قراءة نقدية/ يا مشهد اليد والأصابع. للشاعرة هبة الدوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد ثلجي
    أديب وكاتب
    • 01-04-2008
    • 1607

    قراءة نقدية/ يا مشهد اليد والأصابع. للشاعرة هبة الدوري


    يا مشهد اليد والأصابع !!
    هبة الدوري


    أياد ٍ خفية قبضت تلك الاصابع
    في مساء ٍ رصاصي قديم
    وضجة كبرى ..
    ملئت أفق البقاء
    بإرتعاشة في جلود
    تنادي سماء ..
    إني بريء
    إني عديم
    ورقعة في الغيم تعتصر البكاء
    من عيون تبتلع الجسد
    رويداً ...رويداً
    في إرتخاء
    وملاَّح خفي يقود الحشود
    في مدفن البحر العميق
    ......
    يا ايها الزومبي الوحيد ..
    هل تحيا بروح ميتة ودم زلال
    هل تسعى لأنفاس يتيمة
    في يوم طويل ..
    ما تريد ؟
    قـُل ما تريد ؟
    سترى رجالا ونساء بلا عيون
    يقولون ما لايفعلون
    بلسان وحيد
    ينطقون
    مثلك وحيد ..
    وايادٍ تريد ولا تريد !!
    والموجة الجـُلَّى
    في صيحة
    هل من مزيد ؟
    ووريدهم يتلو وريد
    في مشهد اليد والأصابع
    يرجو دعاء..
    ........
    ياااا وثن الأصابع !!!
    اني بريء ؟!!
    هل تذكرين ؟!
    ليل فاحش وغناء
    وعربدات في طريق
    وقهقهات في عبادة
    وسفسطات عن إبادة
    هل تذكرين ..
    ما يقصده الظلام ؟
    إكتئاب يأكله إكتئاب
    وقوم نيام ..
    وكهف جديد
    يااايقظة السفر البعيد ..
    إني أنام
    .
    .
    إني أنام
    .
    .
    اني فقيد !!



    **الزومبي (تعني الانسان المبعوث الى الحياة بعد موته بقوة فوق طبيعية تفقده الكلام وتحرمه الارادةفي كل شيء ....موجودة في الاساطيرالقديمة ) **
    ***
    إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
    يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
    كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
    أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
    وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
    قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
    يساوى قتيلاً بقابرهِ
  • محمد ثلجي
    أديب وكاتب
    • 01-04-2008
    • 1607

    #2
    في البداية لا بد أن أشير ان الصورة في القصيدة الحديثة هي أداة طيعة وجدت لخدمة النص وهي تعبر بشكل كبير عن مكنونه وماهيته .. لذلك الصورة هي مرآة النص الكامنة وصورته وقربانه , أو النبرة الصاعدة النازلة بحذق حيث تجيش كل بيت من القصيدة بموجة متصاعدة رافعة المعنى معها الى أعلى مكان .

    في هذه القصيدة يظهر المضمون لغزا فيدفع الفضول القارئ لمتابعة النص وقراءته مرات عديدة متأثرا بهذا المنسوب الهائل من الكلمات ذات الشجن العالي والنغمة الهادئة والمفردة المتشعبة ..

    سأحاول مستعينا ببعض الدلالات والإشارات وإن كانت أيضا غامضة , أن أصل بالنص الى الجهة الأخرى

    فالقصيدة الحديثة وبما تحمله من شعرية خصبة وتأثير وتشكيل وأسلوب هي حصيلة فكر الشاعر وعصارة ذهنه ونظرته الواقعية وربما بغوص وهبوط في أعماق الرمز والأسطورة والإحالة , مما يدفع النص الى انتهاك وخرق سنن الكلام العادي محولا إياه الى خيال أو ضرب منه .




    أياد ٍ خفية قبضت تلك الأصابع
    في مساء ٍ رصاصي قديم
    وضجة كبرى ..
    ملئت أفق البقاء
    بإرتعاشة في جلود
    تنادي سماء ..
    إني بريء
    إني عديم


    لا شك ان الشعرية تتولد عندما يستخدم الشاعر المادة أو المعنى استخداما مميزا لا يصل اليه العامة بيد أن هذه المادة أو المعنى مشروطين بشمولية الصورة أو احتمال توارد الإشارات والدلالات عليها بطريقة غير مباشرة .

    في هذه الفقرة هناك تظهر جلياً بعض الدلالات والإشارات الغائرة في الحس الوجداني وهي خطابات بعيدة عن الأنا لأان الشاعر الحق هو لسان الكل وليس الذات .

    من هي تلك الأيادي الخفية والتي تنادي السماء بصوت يشق هذا المدى البعيد هذا الفراغ الكبير ليصل فيقول إني بريء ومن هو البريء , ومن أين تصدر هذه الضجة التي ملأت هذا الفراغ والحيز وكيف يمكن أن يكون المساء رصاصي اللون ..!!

    كل هذه إشارات واضحة منسوجة بلغة معبرة هائلة مضمنة بمساحات شاسعة من التأويل .. وببساطة يمكننا أن نفهم أن هذا المقطع هو مناجاة شعب أكمل يرزخ تحت وطأة الإحتلال يعاني منه ما يعاني موجهًا شكواه لصاحب الشكوى وإن كانت السماء شاحبة يعلوها الرصاص ويملؤها الدخان المتصاعد هنا وهناك وكل هذا مفهوم على أنها إشارات واضحة للدمار والخراب الذي حل[/align]
    ***
    إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
    يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
    كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
    أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
    وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
    قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
    يساوى قتيلاً بقابرهِ

    تعليق

    يعمل...
    X