ذلك الآتي من الغيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الحميد شوقي
    عضو الملتقى
    • 11-05-2008
    • 62

    ذلك الآتي من الغيم

    ذلك الآتي من الغيم

    عبد الحميد شوقي


    ذلك الآتي من الغيم
    رآني
    أبسط الصمت على طول الطريق
    حصوةً ذابلة
    أو حكمة شاردة
    ورأى
    فوق يدي طيف امرأه
    تعبر الشارع نحو الواجهات البارده ...
    لم أكن أحمل
    غير الممكنات الصدئه
    غير بقايا شهقة
    من كهوف العتمات
    وتواريخ الرؤى المنطفئه ...
    ذلك الآتي من الغيم
    على زهرة دفلى
    لم يحدثني كما اعتاد مرارا
    عن حشود القادمين
    من صراخ الموت
    في حنجرة البدو وأقوال الدعاة ...
    كان يرمي قوله
    بين صفين من الورد المصنع
    كان يلقي ظله
    بين موتى يرفضون
    أن يموتوا في سراديب الأساطير
    وأحياءَ لم ُيعِدُّوا أنفسهم
    لزغاريد الحياة...

    * * * *

    حدث أن رأيتُني
    عالقا في خيوط ذاكرة
    أسميتها زماني
    وصادفت امرأة دافئة
    وضعتني في روائحها
    وعرفت أنها مكاني ...
    في شتاء ما عبرت نحو رصيفي
    لا أحمل غير ما كتبت للفراغ
    وذكرى غامضة لطفل كنتُه
    يمشي بين صفوف الصبار
    ويمنح اسمه لهدوء الحقول ...
    حدث أن لم يكن
    في الطريق ما يدل على ارتفاع الحلم
    وما يملأ الشغاف
    بحفيف الأماني على عيون العابرين
    ووضوح الأشياء في خواطر الأهالي ..
    هو الخراب
    صوت الهزيمة في سهول الغرب
    ورماد العدم في شوارع العاصمة ...
    كنت سأوقظ الحياة من نومها
    كي تذهب للحقول النائمة
    وكنت سأبعث النار
    كي تصنع عصرا تاريخيا جديدا
    لسلالة المتخفين من خمرة الزمان
    كنت سأقول : يكفي من تواري السماء
    يكفي من اختفاء النجم عن طريق الهباء
    كنت سأصمت كالطيور
    في رحلة الشتاء الأبدية
    لكني كنت أغزل عزلتي
    في شفق القصيدة كي لا أموت كالآخرين ...!
    كنت آتي من الغيم
    أكلم صمتي
    كأي عابر على قرية
    في تخوم العدم ...
    خريف 2008
  • نادين عبد الله
    أديب وكاتب
    • 11-04-2009
    • 131

    #2
    الفاضل عبد الحميد
    ...وما أجمل أن تغزل نفسك بين خفايا القصيدة

    صورة ليست كجميع الصور

    تتخفى في تخوم الكلمات

    جميل ما قرأت هنا

    تقديري

    تعليق

    • عبد الحميد شوقي
      عضو الملتقى
      • 11-05-2008
      • 62

      #3
      رد

      نادين الجميلة
      سعيد بمرورك البهي وانطباعك الرقيق وسعيد أكثر بالتعرف عليك صوتا بنكهة خاصة ...
      تحياتي ...

      تعليق

      • أسماء مطر
        عضو أساسي
        • 12-01-2009
        • 987

        #4
        يحدث أن أيقظت الظل كي يلهث بي...
        و طويت المرايا بحثا عن رجل...
        يغسل جهة الغروب بحدسه...
        ثمة يختفي القادمون مثلي..
        و تتبعثر السنابل المصنعة...
        خبزا على شفة الصيف...
        و العابرون ...نخيل في أصابعهم..
        و النجم يتثاءب صحوا...

        كما كنت..
        يحدث أني ارتحلت غبطة..
        كي يتشرد المدى صنفا من العابثين...
        فالقصائد تنسى غروري...
        وقت الحصاد..


        الرائع عبد الحميد....
        جميل ما قرأت لك...
        قصيتك في غاية الرقي..صور شعرية استمتعت بها،و جذبتني فكتبت بعض الخربشات هنا...

        دمت مبدعا..

        كل الاحترام..
        [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

        تعليق

        • عبد الحميد شوقي
          عضو الملتقى
          • 11-05-2008
          • 62

          #5
          رد

          الجميلة أسماء
          وخربشاتك تماهت مع القصيدة وعالمها بشكل أدهشني ... اعتقد أنه تخاطر شعري ارتقى بالوجدان إلى مرتبة الألق ... تسعدني صداقتك أسماء .. وألف شكر لانطباعك الرقيق وللكلمات النبيلة في حقي ...
          لك كل الحب والود ...
          عبد الحميد ..

          تعليق

          • سعيد حسونة
            اديب و شاعر
            • 08-02-2009
            • 415

            #6
            [align=center]الاستاذ الحبيب/عبد الحميد شوقي
            صديقي العزيز :
            قادتني كلماتك المختالة بما تحتوي من البهاء
            والجمال .. اليك
            تتبعت رائحة كلماتك المعتقه بالابداع .. فوجدت كلماتي
            تصغر بين يديك ..
            ياسيدي ، ليس لي الا انحني امام هذا الكبرياء
            الذي يعتلي حروفك المتألقة ..
            شرف لي ان تحتضن صفحاتك حروفي المتواضعه
            دمت بكل خير وسعادة
            استاذي الفاضل :
            لكم مني فائق الاحترام و التقدير

            أخوك
            سعيد حسونة[/align]
            [align=center]

            بالرغم ما في الحب ...
            من الوجع الثائر... والألم المتدفق
            بغزارة النزيف ...

            سأبقى انتظره... لعله
            يتساقط على قلبي ... يوما ً
            كأوراق الخريف...

            سعيد حسونة
            [/align]

            تعليق

            • عبد الحميد شوقي
              عضو الملتقى
              • 11-05-2008
              • 62

              #7
              رد

              صديقي سعيد
              ليس لمبدع كبير مثلك أن يمنحني هذا الشرف وأن يتواضع إلى هذا الحد ... أنت الأجدر بالتقدير وكلماتك عنوان على نبل ذوقك الرفيع وعلى قيمتك كشاعر بمذاق خاص ...
              شكرا صديق لما نثرته من بهاء ...أنت دوما في القلب ...
              عبد الحميد ...

              تعليق

              يعمل...
              X