات