مسيرتي فوق الجمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رحاب فارس بريك
    عضو الملتقى
    • 29-08-2008
    • 5188

    مسيرتي فوق الجمر

    منذ كنت طفلة صغيرة .
    كانت تشد انتباهي , تلك الكتب المرتبة بإتقان , فوق مكتبة أبي .
    أحببت الكتابة , حتى اني صرت أكتب كالمجانين على الحيطان.
    ألم يقولوا بأن " الحيطان دفاتر المجانين "
    وابتدأ ذلك الحلم , بإصدار كتاب يخصني , لأنشر به كل أفكاري ,
    منذ كنت طفلة أركض بشوارع رامتي , كانت تشدني الأشياء , تحركني الحوادث , المفرحة والحزينة ,مما جعلني أخط كل حرف
    مهما كان بسيطا , أيمانا مني بأن لكل حدث هدف في هذه الحياة .
    ما زال الحلم يراودني , كل ليلة كل صباح , حلم يختلف عن كل الأحلام .هذا حلم يقظتي , وليس حلم منامي .
    استيقظت اليوم وتسائلت : ما الذي يمنعني من البدئ بمشروعي .
    بالنسبة للمادة , لدي قصائد نثرية مكومة بأوراق مرتبة و وأوراق مبعثرة , تكفي لعشرة كتب , لدي قصائد بالعامية تكفي لكتاب , قصص قصيرة , وأخيرا خواطر تكفي لعشرة كتب , فما الذي يمنعني من البدئ بتحقيق أملي في الحياة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    هل تعرفون ماذا يا قراء مذكراتي ,فكرت لولة الآن , بأني سأقوم بكتابة مذكراتي الواقعية , عن مسيرتي منذ كنت صغيرة حتى اليوم .سأكتب عن رحاب الصغيرة الكبيرة .
    رحاب الضعيفة القوية .
    رحاب التافهة الجيدة .
    رحاب كما هي بأيجابياتها وسلبياتها .
    وسيكون عنوان نصوصي ,
    (مسيرتي فوق الجمر )
    أتمنى أن تشاركوني مسيرتي , التي تخللها الكثير من العقبات , والكثير من الألم , مسيرة لفها القليل من الفرح , والكثير من الوجع والدموع .
    إلى كل من يريد متابعة مسيرتي , فليشرف موضوعي الجديد ..
    ستسعدني قراءتكم وسيشرفني تواجدكم ...........
    صباحكم سكر
    سأعود بإذن الله

    يتبع

    رحاب بريك
    ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..
  • رحاب فارس بريك
    عضو الملتقى
    • 29-08-2008
    • 5188

    #2
    وكأن ذلك كان قبل ألف عام .
    لا زلت أتذكر طفولتي . وأتذكر كل التفاصيل الصغيرة .
    يقول كل من يعرفني , بأن لدي ذاكرة قوية غريبة .أعترف بأني لا أنسى شيئا مهما كان و فما زلت أتذكر كل الأحداث التي مرت بي , بالرغم من مرور السنين , كبيرها وصغيرها , حتى أني ما زلت أتذكر ألعابي على أشكالها , وألوان ملابسي التي كان يشتريها لي أبي على العيد .
    عندي مشكلة واحدة بالذاكرة وهي : مشكلة الأسماء , فقد أتذكر كتاب قد قرأته منذ سنوات أتذكر كل أحداث القصة مثلا , ولكني لا أفلح ولا أنجح بتذكر الأسماء ..مما يتسبب في إحراجي في بعض الأحيان ..
    أعود لطفولتي , أتذكرني وأتذكر تلك الرحاب الصغرية , طفلة سمراء , بشعر أجعد , بين ثمانية أخوة , ما شاء الله كالأقمار ,ومنذ ولدت أحسست بأني (البطة السوداء) بطلة قصة الأطفال ألبطة البشعة التي ولدت بين بطات بلون الثلج ..
    ما زلت أتذكر الحارة واللعب في شوارعها ..
    كنا نمضي ساعات نلعب أمام بيتنا . وكان الشارع ملعبنا.. والطريق حديقة الألعاب التي كنا نصنعها , من الخشب ومن بعض الأشياء التي كانت نساء الحارة ترميها , فنصنع اللعب من الأقمشة القديمة ,ونبني عربات من بقايا الكراسي والطاولات ,فيتبرع صبيان الحارة , بصناعة عجلات لها .. وعندما يجدونا سعيدات بعربتنا , كانوا يتضامنوا لتكسيرها وجعلنا نجهش بالبكاء , فوق بقايا عرباتنا المكسرة . فكان بكائنا , مصدر سعادة وفرح لصبيان الحارة ....

    يتبع

    ________________________
    _______
    ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

    تعليق

    • رحاب فارس بريك
      عضو الملتقى
      • 29-08-2008
      • 5188

      #3
      عود بذاكرتي إلى الماضي .. ولدت لعائلة رائعة ، أب يتيم أعطانى من حنان قلبه ما يعجز لساني عن وصفه ، وأم محبة عطوفة تلوحها قسوة موشحة بالخوف على بناتها .. كنت الخامسة بين اخوتي ، سمراء بشعة لا أشبه بقية اخواتي ولا أشبه أمي .. كنا نسكن بحارة كل من فيها أقارب ، أخوالي وعمومتي ، كانت الحياة جميلة هناك ، كانت القلوب طيبة وصافية تشبه بطيبتها ثلوج جبل الشيخ بنقاءها وصفاءها . كنا نجتمع كل ليلة تحت دالية العنب ، وتجتمع خالاتي وأولاد خالاتي ، ونمضي سهرات من ليالي العمر .. كنت في العاشرة من عمري ، في صف الرابع ، عندما قررت فجاة باني سأترك المدرسة ، فقد افتتح أبي دكان ، وأردت العمل على إدارة هذه الدكان .. وكطفلة في العاشرة من عمري ، وقف الجميع في وجهي رافضين قراري الطفولي ، فصرت كل يوم آخذ حقيبتي المدرسية وأهرب لبيت جدتي رتيبة أم أمي التي لم يكن يفصل بين بيتنا وبيتها إلا مسافة عشرون خطوة .. كنت أرتمي في حضنها باكية : جدتي إن أمي وأبي يريدون إجباري على العودة للمدرسة ، وأنا أريد أريد ان اعمل بالتجارة بالدكان ، كانت امي تعلم بهروبي من المدرسة ، فتاتي لتجبرني على العودة ولكني أذهب باكية طوال اليوم ، وفي اليوم التالي أهرب لجدتي من جديد .. يأس والداي ولم يجدا بدا من السماح لي بترك المدرسة .. وهكذا كبر رحاب الطفلة بداخلى في العاشرة من عمري ... تركت المدرسة واستلمت إدارة الدكان ن وكنت كامرأة تجاوزت الثلاثين من عمرها ، أقوم بتحضير الطلبيات أرتب الدكان وأحاسب التجار ، حتى انذهل كل من دخل إلى الدكان بقدرتي كفتاة صغيرة على إدرارة هذه الدكان .. في البداية كانا والداي يساعداني ولكن بعد مرور شهر واحد ، عندما كانوا يحتاجون لطلبية جديدة ، كلنوا يرسلون اخوتي لينادوني من الشارع عندما كنت أخرج للعب مع أطفال الحارة ، كي أحضر الطلبية بنفسي لانني أدرى بم يطلبه اهل الحارة ................ لي عودة فكونوا هنا
      ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

      تعليق

      • رحاب فارس بريك
        عضو الملتقى
        • 29-08-2008
        • 5188

        #4
        بعودة لقصة حياتي تركنا بالأمس رحاب الطفلة الصغيرة ، تدير دكان وهي ما زالت في العاشرة من عمرها . كنت أسعد طفلة في العالم ، فالمسؤولية التي منحني إياها والداي ، كانت سبب فرحتي وسعادتي ، وبعودة للماضي القريب منذ كنت في الثامنة من عمري ، كنت أحضر بعض الأغراض من بيتنا ، كالألعاب القديمة وأدوات المطبخ التي استغنت أمي عنها وأغطية زجاجات الحليب المصنوعة من المعدن ، وأعتبرها قطع نقدية ، أنادي لأطفال الحارة وأعلن عن اففتاح دكاني الخيالي الذي يحمل ملامح الطفولة بكل معنى الكلمة ، كنت أصنع دمى من خلال لف أغطية زجاجة الحليب وألفها بقطعة قماش قديمة ملونة تكون أمي قد أعطتني إياها ، أربطها حول الغطاء وأضيف قطعة خشبية بالطول وأخرى بالعرض لتشكل جسد بأيد لعروستي الصغيرة ،ومن بعدها ألصق الصوف على رأسها مشكلة من خلالها شعرا لرأس دميتي ، ومن ثم أرسم ملامح الوجه،فتنهال الطلبات على دميتي الجميلة ، وهل تعرفون كم كانت تكلف دمية كهذه؟؟ غطاء من أغطية زجاجة حليب ، وهكذا كنت أجمع الأغطية على أساس اللعب ، فتقوم بنات الحارة بافتتاح دكاكين تشبه دكاني ويصنعن الدمى ولكن الدمى التي كن يصنعنها لم تكن تشبه الدمى الخاصة بي ، فقد كنت فنانة بتفصيل فساتينها وبرسم ملامحها ، وبالرغم من هذا فقد كنا نشتري من بعضنا البعض ، وكانت دكاكيننا هي دكاكين بكل معنى الكلمة .فكان اختراع لمجمع تجاري قد أقيم في حارتنا ، قبل أن يعرف البشر مصطلح يسمى بالمجمع التجاري هكذا ومنذ نعومة فكري ، ارتبطت بالتجارة ، فكان للتجارة بحياتي مكانة خاصة ، كان لها الفضل فيما بعد بإتاحة الفرصة لي للوصول إلى ما وصلت إليه .


        ساعود كونوا هنا
        ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

        تعليق

        • رحاب فارس بريك
          عضو الملتقى
          • 29-08-2008
          • 5188

          #5
          هكذا كنت أمضي أوقاتي أعيش شخصيتين ، كطفلة في الثانية عشرة، تحملت مسؤولية أكبر من سني ومع هذا فلم أكن أشعر يوما بأن هنالك صعوبة ما في مسؤوليتي نحو عملي بإدارة هذا الدكان .
          ومن جهة أخرى حين كنت اخرج للعب مع بنات حارتي ، كنت أعود خلال ثواني لطفلة لا ترمو إلا للقفز واللعب دون التفكير بأي شيء ...
          من جهة أخرى كانت تمضي الأيام وطفولتي تنساب من بين ساعاتي راحلة دون عودة .
          أتذكر يوما بأني أردت الذهاب للعب مع بنات الحارة ولم يكن هنالك من يبدلني في الدكان ، فاكتفيت بالجلوس أمام بابها بانتظار عودة أخي الذي يكبرني كي يبدلني ، وعندما حضر ركضت بسرعة نحو الشارع لأشارك صديقاتي باللعب ، فلم اجد أي واحدة منهن فقد عدن لبيوتهن كما يبدو ، فجلست على حافة الشارع القريب من بيتنا أبكي حزنا لاني خسرت يومها اللعب كأي طفلة في جيلي .
          قديما لم يكن يبث التلفاز برامج يوميا منذ الصباح ، عدا يوم الجمعة ، فقد كانت البرامج الكرتونية تبث منذ الصباح ، وقد كان علي التواجد بالدكان ، فاحترت كيف أوفق بين الدكان ومشاهدة البرامج المحببة على قلبي؟؟؟؟؟
          كانت الدكان عبارة عن غرفة صالون للضيوف سابقا ، ولها بابا مطلا على الشارع ، كما لها بابا من ناحية الشرق يطل على غرفة الصالون العائلي ، وكان بأعلى البابا دفة زجاجية ، فصرت اتسلق على سلم متواجد بالدكان ، وأسترق النظر نحو برامجي المفضلة وعندما يحضر أي زبون ، كنت أقفز بشقاوة لأمارس دوري كبالغة بكل جدية ومسؤولية ....
          ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

          تعليق

          • رحاب فارس بريك
            عضو الملتقى
            • 29-08-2008
            • 5188

            #6
            تشتت مابين الطفولة والبلوغ

            في تلك الفترة كانت تتصارع داخل نفسي عدة أفكار وأحاسيس متناقضة .
            فمن جهة كنت كطفلة صغيرة ، أرغب بالجري واللعب والتصرف كالأطفال ، ومن جهة أخرى ، كان الواقع اكبر من كل احاسيسي الطفوية ، متناقضا مع تصرفات هذه الطفلة داخلي ، فقد أجبرت نفسي على التصرف كبالغة في الثلاثين من عمري ، كي أستطيع أن أواجه هذه لمسؤولية التي ألقيت على عاتقي .
            ومن هنا كان أول قرار اتخذته لنفسي ذات يوم ، بعد طول حيرة في أمري .
            ذات يوم نادتني ابنة خالتي كي أشاركها باللعب في الحارة ، وكانت تكبرني بسنتين ، ولم يكن حاجة يومها لاستدعاء بنات حارتي واحدة واحدة ، فبيوت العائلة قريبة على بعضها ، وكان في حارتنا الكبيرة الحجم ما يقارب ثلاث محطات للعب ، فبمجرد اجتماع اثنتين كن البقية ينضممن إلينا خلال ثواني ، ونبدأ بطقوس اللعب البريئة .
            ما زلت أذكر أنني في لحظة ما ، لم استطع الغنسجام مع ألعابهن ، وتملكني شعور غريب ، لم أعد أشعر بالفرح الذي كنت أشعر به فيما مضى ، ومع كل قفزة كنت أقفزها ، كان يقفز إلى ذهني شيء يذكرني بانه علي العودة لدكاني ، فبعد ساعة سيحضر تاجر ما وعلي استلام البضاعة ، ترتيبها ووضع الأسعار عليها ، وعلي أن أكون هناك جدية ، وبت أشعر بالخجل حين يمر أهل الحارة ويشاهدونني أقفز كقردة سقطت عن الشجرة للتو .
            القفز بالشرع لم يعد يلائمني ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
            سأعود لببيت ولن أخرج للعب بعد اليوم ، انسللت دون أن أحدث أحد وعدت لدكاني حزينة لدرجة كبيرة ، فقد تيقنت يومها بأن قراري في حينها نابع عن هذا التشتت ما بين مسؤوليتي ورغبتي بعيش الطفولة ؟؟؟؟؟؟؟
            لن ألعب بعد اليوم ، سأستغل وقت اللعب في القراءة لتعويض نفسي عن العلم الذي سأخسره من خلال مقعدي الدراسي ، ومن هنا ابتدا إدماني لقراءة الكتب .
            فانتسبت لمكتبة عامية وصرت أقرأ الروايات والقصص ، فابتكرت طريقة قراءة سريعة حتى بلغ عدد الكتب التي قرأتها بالمئات ، وبم ان الله عز وجل وهبني ذاكرة قوية ، فما زلت حتى اليوم أتذكر كل القصص التي قرأتها وأتذكر أحداثها كأني قرأتها بالأمس .
            من خلال هذه الفترة التي كان لها تأثيرا عظيما على حياتي على طول ، تكونت شخصية رحاب من خلال عدة نواحي .
            من الناحية الأولى : كان موضوع تحملي للمسؤولية ، واعتمادي على نفسي ، وكذلك الإحساس بالمسؤولية اتجاه عائلتي والوقوف إلى جانب أمي وأبي بمسيرة حياتهم الشاقة .
            من جهة أخرى : ابتدات أكتب كل ما أشعر به على لاوراق ، فوق ملابسي ، وحتى فوق جلد ركبتي ، فما أن أمسك بقلم بين أصابعي ، إن لم اجد ورقة أمامي لاكتب عليها ، كنت أرفع فستاني وأكتب على جلد فخذي ، وإن كنت أقف بجانب حائط ، كانت الحيطان تشهد حروفي وتتلقفها ففتركها محفورة فوق بياضها ، فتقوم امي بتوبيخي فيما بعد ، حين تقوم بغسل بناطيلي فتجد الكلمات والرسومات وقد نقشتها هنا وهناك ، حتى استسلمت في النهاية ، وعرفت هي وكل عائلتي بأن القلم بات جزئا لا يتجزأ مني .
            من جهة ثالثة : ولد في نفسي حنين لم يسمى بالفترة المفقودة أو بالحلقة المفقودة ، ففقداني لفترة طفولتي وعدم عيشها كما يجب ، هذا الأمر ترك بصمته فوق روحي وبقي إحساسي بالطفولة مركونا هناك في زاوية ما ، عن هذه الحلقة المفقودة ، ستكون لي وقفات كثيرة فيما بعد ، بحيث ستعيشون معي لحظات كثيرة تتشح بالحزن ، ولحظات كثيرة ستنهار ذاتي فوق وجعها تطالبني بعودة طفولتي ، وتحن لطفولتي ، وستجدون الكثير من نصوص مذكراتي ، حاكية باكية على هذه الطفلة المسكينة التي ركنتها هناك ، في زاوية من زوايا حارتي ن وأسرتها في زاوية من زوايا روحي ، وحيدة ، غريبة ، تشعر بالبرد والوجع .......

            يتبع فكونوا هنا


            * فيما بعد تردد مثل يقول : " الحيطان دفاتر المجانين " فكنت كلما سمعت هذا المثل أبتسم وأفكر : فليكن أنا مجنونة الحرف ، وما أروعه من جنون !!!
            ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

            تعليق

            • رحاب فارس بريك
              عضو الملتقى
              • 29-08-2008
              • 5188

              #7
              في حارتي ، كنا نعيش كعائلة موسعة ، كل الحارة عبارة عن أقارب من نفس العائلة ، عائلة آل فارس ، الحياة كانت جميلة وبسيطة بين أهل حارتي ، كنا نجتمع
              كنا نجتمع ليلا في أحد البيوت ، أطفالا نساء ورجال ، نجلس في حلقة ، ونسهر معا ، وقد تميز أبناء عائلتي بروح النكتة والفكاهة ، وقد كانت السهرات تمتد لساعات طويلة ما بين الضحك وحكايا جدتي رتيبة .
              وعن جدتي رتيبة ساعود لاحقا للكتابة عنها ، فقد كان لها تأثيرا جميلا على طفولتي ..
              لم أذكر بيتنا إلا وهو عامرا بضيوفه ، فقد كان وما زال أبي رجلا كريما ، لديه الكثير من الأصدقاء ، أما عن امي فكانت طاهية ماهرة وسيدة بيت بارعة ، كنت أراقبها وهي تنظف البيت وتقوم بتريتبه ، ولم يكن أبي بدوره يوفر كلمات الغزل ، والإعجاب في أمي ، وقد عشنا في جو ملؤه المحبة والرأفة والتفاهم ، فكانا والداي نبعا محبة وعطف لا يجفان أبدا ، ومن هنا كان أساس المحبة الذي اكتسبناه من والدانا ، فانعكس على معاملتنا مع بعضنا البعض كأخوة وأخوات،
              بدوري أعتقد بأني اكتسبت الكثير من صفات والدي ، من حيث محبة الناس وحب الحياة الإجتماعية ...
              ولوالدي أيضا تأثيرا كبيرا علي من ناحية حب القراءة ، فقد كان إنسانا مثقفا ، محبا للقراءة اكتسبت منه هذا الحب منذ طفولتي ، فكنت أتراكض نحو مكتبته في كل فرصة لأسترق النظر إلى الكتب المصففة هناك ....
              ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

              تعليق

              يعمل...
              X