أزاحت أُمها الكتب من أمامها بحدة، وألقتها أرضاً
وقالت بغضب...
-إلى متى ستضيعين سنوات عمركِ في التهام تلك الأوراق العقيمة، متناسية نظرات الناس وتساؤلاتهم التي لاتخلو من التلميحات؟؟!!
لملمت أوراقها بدموع هادئة، محاولا امتصاص غضب الأم التي ينهش القلق أمومتها..
وبعد إلحاح... بأنها فرصة لن تعوض، ولن تتكرر
قَبلت خِطبته، وارتدت خاتمه الماسي الكبير، بأصابع مترددة!
بدا لها في اللقاء الأول...
هادئاً، لا يتقن سوى ثلاث كلمات
مرحبا... كيفك... شكرا...!
وسرعان ما تغيرت فكرتها.. حين لاحظت حماسته في الحديث عن أحدث موديلات السيارات، والهواتف النقالة، التي يستبدلها سنوياً!!
في زيارته الثانية...
صافحها منتشياً، ثم أهداها زهرتين إحداهما حمراء فاقع لونها، تسر الناظرين
والأخرى بيضاء شارفت أوراقها على الذبول،
ودس بينهما ورقة صغيرة..!؟
التقطتها بلهفة، يغلفها أمل حالم
بدت الحروف كالطلاسم إلى حد ظنت معه أنه كتبها بالهيروغليفية!
اقتربت من السطور غير مصدقة.... لتقرأ
( أكدم لكى هذى الظهور تعبر عن حبى)
وبابتسامة صفراء حاولت أن تطمس معالم الإحباط التي احتلت صفحة وجهها...
وبأصابع خرساء أعادت الورقة لموضعها
وأخبرته، أنها سترسل له ردها، في الغد بإذن الله....
وفي اليوم التالي...
كانت تلتهم بشغف صفحات كتاب جديد، وتطالع يمينها بفرح...
فقد بدا أكثر جمالاً بدون الخاتم الماسي....!
مجرد محاولة أتمنى أن تنال استحسانا وتوجيها..
لكم كل التحايا
تعليق