عمل
تنحنح مكبر الصوت المنصوب فوق سطوح القريّة ، والمسلط فوق رؤوس الناس في ساعة تلاحق الشمس فيها فلول الظلام فاستيقظ الناس مذعورين وخرجوا أنصاف نيام وأنصاف عراة ، وامتلأ الشارع الطويل بالسيّارات المتزاحمة بعد أن بصق مكبر الصوت النبأ المروع وأعلن مقتل أحد شباب القريّة في شجار وقع بعد منتصف الليل في المقهى الوحيد والجديد في القريّة ،واكتست وجوه الناس بالخوف من العواقب وبعلامات استفهام تطلّ من العيون وتتطلع هنا وهناك ، تفتش عن جواب لألف سؤال تبدأ ب" كيف وأين ومتى ولماذا حدث هذا الأمر الجلل " حيث أن القريّة لم تشهد مثل هذا الحدث .
كان بين الناس طالبان في الإعداديّة ،يسيران بعكس اتجاه سير الناس ،قد قررا الذهاب إلى المدرسة مبكرين ، على غير عادتهما ، لا يعنيهما شيء مما أخرج الناس من بيوتهم في ساعة كهذه وعلى حالة كهذه ، لم يلتفتا إلى أحد ولم يلقيا التحيّة على أحد ولم يسألا أحدا ولم يفسحا الطريق لأحد وظلاّ مستغرقين في أفكارهما وحديثهما .
قال الأوّل : عندما أكبر سأشتري سيّارة وأدوس من لا يحيد عن طريقي .
قال الثاني : غدا سأشتري عروسا .
دهش الأول وسأل صديقه باستغراب كمن لا يصدق ما يسمع : "عروسا؟"
- نعم عروسا .
- لكن العروس لا تشترى !
- لماذا ؟
- لأنها إنسان ، أتدري ما معنى إنسان ؟
- إنسان مثلي ومثلك .
- والإنسان لا يباع ولا يشترى لأنه لا يثمّن بمال.
- اسمع ، ما تقوله لا يعنيني ، أبي قال ذلك ... وكفى .
- ومن هي العروس ؟
- أنا لا أعرفها ، أبي تكفل بكل شيء من الشيكل للمليون .
- لكنك لا زلت صغيرا ، تأخذ مصروفك من أبيك .
- ستتبناني العروس من اليوم الأول ، وتتكفل بكلّ مصروفاتي .
- وأنت هل تقبل ذلك على نفسك ؟ أنا سأكافئها بأن أركع أمامها خمس مرّات في اليوم وتعهدت لأبي أن أعمل له أربعة أولاد في سنتين !!!
تنحنح مكبر الصوت المنصوب فوق سطوح القريّة ، والمسلط فوق رؤوس الناس في ساعة تلاحق الشمس فيها فلول الظلام فاستيقظ الناس مذعورين وخرجوا أنصاف نيام وأنصاف عراة ، وامتلأ الشارع الطويل بالسيّارات المتزاحمة بعد أن بصق مكبر الصوت النبأ المروع وأعلن مقتل أحد شباب القريّة في شجار وقع بعد منتصف الليل في المقهى الوحيد والجديد في القريّة ،واكتست وجوه الناس بالخوف من العواقب وبعلامات استفهام تطلّ من العيون وتتطلع هنا وهناك ، تفتش عن جواب لألف سؤال تبدأ ب" كيف وأين ومتى ولماذا حدث هذا الأمر الجلل " حيث أن القريّة لم تشهد مثل هذا الحدث .
كان بين الناس طالبان في الإعداديّة ،يسيران بعكس اتجاه سير الناس ،قد قررا الذهاب إلى المدرسة مبكرين ، على غير عادتهما ، لا يعنيهما شيء مما أخرج الناس من بيوتهم في ساعة كهذه وعلى حالة كهذه ، لم يلتفتا إلى أحد ولم يلقيا التحيّة على أحد ولم يسألا أحدا ولم يفسحا الطريق لأحد وظلاّ مستغرقين في أفكارهما وحديثهما .
قال الأوّل : عندما أكبر سأشتري سيّارة وأدوس من لا يحيد عن طريقي .
قال الثاني : غدا سأشتري عروسا .
دهش الأول وسأل صديقه باستغراب كمن لا يصدق ما يسمع : "عروسا؟"
- نعم عروسا .
- لكن العروس لا تشترى !
- لماذا ؟
- لأنها إنسان ، أتدري ما معنى إنسان ؟
- إنسان مثلي ومثلك .
- والإنسان لا يباع ولا يشترى لأنه لا يثمّن بمال.
- اسمع ، ما تقوله لا يعنيني ، أبي قال ذلك ... وكفى .
- ومن هي العروس ؟
- أنا لا أعرفها ، أبي تكفل بكل شيء من الشيكل للمليون .
- لكنك لا زلت صغيرا ، تأخذ مصروفك من أبيك .
- ستتبناني العروس من اليوم الأول ، وتتكفل بكلّ مصروفاتي .
- وأنت هل تقبل ذلك على نفسك ؟ أنا سأكافئها بأن أركع أمامها خمس مرّات في اليوم وتعهدت لأبي أن أعمل له أربعة أولاد في سنتين !!!
تعليق