العود النحاسى .. !! محمد سلطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    العود النحاسى .. !! محمد سلطان






    العود النحاسى

    انكسر العود النحاسى من السماء الحبلى فى طريقه إلى الترائب الناعمة .. شق الماء مجراه بداخلى و أيقنت حتماً أنها تنتظر بضفائر حرة و المصباح , و كان الضوء الخافت أشبه بفريسة تتوكأ على ساقين بلا لحم و دم , و أنشودة الصندل تزج بريقها فى عظم ظهرى وتمضغ الفقرات ..
    بمعاناه .. بلعت ريقى و أزحت دار الكتب , و لفظت آخر أنفاس الإستسلام , وأحسست بشئٍ ما يصلبها على متن التراجع , فاكفهر وجهى و التمست لها أعذار العذارى .. تدحرجت حبات الماء على وجهها وبدأت السماء تركل العود النحاسى رويداً رويداً حتى اختفى وجهها تماماً و جاءها المخاض , فتغلّفت النوافذ بالضباب و المسحوق الأبيض ..
    تمكن منا العفاف و دنوت منها أطرح بعض ((الشناشل)) وتجاهلت الأصوات التى صدعت رؤوس المآذن و المدائن ـ ورؤسنا ـ وعانيت بإمتعاض آلام الإنتظار و التوجس ؛ خيفة السقوط ! و أن تدكها جنود الهوى و معاويل الدناسة على أعتاب الشناشل و الجداول ..
    نظرت فى مركز عينيها السوداوين , فخرج شعاع الرضا المنبثق من سلسلة الظهر مثل الريشة لا تعرف لها مرفأ ,و تجهل أين تركض .. خاطبتنى عن دموع الشمعة المحترقة و نزيفها فى ليلٍ دموى , ثم تبخرت حبات اللؤلؤ المنسدلة بحذرٍ على وجنتها الممتزجة بروح الصندل , وتوقفنا عن الإنشاد لما كان الرعد ناقوساً متدلى من سقف الحجرة يزجع بنود الإتفاق , وهمهمات التدنس كانت تحرض المدافع و تهدد الحوانيت ....
    خرجت شهقة القذيفة تهدد أراضى الله , وتهدد الأعواد النحاسية فى بياتها الليلى و تصارح حبات الرُطب بقذارة الأيادى الناهبة كما اعترفت سلفاً للجنادب , لكن الأرغول كالتنين يلطم بذنبه يميناً و يساراً كل ما حوله , ويخدش بأظافره حياء القبور و ينبش جثث الطاهرين .. آااه .. أف عليك يا هذا.. استبحت لحمى و نطف البلاد .
    عاودتنى تتلمس فىّ القوة وتعض شفتاها كحياء الزهور بعدما تنام الشمس .. لم تصارحنى بالرغبة , فالقذائف لن تعوق مجرى الحياة , ولن تمنع النبض المعلق بداخلى و داخلها ( كالباندول ) , ثم انصهرت فينا ثلة من مشاعر التوحد و الإعتصام .. لكن اشتدت غارات الأهوج بالخارج متسلقاً الكرم و جدران المنازل .. و رعشة تهزنا مثل حياء البيوت البكر و تستفز عذريتها .
    نظرت إلى جبينها المعصوم و سمعتها تتمتم بحمد الله , فرجعت أسد النوافذ و أمنع التسلق , لكن ولجت الرائحة إلى العروق المثخنة و رأيت الثوب الأبيض ينام فى أكثر من بقعةٍ حمراء.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سلطان; الساعة 05-05-2009, 15:34.
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    حتى الصورة أبدلتها ، لتبدو ضاحكا مستلقيا ، مستهزئا من غبائى
    هكذا رأيتك ، و هكذا قرأت ما هنا ،يالنا حين نسلم أنفسنا للكلمات ، لتكتب الشعر ، محكما دون بعض نوافذ أو شرفات للضوء ، نهتدى به عبر مسارب النص !!
    نعم هناك بعض الإضاءة ، و لكنك سرعان ما تسقطها ، و تبعدها عن المخيلة ، لتقيم بعض شرفات لخلق توازن ما ، و لكنك .. يالمكرك و دهاءك .. ليكن محمد
    بين وقت و آخر أن تكون مقطوعة كهذه ، و لكننى سوف أعود إليها أكيد
    لأقف على أسرارها
    ووقتها سوف يكون لى معك شأن آخر

    تحيتى و تقديرى
    sigpic

    تعليق

    • محمد سلطان
      أديب وكاتب
      • 18-01-2009
      • 4442

      #3
      [align=center]أنتظرك هنا دائما
      فلا تتأخر
      رأيك يرتبنى و يصححنى
      وانت تعرف ذلك
      لا انزعج منك مهما حدث
      لكن عُد سيدى
      تحياتى لك[/align]
      صفحتي على فيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الرائع المثابر
        محمد ابراهيم سلطان
        هنا كمنت دهشتني وبقيت على أعتاب شفتي
        محمد وجدتك تنشد قصيدة رائعة
        صوت هادر
        نص قوي بلا أدنى شك وبلغة عالية ومضمون واضح المعالم
        الله محمد كم أعجبني نصك
        كنت رائعا
        هنا أشهد لك وأبصم بأصابعي العشرة
        سيكون لك شأن محمد
        وسيكون اسمك له بصمة
        لكن حذاري من اليوم وصاعدا أن تكتب أقل من هذا.. حذاري محمد
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • مها راجح
          حرف عميق من فم الصمت
          • 22-10-2008
          • 10970

          #5
          الأستاذ المبدع محمد ابراهيم سلطان

          سكبت دمك ليغدو الحبر في قلمك نص بلون الوطن منثور
          هذا النص جاء مغايرا فعلا
          انتظر بفارغ الصبر قراءة استاذنا الكريم الكبير ربيع عبدالرحمن

          دمت بألق وحبور
          رحمك الله يا أمي الغالية

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            طفا على سطح المخيلة فور قراءة الأسطر الأولى قصيدة " شناشيل ابنة الجلبى " للشاعر الكبير بدر شاكر السياب ، و سوف أهديها إليك عقب هذا الحديث !!
            كانت صراعية اللحظة ، هو ما جذبنى محمد إلى هذا النص المتخم بالصور و المجاز الذى لعب دورا كبيرا فى نسج خيوط القصة التى اقتربت إلى حد ما من عالم النصوص التى لا تقبل التجنيس !!
            ربما حدوتة أزلية ، ما بين الطهر و البراءة و الدناسة ، الفضيلة و الرذيلة ، و انهيار منظومة القيم ، و صراعية البطل هنا فى قمع ذاته اللاهثة ، الملتهبة مثل خيوط الشمس ، و مراوغة روحه ، و دفعها دفعا إلى السمو و التعالى على ذاتها ، و عدم التواطؤ مع اللحظة المواتية !
            وتكون اللحظة ممتلئة بدموع ، وذوبان حد القهر ، كشمعة تنفق عمرها فى كشف الظلام ، و وتجلى النور حتى الموت ، هكذا أراد ، و هكذا كان يرجو من ذاته ، و لها أيضا
            ثم الخروج من الخاص إلى العام فتكون الرقعة أرحب ، للحديث عن المعتمل ، و لكن مهما حاولنا ، فأنما نحاول تغيير لطبيعة الأرض التى جئنا منها و نعيش عليها ، فهاهى تكتسى باللون الأحمر كدماء مخضبة ، و عليها أثواب طاهرة بيضاء !!

            شدنى الكثير من الصور ، سوف أورد بعضها
            - كان الضوء الخافت أشبه بفريسة تتوكأ على ساقين بلا لحم و دم
            - وأنشودة الصندل تزج بريقها فى عظم ظهرى وتمضغ الفقرات
            - خرج شعاع الرضا المنبثق من سلسلة الظهر مثل الريشة لا تعرف لها مرفأ
            فى هذه الفقرة أو الجملة أحسست تناقضا عجيبا :
            تدحرجت حبات الماء على وجهها وبدأت السماء تركل العود النحاسى رويداً رويداً حتى اختفى وجهها تماماً و جاءها المخاض , فتغلّفت النوافذ بالضباب و المسحوق الأبيض ..

            و يكفى هذا .. هو مجرد تأويل
            و إليك قصيدة بدر شاكر السياب
            أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور
            من خلل السحاب كأنه النغم

            تسرب من ثقوب المعزف - ارتعشت له الظلم
            وقد غنى - صباحا قبل
            فيم أعد ؟ طفلا كنت أبتسم
            لليلي أو نهاري أثقلت أغصانه
            النشوى عيون الحور
            وكنا - جدنا الهدار يضحك أو يغني
            في ظلال الجوسق القص
            وفلاحيه ينتظرون : " غيثك يا اله"
            و أختي في غابة اللعب
            يصيدون الأرانب و الفراش
            و (أحمد) الناطور
            نحدق في ظلال الجوسق السمراء في النهر
            ونرفع للسحاب عيوننا : سيسل بالقطر
            وأرعدت السماء فرن قاع النهر
            و ارتعشت ذرى السعف
            و أشعلهن ومض البرق أزرق ثم أخضر ثم تنطفئ
            وفتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب
            عاد منه النهر يضحك وهو ممتلئ
            تكلله الفقائع، عاد أخضر
            عاد أسمر، غص بالأنغام واللهف
            وتحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه
            تراقصت الفقائع وتفجر- انه الرطب
            تساقط في يد العذراء وهي تهز في لهفه
            بجذع النخلة الفرعاء تاج
            وليدك الأنوار لا الذهب،
            سيصلب منه حب الآخرين ،سيبرئ الأعمى
            ويبعث من قرار القبر ميتا هده التعب
            من السفر الطويل إلى ظلام الموت
            يكسو عظمه اللحما ويوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب

            و أبرقت السماء … فلاح، حيث تعرج النهر
            وطاف معلقا من دون يلثم الماءا
            شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر
            (عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا
            و آسية الجملية كحل الأحداق
            منها الوجد و السهر

            يا مطرا يا حلبي
            عبر بنات الجلبي
            يا مطرا يا شاشا
            عبر بنات الباشا
            يا مطر من ذهب

            تقطعت الدروب، مقص هذا الهاطل المدار
            قطعها و واراها،
            و طوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار
            كغرقي من سفينة سندباد
            كقصة خضراء أرجأها و خلاها
            إلى الغد (أحمد) الناطور
            وهو يدير في الغرفة
            كوؤس الشاي، يلمس بندقيته
            ويسعل ثم يعبر طرفه الشرفه
            ويخترق الظلام
            وصاح ( يا جدي) أخي الثرثار
            " أنمكث في ظلام الجوسق المبتل ننتظر؟
            متى يتوقف المطر؟

            و أرعدت السماء، فطار منها ثمة انفجرا
            شناشيل ابنة الجلبي …
            ثم تلوح في الأفق
            ذرى قوس السحاب . وحيث كان يسارق النظرا
            شناشيل الجميلة لا تصيب العين الا حمرة الشفق

            ثلاثون انقضت، وكبرت : كم حب وكم وجد
            توهج في فؤادي
            غير أني كلما صفقت يدا الرعد
            مددت الطرف أرقب : ربما ائتلق الشناشيل
            فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة إلى وعدي
            ولم أرها هواء كل أشواقي ، أباطيل
            و نبت دونتا ثمر ولا ورد

            لندن 24 - 2 - 1962
            من ديوان شناشيل ابنة الجلبي
            الطبعة الثانية
            دار الطليعة -بيروت حزيران 1965
            sigpic

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              الرائع المثابر
              محمد ابراهيم سلطان
              هنا كمنت دهشتني وبقيت على أعتاب شفتي
              محمد وجدتك تنشد قصيدة رائعة
              صوت هادر
              نص قوي بلا أدنى شك وبلغة عالية ومضمون واضح المعالم
              الله محمد كم أعجبني نصك
              كنت رائعا
              هنا أشهد لك وأبصم بأصابعي العشرة
              سيكون لك شأن محمد
              وسيكون اسمك له بصمة
              لكن حذاري من اليوم وصاعدا أن تكتب أقل من هذا.. حذاري محمد

              الرافدية الأبية
              عائــــــــــدة

              كلما أقرأ تعليقك أنسى إرهاقى
              و تشتعل بداخلى جذوة النشاط
              لكى منى و للفراتين أجمل دعوات
              أكرمك الله مثلما أكرمتين
              تحياتى لك يا رائحة البلاد
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • رشا عبادة
                عضـو الملتقى
                • 08-03-2009
                • 3346

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                العود النحاسى




                اممممممممممممممم؟؟؟؟!!!!
                ثم بعد
                أصابنى الإرهاق الممزوج ببعض حول خفيف مغلف بحالة حب إستطلاع إستفزازيه
                فما رأيك دام فضلك يا أستاذ محمد
                ( أحسست فيها لمحه وطنيه وكأنهامحاكاه لو اقع المتخازليين تحت ستار(قلة الحيله) وضعف الموقف والموارد، ولهذا كانوا بالصفوف الأولى لزمرة البائعيين للوطن والأرض والقضيه، وغلفت عقود البيع بمبررات وإن بدت ساذجه إلا أنها ستفلح فى إقناع البعض)

                لكن لازالت لدى رغبه فى التوغل بأحشاء هذا العود النحاسى الذى يمتلك القدره على العزف بأصوات كل الآلات الموسيسقيه
                فهل تسمح لى يا أستاذنا بتشريح (بطن الشاعر) قصدى بطن العود




                انكسر العود النحاسى من السماء الحبلى فى طريقه إلى الترائب الناعمة .. شق الماء مجراه بداخلى و أيقنت حتماً أنها تنتظر بضفائر حرة و المصباح , و كان الضوء الخافت أشبه بفريسة تتوكأ على ساقين بلا لحم و دم , و أنشودة الصندل تزج بريقها فى عظم ظهرى وتمضغ الفقرات ..

                (أتصور أن العود النحاسى هنا هو العفاف أو بصوره أقرب هى الأخلاق التى تمنع الحدث القادم وإستخدام السماء كدليل ارتباط هذا الخلق بقدسية الدين، وإستخدام النحاسى ربما لأنه قابل للصدأ، وأتصور أن كلمه الماء كانت تعنى حالة الرغبه، وأركان الجريمه متوفره إالى درجه تستفز ورع البطل الشاب فالضوء خافت والشوق يرجو الجسد،.....)

                بمعاناه .. بلعت ريقى و أزحت دار الكتب , و لفظت آخر أنفاس الإستسلام ,
                ( أتصور إستخدام دار الكتب يوحى بأنه يحاول غض الطرف عن علمه وثقافته وقناعاته )
                وأحسست بشئٍ ما يصلبها على متن التراجع , فاكفهر وجهى و التمست لها أعذار العذارى .. تدحرجت حبات الماء على وجهها وبدأت السماء تركل العود النحاسى رويداً رويداً حتى اختفى وجهها تماماً و جاءها المخاض , فتغلّفت النوافذ بالضباب و المسحوق الأبيض ..
                ( وحين أطلق شوقه بدء بوجهها ل يحاكى رغبته المتعمده، بدأت هى الاخرى تلقى بأعذار العذارى أرضا وكأن البطل هنا يعلن إنتصاره وينكره بنفس الوقت)
                تمكن منا العفاف و دنوت منها أطرح بعض ((الشناشل)) وتجاهلت الأصوات التى صدعت رؤوس المآذن و المدائن ـ ورؤسنا ـ وعانيت بإمتعاض آلام الإنتظار و التوجس ؛ خيفة السقوط ! و أن تدكها جنود الهوى و معاويل الدناسة على أعتاب الشناشل و الجداول ..
                نظرت فى مركز عينيها السوداوين , فخرج شعاع الرضا المنبثق من سلسلة الظهر مثل الريشة لا تعرف لها مرفأ ,و تجهل أين تركض .. خاطبتنى عن دموع الشمعة المحترقة و نزيفها فى ليلٍ دموى , ثم تبخرت حبات اللؤلؤ المنسدلة بحذرٍ على وجنتها الممتزجة بروح الصندل , وتوقفنا عن الإنشاد لما كان الرعد ناقوساً متدلى من سقف الحجرة يزجع بنود الإتفاق , وهمهمات التدنس كانت تحرض المدافع و تهدد الحوانيت ....

                (أظن تلك اللحظات كانت محاوله للتراجع عن الإستمرار بمجاراة الرغبه أعتمد فيها الكاتب على بعض الكلمات كدليل على طيب الأصل فليسوا مجرد فاسدين بطبيعتهما إن صح التعبير وحالة إ\دراكهما لخطورة الوقوع فى الخطيئه فأستخدمت المآذن والرعد كناقوس .... وبتلك الفقره بالذات أحسست أن القصه أتخذت منحنى وطنى واضح والله أعلم)

                خرجت شهقة القذيفة تهدد أراضى الله , وتهدد الأعواد النحاسية فى بياتها الليلى و تصارح حبات الرُطب بقذارة الأيادى الناهبة كما اعترفت سلفاً للجنادب , لكن الأرغول كالتنين يلطم بذنبه يميناً و يساراً كل ما حوله , ويخدش بأظافره حياء القبور و ينبش جثث الطاهرين .. آااه .. أف عليك يا هذا.. استبحت لحمى و نطف البلاد .
                عاودتنى تتلمس فىّ القوة وتعض شفتاها كحياء الزهور بعدما تنام الشمس .. لم تصارحنى بالرغبة , فالقذائف لن تعوق مجرى الحياة , ولن تمنع النبض المعلق بداخلى و داخلها ( كالباندول ) , ثم انصهرت فينا ثلة من مشاعر التوحد و الإعتصام .. لكن اشتدت غارات الأهوج بالخارج متسلقاً الكرم و جدران المنازل .. و رعشة تهزنا مثل حياء البيوت البكر و تستفز عذريتها .
                نظرت إلى جبينها المعصوم و سمعتها تتمتم بحمد الله , فرجعت أسد النوافذ و أمنع التسلق , لكن ولجت الرائحة إلى العروق المثخنة و رأيت الثوب الأبيض ينام فى أكثر من بقعةٍ حمراء.
                (يبدو أن كل محاولات الدفاع والإعتصام والحمايه لم تفلح أمام غدر المغتصب وحين بدا لها الأمر بعيدا عنها ولم تدنسها أقدام الإعتداء بعد
                أيقظها الواقع على حقيقه كانت آتيه لا محاله طبقا لكل المؤشرات أكثر من بقعة دم حمراء
                أحسسته قويا ربما أن ألامر فاق الإعتصاب فأصبح إغتصاب وسرقه وقتل ودمار لها ولباقى الاراضى العربيه)

                امممممممممم
                آسفه جدا يا أستاذ محمد
                (تحمل أختك أم دماغ صعيدى بس صراحه مقدرتش أسكت)
                ولم أستطع مقاومة حالة الإستفزاز الغامضه التى سرت بدمى وأن أقرأ قصتك مع تلك الصور الرائعه الناطقه التى حوتها السطور

                (شكلى بهدلت القصه وشرحتها الى درجة التمزيق وإخفاء المعالم)
                ربنا يستر ... قلبك كبير يا طيب
                والعشم فى بيوت الكرام مستحب
                تحياااااااااتى وإعتذارى
                " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                تعليق

                • محمد سلطان
                  أديب وكاتب
                  • 18-01-2009
                  • 4442

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                  الأستاذ المبدع محمد ابراهيم سلطان

                  سكبت دمك ليغدو الحبر في قلمك نص بلون الوطن منثور
                  هذا النص جاء مغايرا فعلا
                  انتظر بفارغ الصبر قراءة استاذنا الكريم الكبير ربيع عبدالرحمن

                  دمت بألق وحبور

                  مازلت عندى قولى
                  لا عمل أخطه إلا بأناس أرتقى بهم
                  أنتى واحدة منهم سيدتى
                  أختى الشقيقة
                  الهادئة
                  و اتمنى ان تكونى بخير مها
                  صفحتي على فيس بوك
                  https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                  تعليق

                  • محمد سلطان
                    أديب وكاتب
                    • 18-01-2009
                    • 4442

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                    طفا على سطح المخيلة فور قراءة الأسطر الأولى قصيدة " شناشيل ابنة الجلبى " للشاعر الكبير بدر شاكر السياب ، و سوف أهديها إليك عقب هذا الحديث !!
                    كانت صراعية اللحظة ، هو ما جذبنى محمد إلى هذا النص المتخم بالصور و المجاز الذى لعب دورا كبيرا فى نسج خيوط القصة التى اقتربت إلى حد ما من عالم النصوص التى لا تقبل التجنيس !!
                    ربما حدوتة أزلية ، ما بين الطهر و البراءة و الدناسة ، الفضيلة و الرذيلة ، و انهيار منظومة القيم ، و صراعية البطل هنا فى قمع ذاته اللاهثة ، الملتهبة مثل خيوط الشمس ، و مراوغة روحه ، و دفعها دفعا إلى السمو و التعالى على ذاتها ، و عدم التواطؤ مع اللحظة المواتية !
                    وتكون اللحظة ممتلئة بدموع ، وذوبان حد القهر ، كشمعة تنفق عمرها فى كشف الظلام ، و وتجلى النور حتى الموت ، هكذا أراد ، و هكذا كان يرجو من ذاته ، و لها أيضا
                    ثم الخروج من الخاص إلى العام فتكون الرقعة أرحب ، للحديث عن المعتمل ، و لكن مهما حاولنا ، فأنما نحاول تغيير لطبيعة الأرض التى جئنا منها و نعيش عليها ، فهاهى تكتسى باللون الأحمر كدماء مخضبة ، و عليها أثواب طاهرة بيضاء !!

                    شدنى الكثير من الصور ، سوف أورد بعضها
                    - كان الضوء الخافت أشبه بفريسة تتوكأ على ساقين بلا لحم و دم
                    - وأنشودة الصندل تزج بريقها فى عظم ظهرى وتمضغ الفقرات
                    - خرج شعاع الرضا المنبثق من سلسلة الظهر مثل الريشة لا تعرف لها مرفأ
                    فى هذه الفقرة أو الجملة أحسست تناقضا عجيبا :
                    تدحرجت حبات الماء على وجهها وبدأت السماء تركل العود النحاسى رويداً رويداً حتى اختفى وجهها تماماً و جاءها المخاض , فتغلّفت النوافذ بالضباب و المسحوق الأبيض ..

                    و يكفى هذا .. هو مجرد تأويل
                    و إليك قصيدة بدر شاكر السياب
                    أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور
                    من خلل السحاب كأنه النغم

                    تسرب من ثقوب المعزف - ارتعشت له الظلم
                    وقد غنى - صباحا قبل
                    فيم أعد ؟ طفلا كنت أبتسم
                    لليلي أو نهاري أثقلت أغصانه
                    النشوى عيون الحور
                    وكنا - جدنا الهدار يضحك أو يغني
                    في ظلال الجوسق القص
                    وفلاحيه ينتظرون : " غيثك يا اله"
                    و أختي في غابة اللعب
                    يصيدون الأرانب و الفراش
                    و (أحمد) الناطور
                    نحدق في ظلال الجوسق السمراء في النهر
                    ونرفع للسحاب عيوننا : سيسل بالقطر
                    وأرعدت السماء فرن قاع النهر
                    و ارتعشت ذرى السعف
                    و أشعلهن ومض البرق أزرق ثم أخضر ثم تنطفئ
                    وفتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب
                    عاد منه النهر يضحك وهو ممتلئ
                    تكلله الفقائع، عاد أخضر
                    عاد أسمر، غص بالأنغام واللهف
                    وتحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه
                    تراقصت الفقائع وتفجر- انه الرطب
                    تساقط في يد العذراء وهي تهز في لهفه
                    بجذع النخلة الفرعاء تاج
                    وليدك الأنوار لا الذهب،
                    سيصلب منه حب الآخرين ،سيبرئ الأعمى
                    ويبعث من قرار القبر ميتا هده التعب
                    من السفر الطويل إلى ظلام الموت
                    يكسو عظمه اللحما ويوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب

                    و أبرقت السماء … فلاح، حيث تعرج النهر
                    وطاف معلقا من دون يلثم الماءا
                    شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر
                    (عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا
                    و آسية الجملية كحل الأحداق
                    منها الوجد و السهر

                    يا مطرا يا حلبي
                    عبر بنات الجلبي
                    يا مطرا يا شاشا
                    عبر بنات الباشا
                    يا مطر من ذهب

                    تقطعت الدروب، مقص هذا الهاطل المدار
                    قطعها و واراها،
                    و طوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار
                    كغرقي من سفينة سندباد
                    كقصة خضراء أرجأها و خلاها
                    إلى الغد (أحمد) الناطور
                    وهو يدير في الغرفة
                    كوؤس الشاي، يلمس بندقيته
                    ويسعل ثم يعبر طرفه الشرفه
                    ويخترق الظلام
                    وصاح ( يا جدي) أخي الثرثار
                    " أنمكث في ظلام الجوسق المبتل ننتظر؟
                    متى يتوقف المطر؟

                    و أرعدت السماء، فطار منها ثمة انفجرا
                    شناشيل ابنة الجلبي …
                    ثم تلوح في الأفق
                    ذرى قوس السحاب . وحيث كان يسارق النظرا
                    شناشيل الجميلة لا تصيب العين الا حمرة الشفق

                    ثلاثون انقضت، وكبرت : كم حب وكم وجد
                    توهج في فؤادي
                    غير أني كلما صفقت يدا الرعد
                    مددت الطرف أرقب : ربما ائتلق الشناشيل
                    فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة إلى وعدي
                    ولم أرها هواء كل أشواقي ، أباطيل
                    و نبت دونتا ثمر ولا ورد

                    لندن 24 - 2 - 1962
                    من ديوان شناشيل ابنة الجلبي
                    الطبعة الثانية
                    دار الطليعة -بيروت حزيران 1965

                    ربيع يازهرة البستان
                    ربيع يا رائحة الرومان
                    ولون الزينون
                    يا اخضرار للعود
                    وضحكة فى وجه الصبيان
                    ( يا أرق من النسمة و أجمل من ملك )
                    كنت أنتظرك بفارغ الصبر
                    وها قد عدت بلوحة كانت بداخلى و لم أشعر بها أثناء الفرشاه
                    سيدى ربيع
                    كان أجمل ما قرأت للسياب ((المعول الحجرى))
                    اقرأها ربيعى و ستثلج صدرك
                    دمت بروح الأب و بحكمة الاديب
                    ابنك
                    صفحتي على فيس بوك
                    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                    تعليق

                    • الشربيني المهندس
                      أديب وكاتب
                      • 22-01-2009
                      • 436

                      #11
                      امتعتني المناظرات ولم استطع الانتظار طويلا فقد انكسر العود النحاسى من السماء الحبلى فى طريقه إلى الترائب الناعمة .. حمدت اللـه علي الصلب النوعي وايقنت بالأمل في عودة العمود المكسور لأصله فانه علي رجعه لقادر .. ولما شق الماء مجراه بداخلى لم ابال فقد كنت علي الربابة اغني واستبدلت المصباح بالنجم الثاقب , وكان الضوء الخافت من الطارق هناك أشبه بالبرق ساعتها وبمعاناه بلعت ريقى ورحت اقفز بين السطورباحثا ومنقبا ومفسرا و........روادتني الكوابيس رغم انف عيناي المغلقتان فشعرت بالخوف من يوم تبلي السرائر وعدت انتظر خلف العود النحاسي باقي المناظرات

                      تعليق

                      • محمد سلطان
                        أديب وكاتب
                        • 18-01-2009
                        • 4442

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة الشربيني المهندس مشاهدة المشاركة
                        امتعتني المناظرات ولم استطع الانتظار طويلا فقد انكسر العود النحاسى من السماء الحبلى فى طريقه إلى الترائب الناعمة .. حمدت اللـه علي الصلب النوعي وايقنت بالأمل في عودة العمود المكسور لأصله فانه علي رجعه لقادر .. ولما شق الماء مجراه بداخلى لم ابال فقد كنت علي الربابة اغني واستبدلت المصباح بالنجم الثاقب , وكان الضوء الخافت من الطارق هناك أشبه بالبرق ساعتها وبمعاناه بلعت ريقى ورحت اقفز بين السطورباحثا ومنقبا ومفسرا و........روادتني الكوابيس رغم انف عيناي المغلقتان فشعرت بالخوف من يوم تبلي السرائر وعدت انتظر خلف العود النحاسي باقي المناظرات

                        أستاذى الشربينى
                        اسمح لى أن أصفق لك
                        الله على ما أرويتنى من جميل فى الرونق
                        عذب فى الرؤى
                        مصفى مثل العسل
                        روح طيبة وجدتها ههنا
                        سلمت لى و يلمت الانامل
                        أخ عزيز و قلب طيب معى أنت أستاذى
                        أعلم بأننى مقصر معك تلك الآونة
                        لكن و اله ما يمنعنى عنك
                        إلا ما هو اعظم منا
                        تحياتى و سلامى لك
                        صفحتي على فيس بوك
                        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                        تعليق

                        • آمنه الياسين
                          أديب وكاتب
                          • 25-10-2008
                          • 2017

                          #13
                          الاستاذ الرائع

                          ؛؛ محمد ابراهيم سلطان ؛؛

                          مساؤك خير وعافيه وسعاده

                          أقف هنا .. للتعبير عن روعة اسلوبك في طرح القصة اعلاه

                          ولروعة .. هذا الخيال الذي حملنا للبعيـد

                          اخبرني كيف لي ان اتفنن بشكرك ...

                          وكيف اصوغ عبارات الاحترام والأجلال لشخصك ...

                          بعد قرأتين تقريبا فهمت المغزى والفضل بعد الله للأستاذ

                          ؛؛ ربيع عقب الباب ؛؛

                          فقد سهل علينا فهم القصه بطريقه ذكيه ورائعه ..

                          دمت كما تحب وتشتهي ولك اتمنى كل الخير من اعماق قلبي

                          عذراً من وهن قلمي وتواضع ردي

                          تحياتي وتقديري

                          ر
                          ووو
                          ح

                          تعليق

                          • محمد سلطان
                            أديب وكاتب
                            • 18-01-2009
                            • 4442

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة رشا عبادة مشاهدة المشاركة
                            (يبدو أن كل محاولات الدفاع والإعتصام والحمايه لم تفلح أمام غدر المغتصب وحين بدا لها الأمر بعيدا عنها ولم تدنسها أقدام الإعتداء بعد
                            أيقظها الواقع على حقيقه كانت آتيه لا محاله طبقا لكل المؤشرات أكثر من بقعة دم حمراء
                            أحسسته قويا ربما أن ألامر فاق الإعتصاب فأصبح إغتصاب وسرقه وقتل ودمار لها ولباقى الاراضى العربيه)

                            امممممممممم
                            آسفه جدا يا أستاذ محمد
                            (تحمل أختك أم دماغ صعيدى بس صراحه مقدرتش أسكت)
                            ولم أستطع مقاومة حالة الإستفزاز الغامضه التى سرت بدمى وأن أقرأ قصتك مع تلك الصور الرائعه الناطقه التى حوتها السطور

                            (شكلى بهدلت القصه وشرحتها الى درجة التمزيق وإخفاء المعالم)
                            ربنا يستر ... قلبك كبير يا طيب
                            والعشم فى بيوت الكرام مستحب
                            تحياااااااااتى وإعتذارى
                            الأستاذة الرشروشة
                            رشا عبادة
                            استمتعت بأشياء لم أكن اشعر بها أثناء الكتابة .. جاءت بها سطورك الراقية التى زادت العمل شرف و جمال .. احسست بالعفل بمهارتك و قدرتك على استخراج المكنون .. المخبأ داخل الكاتب دون شعور منه .. سطورك رغم براءتها إنما جاءت ناضجة و راقية .. تجيدى القراءة و هذا ما لاحظته فيكى رشروشة لما لا تشاركينا بالمسابقة ؟؟؟ لديك القدرة سيدتى الجميلة .. نعم حاولى و اطلقى لقمك الجرأة الكافية و العنان .
                            أبصم لك باصابعى العشرين بأننا سنجد اسمك قريباً ملون فى قائمة المراقبين و المشرفين ..
                            دمتى بكل خير و سعادة
                            يا حتة السكر المحلى فى الملتقى .
                            تحياتى لكى سيدتى .
                            صفحتي على فيس بوك
                            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                            تعليق

                            • رشا عبادة
                              عضـو الملتقى
                              • 08-03-2009
                              • 3346

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                              الأستاذة الرشروشة
                              رشا عبادة
                              استمتعت بأشياء لم أكن اشعر بها أثناء الكتابة .. جاءت بها سطورك الراقية التى زادت العمل شرف و جمال .. احسست بالعفل بمهارتك و قدرتك على استخراج المكنون .. المخبأ داخل الكاتب دون شعور منه .. سطورك رغم براءتها إنما جاءت ناضجة و راقية .. تجيدى القراءة و هذا ما لاحظته فيكى رشروشة لما لا تشاركينا بالمسابقة ؟؟؟ لديك القدرة سيدتى الجميلة .. نعم حاولى و اطلقى لقمك الجرأة الكافية و العنان .
                              أبصم لك باصابعى العشرين بأننا سنجد اسمك قريباً ملون فى قائمة المراقبين و المشرفين ..
                              دمتى بكل خير و سعادة
                              يا حتة السكر المحلى فى الملتقى .
                              تحياتى لكى سيدتى .


                              والله انا من استمتعت أكثر بمكنون الكاتب يا سيدي
                              وصوت عوده الممشوق النغمات
                              )
                              " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                              كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                              تعليق

                              يعمل...
                              X