لعبة الصمت...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هيثم سعد زيان
    أديب وكاتب
    • 26-04-2009
    • 79

    لعبة الصمت...

    لعبة الصمت...!


    [poem=font=",7,darkblue,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif" border="ridge,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    [poem=font=",6,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif" border="ridge,4,white" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    [poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/11.gif" border="ridge,4,coral" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    نفِدَ الكـلامُ و-بِي-تعثَّـرَ مَعْبَـرُهْ=الجـرحُ جُرحِـيَ إنَّمَـا لا أشعُـرُهْ
    إنْ كانَ جُرحيَ قد تَبَرّأ مِـنْ دمِـي =أأجِيرُهُ فـي خافِقِـي أمْ أعْصُـرُهْ؟
    سيصيرُ لُغْمًا ما تأخَّـرَ فِـي فَمِـي= مِنْ أحرُفٍ . فَبِصَمْتِ مَنْ سَأفجِِّرُهْ؟
    كلُّ الحكايةِ ،يـا رفيقـيَ ،مُـرَّة ٌ=عُنوانُهـا حتَّـى البهائـمُ تُنكِـرُهْ

    أأدينُنِـي و أدُسُّنِـي فـي حُرقَتِـي=ولقـدْ أذابَ المستحـيـلَ تـأثُّـرُهْ
    إستفردتْ زُمَـرُ الخـرابِ بعِزِّهَـا=و صمودُهَا ما مِنْ جَريءٍ يَنصُـرُهْ
    صَدِئَتْ سيوفُ الذلِ فـي أغْمادِهَـا=ماذا يُفيدُكَ سيفُهُـمْ لـوْ تُشْهِـرُهْ؟
    و تساءلُوا و النومُ يُرهِقُ ظُهْرَهُـمْ=هذا أنينٌ ناشِزٌ!... مَـنْ يُصْـدِرُهْ؟
    الجُبْـنُ يُوهِمُـهُ المآثِـرَ جَـمَّـة ً=ويَلُفُّـهُ فـي لَعـنَـةٍ إذ ْيُظْـهِـرُهْ
    في يَومِ صِدقٍ قـدْ تعاظـمَ شَأنُـهُ=و أثارَ حَدْسَ المُستباحَـةِ مَنظـرُهْ
    الشَّمسُ بَاحتْ للمَـدى بشُجونِهـا=و الدفءُ صـادرَهُ الأذى و تَجَبُّـرُهْ
    نَزحَ السحابُ و صُبحُهُـمْ مُتشنّـجٌ=لكَأنَّ أمـرًا فـي السَّمـاءِ يُبـرِّرُهْ
    يتقاسمـونَ الوعـدَ ذاك مُرادُهُـمْ=الطفلُ يُصْغـي و الوَلِـيُّ يُكَـرِّرُهْ
    لِرضيعِهِمْ،كُـلُّ البُيـوتِ أمومَـة ٌ=البابُ حِصـنٌ و النوافِـذ ُمُخْبِـرُهْ
    البيتُ يُشبهُ وَشْوَشَـاتِ صَغيرِهِـمْ=في أُذ ْنِ مَنْ يَحنو عليهِ و يَعْـذرُهْ
    تبـدو تفاصيـلُ البساطـةِ سَيِّـدًا=بالصدقِ يَخـدِمُ عَبـدَهُ و يُعَـزِّرُهْ
    ذاك الإطـارُ يَضـمُّ صـورَة َوالِـدٍ=مَهْمَـا نَـأى فالدارُ،دومًا،تَـذكُـرُهْ
    في غُرفةٍ بَكْمَـاءَ يَحضـنُ رُكنَهَـا=و عيونُ مَنْ في الدارِ،جَهْرًا،تبْصِرُهْ
    لا غَيَّبُـوهُ و لا تَشَـتَّـتَ ذِكْــرُهُ=عَبَقُ الشهادةِ كُـلَّ حِيـنٍ يَجْهَـرُهْ
    أمِيَّـة ٌنَطَـقَ البـيـانُ بِحَرْفِـهَـا=تَتلو الكتـابَ بحكمـةٍ و تُفَسِّـرُهْ
    أمٌّ أطـالَ اللّـهُ عُـمْـرَ ثَبَاتِـهَـا=فأشَـعَّ فيهـا حُكْمُـهُ و تَـدبُّـرُهْ
    بَيْنَ الصُمودِ و بين طولِ دُعائِهَـا=يَنْسَـلُّ حُلْـمٌ و الرَّجـاءُ يُقَـرِّرُهْ
    بِنْتٌ تَنـزَّهَ فـي الحيـاةِ جَمالُهـا=فالإسمُ " غَزَّة ُ" كُـلُّ حَـيٍّ يَذكُـرُهْ
    كانتْ لها أختٌ تُشاطرهـا الرِّضَـا=و أخٌ ودودٌ فـي النَّباهَـةِ تَكْبُـرُهْ
    رَضعوا البراءَة َو اسْتشفُّوا طعمَهَـا=و أتَى الذي يُفْنِي البريءَ و يُقبِـرُهْ
    ذكرى تُخلِّدُ فـي المكـانِ رحيلَهُـمْ=هَلْ مُمْكِـنٌ أنْ يستريـحَ مُدَبِّـرُهْ؟
    ذهبُوا و لا تَدري لمـاذا لَـمْ يَعُـدْ=مِنْ صِيتهم قَلَمُ الصَّغيـرِ ودفتـرُهْ
    إذ ْتكتبُ الأشواقَ مِنْ حِبْـرِ الوَفَـا=و تضمُّ مَعنـى خُلدِهِـمْ و تُعَطِّـرُهْ
    خَرَجَتْ كعادتِهـا تَجُـسُّ نهارَهَـا=و جَبينُهـا ، بالزَّعفـرانِ تُعَفِّـرُهْ
    هِيْ " غزة ٌ"، الكُلُّ يَرقُـبُ وقْعَهَـا=وسَطَ النَّوائبِ،كَمْ تَعاظَـمَ مَشْعَـرُهْ
    تَزْهُـو بخطوتِها،تَحِيـكُ مُرَبَّـعًـا=عَبْرَ الزّقـاقِ تقيسُـهُ و تُسَطِّـرُهْ
    مَنَحَـتْ لِدُمْيَتِهَـا مَلامـحَ حُــرّةٍ=و الشعرُ مِنْ سِحْرِ الأصابعِ تَضْفُرُهْ
    و أمامَهـا ظـلُّ يُداعِـبُ حِسَّهَـا=يضـعُ الرَّغيـفَ بجيبِـهِ ويُدثِّـرُهْ
    غَنَّـتْ بِمفردِهـا طويـلا رُبَّـمَـا=لَمْ تَستسِـغْ لحنًـا تَغيَّـرَ مِنْبَـرُهْ
    فَدَعَـتْ للُعْبَتِهَـا رفيقـاتٍ لَـهَـا=و بَدا المُربَّـعُ حَقْـلَ فُـلٍّ تَعْبُـرُهْ
    غَمرَ الحنانُ جبينَ " غزة َ" فانْحنتْ=صَوْبَ المُرَبَّعِ بالصُمـودِ تُؤطِّـرُهْ
    و تساءلَتْ و هيَ التقيَّة ُفي السَّمَـا=أأخَيِّـرُ المَعْنَـى بِنَـا،أمْ أجْبِـرُهْ؟
    حَلُمَـتْ بِطائـرةٍ لَـهَـا ورقِـيَّـةٍ=و الحُلْمُ يَسرُدُه ُالهَـوا و يُحَـرِّرُهْ
    حَلمتْ بِكُـلِّ الأمنيـاتِ و عَيْنُهَـا=صَوْبَ التُّـرابِ تَجوبُـهُ و تُقَـدِّرُهْ
    أتُراكَ تُصْبِحُ فِـي اليقيـنِ مُؤبَّـدًا=و تَفوحُ فَجْرًا في السَّريرَةِ أبْـذرُهْ؟
    أتُراهُ يَنْسَحِـبُ الحِـدادُ و يَنْجَلِـي=و أراكَ رَأيَ العَينِ عِيـدًا أفْخَـرُهْ؟
    مَا إنْ تَلَتْ خَيْط َالحَريـرِ بِسِرِّهَـا=حتَّى أتَـى مَـنْ يَعْتَلِيـهِ و يَبْتُـرُهْ
    كلاَّ! أجابَ الوَحـشُ مِـنْ عَلْيَائِـهِ=لَنْ تَهْنَئُـوا و صَفَاؤُكـمْ سَأعَكِّـرُهْ
    سأضيقُكمْ مِنْ سَطوَتي مَا لَمْ تَـرَوا=و أذلُّكُـمْ و دمَـارُكُـمْ سَـأدمِّـرُهْ
    وَرَق ٌعَفِيفٌ مَسَّـهُ غَـدْرُ العِـدى=فيَطالُـهُ سَهْـمُ الـرَّدى و يُخَـدِّرُهْ
    و تَهيـمُ طائِـرَة ُالبَـراءةِ آلَــة ً=للموتِ تَمْتهِنُ الخَـرابَ و تَنشُـرُهْ
    شَردَتْ عَقاربُ وقتِهمْ مِـنْ وقتِهـمْ=زَحَفَ الظّلامُ علىَ الضِّيـاءِ يُنَفِّـرُهْ
    صَمَتَ الزّقاقُ و زَغْـردَتْ أفْكَـارُهُ=لَمَّا عَلا صَوتُ النَّزيـفِ و أبْحُـرُهْ
    لا تُخْبِروا عَنها العَيَـانَ. تريثـوا!=فعسَى ذرَى الأشلاءِ،هِيْ،مَنْ تُخبِرُهْ
    لا تسألُوا عَنهَا الرَّضيعَ أوِ اسْألـوا=فوقَ الضّريحِ...حَليبُهُ، مَنْ يَحْظُرُهْ؟
    قِمَـمُ النَّياشيـنِ المُزيَّفَـةِ اكْتَفَـتْ=بسُؤالِها:" فسْفورُهمْ مَنْ يُحْضِرُه ْ؟ "
    " أولمرتُ" لمَّـعَ بالفلاشـةِ غـدْرَهُ=" باراكُ " أهْدتهُ الجماجمَ " خَيبَرُه ْ"
    و توَدُّ لوْ يُصْغِي " الخَليلُ " لِفكرِهَا=و يَعُودُ " إسماعيلُ " حَيًـا يَنْحَـرُهْ
    " ليفني " البريئة.ُ.. يا لهَا مِنْ حُرَّةٍ=تَئِـدُ النِظـامَ العَالمِـيَ و تَكْفُـرُهْ
    يا غزَّة َالأطفـالِ مَـا لِـي لا أرَى=فِي طِفلِكِ المَذعورِ جِسْمًا يَسْتُـرُهْ؟
    يـا غـزة َالأطفـالِ إنَّ حَليبَـهَـا=في الصَّدرِ يَصْنَعُ مَجدَناَ و يُكـرِّرُهْ
    يـا غـزة َالأبطـالِ إن َّصُمودَهُـمْ=يَلِدُ التَّحَرُّرَ فـي الحَشَـا و يُكَبِّـرُهْ
    كُلُّ الكـلامِ أسِيـرُ حَـرْفٍ قَاصِـرٍ=و صُمُودُ جُرْحِكِ وَحْـدَهُ سَيُحَـرِّرُهْ [/poem][/poem][/poem]
    هيثم سعد زيان
    الجزائر/ جانفي 2009
  • ركاد حسن خليل
    أديب وكاتب
    • 18-05-2008
    • 5145

    #2
    عزيزي هيثم سعد زيان
    إنـّه لشعور الأخِ بأخيه، وهذا ينـُمُّ عن معدنك الطـّيب وحسـّك الوطني السـّليم، ومشاركتك لأبناء غزّة ما أصابهم لدليل.
    دمت ودام مداد يراعك أخي الكريم
    تحيـّة وأكثر
    ركاد حسن خليل

    تعليق

    • هيثم سعد زيان
      أديب وكاتب
      • 26-04-2009
      • 79

      #3
      الفاضل : ركاد
      طاب مقامك بما تشتهي من معين الحرف
      و معاني الود الذي لا ينضب مهما جفا الرفيق
      أو الصديق...

      لعلنا نحاول و المحاولة أصدق من خنوع بال
      لا يصنع للحب الدهشة المنتظرة...
      دمت أخي ...

      تعليق

      • أحمد قميدة
        أديب وكاتب
        • 06-06-2008
        • 201

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة هيثم سعد زيان مشاهدة المشاركة
        لعبة الصمت...!


        [poem=font=",7,darkblue,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif" border="ridge,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
        [poem=font=",6,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif" border="ridge,4,white" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
        [poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/11.gif" border="ridge,4,coral" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
        نفِدَ الكـلامُ و-بِي-تعثَّـرَ مَعْبَـرُهْ=الجـرحُ جُرحِـيَ إنَّمَـا لا أشعُـرُهْ
        إنْ كانَ جُرحيَ قد تَبَرّأ مِـنْ دمِـي =أأجِيرُهُ فـي خافِقِـي أمْ أعْصُـرُهْ؟
        سيصيرُ لُغْمًا ما تأخَّـرَ فِـي فَمِـي= مِنْ أحرُفٍ . فَبِصَمْتِ مَنْ سَأفجِِّرُهْ؟
        كلُّ الحكايةِ ،يـا رفيقـيَ ،مُـرَّة ٌ=عُنوانُهـا حتَّـى البهائـمُ تُنكِـرُهْ

        أأدينُنِـي و أدُسُّنِـي فـي حُرقَتِـي=ولقـدْ أذابَ المستحـيـلَ تـأثُّـرُهْ
        إستفردتْ زُمَـرُ الخـرابِ بعِزِّهَـا=و صمودُهَا ما مِنْ جَريءٍ يَنصُـرُهْ
        صَدِئَتْ سيوفُ الذلِ فـي أغْمادِهَـا=ماذا يُفيدُكَ سيفُهُـمْ لـوْ تُشْهِـرُهْ؟
        و تساءلُوا و النومُ يُرهِقُ ظُهْرَهُـمْ=هذا أنينٌ ناشِزٌ!... مَـنْ يُصْـدِرُهْ؟
        الجُبْـنُ يُوهِمُـهُ المآثِـرَ جَـمَّـة ً=ويَلُفُّـهُ فـي لَعـنَـةٍ إذ ْيُظْـهِـرُهْ
        في يَومِ صِدقٍ قـدْ تعاظـمَ شَأنُـهُ=و أثارَ حَدْسَ المُستباحَـةِ مَنظـرُهْ
        الشَّمسُ بَاحتْ للمَـدى بشُجونِهـا=و الدفءُ صـادرَهُ الأذى و تَجَبُّـرُهْ
        نَزحَ السحابُ و صُبحُهُـمْ مُتشنّـجٌ=لكَأنَّ أمـرًا فـي السَّمـاءِ يُبـرِّرُهْ
        يتقاسمـونَ الوعـدَ ذاك مُرادُهُـمْ=الطفلُ يُصْغـي و الوَلِـيُّ يُكَـرِّرُهْ
        لِرضيعِهِمْ،كُـلُّ البُيـوتِ أمومَـة ٌ=البابُ حِصـنٌ و النوافِـذ ُمُخْبِـرُهْ
        البيتُ يُشبهُ وَشْوَشَـاتِ صَغيرِهِـمْ=في أُذ ْنِ مَنْ يَحنو عليهِ و يَعْـذرُهْ
        تبـدو تفاصيـلُ البساطـةِ سَيِّـدًا=بالصدقِ يَخـدِمُ عَبـدَهُ و يُعَـزِّرُهْ
        ذاك الإطـارُ يَضـمُّ صـورَة َوالِـدٍ=مَهْمَـا نَـأى فالدارُ،دومًا،تَـذكُـرُهْ
        في غُرفةٍ بَكْمَـاءَ يَحضـنُ رُكنَهَـا=و عيونُ مَنْ في الدارِ،جَهْرًا،تبْصِرُهْ
        لا غَيَّبُـوهُ و لا تَشَـتَّـتَ ذِكْــرُهُ=عَبَقُ الشهادةِ كُـلَّ حِيـنٍ يَجْهَـرُهْ
        أمِيَّـة ٌنَطَـقَ البـيـانُ بِحَرْفِـهَـا=تَتلو الكتـابَ بحكمـةٍ و تُفَسِّـرُهْ
        أمٌّ أطـالَ اللّـهُ عُـمْـرَ ثَبَاتِـهَـا=فأشَـعَّ فيهـا حُكْمُـهُ و تَـدبُّـرُهْ
        بَيْنَ الصُمودِ و بين طولِ دُعائِهَـا=يَنْسَـلُّ حُلْـمٌ و الرَّجـاءُ يُقَـرِّرُهْ
        بِنْتٌ تَنـزَّهَ فـي الحيـاةِ جَمالُهـا=فالإسمُ " غَزَّة ُ" كُـلُّ حَـيٍّ يَذكُـرُهْ
        كانتْ لها أختٌ تُشاطرهـا الرِّضَـا=و أخٌ ودودٌ فـي النَّباهَـةِ تَكْبُـرُهْ
        رَضعوا البراءَة َو اسْتشفُّوا طعمَهَـا=و أتَى الذي يُفْنِي البريءَ و يُقبِـرُهْ
        ذكرى تُخلِّدُ فـي المكـانِ رحيلَهُـمْ=هَلْ مُمْكِـنٌ أنْ يستريـحَ مُدَبِّـرُهْ؟
        ذهبُوا و لا تَدري لمـاذا لَـمْ يَعُـدْ=مِنْ صِيتهم قَلَمُ الصَّغيـرِ ودفتـرُهْ
        إذ ْتكتبُ الأشواقَ مِنْ حِبْـرِ الوَفَـا=و تضمُّ مَعنـى خُلدِهِـمْ و تُعَطِّـرُهْ
        خَرَجَتْ كعادتِهـا تَجُـسُّ نهارَهَـا=و جَبينُهـا ، بالزَّعفـرانِ تُعَفِّـرُهْ
        هِيْ " غزة ٌ"، الكُلُّ يَرقُـبُ وقْعَهَـا=وسَطَ النَّوائبِ،كَمْ تَعاظَـمَ مَشْعَـرُهْ
        تَزْهُـو بخطوتِها،تَحِيـكُ مُرَبَّـعًـا=عَبْرَ الزّقـاقِ تقيسُـهُ و تُسَطِّـرُهْ
        مَنَحَـتْ لِدُمْيَتِهَـا مَلامـحَ حُــرّةٍ=و الشعرُ مِنْ سِحْرِ الأصابعِ تَضْفُرُهْ
        و أمامَهـا ظـلُّ يُداعِـبُ حِسَّهَـا=يضـعُ الرَّغيـفَ بجيبِـهِ ويُدثِّـرُهْ
        غَنَّـتْ بِمفردِهـا طويـلا رُبَّـمَـا=لَمْ تَستسِـغْ لحنًـا تَغيَّـرَ مِنْبَـرُهْ
        فَدَعَـتْ للُعْبَتِهَـا رفيقـاتٍ لَـهَـا=و بَدا المُربَّـعُ حَقْـلَ فُـلٍّ تَعْبُـرُهْ
        غَمرَ الحنانُ جبينَ " غزة َ" فانْحنتْ=صَوْبَ المُرَبَّعِ بالصُمـودِ تُؤطِّـرُهْ
        و تساءلَتْ و هيَ التقيَّة ُفي السَّمَـا=أأخَيِّـرُ المَعْنَـى بِنَـا،أمْ أجْبِـرُهْ؟
        حَلُمَـتْ بِطائـرةٍ لَـهَـا ورقِـيَّـةٍ=و الحُلْمُ يَسرُدُه ُالهَـوا و يُحَـرِّرُهْ
        حَلمتْ بِكُـلِّ الأمنيـاتِ و عَيْنُهَـا=صَوْبَ التُّـرابِ تَجوبُـهُ و تُقَـدِّرُهْ
        أتُراكَ تُصْبِحُ فِـي اليقيـنِ مُؤبَّـدًا=و تَفوحُ فَجْرًا في السَّريرَةِ أبْـذرُهْ؟
        أتُراهُ يَنْسَحِـبُ الحِـدادُ و يَنْجَلِـي=و أراكَ رَأيَ العَينِ عِيـدًا أفْخَـرُهْ؟
        مَا إنْ تَلَتْ خَيْط َالحَريـرِ بِسِرِّهَـا=حتَّى أتَـى مَـنْ يَعْتَلِيـهِ و يَبْتُـرُهْ
        كلاَّ! أجابَ الوَحـشُ مِـنْ عَلْيَائِـهِ=لَنْ تَهْنَئُـوا و صَفَاؤُكـمْ سَأعَكِّـرُهْ
        سأضيقُكمْ مِنْ سَطوَتي مَا لَمْ تَـرَوا=و أذلُّكُـمْ و دمَـارُكُـمْ سَـأدمِّـرُهْ
        وَرَق ٌعَفِيفٌ مَسَّـهُ غَـدْرُ العِـدى=فيَطالُـهُ سَهْـمُ الـرَّدى و يُخَـدِّرُهْ
        و تَهيـمُ طائِـرَة ُالبَـراءةِ آلَــة ً=للموتِ تَمْتهِنُ الخَـرابَ و تَنشُـرُهْ
        شَردَتْ عَقاربُ وقتِهمْ مِـنْ وقتِهـمْ=زَحَفَ الظّلامُ علىَ الضِّيـاءِ يُنَفِّـرُهْ
        صَمَتَ الزّقاقُ و زَغْـردَتْ أفْكَـارُهُ=لَمَّا عَلا صَوتُ النَّزيـفِ و أبْحُـرُهْ
        لا تُخْبِروا عَنها العَيَـانَ. تريثـوا!=فعسَى ذرَى الأشلاءِ،هِيْ،مَنْ تُخبِرُهْ
        لا تسألُوا عَنهَا الرَّضيعَ أوِ اسْألـوا=فوقَ الضّريحِ...حَليبُهُ، مَنْ يَحْظُرُهْ؟
        قِمَـمُ النَّياشيـنِ المُزيَّفَـةِ اكْتَفَـتْ=بسُؤالِها:" فسْفورُهمْ مَنْ يُحْضِرُه ْ؟ "
        " أولمرتُ" لمَّـعَ بالفلاشـةِ غـدْرَهُ=" باراكُ " أهْدتهُ الجماجمَ " خَيبَرُه ْ"
        و توَدُّ لوْ يُصْغِي " الخَليلُ " لِفكرِهَا=و يَعُودُ " إسماعيلُ " حَيًـا يَنْحَـرُهْ
        " ليفني " البريئة.ُ.. يا لهَا مِنْ حُرَّةٍ=تَئِـدُ النِظـامَ العَالمِـيَ و تَكْفُـرُهْ
        يا غزَّة َالأطفـالِ مَـا لِـي لا أرَى=فِي طِفلِكِ المَذعورِ جِسْمًا يَسْتُـرُهْ؟
        يـا غـزة َالأطفـالِ إنَّ حَليبَـهَـا=في الصَّدرِ يَصْنَعُ مَجدَناَ و يُكـرِّرُهْ
        يـا غـزة َالأبطـالِ إن َّصُمودَهُـمْ=يَلِدُ التَّحَرُّرَ فـي الحَشَـا و يُكَبِّـرُهْ
        كُلُّ الكـلامِ أسِيـرُ حَـرْفٍ قَاصِـرٍ=و صُمُودُ جُرْحِكِ وَحْـدَهُ سَيُحَـرِّرُهْ [/poem][/poem][/poem]
        هيثم سعد زيان
        الجزائر/ جانفي 2009
        نص رائع
        وغيرة عربية
        منتظرة من شاعر ثائر
        سعيد جدا بالقراءة لك
        [poem=font=",6,red,bold,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
        فلبست ثوب الشعر غيـر مخيَّـر=ليكون سترا فـي زمـان عـراةِ
        فتقبليـهِ ولـو ترينَـه أسـودًا=فلقد سقيتُهُ مـن حـدادِ دواتـي
        وصنعتُ منـهُ قوالبـا لنوائبـي=وجعلتُ منه لصاحبـي مرآتـي
        فيرى الدّموعَ وإنْ أريتُهُ بسمـةً=كنتُ اصطنعْتُ بريقهـا لعُداتـي
        ويغوصُ يسمعُ أنَّة ًّ في داخلـي=غطّيتها في ضجَّـةِ الضّحكـاتِ [/poem]

        تعليق

        • حامد أبوطلعة
          شاعر الثِقَلَين
          ( الجن والأنس )
          • 10-08-2008
          • 1398

          #5
          الشاعر / هيثم سعد زيان
          حقيقة هذه هي المرة الأولى التي تجمعني بك
          قرأتُ لك شعرا ينم عن شاعرٍ نفسه طويل يحكم السيطرة على النص رغم طوله

          مرحبا بك شاعرنا الكريم في ملتقاك وبين اخوانك

          لا عدمناك
          وافر محبتي وغزير مودتي
          [align=center]
          sigpic
          [/align]

          تعليق

          • هيثم سعد زيان
            أديب وكاتب
            • 26-04-2009
            • 79

            #6
            أخي:أحمد قميدة
            عرى الروعة تجسدت في حسك المرهف
            وفي ذوقك السلس ...

            نحن لا نكتب إنما نبوح من عمق النفس
            الجريحة التي لا تزال تلعق بقايا الصمت النافذ...
            مودتي و تقديري أخي...

            تعليق

            • هيثم سعد زيان
              أديب وكاتب
              • 26-04-2009
              • 79

              #7
              [align=center]عسى أن تتجلى نفحة الصمود في
              نفوس من لا يستقرؤون التاريخ
              و يرفضون أن يبعثهم حرفهم على
              صهوة واقعهم المصدوم عنوة...
              سعدت بمرورك أخي : حامد أبوطلعة...
              لك كل التقدير... [/align]

              تعليق

              • هيثم سعد زيان
                أديب وكاتب
                • 26-04-2009
                • 79

                #8
                عسى أن نرى للتوهج زفرات من بلور
                تتماهى في ردح الحرف الرصين ...

                عسى وعسى و بعد تنبلج الحقيقة من أفواه
                الكلمات المستعصية....

                تعليق

                • أيمن الرفاعي
                  عضو الملتقى
                  • 28-04-2009
                  • 15

                  #9
                  قرأت ولي عود مديد

                  [align=center]قرأت النص ولي عود مديد

                  نفس طويل وشاعرية عالية
                  نص يستحق كل التقدير
                  على الفكرة والموضوع
                  وعلى الصنعة الشعرية
                  أخ هيثم
                  النص يستحق العودة والتكرار حتى يتذوق المرء تزاحم الصور المنحوتة على جبال معاني غزة المرمرية
                  لك كل الود والاحترام

                  لي عود[/align]

                  تعليق

                  • أيمن الرفاعي
                    عضو الملتقى
                    • 28-04-2009
                    • 15

                    #10
                    سأضيقُكمْ مِنْ سَطوَتي مَا لَمْ تَـرَوا و أذلُّكُـمْ و دمَـارُكُـمْ سَـأدمِّـرُهْ

                    هل الكلمة صحيحة؟؟؟
                    فقط تساؤل

                    تعليق

                    • هيثم سعد زيان
                      أديب وكاتب
                      • 26-04-2009
                      • 79

                      #11
                      [align=center]الفاضل/ أيمن الرفاعي
                      مرورك أثلج كلماتي المتواضعة
                      و تبّلها بوهج من خبرة و حنكة...
                      أشكرك على الملاحظة القيمة/ المقصود هو :" أذيقكم "و ليس "أضيقكم "
                      و قد إنزلقت سهوا عبر النص نظرا للسرعة في الكتابة...

                      لك تقديري و مودتي...[/align]

                      تعليق

                      • صليحة نعيجة
                        عضو الملتقى
                        • 28-05-2008
                        • 23

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة هيثم سعد زيان مشاهدة المشاركة
                        لعبة الصمت...!


                        [poem=font=",7,darkblue,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif" border="ridge,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                        [poem=font=",6,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif" border="ridge,4,white" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                        [poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/11.gif" border="ridge,4,coral" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                        نفِدَ الكـلامُ و-بِي-تعثَّـرَ مَعْبَـرُهْ=الجـرحُ جُرحِـيَ إنَّمَـا لا أشعُـرُهْ
                        إنْ كانَ جُرحيَ قد تَبَرّأ مِـنْ دمِـي =أأجِيرُهُ فـي خافِقِـي أمْ أعْصُـرُهْ؟
                        سيصيرُ لُغْمًا ما تأخَّـرَ فِـي فَمِـي= مِنْ أحرُفٍ . فَبِصَمْتِ مَنْ سَأفجِِّرُهْ؟
                        كلُّ الحكايةِ ،يـا رفيقـيَ ،مُـرَّة ٌ=عُنوانُهـا حتَّـى البهائـمُ تُنكِـرُهْ

                        أأدينُنِـي و أدُسُّنِـي فـي حُرقَتِـي=ولقـدْ أذابَ المستحـيـلَ تـأثُّـرُهْ
                        إستفردتْ زُمَـرُ الخـرابِ بعِزِّهَـا=و صمودُهَا ما مِنْ جَريءٍ يَنصُـرُهْ
                        صَدِئَتْ سيوفُ الذلِ فـي أغْمادِهَـا=ماذا يُفيدُكَ سيفُهُـمْ لـوْ تُشْهِـرُهْ؟
                        و تساءلُوا و النومُ يُرهِقُ ظُهْرَهُـمْ=هذا أنينٌ ناشِزٌ!... مَـنْ يُصْـدِرُهْ؟
                        الجُبْـنُ يُوهِمُـهُ المآثِـرَ جَـمَّـة ً=ويَلُفُّـهُ فـي لَعـنَـةٍ إذ ْيُظْـهِـرُهْ
                        في يَومِ صِدقٍ قـدْ تعاظـمَ شَأنُـهُ=و أثارَ حَدْسَ المُستباحَـةِ مَنظـرُهْ
                        الشَّمسُ بَاحتْ للمَـدى بشُجونِهـا=و الدفءُ صـادرَهُ الأذى و تَجَبُّـرُهْ
                        نَزحَ السحابُ و صُبحُهُـمْ مُتشنّـجٌ=لكَأنَّ أمـرًا فـي السَّمـاءِ يُبـرِّرُهْ
                        يتقاسمـونَ الوعـدَ ذاك مُرادُهُـمْ=الطفلُ يُصْغـي و الوَلِـيُّ يُكَـرِّرُهْ
                        لِرضيعِهِمْ،كُـلُّ البُيـوتِ أمومَـة ٌ=البابُ حِصـنٌ و النوافِـذ ُمُخْبِـرُهْ
                        البيتُ يُشبهُ وَشْوَشَـاتِ صَغيرِهِـمْ=في أُذ ْنِ مَنْ يَحنو عليهِ و يَعْـذرُهْ
                        تبـدو تفاصيـلُ البساطـةِ سَيِّـدًا=بالصدقِ يَخـدِمُ عَبـدَهُ و يُعَـزِّرُهْ
                        ذاك الإطـارُ يَضـمُّ صـورَة َوالِـدٍ=مَهْمَـا نَـأى فالدارُ،دومًا،تَـذكُـرُهْ
                        في غُرفةٍ بَكْمَـاءَ يَحضـنُ رُكنَهَـا=و عيونُ مَنْ في الدارِ،جَهْرًا،تبْصِرُهْ
                        لا غَيَّبُـوهُ و لا تَشَـتَّـتَ ذِكْــرُهُ=عَبَقُ الشهادةِ كُـلَّ حِيـنٍ يَجْهَـرُهْ
                        أمِيَّـة ٌنَطَـقَ البـيـانُ بِحَرْفِـهَـا=تَتلو الكتـابَ بحكمـةٍ و تُفَسِّـرُهْ
                        أمٌّ أطـالَ اللّـهُ عُـمْـرَ ثَبَاتِـهَـا=فأشَـعَّ فيهـا حُكْمُـهُ و تَـدبُّـرُهْ
                        بَيْنَ الصُمودِ و بين طولِ دُعائِهَـا=يَنْسَـلُّ حُلْـمٌ و الرَّجـاءُ يُقَـرِّرُهْ
                        بِنْتٌ تَنـزَّهَ فـي الحيـاةِ جَمالُهـا=فالإسمُ " غَزَّة ُ" كُـلُّ حَـيٍّ يَذكُـرُهْ
                        كانتْ لها أختٌ تُشاطرهـا الرِّضَـا=و أخٌ ودودٌ فـي النَّباهَـةِ تَكْبُـرُهْ
                        رَضعوا البراءَة َو اسْتشفُّوا طعمَهَـا=و أتَى الذي يُفْنِي البريءَ و يُقبِـرُهْ
                        ذكرى تُخلِّدُ فـي المكـانِ رحيلَهُـمْ=هَلْ مُمْكِـنٌ أنْ يستريـحَ مُدَبِّـرُهْ؟
                        ذهبُوا و لا تَدري لمـاذا لَـمْ يَعُـدْ=مِنْ صِيتهم قَلَمُ الصَّغيـرِ ودفتـرُهْ
                        إذ ْتكتبُ الأشواقَ مِنْ حِبْـرِ الوَفَـا=و تضمُّ مَعنـى خُلدِهِـمْ و تُعَطِّـرُهْ
                        خَرَجَتْ كعادتِهـا تَجُـسُّ نهارَهَـا=و جَبينُهـا ، بالزَّعفـرانِ تُعَفِّـرُهْ
                        هِيْ " غزة ٌ"، الكُلُّ يَرقُـبُ وقْعَهَـا=وسَطَ النَّوائبِ،كَمْ تَعاظَـمَ مَشْعَـرُهْ
                        تَزْهُـو بخطوتِها،تَحِيـكُ مُرَبَّـعًـا=عَبْرَ الزّقـاقِ تقيسُـهُ و تُسَطِّـرُهْ
                        مَنَحَـتْ لِدُمْيَتِهَـا مَلامـحَ حُــرّةٍ=و الشعرُ مِنْ سِحْرِ الأصابعِ تَضْفُرُهْ
                        و أمامَهـا ظـلُّ يُداعِـبُ حِسَّهَـا=يضـعُ الرَّغيـفَ بجيبِـهِ ويُدثِّـرُهْ
                        غَنَّـتْ بِمفردِهـا طويـلا رُبَّـمَـا=لَمْ تَستسِـغْ لحنًـا تَغيَّـرَ مِنْبَـرُهْ
                        فَدَعَـتْ للُعْبَتِهَـا رفيقـاتٍ لَـهَـا=و بَدا المُربَّـعُ حَقْـلَ فُـلٍّ تَعْبُـرُهْ
                        غَمرَ الحنانُ جبينَ " غزة َ" فانْحنتْ=صَوْبَ المُرَبَّعِ بالصُمـودِ تُؤطِّـرُهْ
                        و تساءلَتْ و هيَ التقيَّة ُفي السَّمَـا=أأخَيِّـرُ المَعْنَـى بِنَـا،أمْ أجْبِـرُهْ؟
                        حَلُمَـتْ بِطائـرةٍ لَـهَـا ورقِـيَّـةٍ=و الحُلْمُ يَسرُدُه ُالهَـوا و يُحَـرِّرُهْ
                        حَلمتْ بِكُـلِّ الأمنيـاتِ و عَيْنُهَـا=صَوْبَ التُّـرابِ تَجوبُـهُ و تُقَـدِّرُهْ
                        أتُراكَ تُصْبِحُ فِـي اليقيـنِ مُؤبَّـدًا=و تَفوحُ فَجْرًا في السَّريرَةِ أبْـذرُهْ؟
                        أتُراهُ يَنْسَحِـبُ الحِـدادُ و يَنْجَلِـي=و أراكَ رَأيَ العَينِ عِيـدًا أفْخَـرُهْ؟
                        مَا إنْ تَلَتْ خَيْط َالحَريـرِ بِسِرِّهَـا=حتَّى أتَـى مَـنْ يَعْتَلِيـهِ و يَبْتُـرُهْ
                        كلاَّ! أجابَ الوَحـشُ مِـنْ عَلْيَائِـهِ=لَنْ تَهْنَئُـوا و صَفَاؤُكـمْ سَأعَكِّـرُهْ
                        سأضيقُكمْ مِنْ سَطوَتي مَا لَمْ تَـرَوا=و أذلُّكُـمْ و دمَـارُكُـمْ سَـأدمِّـرُهْ
                        وَرَق ٌعَفِيفٌ مَسَّـهُ غَـدْرُ العِـدى=فيَطالُـهُ سَهْـمُ الـرَّدى و يُخَـدِّرُهْ
                        و تَهيـمُ طائِـرَة ُالبَـراءةِ آلَــة ً=للموتِ تَمْتهِنُ الخَـرابَ و تَنشُـرُهْ
                        شَردَتْ عَقاربُ وقتِهمْ مِـنْ وقتِهـمْ=زَحَفَ الظّلامُ علىَ الضِّيـاءِ يُنَفِّـرُهْ
                        صَمَتَ الزّقاقُ و زَغْـردَتْ أفْكَـارُهُ=لَمَّا عَلا صَوتُ النَّزيـفِ و أبْحُـرُهْ
                        لا تُخْبِروا عَنها العَيَـانَ. تريثـوا!=فعسَى ذرَى الأشلاءِ،هِيْ،مَنْ تُخبِرُهْ
                        لا تسألُوا عَنهَا الرَّضيعَ أوِ اسْألـوا=فوقَ الضّريحِ...حَليبُهُ، مَنْ يَحْظُرُهْ؟
                        قِمَـمُ النَّياشيـنِ المُزيَّفَـةِ اكْتَفَـتْ=بسُؤالِها:" فسْفورُهمْ مَنْ يُحْضِرُه ْ؟ "
                        " أولمرتُ" لمَّـعَ بالفلاشـةِ غـدْرَهُ=" باراكُ " أهْدتهُ الجماجمَ " خَيبَرُه ْ"
                        و توَدُّ لوْ يُصْغِي " الخَليلُ " لِفكرِهَا=و يَعُودُ " إسماعيلُ " حَيًـا يَنْحَـرُهْ
                        " ليفني " البريئة.ُ.. يا لهَا مِنْ حُرَّةٍ=تَئِـدُ النِظـامَ العَالمِـيَ و تَكْفُـرُهْ
                        يا غزَّة َالأطفـالِ مَـا لِـي لا أرَى=فِي طِفلِكِ المَذعورِ جِسْمًا يَسْتُـرُهْ؟
                        يـا غـزة َالأطفـالِ إنَّ حَليبَـهَـا=في الصَّدرِ يَصْنَعُ مَجدَناَ و يُكـرِّرُهْ
                        يـا غـزة َالأبطـالِ إن َّصُمودَهُـمْ=يَلِدُ التَّحَرُّرَ فـي الحَشَـا و يُكَبِّـرُهْ
                        كُلُّ الكـلامِ أسِيـرُ حَـرْفٍ قَاصِـرٍ=و صُمُودُ جُرْحِكِ وَحْـدَهُ سَيُحَـرِّرُهْ [/poem][/poem][/poem]
                        هيثم سعد زيان
                        الجزائر/ جانفي 2009
                        صوت جميل جدا و متفرد و بكائية ترثى حال العرب المتواطى ءفعلا بلعبة الصمت الرهيب
                        جميل جدا ما نقراه لك اخى الشاعر المتالق هيثم سعد زيان
                        انها فعلا لمفارقة عجيبة ان تصادف فرانكفونيا جزائريا لا يتعالى على القضايا القومية الحساسة و لا يتسامى بثقافته الفرنسية المحضة بحثا عن مرافىء أخرى / لاواعية / بين طيات لغة فولتير .
                        طوبى للعربية و لساحة الابداع بك
                        انت قلم يستحق ان يمجد فعلا

                        تعليق

                        • د.احمد حسن المقدسي
                          مدير قسم الشعر الفصيح
                          شاعر فلسطيني
                          • 15-12-2008
                          • 795

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة هيثم سعد زيان مشاهدة المشاركة
                          لعبة الصمت...!


                          [poem=font=",7,darkblue,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif" border="ridge,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                          [poem=font=",6,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif" border="ridge,4,white" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                          [poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/11.gif" border="ridge,4,coral" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                          نفِدَ الكـلامُ و-بِي-تعثَّـرَ مَعْبَـرُهْ=الجـرحُ جُرحِـيَ إنَّمَـا لا أشعُـرُهْ
                          إنْ كانَ جُرحيَ قد تَبَرّأ مِـنْ دمِـي =أأجِيرُهُ فـي خافِقِـي أمْ أعْصُـرُهْ؟
                          سيصيرُ لُغْمًا ما تأخَّـرَ فِـي فَمِـي= مِنْ أحرُفٍ . فَبِصَمْتِ مَنْ سَأفجِِّرُهْ؟
                          كلُّ الحكايةِ ،يـا رفيقـيَ ،مُـرَّة ٌ=عُنوانُهـا حتَّـى البهائـمُ تُنكِـرُهْ

                          أأدينُنِـي و أدُسُّنِـي فـي حُرقَتِـي=ولقـدْ أذابَ المستحـيـلَ تـأثُّـرُهْ
                          إستفردتْ زُمَـرُ الخـرابِ بعِزِّهَـا=و صمودُهَا ما مِنْ جَريءٍ يَنصُـرُهْ
                          صَدِئَتْ سيوفُ الذلِ فـي أغْمادِهَـا=ماذا يُفيدُكَ سيفُهُـمْ لـوْ تُشْهِـرُهْ؟
                          و تساءلُوا و النومُ يُرهِقُ ظُهْرَهُـمْ=هذا أنينٌ ناشِزٌ!... مَـنْ يُصْـدِرُهْ؟
                          الجُبْـنُ يُوهِمُـهُ المآثِـرَ جَـمَّـة ً=ويَلُفُّـهُ فـي لَعـنَـةٍ إذ ْيُظْـهِـرُهْ
                          في يَومِ صِدقٍ قـدْ تعاظـمَ شَأنُـهُ=و أثارَ حَدْسَ المُستباحَـةِ مَنظـرُهْ
                          الشَّمسُ بَاحتْ للمَـدى بشُجونِهـا=و الدفءُ صـادرَهُ الأذى و تَجَبُّـرُهْ
                          نَزحَ السحابُ و صُبحُهُـمْ مُتشنّـجٌ=لكَأنَّ أمـرًا فـي السَّمـاءِ يُبـرِّرُهْ
                          يتقاسمـونَ الوعـدَ ذاك مُرادُهُـمْ=الطفلُ يُصْغـي و الوَلِـيُّ يُكَـرِّرُهْ
                          لِرضيعِهِمْ،كُـلُّ البُيـوتِ أمومَـة ٌ=البابُ حِصـنٌ و النوافِـذ ُمُخْبِـرُهْ
                          البيتُ يُشبهُ وَشْوَشَـاتِ صَغيرِهِـمْ=في أُذ ْنِ مَنْ يَحنو عليهِ و يَعْـذرُهْ
                          تبـدو تفاصيـلُ البساطـةِ سَيِّـدًا=بالصدقِ يَخـدِمُ عَبـدَهُ و يُعَـزِّرُهْ
                          ذاك الإطـارُ يَضـمُّ صـورَة َوالِـدٍ=مَهْمَـا نَـأى فالدارُ،دومًا،تَـذكُـرُهْ
                          في غُرفةٍ بَكْمَـاءَ يَحضـنُ رُكنَهَـا=و عيونُ مَنْ في الدارِ،جَهْرًا،تبْصِرُهْ
                          لا غَيَّبُـوهُ و لا تَشَـتَّـتَ ذِكْــرُهُ=عَبَقُ الشهادةِ كُـلَّ حِيـنٍ يَجْهَـرُهْ
                          أمِيَّـة ٌنَطَـقَ البـيـانُ بِحَرْفِـهَـا=تَتلو الكتـابَ بحكمـةٍ و تُفَسِّـرُهْ
                          أمٌّ أطـالَ اللّـهُ عُـمْـرَ ثَبَاتِـهَـا=فأشَـعَّ فيهـا حُكْمُـهُ و تَـدبُّـرُهْ
                          بَيْنَ الصُمودِ و بين طولِ دُعائِهَـا=يَنْسَـلُّ حُلْـمٌ و الرَّجـاءُ يُقَـرِّرُهْ
                          بِنْتٌ تَنـزَّهَ فـي الحيـاةِ جَمالُهـا=فالإسمُ " غَزَّة ُ" كُـلُّ حَـيٍّ يَذكُـرُهْ
                          كانتْ لها أختٌ تُشاطرهـا الرِّضَـا=و أخٌ ودودٌ فـي النَّباهَـةِ تَكْبُـرُهْ
                          رَضعوا البراءَة َو اسْتشفُّوا طعمَهَـا=و أتَى الذي يُفْنِي البريءَ و يُقبِـرُهْ
                          ذكرى تُخلِّدُ فـي المكـانِ رحيلَهُـمْ=هَلْ مُمْكِـنٌ أنْ يستريـحَ مُدَبِّـرُهْ؟
                          ذهبُوا و لا تَدري لمـاذا لَـمْ يَعُـدْ=مِنْ صِيتهم قَلَمُ الصَّغيـرِ ودفتـرُهْ
                          إذ ْتكتبُ الأشواقَ مِنْ حِبْـرِ الوَفَـا=و تضمُّ مَعنـى خُلدِهِـمْ و تُعَطِّـرُهْ
                          خَرَجَتْ كعادتِهـا تَجُـسُّ نهارَهَـا=و جَبينُهـا ، بالزَّعفـرانِ تُعَفِّـرُهْ
                          هِيْ " غزة ٌ"، الكُلُّ يَرقُـبُ وقْعَهَـا=وسَطَ النَّوائبِ،كَمْ تَعاظَـمَ مَشْعَـرُهْ
                          تَزْهُـو بخطوتِها،تَحِيـكُ مُرَبَّـعًـا=عَبْرَ الزّقـاقِ تقيسُـهُ و تُسَطِّـرُهْ
                          مَنَحَـتْ لِدُمْيَتِهَـا مَلامـحَ حُــرّةٍ=و الشعرُ مِنْ سِحْرِ الأصابعِ تَضْفُرُهْ
                          و أمامَهـا ظـلُّ يُداعِـبُ حِسَّهَـا=يضـعُ الرَّغيـفَ بجيبِـهِ ويُدثِّـرُهْ
                          غَنَّـتْ بِمفردِهـا طويـلا رُبَّـمَـا=لَمْ تَستسِـغْ لحنًـا تَغيَّـرَ مِنْبَـرُهْ
                          فَدَعَـتْ للُعْبَتِهَـا رفيقـاتٍ لَـهَـا=و بَدا المُربَّـعُ حَقْـلَ فُـلٍّ تَعْبُـرُهْ
                          غَمرَ الحنانُ جبينَ " غزة َ" فانْحنتْ=صَوْبَ المُرَبَّعِ بالصُمـودِ تُؤطِّـرُهْ
                          و تساءلَتْ و هيَ التقيَّة ُفي السَّمَـا=أأخَيِّـرُ المَعْنَـى بِنَـا،أمْ أجْبِـرُهْ؟
                          حَلُمَـتْ بِطائـرةٍ لَـهَـا ورقِـيَّـةٍ=و الحُلْمُ يَسرُدُه ُالهَـوا و يُحَـرِّرُهْ
                          حَلمتْ بِكُـلِّ الأمنيـاتِ و عَيْنُهَـا=صَوْبَ التُّـرابِ تَجوبُـهُ و تُقَـدِّرُهْ
                          أتُراكَ تُصْبِحُ فِـي اليقيـنِ مُؤبَّـدًا=و تَفوحُ فَجْرًا في السَّريرَةِ أبْـذرُهْ؟
                          أتُراهُ يَنْسَحِـبُ الحِـدادُ و يَنْجَلِـي=و أراكَ رَأيَ العَينِ عِيـدًا أفْخَـرُهْ؟
                          مَا إنْ تَلَتْ خَيْط َالحَريـرِ بِسِرِّهَـا=حتَّى أتَـى مَـنْ يَعْتَلِيـهِ و يَبْتُـرُهْ
                          كلاَّ! أجابَ الوَحـشُ مِـنْ عَلْيَائِـهِ=لَنْ تَهْنَئُـوا و صَفَاؤُكـمْ سَأعَكِّـرُهْ
                          سأضيقُكمْ مِنْ سَطوَتي مَا لَمْ تَـرَوا=و أذلُّكُـمْ و دمَـارُكُـمْ سَـأدمِّـرُهْ
                          وَرَق ٌعَفِيفٌ مَسَّـهُ غَـدْرُ العِـدى=فيَطالُـهُ سَهْـمُ الـرَّدى و يُخَـدِّرُهْ
                          و تَهيـمُ طائِـرَة ُالبَـراءةِ آلَــة ً=للموتِ تَمْتهِنُ الخَـرابَ و تَنشُـرُهْ
                          شَردَتْ عَقاربُ وقتِهمْ مِـنْ وقتِهـمْ=زَحَفَ الظّلامُ علىَ الضِّيـاءِ يُنَفِّـرُهْ
                          صَمَتَ الزّقاقُ و زَغْـردَتْ أفْكَـارُهُ=لَمَّا عَلا صَوتُ النَّزيـفِ و أبْحُـرُهْ
                          لا تُخْبِروا عَنها العَيَـانَ. تريثـوا!=فعسَى ذرَى الأشلاءِ،هِيْ،مَنْ تُخبِرُهْ
                          لا تسألُوا عَنهَا الرَّضيعَ أوِ اسْألـوا=فوقَ الضّريحِ...حَليبُهُ، مَنْ يَحْظُرُهْ؟
                          قِمَـمُ النَّياشيـنِ المُزيَّفَـةِ اكْتَفَـتْ=بسُؤالِها:" فسْفورُهمْ مَنْ يُحْضِرُه ْ؟ "
                          " أولمرتُ" لمَّـعَ بالفلاشـةِ غـدْرَهُ=" باراكُ " أهْدتهُ الجماجمَ " خَيبَرُه ْ"
                          و توَدُّ لوْ يُصْغِي " الخَليلُ " لِفكرِهَا=و يَعُودُ " إسماعيلُ " حَيًـا يَنْحَـرُهْ
                          " ليفني " البريئة.ُ.. يا لهَا مِنْ حُرَّةٍ=تَئِـدُ النِظـامَ العَالمِـيَ و تَكْفُـرُهْ
                          يا غزَّة َالأطفـالِ مَـا لِـي لا أرَى=فِي طِفلِكِ المَذعورِ جِسْمًا يَسْتُـرُهْ؟
                          يـا غـزة َالأطفـالِ إنَّ حَليبَـهَـا=في الصَّدرِ يَصْنَعُ مَجدَناَ و يُكـرِّرُهْ
                          يـا غـزة َالأبطـالِ إن َّصُمودَهُـمْ=يَلِدُ التَّحَرُّرَ فـي الحَشَـا و يُكَبِّـرُهْ
                          كُلُّ الكـلامِ أسِيـرُ حَـرْفٍ قَاصِـرٍ=و صُمُودُ جُرْحِكِ وَحْـدَهُ سَيُحَـرِّرُهْ [/poem][/poem][/poem]
                          هيثم سعد زيان
                          الجزائر/ جانفي 2009


                          اخي هيثم
                          انت عروبي حر وأبيٌّ تستحق الاحترام
                          شكرا لك على هذه المشاعر الوطنية
                          التي تأتي من بلاد اطلس العروبة
                          وانت اخي شاعر موهوب يستحق التقدير
                          على هذه التحفة الفنية .
                          ولا انسى تمكنك الواضح من ادواتك الشعرية
                          ومنها اللغة .
                          تقبل مروري
                          تحياتي

                          تعليق

                          • هيثم سعد زيان
                            أديب وكاتب
                            • 26-04-2009
                            • 79

                            #14
                            [align=center]أختي الفاضلة الأستاذة : صليحة و أخي القدير د.أحمد حسن المقدسي
                            الشكر موصول لحسكما العربي الأصيل ..
                            حقيقة ما النص إلا بوح متواضع عساه يزعزع الهمم لترى ببصيرة مآسينا المتناثرة في ذاكرة النسيان...
                            دمتما قبسا و منارة ... [/align]

                            تعليق

                            • محمد علاء الدين الطويل
                              أديب وكاتب
                              • 18-09-2008
                              • 296

                              #15
                              [align=center]كُلُّ الكـلامِ أسِيـرُ حَـرْفٍ قَاصِـرٍ *** وصُمُودُ جُرْحِكِ وَحْـدَهُ سَيُحَـرِّرُهْ

                              ليس غير هذا أخي العزيز والغالي هيثم

                              عادت لترتسم أمامي صورة غزة بدمع مسيل وابتسام عريض ، الأول لما رأينا من الهول والثاني لما شاهدنا من صمود

                              بوركت وبورك قلمك ونبضك
                              بكل الود والحب[/align]
                              [frame="11 98"]
                              * الأدب إحسان قول وتصرّفْ قبل أن يكون جرّة قلم أوتكلّفْ *محمّدعلاَءالدّين الطَّويل
                              [/frame]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X