للأرز وجه لا تراه ؛ فاحذر !!
أعانق الأرز عند جفاء الرحيق ، على غنة فيروز ، و أستلقي بين ذراعيه ، وحنايا روحي تحن لمسِّ ترابه ، أتنشق فيه أنفاسك صهدا ، أقبض عليها ، ثم أنثرها ، وأعود أكومها ، كأني بعطري الذي تعشقه ، فخختها لك ، لتأتى عصفورا مبتلا بحنينك ، وتقعى بين يدي ، فتكون فى عيني ، و أكحلها عليك ، كدرع يقيك سهام عيونهن ، وسيوف نعومتهن القاصمة ، و أكون بك حلما رائعا ، ما صادفته سندريللا ، وما ضاجعته أنفاس العذارى ، زارنى ذات مساء ، وتكون شادى روحا لا تضيع !
ثم أصحو على نبض خطى ، وأبواق سيارات مذعورة ، وصفير وحدة يصعقني ، حين عبور إلفين ، عناق يمامتين ، شهيق نجمتين ، تشظى هاتفين ، مواء برعمين ؛ فأجدنى أخلعك من عينى ، وألقى بك باكية ، و قلبي يتناثر مزقا مما يحمل إلا منك ، وينثر دماءه ، فى دروب اللاعودة !!
قاسية حبيبي دائرة الأيام وحشية ، مريرة ، أنيابها دامية ، و أظافرها لا تستجيب لأحلام العذارى ، تماما كما إرث ثقيل ، و جمرة نار ، تغازل فرجة ، يبص من خصاصها ضوء باهت ، فسحة نور دونها النار ..كم محبب ، وكم مميت شى روح .. و هيهات !
نعم لن تكون قبضتى ، بين واقع و حلم ، حقيقة ووهم .. محال اجتماعهما معا ، ألم يك برزخ بين عذب و ملح ، أرأيتهما التقيا يوما ، إلا على جثث صعقتها سلاسل أرض يباب ؟!
لا تبحر بعيدا فى تجنيك ، فقلب أحبك يوما ، وروح توهجت بك ، شددت عليهما حزاما ناسفا ، بعد ما تحصنا بروعتك ، وانكفئا كمحارة عصية
على نبض لسواك !!
هى سيدي الحياة ؛ فخفف من لوعتك ، و تحصن بيقين سبق عبور الليل بنهار ضمنا ، و احذر ؛ فللأرز وجه لا تراه ، شراشفه خناجر !!