لعبة الصمت...!
[poem=font=",7,darkblue,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif" border="ridge,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
[poem=font=",6,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif" border="ridge,4,white" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/11.gif" border="ridge,4,coral" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
نفِدَ الكـلامُ و-بِي-تعثَّـرَ مَعْبَـرُهْ=الجـرحُ جُرحِـيَ إنَّمَـا لا أشعُـرُهْ
إنْ كانَ جُرحيَ قد تَبَرّأ مِـنْ دمِـي =أأجِيرُهُ فـي خافِقِـي أمْ أعْصُـرُهْ؟
سيصيرُ لُغْمًا ما تأخَّـرَ فِـي فَمِـي= مِنْ أحرُفٍ . فَبِصَمْتِ مَنْ سَأفجِِّرُهْ؟
كلُّ الحكايةِ ،يـا رفيقـيَ ،مُـرَّة ٌ=عُنوانُهـا حتَّـى البهائـمُ تُنكِـرُهْ
أأدينُنِـي و أدُسُّنِـي فـي حُرقَتِـي=ولقـدْ أذابَ المستحـيـلَ تـأثُّـرُهْ
إستفردتْ زُمَـرُ الخـرابِ بعِزِّهَـا=و صمودُهَا ما مِنْ جَريءٍ يَنصُـرُهْ
صَدِئَتْ سيوفُ الذلِ فـي أغْمادِهَـا=ماذا يُفيدُكَ سيفُهُـمْ لـوْ تُشْهِـرُهْ؟
و تساءلُوا و النومُ يُرهِقُ ظُهْرَهُـمْ=هذا أنينٌ ناشِزٌ!... مَـنْ يُصْـدِرُهْ؟
الجُبْـنُ يُوهِمُـهُ المآثِـرَ جَـمَّـة ً=ويَلُفُّـهُ فـي لَعـنَـةٍ إذ ْيُظْـهِـرُهْ
في يَومِ صِدقٍ قـدْ تعاظـمَ شَأنُـهُ=و أثارَ حَدْسَ المُستباحَـةِ مَنظـرُهْ
الشَّمسُ بَاحتْ للمَـدى بشُجونِهـا=و الدفءُ صـادرَهُ الأذى و تَجَبُّـرُهْ
نَزحَ السحابُ و صُبحُهُـمْ مُتشنّـجٌ=لكَأنَّ أمـرًا فـي السَّمـاءِ يُبـرِّرُهْ
يتقاسمـونَ الوعـدَ ذاك مُرادُهُـمْ=الطفلُ يُصْغـي و الوَلِـيُّ يُكَـرِّرُهْ
لِرضيعِهِمْ،كُـلُّ البُيـوتِ أمومَـة ٌ=البابُ حِصـنٌ و النوافِـذ ُمُخْبِـرُهْ
البيتُ يُشبهُ وَشْوَشَـاتِ صَغيرِهِـمْ=في أُذ ْنِ مَنْ يَحنو عليهِ و يَعْـذرُهْ
تبـدو تفاصيـلُ البساطـةِ سَيِّـدًا=بالصدقِ يَخـدِمُ عَبـدَهُ و يُعَـزِّرُهْ
ذاك الإطـارُ يَضـمُّ صـورَة َوالِـدٍ=مَهْمَـا نَـأى فالدارُ،دومًا،تَـذكُـرُهْ
في غُرفةٍ بَكْمَـاءَ يَحضـنُ رُكنَهَـا=و عيونُ مَنْ في الدارِ،جَهْرًا،تبْصِرُهْ
لا غَيَّبُـوهُ و لا تَشَـتَّـتَ ذِكْــرُهُ=عَبَقُ الشهادةِ كُـلَّ حِيـنٍ يَجْهَـرُهْ
أمِيَّـة ٌنَطَـقَ البـيـانُ بِحَرْفِـهَـا=تَتلو الكتـابَ بحكمـةٍ و تُفَسِّـرُهْ
أمٌّ أطـالَ اللّـهُ عُـمْـرَ ثَبَاتِـهَـا=فأشَـعَّ فيهـا حُكْمُـهُ و تَـدبُّـرُهْ
بَيْنَ الصُمودِ و بين طولِ دُعائِهَـا=يَنْسَـلُّ حُلْـمٌ و الرَّجـاءُ يُقَـرِّرُهْ
بِنْتٌ تَنـزَّهَ فـي الحيـاةِ جَمالُهـا=فالإسمُ " غَزَّة ُ" كُـلُّ حَـيٍّ يَذكُـرُهْ
كانتْ لها أختٌ تُشاطرهـا الرِّضَـا=و أخٌ ودودٌ فـي النَّباهَـةِ تَكْبُـرُهْ
رَضعوا البراءَة َو اسْتشفُّوا طعمَهَـا=و أتَى الذي يُفْنِي البريءَ و يُقبِـرُهْ
ذكرى تُخلِّدُ فـي المكـانِ رحيلَهُـمْ=هَلْ مُمْكِـنٌ أنْ يستريـحَ مُدَبِّـرُهْ؟
ذهبُوا و لا تَدري لمـاذا لَـمْ يَعُـدْ=مِنْ صِيتهم قَلَمُ الصَّغيـرِ ودفتـرُهْ
إذ ْتكتبُ الأشواقَ مِنْ حِبْـرِ الوَفَـا=و تضمُّ مَعنـى خُلدِهِـمْ و تُعَطِّـرُهْ
خَرَجَتْ كعادتِهـا تَجُـسُّ نهارَهَـا=و جَبينُهـا ، بالزَّعفـرانِ تُعَفِّـرُهْ
هِيْ " غزة ٌ"، الكُلُّ يَرقُـبُ وقْعَهَـا=وسَطَ النَّوائبِ،كَمْ تَعاظَـمَ مَشْعَـرُهْ
تَزْهُـو بخطوتِها،تَحِيـكُ مُرَبَّـعًـا=عَبْرَ الزّقـاقِ تقيسُـهُ و تُسَطِّـرُهْ
مَنَحَـتْ لِدُمْيَتِهَـا مَلامـحَ حُــرّةٍ=و الشعرُ مِنْ سِحْرِ الأصابعِ تَضْفُرُهْ
و أمامَهـا ظـلُّ يُداعِـبُ حِسَّهَـا=يضـعُ الرَّغيـفَ بجيبِـهِ ويُدثِّـرُهْ
غَنَّـتْ بِمفردِهـا طويـلا رُبَّـمَـا=لَمْ تَستسِـغْ لحنًـا تَغيَّـرَ مِنْبَـرُهْ
فَدَعَـتْ للُعْبَتِهَـا رفيقـاتٍ لَـهَـا=و بَدا المُربَّـعُ حَقْـلَ فُـلٍّ تَعْبُـرُهْ
غَمرَ الحنانُ جبينَ " غزة َ" فانْحنتْ=صَوْبَ المُرَبَّعِ بالصُمـودِ تُؤطِّـرُهْ
و تساءلَتْ و هيَ التقيَّة ُفي السَّمَـا=أأخَيِّـرُ المَعْنَـى بِنَـا،أمْ أجْبِـرُهْ؟
حَلُمَـتْ بِطائـرةٍ لَـهَـا ورقِـيَّـةٍ=و الحُلْمُ يَسرُدُه ُالهَـوا و يُحَـرِّرُهْ
حَلمتْ بِكُـلِّ الأمنيـاتِ و عَيْنُهَـا=صَوْبَ التُّـرابِ تَجوبُـهُ و تُقَـدِّرُهْ
أتُراكَ تُصْبِحُ فِـي اليقيـنِ مُؤبَّـدًا=و تَفوحُ فَجْرًا في السَّريرَةِ أبْـذرُهْ؟
أتُراهُ يَنْسَحِـبُ الحِـدادُ و يَنْجَلِـي=و أراكَ رَأيَ العَينِ عِيـدًا أفْخَـرُهْ؟
مَا إنْ تَلَتْ خَيْط َالحَريـرِ بِسِرِّهَـا=حتَّى أتَـى مَـنْ يَعْتَلِيـهِ و يَبْتُـرُهْ
كلاَّ! أجابَ الوَحـشُ مِـنْ عَلْيَائِـهِ=لَنْ تَهْنَئُـوا و صَفَاؤُكـمْ سَأعَكِّـرُهْ
سأضيقُكمْ مِنْ سَطوَتي مَا لَمْ تَـرَوا=و أذلُّكُـمْ و دمَـارُكُـمْ سَـأدمِّـرُهْ
وَرَق ٌعَفِيفٌ مَسَّـهُ غَـدْرُ العِـدى=فيَطالُـهُ سَهْـمُ الـرَّدى و يُخَـدِّرُهْ
و تَهيـمُ طائِـرَة ُالبَـراءةِ آلَــة ً=للموتِ تَمْتهِنُ الخَـرابَ و تَنشُـرُهْ
شَردَتْ عَقاربُ وقتِهمْ مِـنْ وقتِهـمْ=زَحَفَ الظّلامُ علىَ الضِّيـاءِ يُنَفِّـرُهْ
صَمَتَ الزّقاقُ و زَغْـردَتْ أفْكَـارُهُ=لَمَّا عَلا صَوتُ النَّزيـفِ و أبْحُـرُهْ
لا تُخْبِروا عَنها العَيَـانَ. تريثـوا!=فعسَى ذرَى الأشلاءِ،هِيْ،مَنْ تُخبِرُهْ
لا تسألُوا عَنهَا الرَّضيعَ أوِ اسْألـوا=فوقَ الضّريحِ...حَليبُهُ، مَنْ يَحْظُرُهْ؟
قِمَـمُ النَّياشيـنِ المُزيَّفَـةِ اكْتَفَـتْ=بسُؤالِها:" فسْفورُهمْ مَنْ يُحْضِرُه ْ؟ "
" أولمرتُ" لمَّـعَ بالفلاشـةِ غـدْرَهُ=" باراكُ " أهْدتهُ الجماجمَ " خَيبَرُه ْ"
و توَدُّ لوْ يُصْغِي " الخَليلُ " لِفكرِهَا=و يَعُودُ " إسماعيلُ " حَيًـا يَنْحَـرُهْ
" ليفني " البريئة.ُ.. يا لهَا مِنْ حُرَّةٍ=تَئِـدُ النِظـامَ العَالمِـيَ و تَكْفُـرُهْ
يا غزَّة َالأطفـالِ مَـا لِـي لا أرَى=فِي طِفلِكِ المَذعورِ جِسْمًا يَسْتُـرُهْ؟
يـا غـزة َالأطفـالِ إنَّ حَليبَـهَـا=في الصَّدرِ يَصْنَعُ مَجدَناَ و يُكـرِّرُهْ
يـا غـزة َالأبطـالِ إن َّصُمودَهُـمْ=يَلِدُ التَّحَرُّرَ فـي الحَشَـا و يُكَبِّـرُهْ
كُلُّ الكـلامِ أسِيـرُ حَـرْفٍ قَاصِـرٍ=و صُمُودُ جُرْحِكِ وَحْـدَهُ سَيُحَـرِّرُهْ [/poem][/poem][/poem]
هيثم سعد زيان
الجزائر/ جانفي 2009
الجزائر/ جانفي 2009
تعليق