[align=justify]
إن الإنسان بطبيعته وفطرته كائن حكاء ومحاكٍ ويسر برؤية أو سماع أو قراءة المحاكيات ؛ لأنها أقرب إلى قلبه ووجدانه 0إن القصة مثارة و مشتقة ومستنبطة من أشرف كتاب نزل من السماء الحق المجيد القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ وبلسان عربي فصيح وواضح وجلي لعلنا - نحن العرب- نعقل معانيه ونفهمها، ونعمل بهديه ، وجاءت القصص فيه لتؤثر في النفوس أثرا عظيما لأن الإنسان بطبعه وفطرته حكاء ومحاكٍ فهو يروق ويرق ويطرب للسمع ويشعر بالمتعة عندما يسمع شيئا يحكى ، أو يروى ، أو يمثل 0 فما بالك بأن الشيء المحكي به تشويق وإثارة وغموض وإمتاع وإقناع واتعاظ وتسلية وتسرية وتفريج عن النفس والفؤاد ، وبلغة جميلة شيقة لا يستطيع كائن من كان أن يأتى بمثلها تعرف طريقها إلى القلوب والعقول والأفئدة لتتعلمها وتعرفها ، ومن صانع خالق لا يعلو على صنعته شىء ولا على خلقه خلق ، فهو رب الأرباب خالق الأرض والسماء القادرعلى كل شىء بالحق والعدل والصدق ، وخالق النفوس والعقول ومزكي القلوب فهو العالم بكل أسرارها لأنّه سبحانه عليم بذات الصدور ، والمطلع على كل كوامنها والكاشف لكل أسرارها ؛ لأنه سبحانه سميع عليم 0وبيَّن لها طريق الخير والصلاح وطريق الشر والفساد،وجعل الإنسان يميز بينهما لما اختاره من أمانة وهى عقل المخ الفاهم المنتج مناط التميز وسبب الحساب ، ووضعهما فى القلوب لتكون عقول القلوب المرجع والناقد للفكر والأعمال ولذا تحكم عليهم ، والعالم الخبير بما يؤثر فيها ، ما تحبه وتهواه وما تكرهه و تنساه 0 ومن عطاياه لعلمه بنفوسنا وما نحبه وما هو من طبائعنا فقد أنزل من أجلنا القصص لتكون أقرب إلى النفوس والعقول والأفئدة ، لجملة من الأهداف ولذلك أولا من كل ما عرفنا وما سنعرفه آنفا كل ما يخص القصة، وأولها من أهدافها فى القرآن وإن كانت تخص وتعلم وتعظ الناس جميعا ، فمن باب أولى أن يكون أكثر المتدبرين والمستفيدين والمتعلمين منها هو أنت أيها العزيز الموهوب المبدع المؤلف الذي تكتب مثلها ، وأنت أيها الناقد الفاضل تلمس طريقك الصحيح إلى النقد الحسن الموضوعي العلمي المبنى على أسس وقواعد وقوانين ثابتة من لدن عليم خبير هو الله الذي أوردها فى قصصه والتي حكم عليها أنها أحسن القصص ، والذي يريد أن يتعلم كيف تكتب القصة الجميلة الممتعة كتابة صحيحة تعطيك نتيجة أن تكون من أحسن القصص ،
لا أخالف أحدا الرأي من كون القصة لا يشترط أن يكون بطلها نبيلا وفاضلا ، فهذا الشرط يخص أحسن أنواع القصة واجلها ألا وهى القصة المأسملهاة المحزنة المفرحة ؛ لأن الغالبية العظمى لقصص القرآن ومنها قصص الأنبياء وغيرهم جاءت كذلك محزنة مفرحة0
أما البطل غير النبيل وغير الفاضل المتردى فى السوء صاحب النفس الأمارة فهو يخص فعلا بطل القصة المأساة الشخصية السوداء ، والمأساة القومية السوداء أيضا، وفيها العبرة والعظة ولكن ليس من البطل بل من مصارعه الخير التقى الصالح ، بينما نهاية هذا البطل لا تكون إلا بفاجعة تقضى على حياته مثل فرعون ، أو بالخسران العظيم والندم الشديد كحال قابيل 0
وهنالك صنف ثالث ما بينهما بمعنى صاحب النفس اللوامة ما بين النبل والوضاعة بدرجة منها ويخص بطل وله حديث طويل 0
الله تبارك وتعالى عندما قص القصص فضل النبيل الفاضل من أصحاب النفس المطمئنة ، واللوامة0 ولنا فيها العبرة والعظة والإقتداء لمن يريد ، ادري تماما أن كل المؤلفين يعشقون البطل المتردى الوضيع وهو مورد ليس صحيحا بالكلية ، فانا واحد من الناس جميع قصصى إلا ما ندر منها بطلها غير فاضل ، والقصة التى بطلها فاضلا لابد أن يكون الطرف الثانى من الصراع فاسدا ومترديا ، موسى وفرعون تذكروا ذلك دائما 0[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة وشرط لى ولك يحمل وعدا من الله ووعيدا ما دمنا نكتب الكتاب ونخصك به أيها المؤلف الكريم والناقد الأمين ، فتعلم كيف تكتب كما علمنا الله وخيرنا {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }التوبة109[التوبة] يجب أن تؤلف بعقيدة سامية ، وإيمان كامل نابع من تعاليم العقيدة المؤتمن عليها القلب ، الذي به عقل حكم وحكيم وحاكم ، لكنه لا يمتلك أداة التنفيذ على عقل المخ غير الحكيم اللاعب الفاهم المنتج للفكر والتدبر – غير سلطة عقل القلب غير الملزمة لمن ليس له قلب سليم أو تكتب على مخافة من الله ورجاء رضوانه0 أم تبنى على عكسهم كمن يبنى على طرف مشرف على السقوط ، فبناؤك سيسقط معك فى نار جهنم ؟ اجعل بطل قصتك نبيلا فاضلا مخلصا نافعا ، أفعاله حسنة فنقتدي به ، وذا فكر من العقائد السماوية يحسن التدبير والتصريف فنتعلم منه ، حتى يكون بطلك مسببا للتأثير فينا بسبب الخوف والشفقة والعطف والرأفة والتضرع والذكر فيكونون سببا فى الخلاص لنا من شرورنا وآثامنا ، ومطهرا لنا من مخاوفنا وضلالنا ، وواعظا وقدوة لنا، فاصنع له عقبات ومن يهددون حياته بالقتل فنخاف عليه ، ومن نجاته وانتصاره فيما بعد نشعر نحن بالأمن المسبب للتطهير من الخوف بداخلنا ، وهو نوع من العلاج النفسي لنا 0 ودبر زلة أو خطأ غير مقصود منه فيجنى بسببها الآلام والمعاناة ليكسب تعاطفنا حتى نشفق عليه ، والشفقة أكبر خالق للتراحم ، والرحمة صفة من صفات الله ومن أسمائه الحسنى وأمرنا أن نوصف بها كما هو حال الأنبياء جميعا0 واجعل أفعاله غامضة مثيرة مشوقة ليمتعنا ويحببنا فيه لنقبل منه كل ما يقوله وما يفعله فنتعظ منه ، واجعل له من المصائب والأهوال التى يلاقيها فيتضرع إلى الله في محنه وينصفه فتطمئن قلوبنا وتلين وترتاح و تسكن بتوحيد الله وذكره ؛لأنه بطاعة الله وذكره وثوابه تسكن القلوب وتستأنس ، واطمئنان القلب وراحته يحقق لنا السعادة المخلصة من الكآبة وهى بذلك نوع من العلاج النفسي ونوع من العبادة والتقرب إلى الله 0 واجعل له من الأحداث حدثاً أو من الأفعال مشهدا مبهرا مفاجئا فيذكر الرسل فنصلى ونسلم عليهم وننال شفاعتهم وبركتهم فننتصح منه وترتاح ضمائرنا 0 وبهم جميعا سيحدثون السعادة والطمأنينة والأمان وراحة البال فيتطهر ضميرنا ويتخلص من الخوف والشك والريبة والوساوس فتشفى أنفسنا ، وهم بذلك نوع من العلاج النفسي ، ونوع من الإيمان الذي نثاب عليه من قبل الله – تعالى- وهو المفروض ، غاية ما تود وما تأمل وما تهدف إليه من بطلك الذي صنعت ، ومن عملك الذي أبدعت ، ومن علمك الذي انتفعت ، ومن عقيدتك التي أرشدتك ؛ لأن نعمة التوحيد التى من الله بها علينا هى التي تطهر النفوس والأخلاق وتزكى القلوب والأرواح ، فاجعل قصتك قيمة ونعمة لا معصية و نقمة لتطهر النفوس ، فتطهير النفوس أكبر نوع من العلاج 0 وإياك أن تجعل بطل قصتك غير ذلك إلا بشروط فاجعة تنهى حياته أو خسران مبينه ، وإلا لن نقبل منهم ولن نتعظ ولن نخاف عليهم ، وإن حدث ذلك فأنت مضلل وهدفك ليس نبيلا ، ورسالتك ليست صالحة ، وعقيدتك ليست سامية ، وقلبك فاسد لم يعد له عقل ، ولا تأت بمعاقر للخمر والنساء لنشفق عليه ، أو سارق بلا أخلاق ليعظنا ، أو فاسق فاجر ليكون سببا فى إقناعنا 0 أو جاحد بوالديه وبأنعم الله وفضل رسوله ليكون قدوتنا ، أو عظيم في سفالته وكبير في شره ليكون عبرة لنا 0 أو غير جاد ولا متعقل ولا يحسن التدبير ليمتعنا 0 لأن غاية دربنا فى الحياة هو نوع من القول والفعل والعمل لنحقق السعادة ورضي الله - وشخوص قصصك كذلك - أو غير ذلك لمن يشاء من درب للشقاء ومعصية الله0 وهو أيضا يجب أن تسقطه على شخوص فعلك الروائي و الفني من خلال فكرهم الذي من خلاله يفعلون ويعملون ويقولون ، وهو المبرر لكل أفعالهم وتصرفاتهم - لأن الله يحاسب على الأفعال - ومنه نستطيع نحن حسابهم والحكم عليهم والتمييز بينهم ، خيرهم من شرهم ، نافعهم من ضارهم ، صالحهم من فاسدهم من نقتدي به ومن لا نقتدي 0إن الإنسان بطبيعته وفطرته كائن حكاء ومحاكٍ ويسر برؤية أو سماع أو قراءة المحاكيات ؛ لأنها أقرب إلى قلبه ووجدانه 0إن القصة مثارة و مشتقة ومستنبطة من أشرف كتاب نزل من السماء الحق المجيد القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ وبلسان عربي فصيح وواضح وجلي لعلنا - نحن العرب- نعقل معانيه ونفهمها، ونعمل بهديه ، وجاءت القصص فيه لتؤثر في النفوس أثرا عظيما لأن الإنسان بطبعه وفطرته حكاء ومحاكٍ فهو يروق ويرق ويطرب للسمع ويشعر بالمتعة عندما يسمع شيئا يحكى ، أو يروى ، أو يمثل 0 فما بالك بأن الشيء المحكي به تشويق وإثارة وغموض وإمتاع وإقناع واتعاظ وتسلية وتسرية وتفريج عن النفس والفؤاد ، وبلغة جميلة شيقة لا يستطيع كائن من كان أن يأتى بمثلها تعرف طريقها إلى القلوب والعقول والأفئدة لتتعلمها وتعرفها ، ومن صانع خالق لا يعلو على صنعته شىء ولا على خلقه خلق ، فهو رب الأرباب خالق الأرض والسماء القادرعلى كل شىء بالحق والعدل والصدق ، وخالق النفوس والعقول ومزكي القلوب فهو العالم بكل أسرارها لأنّه سبحانه عليم بذات الصدور ، والمطلع على كل كوامنها والكاشف لكل أسرارها ؛ لأنه سبحانه سميع عليم 0وبيَّن لها طريق الخير والصلاح وطريق الشر والفساد،وجعل الإنسان يميز بينهما لما اختاره من أمانة وهى عقل المخ الفاهم المنتج مناط التميز وسبب الحساب ، ووضعهما فى القلوب لتكون عقول القلوب المرجع والناقد للفكر والأعمال ولذا تحكم عليهم ، والعالم الخبير بما يؤثر فيها ، ما تحبه وتهواه وما تكرهه و تنساه 0 ومن عطاياه لعلمه بنفوسنا وما نحبه وما هو من طبائعنا فقد أنزل من أجلنا القصص لتكون أقرب إلى النفوس والعقول والأفئدة ، لجملة من الأهداف ولذلك أولا من كل ما عرفنا وما سنعرفه آنفا كل ما يخص القصة، وأولها من أهدافها فى القرآن وإن كانت تخص وتعلم وتعظ الناس جميعا ، فمن باب أولى أن يكون أكثر المتدبرين والمستفيدين والمتعلمين منها هو أنت أيها العزيز الموهوب المبدع المؤلف الذي تكتب مثلها ، وأنت أيها الناقد الفاضل تلمس طريقك الصحيح إلى النقد الحسن الموضوعي العلمي المبنى على أسس وقواعد وقوانين ثابتة من لدن عليم خبير هو الله الذي أوردها فى قصصه والتي حكم عليها أنها أحسن القصص ، والذي يريد أن يتعلم كيف تكتب القصة الجميلة الممتعة كتابة صحيحة تعطيك نتيجة أن تكون من أحسن القصص ،
لا أخالف أحدا الرأي من كون القصة لا يشترط أن يكون بطلها نبيلا وفاضلا ، فهذا الشرط يخص أحسن أنواع القصة واجلها ألا وهى القصة المأسملهاة المحزنة المفرحة ؛ لأن الغالبية العظمى لقصص القرآن ومنها قصص الأنبياء وغيرهم جاءت كذلك محزنة مفرحة0
أما البطل غير النبيل وغير الفاضل المتردى فى السوء صاحب النفس الأمارة فهو يخص فعلا بطل القصة المأساة الشخصية السوداء ، والمأساة القومية السوداء أيضا، وفيها العبرة والعظة ولكن ليس من البطل بل من مصارعه الخير التقى الصالح ، بينما نهاية هذا البطل لا تكون إلا بفاجعة تقضى على حياته مثل فرعون ، أو بالخسران العظيم والندم الشديد كحال قابيل 0
وهنالك صنف ثالث ما بينهما بمعنى صاحب النفس اللوامة ما بين النبل والوضاعة بدرجة منها ويخص بطل وله حديث طويل 0
الله تبارك وتعالى عندما قص القصص فضل النبيل الفاضل من أصحاب النفس المطمئنة ، واللوامة0 ولنا فيها العبرة والعظة والإقتداء لمن يريد ، ادري تماما أن كل المؤلفين يعشقون البطل المتردى الوضيع وهو مورد ليس صحيحا بالكلية ، فانا واحد من الناس جميع قصصى إلا ما ندر منها بطلها غير فاضل ، والقصة التى بطلها فاضلا لابد أن يكون الطرف الثانى من الصراع فاسدا ومترديا ، موسى وفرعون تذكروا ذلك دائما 0[/align]
تعليق