أقيلي عـثرتـــي
[poem=font=",6,white,bold,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أقيلِي عثرتِي ودعِي الفؤادَا=لينفردَ الغرامُ بهِ انفِرادا
وعُودي عن ملامة ذِي اعْتلالٍ=فقدْ ألفَ التأوّهَ والسّهادَا
فإنّي غيرُ ذي صبرٍ عجُولٌ=وأحملُ ما أنوءُ به عِنادا
وفاضتْ مضغة في الصّدروجْدا=وصارتْ للأسى المُضنِي المُرادا
يجدِّدُ صبوتِي تذكارُ عشقٍ=توقــّدَ بعد أن خمدَ اتـِّــقادا
ليصرفني عن الأحداثِ صرفا=أردتـُه أن يكونَ كما أرادَا
فإني قد عييتُ بحمل قلبي= على صبري فأتعبني ارتِدادا
وصرتُ إذا رأيتُ الحسن أشدو=وأقـــبـِلُ فيه أسْـلِمُه القيادا
أغنِّي للعذارى الغيد شعرا= فهنَّ أحقُّ بالقلب اعتقادا
وهن أرقّ خلق الله حسّا=وأصْفى في معاملةٍ ودادا
وأبرأ من جرائم من أغاروا =على وطني ومن نشروا الفسادا
فما تركوا الأمانَ لذِي أمانٍ=بما ظلموا،وقد نهبوا البلادا
طوائفَ من جرادٍ جاء زحفًا =ليحصدَ كلّ مخصبةٍ حصادا
فلا ورعٌ ولا شرفٌ فأنّى= لذي التضليل أن يلدَ الرّشادا؟
وهل في عالمٍ جشعٍ عقيلٌ=يصحِّحُ واقعًا ويرى السّدادا
ويصلحُ ما يرى منه اعْوجاجا=ويصنعُ من تمزّقه اتّحادا
وهل عَكِرٌ تدنّس بالخطايا=سيُصغِي أو يُجاوبُ إذ يُنادى
ويصرخُ كل ذي علمٍ ويعيَى= ولا هُوَ قد أفادَ ولا اسْتفادا
ويرجع والمرارةُ تعتريه=وقلبُه مرغـَمٌ لبس الحدادا
ويفترشُ العذابَ وفيهِ خوفٌ =ويلتحفُ اعتزالاً وابْتعادا
ويبكي فوقَ ما يبكي جريحًا =ويسقطُ مُثخنًا نزفَ اضْطهادا
وتـُحرَقُ فيه أحلامٌ تهاوتْ= فليس بمُدركٍٍ إلا رمادا
فيَلعنُ عُمرَه المهدُورَسُخطا= ويخشى أنْ يُجدّد أو يــُعادا
ويأنسُ بالوحوش إذا تعاوتْ =ولم يرَ في ابنِ حوّاءَ اعْتمادا
فليتَ الوحشَ قد وُهِبتْ عقولا= وليت النّاس قد مُسِخوا جمادا
فأين محلّ من عشقوا بلادًا= ومن نصروا على الهوْن العِبادا
ومن نسجوا المعاليَ بافتِخار=ومن زرعوا الرّوابي والوِهادَا
ومن ملأوا الزّمان تقىً وعلما=ومن وقفوا لذي الظلم انتقادا
أرادوا صحوةً علياءَ تبني =وهامُوابالثريّا مُستزادا
فما وجدوا سوى زيفٍ وجورٍ= وأفق ٍمغلقٍ عَـفـِـنَ انْسدادا
فلا شربوا سوى قطِرانِ خُلفٍ =ولا أكلوا به إلاّ قـتادا
فراحوا طيّ نسيانٍ وغابوا= ومجدهُمُ تولــّى لن يعادا
ففيما أتلفُ الأيّام خُسرًا= وأهْلِي آثرُوا الرّأي الحِيادا
وما ركِبوا لمجدِ الأرض هوْلا= ولا سرجوا لمكرمةٍ جيادا
وإنّي لستُ محتفلاً بقومٍ= أضاعُوا العهدَ واحترفوا الرّقادا
سأتركُ للدّمى وطنا كبيرا= ليجنوا من تجارتهمْ كسادا
وأحملُ ماتبقـّـى من يقيني =وآخُذ من بقايَا الشّوق زادا
وأرحلُ في الخيال أهيمُ فيه= وأطربُ للجمال إذا تهادى
وأحْيــِي العشقَ في نفسي لعلّي= ببَعْثِ السّهدِ قدْ أجدُ الضِّمادا
وإنك ياوريثة كلِّ شوقي= ملكتِ بحسنكِ العبقِ الفؤادا
أقيلي عثرتي ودعي غنائي =يصيدُ لنا روائعَه اصْطيادا[/poem]
أحمد قميدة
تعليق