جريمةٌ مقفّاة
[poem=font="simplified arabic,7,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,5,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
أقتلتُ نوءاً, أم غدوتُ قتيلا؟=لم ألقَ في أثرِ الدماءِ دليلا !!
ماذا دهانيَ.. كي أشدَّ عمامتي=وأعودَ من طرَفِ البلادِ عجولا؟
هل مسّني قلقُ الأصيل.. فأُدغمتْ=تائي.. بحبلٍ لم يعدْ موصولا؟
شيءٌ منَ المخفيِّ يغرسُ نصلَهُ=في قلبِ صبٍّ قد غدا متبولا
وخرافةٌ كُسرتْ زجاجةُ عطرِها=مِنْ فرطِ ما كانتْ تُرى إكليلا
والذكرياتُ.. مدينةٌ صوفيةٌ=تحكي أزقتُها الصراعَ فصولا
أشباحُها تتلو الفلاةَ.. كعابدٍ=أمسى.. يرتلُ قلبُه الإنجيلا
يسريْ بها خدَرُ الروائح قابضاً=ما كان مِن زهرِ الحياةِ جميلا
وأنا.. نجوتُ من السماء وفي يديْ=ذنبٌ, أنوءُ بصاحبَيهِ طويلا
فهُما اللذانِ تَبعتُ, حين تفجرتْ=لغتي, كأوديةٍ تسيلُ ذهولا
واستودعا.. نَصَّ الغوايةِ في غَدي=لأظلَّ عن آياتهِ مشغولا
الخوفُ.. يقتلع النخيلَ بغابتي=والنارُ تُنبِتُ مارداً ضلِّيلا
لم يبقَ لي قمرٌ ألوذُ بحسنِه=فلقد تهدّجَ .. ثم خرّ عليلا
وبقيتُ وحدي.. لا الظلام يزيدني=وهَجَاً.. ولا ضوءُ النهار أفولا
ولقد عرفتُ الله في أسمائه=فأبيتُ إلا أن أكون رسولا
خلفي.. فوانيسٌ وبضعُ سنابلٍ=سقطتْ.. وآيٌ رتلت ترتيلا
ودعاءُ أمي.. واحةٌ غيبية=تَخذتْ إليها الأحجياتُ سبيلا
ينتابني كونٌ تمورُ جهاته=فأجوس فيه مُسائلاً.. وعجولا
منذ استويتُ.. على الصريمِ قصيدةً=لم تغنِ عني الأمنياتُ فتيلا
أشعلتُ مصباحي القديمَ فراشةً=ودفنتُ سراً في الترابِ مهولا
وغدوتُ أنشئُ في الخفاءِ مجرتي=وأدس فيها الليل والمجهولا
وأشدّها وتراً.. تلوّن خيفةً=لمّا رأى طرْفَ الإيابِ كليلا[/poem]
[align=center]* * * *[/align]
تعليق