مدرسة الأدب القصصى الجديدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فتحى حسان محمد
    أديب وكاتب
    • 25-01-2009
    • 527

    مدرسة الأدب القصصى الجديدة

    [align=justify]
    تقوم المدرسة على توحد القص لأن اساس إبداعها واحد بنفس الأسس والقواعد والقوانين والمعايير والشروط والأهداف
    والقصة نوعان أساسيان :
    1- قصة قولية روائية مقروءة وآداتها الكتابة أى الحروف والكلمات والجمل - اللغة - والورق والقلم ، ودار النشر والبائع 0
    2- قصة فعلية درامية مشاهدة ، وآداتها المنتج والمخرج والممثلين وغيرهم وجهاز عرض ، شاشة سينما أو تليفزيون ، أو مباشر خشبت مسرح0
    لأن الفرق الجوهري بين ما هو قولي وما هو فعلى، يتلخص فى أن القولية ماض ، استحالة عودته إلا بالقول المحكي أو المروى 0 بينما الفعلية حاضر ومستقبل ، وجوهر وقعها يكون بالفعل التمثيلي ؛ لأنها قصة مصنوعة تخبر بالتمثيل المشاهد والمسموع رأى العين وسمع الأذن لا خلقا حقيقيا 0
    الفرق بين القصة القولية والفعلية0
    القول شىء يقال ، والفعل شىء آخر يعمل0
    والقول فى القص إخبار و إعلام و تعريف وتوضيح وإظهار وبيان0
    وأداته ، حوار قال ويقول وتشبيه ومثال ، وغموض تكتنفه الأحداث ، بالتورية والجناس ، وبوصل من سرد يبنى بعضه بعضا بربط من بلاغة اللفظ فى المثانى ، وحبكة بحسن ترتيب من بيان0
    إذن القول لا يكون إلا لشيء مضى – فعل ماض - ويستحيل عودته إلا قولا ، نخبر به نحن 0 إذن القصة القولية قول حدث لفعل مضى ، والقول فى القص إخبار و إعلام و تعريف وتوضيح و تبيان وإظهار وبيان ، حتى لو كان القص فى صيغة المضارع ولو تعداه للمستقبل لصار فعلا ، وإن لم يتحقق فعلا لا يكون إرجاعه إلا تخيلا يدرك بعقل المخ والشعور والإحساس بعقل القلب ، من خلال السمع أو القراءة0
    أحدث ، حدث ، يحدث ، فتكون القصة القولية إخبار لأحداث مضت عن حدث ، نخبر بها نحن ، فتكون القصة حدثا كاملا وتاما غير منقوص 0 وسنعرف الحدث الكامل والتام فى موضعه عند تعريف القصة إن شاء الله0
    القصة الفعلية الفنية الدرامية 0
    الفعل شىء يُفعل و يُعمل ، ولا يتحقق الفعل إلا فى الحاضر ، وبما أنك أنت – ونحن – مخلوق لا يستطيع أن يخلق – الخالق هو الله وحده الواحد فأنت تصنع تشبيها للفعل ، ولا يتحقق تشبيه الفعل إلا تمثيل مشاهد من مشهد يرى ويتحقق أمامنا رأى العين وسمع الأذن متى فُعِل ، ولذا تكتب مشاهد القصة الوصفية فى المضارع ، وحسن بيانها من دقة تفصيلها بالسيناريو فى المضارع كذلك 0
    أداة الفعل المشاهد : الممثلون - الحضور - رأى العين – العرض – المكان0
    إذن القصة الفعلية ، فعل كامل تام عظيم ومتحقق ، تبنى من المشاهد واللقطات ، وسيأتى بيان الكامل والتام والعظيم والواقعى فى موضعه إن شاء الله0
    نتيجة القول والفعل هى:
    نهايات مفرحة حسنة ، تكون القصة مأسملهاة 0
    نهايات حزينة سيئة : كحال فرعون وهامان وقارون وقوم فرعون ، وقوم لوط وغيرهم ، من نهايات غير مأسوف عليهم ، إنها نهايات مأساة محزنة بالنسبة لهم فإلى جهنم وبئس المصير فى الآخرة ، ولهم اللعن والذم والقدح فى الدنيا ، وتكون قصة مأساة سوداء0
    مما سبق نستلهم نهايتين للقصة ، حيث يكون للأخيار الثواب والسعادة ، والأشرار لهم العقاب والحزن حسب شرع الله ، وما طبق فى قصص الأنبياء0
    بهذه المقدمة البسيطة نكون قد وضعنا القصة فى مكانها الصحيح من حيث أن منشئها واحد لكل الأغراض فالقولية تظل مقروءة ، والفعلية تصنع من خلال آخرين غير المؤلف لتشاهد0
    من هم موضوع المحاكاة ؟ أبطال القص؟
    خص الله الإنسان أكثر من غيره بأن جعله موضوع القص أو الحكاية أو الحكى أو المحاكاة ، وجعل قصته حياة بشرية كاملة ، واقعة مناسبة كمثل التي نحياها وجعل شخوصها مثلنا لا قياسا ؛ لأنه - جل شأنه وعلا قدره - الخالق والقادر عليه ، وميز أبطالها ببعض المميزات عنا ، حتى إذا زلوا وهذا مؤكد فكل ابن آدم خطاء وقد جاء فى الحديث : عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون " فندرك أنهم مثل الأفاضل الأخيار منا ، أى بمعنى آخر أفضل من المستوى العام الذي عليه نحن الناس جميعا إلا الأتقياء والصالحين منا حتى نكون مثلهم ، أو كما يجب أن نكون 0 عليك أنت أن تجعل أبطالك كما يجب أن يكونوا أفضل مما نحن عليه ، لا إلى ما نحن عليه ؛ لأنهم لو زلوا وهذا أكيد وحتمي - فى القصة - لا رفاهية منك - لأن الزلة من أسسها وبها سيصبحون أقل منا ، وإذا ما صاروا كذلك ما اتعظ أحد من أبطالك بسبب أنهم ليسوا الأفضل منا ، ولا خوف ولا تعاطف ولا شفقة ولا عطف ولا مشاركة وجدانية معهم ؛ لأنهم لم يرفلوا فى الآلام بسبب زلة غير مقصودة منهم 0
    القصة تأتى إما أحداثا تقع فيقوم بها أشخاص ، وإما أشخاصا تقع بسببهم أحداث - أى بهما معا - فى وحدة من الأحداث ، وفي وحدة زمنية متتابعة لا كتتابع الزمن الطبيعي ، وأماكن عدة كثيرة يستحيل معها وحدة المكان ، والوحدة سواء حدثية أو زمنية أو مكانية تتحدد منذ بداية الشخصية الرئيسية أى البطل في الإفصاح عن حاجته التي يريد الحصول عليها ، والهدف الذي يريد تحقيقه ، فما يقع داخلها يحقق الوحدة وما يقع خارجها يكسرها ، في الحدث مثلا لا تأتى بحدث أو حادثة قبل أو بعد بدء أحداث القصة ، والزمن لا تعود بالزمن إلى الماضي قبل البداية ولا تذهب به إلى المستقبل أى ما بعد انتهاء حاجة البطل وهدفه 0
    كأن القصة شىء مادي محدد الطول والعرض و معروف محدد الشكل والهيئة وملموس به حركة وحياة ، يبدأ تحركه من مكان هنا بداية لحركته وخط سيره يسير فيه إلى مكان معلوم محدد مسبقا يصل إليه هناك ، ولكن شرط أن يصل إلى هناك أن يقطع سبع محطات قطعا إجباريا مهما سلك من طرق ومهما كانت حرفية السائق ، ومهما كان القطار قديما أو جديدا 0 القصة كقطار ينطلق على قضيبين يجبرانه على عدم التراجع أو القفز ، فإنهما غير معقولين ؛ لأنهما خارجان عن نطاق طبيعة الأشياء ، والتراجع أو القفز في القصة هما اللذان يكسران وحدة الأحداث ووحدة الزمن ، وهذان غير محببين في القصة - إلا إذا كان يخدمها - لأنهما يوقفان دفع الحدث السائر في طريقه الطبيعي ؛ فيحدثان خللا وهذا ما يجب على المؤلف تداركه وعدم اللجوء إليه على الإطلاق أو الوقوع فيه ، وإن كان عليه إظهار بعض أحداث وحوادث وصفات الشخصيات الداخلية قبل بدء الأحداث وانطلاق القصة فيجب عليه أن يظهرها بأقصى سرعة عند البداية سواء من خلاله هو أو من خلال راوي القصة 0
    القضيبان للقصة يتمثلان في الحبكة والصراع والتغير ، أما الجسم من القطار فعربات وأما الجسم من القصة فهي الأحداث والشخصيات والفكر والفكرة واللغة0 أما قضيبا القطار فهما مصنوعان من الحديد القوى ومستندان على قواعد خشبية هذا من أمر القطار ، أما في القصة فإن الصراع والحبكة فمادتهما القوية هى الأشخاص ، وأما القواعد المثبتة لهما فهى السبب والنتيجة والاحتمال والحتمى0 فإن القطار هدفه أن ينتقل من محطة إلى محطة لينقل الركاب، كذلك في القصة ينتقل فيها البطل من نقطة إلى نقطة ومن حدث إلى حدث بسبب حاجته التي يريد تحقيقها ، والنتيجة هى وصول الحدث إلى حدث آخر، أى حدث يكون سببا ويكون آخر نتيجة ، والنتيجة تكون إما حتمية الوقوع أو محتملة الحدوث لتكون منطقية وتناسب إدراك العقل والمنطق وتكون واقعية وصادقة0 لا خارجة عن نطاق الطبيعة لأن ذلك لا يكون إلا من الله وحده فقط لأنه القادر عليه وقد فعله في قصصه ولكننا مدركون تماما ومؤمنون أن الله هو الذي يفعل وهو الذي يقول للشيء كن فيكون وإيماننا بذلك يجعل ما يقع من فعل الله معقولا 0 ولكن هيهات أن يفعل المؤلف ذلك إلا في حالة واحدة إذا نسب الفعل إلى الله وأعد عدة لذلك أى مهد لنا بأن ما سيقع هو من أمر وقدرة الله ، ومثال ذلك يتجلى في بطلك الذي هو هالك لا محالة ، فإن الطلق الناري يندفع عليه من كل صوب فإننا ندرك أنه هالك لا محالة ولكن لو جعل المؤلف الناس تصلى في المعابد والكنائس والمساجد وتدعو وتتقرب وتستغفر وتتضرع إلى الله تطلب منه العون والنصرة والعلاج والإنقاذ ، في الوقت الذي يجرى فيه الأطباء استخراج الطلقات من جسده والصلوات والتسبيحات والاستغفارات متواصلة ثم برق ورعد توحي بأن الله استجاب لتضرعاتهم ثم نرى الشخصية تتحرك وتتعافى في موضع خارق للعادة ويكون خيالا علميا ؛ فإننا نصدق بل ننبهر ونفرح ونشكر الله بلا وعى ولا إدراك لأننا من داخلنا ندرك ونعى ونؤمن مسبقا أن الله القادر على كل شىء هو الذي فعل وشفاه وعافاه ، رغم الهلاك الأكيد، فليس في ذلك أى غبار على المؤلف إطلاقا ، بل هو حدث لابد منه من ضمن أحداث القصة وهو ما نطلق عليه حدث المستحيل أو الخيالي وسيصبح ممكنا ؛ لأنه لابد أن تنسب تحقيق الفعل إلى الله ، وعندما ننسب الفعل إلى الله تسقط جميع الحجج والأعذار والاعتراضات والتشكيك 0
    إلى اللقاء

    [/align]
    أسس القصة
    البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية
  • إيهاب فاروق حسني
    أديب ومفكر
    عضو اتحاد كتاب مصر
    • 23-06-2009
    • 946

    #2
    الأستاذ فتحي حسان
    تحية تقدير واحترام..
    تفضلتم في مقالكم بالإشارة إلى أن القصة القولية لابد أن تتناول فعلاً ماضــياً - لو لم أكن قد أسأت الفهم - ولي وقفة معكم في هذا الشأن؛ حيث أن القول في القص يمكن أن يخبر عن الحاضر في حالة ما إذا تم التناول في زمن المضارع ، أو يتحدث عن المستقبل في حالة ما إذا تناول أمراً يتعلق بهذا المستقبل... وهكذا...
    ولي تجارب في استخدام الزمن أثناء الكتابة حيث أفضل دائماً في أعمالي الروائية القول بصيغة المضارع ؛ بغاية إشراك القارئ معي في الحدث الدرامي لخلق إيهام عام بأن الحدث لا زال جارياً الأن...
    أرجو منكم توضيح تلك النقطة تحديداً... وهل أنا على صواب أم خطأ ؟
    إيهاب فاروق حسني

    تعليق

    • فتحى حسان محمد
      أديب وكاتب
      • 25-01-2009
      • 527

      #3
      أستاذ / إيهاب فاروق حسنى
      ليس شرطا أن تتناول القصة القولية فعل مضى ، ولكن الفعل فى القولية سواء كان ماضيا أو حاضرا ( مضارعا ) أو مستقبلا فهو يظل قولا لا فعل فيه سواء تحقق أو لم يتحقق ، فلو تحقق فى القص يظل قولا لا فعل فيه ، وما به من مسحة من فعل يكن متخيلا عند القارئ 0
      لأن جوهر الفرق بين القولية والفعلية الفعل نفسه ، فى القولية قول ولا يمكن مشاهدته ، ولكن يمكن سماعه أو قرائته . وفى الفعلية فعل وقول يشاهد 0
      إذن تكتب مستعملا الماضى أو المضارع أو المستقبل ، فهو قول لا فعل فيه ولا يمكن أن يكون فعلا ابدا ، إلا إذا حوله مخرج بممثلين يصبح قولا وفعلا يشاهد ، وعند الفعل الحقيقة أو التمثيلى تكون قد خرجت من القصة القولية ودخلت القصة الفعلية ، ولذلك قلت إن أساس القص واحد0
      أسس القصة
      البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

      تعليق

      يعمل...
      X