عمل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمين خيرالدين
    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
    • 04-04-2008
    • 554

    عمل

    عمل

    تنحنح مكبر الصوت المنصوب فوق سطوح القريّة ، والمسلط فوق رؤوس الناس في ساعة تلاحق الشمس فيها فلول الظلام فاستيقظ الناس مذعورين وخرجوا أنصاف نيام وأنصاف عراة ، وامتلأ الشارع الطويل بالسيّارات المتزاحمة بعد أن بصق مكبر الصوت النبأ المروع وأعلن مقتل أحد شباب القريّة في شجار وقع بعد منتصف الليل في المقهى الوحيد والجديد في القريّة ،واكتست وجوه الناس بالخوف من العواقب وبعلامات استفهام تطلّ من العيون وتتطلع هنا وهناك ، تفتش عن جواب لألف سؤال تبدأ ب" كيف وأين ومتى ولماذا حدث هذا الأمر الجلل " حيث أن القريّة لم تشهد مثل هذا الحدث .
    كان بين الناس طالبان في الإعداديّة ،يسيران بعكس اتجاه سير الناس ،قد قررا الذهاب إلى المدرسة مبكرين ، على غير عادتهما ، لا يعنيهما شيء مما أخرج الناس من بيوتهم في ساعة كهذه وعلى حالة كهذه ، لم يلتفتا إلى أحد ولم يلقيا التحيّة على أحد ولم يسألا أحدا ولم يفسحا الطريق لأحد وظلاّ مستغرقين في أفكارهما وحديثهما .
    قال الأوّل : عندما أكبر سأشتري سيّارة وأدوس من لا يحيد عن طريقي .
    قال الثاني : غدا سأشتري عروسا .
    دهش الأول وسأل صديقه باستغراب كمن لا يصدق ما يسمع : "عروسا؟"
    - نعم عروسا .
    - لكن العروس لا تشترى !
    - لماذا ؟
    - لأنها إنسان ، أتدري ما معنى إنسان ؟
    - إنسان مثلي ومثلك .
    - والإنسان لا يباع ولا يشترى لأنه لا يثمّن بمال.
    - اسمع ، ما تقوله لا يعنيني ، أبي قال ذلك ... وكفى .
    - ومن هي العروس ؟
    - أنا لا أعرفها ، أبي تكفل بكل شيء من الشيكل للمليون .
    - لكنك لا زلت صغيرا ، تأخذ مصروفك من أبيك .
    - ستتبناني العروس من اليوم الأول ، وتتكفل بكلّ مصروفاتي .
    - وأنت هل تقبل ذلك على نفسك ؟ أنا سأكافئها بأن أركع أمامها خمس مرّات في اليوم وتعهدت لأبي أن أعمل له أربعة أولاد في سنتين !!!
    [frame="11 98"]
    لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

    لكني لم أستطع أن أحب ظالما
    [/frame]
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة أمين خيرالدين مشاهدة المشاركة
    عمل

    تنحنح مكبر الصوت المنصوب فوق سطوح القريّة ، والمسلط فوق رؤوس الناس في ساعة تلاحق الشمس فيها فلول الظلام فاستيقظ الناس مذعورين وخرجوا أنصاف نيام وأنصاف عراة ، وامتلأ الشارع الطويل بالسيّارات المتزاحمة بعد أن بصق مكبر الصوت النبأ المروع وأعلن مقتل أحد شباب القريّة في شجار وقع بعد منتصف الليل في المقهى الوحيد والجديد في القريّة ،واكتست وجوه الناس بالخوف من العواقب وبعلامات استفهام تطلّ من العيون وتتطلع هنا وهناك ، تفتش عن جواب لألف سؤال تبدأ ب" كيف وأين ومتى ولماذا حدث هذا الأمر الجلل " حيث أن القريّة لم تشهد مثل هذا الحدث .
    كان بين الناس طالبان في الإعداديّة ،يسيران بعكس اتجاه سير الناس ،قد قررا الذهاب إلى المدرسة مبكرين ، على غير عادتهما ، لا يعنيهما شيء مما أخرج الناس من بيوتهم في ساعة كهذه وعلى حالة كهذه ، لم يلتفتا إلى أحد ولم يلقيا التحيّة على أحد ولم يسألا أحدا ولم يفسحا الطريق لأحد وظلاّ مستغرقين في أفكارهما وحديثهما .
    قال الأوّل : عندما أكبر سأشتري سيّارة وأدوس من لا يحيد عن طريقي .
    قال الثاني : غدا سأشتري عروسا .
    دهش الأول وسأل صديقه باستغراب كمن لا يصدق ما يسمع : "عروسا؟"
    - نعم عروسا .
    - لكن العروس لا تشترى !
    - لماذا ؟
    - لأنها إنسان ، أتدري ما معنى إنسان ؟
    - إنسان مثلي ومثلك .
    - والإنسان لا يباع ولا يشترى لأنه لا يثمّن بمال.
    - اسمع ، ما تقوله لا يعنيني ، أبي قال ذلك ... وكفى .
    - ومن هي العروس ؟
    - أنا لا أعرفها ، أبي تكفل بكل شيء من الشيكل للمليون .
    - لكنك لا زلت صغيرا ، تأخذ مصروفك من أبيك .
    - ستتبناني العروس من اليوم الأول ، وتتكفل بكلّ مصروفاتي .
    - وأنت هل تقبل ذلك على نفسك ؟ أنا سأكافئها بأن أركع أمامها خمس مرّات في اليوم وتعهدت لأبي أن أعمل له أربعة أولاد في سنتين !!!

    الزميل القدير
    أمين خير الدين
    هل بات الناس لايأبهون بما يجري ولايعنيهم كل مايحدث وبصورة خاصة فئة الطلاب والشباب!!؟
    أرى تناقضا ملموسا بين طرح الأول الذي قال: عندما أكبر سأشتري سيّارة وأدوس من لا يحيد عن طريقي!
    ثم رده على الثاني حين أعطى الإنسان قيمته الحقيقية ومكانته
    فكيف يحدث أن يدهس من لايحيد عن طريقه ثم يدافع وبقوة عن الأنسان معرفا قيمته
    فهل بات واقعنا بهذا الشكل في رؤيتك ونصك ..أم أنك تعمدت أن تضع هذا التوهان وتلك التناقضات؟!!
    أشكرك زميلي مع تحياتي
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • أمين خيرالدين
      عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
      • 04-04-2008
      • 554

      #3
      [align=center]ألأخت الكريمة
      والكاتبة والقارئة القديرة
      تحياتي
      أوافقك كل الموافقة لهذا التناقض الصارخ والحاد والمقصود
      تناقض بالنسبةلنا نحن "الكبار"
      أما بالنسبة للأجيال الناشئة المطعّمة بالعصرنة والأمركة فلا تناقض
      لنبدأ بالدول أمريكا تدعي أنها حامية الديمقراطية وتدوس الشعوب الفقيرة ليل نهار وبعد ذلك تدعي العدالة
      صحيح؟؟
      أما الأجيال المتعصرنة فهم عندما يسوقون( إذا ساقوا)لا يرون بأعينهم من في الشارع
      ثم عندما تصل الأمور إلى حقوقهم فهم أصحاب الحق والأخلاق والإنسانية
      أليس صحيحا؟؟؟
      هذا بعض من كثير
      ولك مني كثير من التحية والشكر والتقدير
      دمت أختا بمودة وتحيات[/align]
      [frame="11 98"]
      لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

      لكني لم أستطع أن أحب ظالما
      [/frame]

      تعليق

      يعمل...
      X