بكاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد حسن محمد
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 716

    بكاء

    [align=center][align=center]بكاء[/align]


    قَلْبِي يُرَبِّي الْحَرْفَ مُنْذُ نُعُومَةِ الشَّكْوَى..
    وَيُطْعِمُهُ عَنَاقِيدَ الدُّمُوعِ إِذَا تَدَلَّتْ مِنْ غُصُونِ الذِّكْرَيَاتِ

    وَلَهُ عِيَالٌ غَيْرُهُ؛ وَرَغِيفُ نَبْضِي لَيْسَ يَكْفِي طِفْلَةً مِنْ أُمْنِيَاتي

    وَالليْلُ يَغْتَنِمُ الْمَوَاجِعَ كَيْ يُنَزِّهَ طُولَهُ فِي وَحْدَتِي..
    وَيُرِيحَ أَعْصَابَ الظَّلامِ عَلَى قَطِيفَةِ أُغْنِيَاتي

    وَيَحُوكُ مِنْ عَيْنَيَّ أثوابًا عَلَى قَدِّ النُّجُومِ؛ وَحُلَّةً لِوَحِيدِهِ قَبْلَ التَّمَامْ

    وَالرِّيفُ شَيْخٌ يَرْتَدِي شَالَ السُّكُوتِ عَلَى قَمِيصِ الرِّيحِ تَحْتَ عَبَاءَةِ الأَسْحَارِ فِي عِيدْ الظَّلامْ

    وَأَرَاهُ يُخْرِجُ سُبْحَةَ الْمِعْرَاجِ مِنْ جَيْبِ الْحُقُولِ؛ وَلِي بُرَاقٌ مِنْ غَرَامْ

    فَيُرِي دَمِي مَلَكُوتَ أَعْصَابِي المهرَّبَ تَحْتَ أَجْنِحَةِ الَْحَمَامْ

    قَلْبِي كَشَيْخِ الرِّيفِ يُمْسِكُ سُبْحَةَ الأَحْلامِ طُولَ الْجُرْحِ..
    يَنْسِجُ شَالَهُ مِنْ صُوفِ صَمْتِي تَارِكًا فِيهِ ثُقُوبًا لِلْقَلِيلِ مِنَ الْكَلامْ

    وَقَمِيصُهُ الْمَقْدُودُ مِنْ رَحِمِ الْقَصِيدَةِ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا أَنِّي أَبُو هَذَا الْغُلامْ

    الْوَقْتُ يُشْبِعُ قَرْيَةَ النَّجْوَى..
    وَأَصْوَاتُ الدُّيوكِ تَعُومُ فِي كُوبَيْنِ مِنْ كَرَمِ الْبَصِيرَه

    وَكَوَاكِبُ الْكَلِمَاتِ تَبْنِي عَرْشَهَا الضَّوْئيَّ فِي قَلَمِي..
    وَأَبْدَأُ هِجْرَةً أُخْرَى عَلَى أَوْرَاقِيَ الْكَسْلَى:
    وسكَّرُ دَمْعَتِي يَنْحَلُّ فِي شَفَةِ الْمَشَاهِدِ رِقَّةً وَسَحَابَةً لَيْسَتْ أَخِيرَهْ

    فرخُ اللقاءِ يُطِلُّ مِنْ عُشِّ الْحُرُوفِ...
    فَكَيْفَ أَبْقَى دُونَ حَمَّامٍ مِنَ الأَلَمِ الْمُصَفَّى!
    زَقْزَقَتْ أَمْطَارُ أُمْنِيَةٍ عَلَى شَجَرِ الْمَسَاءِ..
    فَأَوْرَقَتْ أَعْيَادُ حُزْنِي قُوتَهَا نَفْيًا وَنَزْفَا

    وَالْقَلْبُ يَشْرَبُ قَهْوَة الذِّكْرَى بِطَعْمِ الشَّمْسِ..
    خَفَّفَ مُرَّهَا الضَّوْئِيَّ بَعْضٌ مِنْ حَلِيبِ الفرحِ لِمَّا شُفْتُ فِي الأَوْرَاقِ حَرْفَا

    وَرَأَيْتُ فِي الْفِنْجَانِ مِنْ صُلْبِ الْحَنَانِ –كَمَا يَرَى الشُّعَرَاءُ- رَجْفَةَ طِفْلَتَيْنْ
    وَيِطِيرُ فِي سَمْعِ الدَّفَاتِرِ بُلْبُلُ الأَحْبَارِ مِنْ فَرْعٍ إِلى سَطْرٍ بِأَجْنِحَةِ الْيَدَيْنْ

    يَخْتَارُ حَبَّ الضَّوْءِ مِنْ مَحْصُولِ آلامِي..
    وَيَشْرَبُ بَعْدَهُ مَاءَ الْبَسَاطَةِ، حِينَ يَبْدَأُ فِي الْغِنَاءْ

    وَتُجَامِلُ الرِّئَتَانِ أَعْرَاسَ النَّسِيمِ بِطُولِ أَنْفَاسِي، وَوَرْدٍ مِنْ بُكَاءْ

    فَأُهَرِّبُ الأَمَلَ الْمُيَتّمَ فِي جُيُوبِ سَحَابَةٍ شَقْرَاءِ
    نَحْوَ مَلاجِئِ الْعَطْفِ السَّمَاوِيِّ التي تَرْعَى يَتَامَى الضَّوْءِ مِنْ نَسْلِ النُّجُومْ

    وَأُعَمِّرُ الأقْمَارَ بِالنَّجْوَى وَأَرْزَاقِ الْهُمُومْ

    وَأَلُفُّ شِيلانَ الْفَوَاكِهِ حَوْلَ أَكْوَاخِ الأَرَامِلِ وَابْنَةِ الْجَارِ الْفَقِيرْ

    وَأُعِيدُ مِنْ كَفِّ الشَّوَارِعِ قِطَّةً أَوْصَتْ عَلَيْهَا أُمُّهَا رُكْنًا ضَرِيرًا فِي الْحَدِيقَةِ..
    حِينَ رَاحَتْ تَشْتِرِي بِمُوَائِهَا لُقَمًا مِنَ الْجِيرَانِ فِي يَوْمٍ مَطِيرْ

    وَأَعُودُ طِفْلاً عَبَّأَ الدُّنْيَا بِحُلَّتِهِ الْجَدِيدَةِ حِينَ حَلَّ الْعِيدْ

    وَأَخُوضُ فِي حَرْبِ الْكِتَابِ الْمَدْرَسِيِّ فَأَفْتَحُ الْكَلِمَاتِ فِي عِزٍّ عَتِيدْ

    كَيْ لا يُخَرْبِشَنِي زَمِيلِي بِابْتِسَامَتِهِ الصَّفِيحِ..
    ولا تُلَبِّسَنِي مُعَلِّمَتِي تَقَزُّزَهَا الْعَرِيضْ
    ***
    يَا لَلْقَصِيدَةِ حِينَ تَأْخُذُنِي بِزَوْرِقِ وَهْمِهَا..
    وَتَمُدُّ في حبري مَجَادِيفَ الْوَرَاءْ

    وَعَلَى رَصِيفِ الليْلِ أَسْئِلَةٌ مُشَرَّدَةٌ تُفَتِّشُ عَنْ طَعَامِ جَوَابِهَا.. وَقَلِيلِ مَاءْ

    وَتَجِفُّ سُنْبُلَةٌ مِنَ الْمِعْرَاجِ فِي حَلْقِ الْحُقُولِ..
    وَيَرْتَوِي مِنْ دَمْعَتِي خَدُّ الْفَضَاءْ

    وَدَقَائِقُ المعراجِ -فِي الثُّلُثِ الأَخِيرِ مِنَ الأَسَى- يَسْقُطْنَ مِنْ
    أَعْلَى دِمَاغِى فَوْقَ صَخْرَةِ الانَْتِهَاءْ

    والعمرُ يَبْقَى -فِي بَلاطِ جَلالَةِ الْحَرْفِ الْمُؤجَّلِ-
    كالْمُهَرِّجِ يُضْحِكُ الْمَلِكَ الْهَوَاءْ

    قَلَمِي يُسَلِّمُ مِنْ صَلاةِ خَيَالِهِ..
    وَالْحِبْرُ يَنْزِعُ عَنْهُ قُمْصَانَ الْغِنَاءْ

    وَتَعُودُ أَلْوَانُ الْحَيَاةِ إِلَى تَكَبُّرِهَا الْمَسِيخِِ..
    أَعُودُ أَعْمَى؛ تُمْسِكُ الْعَيْنَانِ عُكَّازًا مِنَ النُّورِ الْخَفِيفِ..
    لِتَعْرِفَ الأَشْيَاءَ مِنْ حَوْلِي، وَحَوْلِي بَارِدٌ جِدًّا..
    فَيَأْخُذُنِي الْبُكَاءْ.
    [/align]
  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    لا شك عندي أن بنائية القصيدة متقنة
    فيها الكثير من التناص مع محاور مهمة
    في أحداث الإسلام المهمة ، وتحميل الألفاظ
    أضواء وألوانا جديدة ، لك تحيتي .
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • أناهيد عبد الله
      شاعرة وأديبة
      • 30-03-2008
      • 1353

      #3
      الشاعر الراقي/أحمد حسن
      لوحة شاعرية ثرية .. وصور في منتهى الابتكار
      شكرا على الرائعة
      تثبت مع التقدير
      قصيدة البقاء

      sigpic

      [poem=font=",5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
      لولا رؤاكَ ترومنا كالصقرِ في = وهجِ البيانِ محلقَ الإبداعِ[/poem]

      facebook
      twitter

      تعليق

      • الحسن فهري
        متعلم.. عاشق للكلمة.
        • 27-10-2008
        • 1794

        #4
        بسم الله.

        رائع وبديع ومسكر حتى الثمالة الشعرية..

        مفعم بكل ما لذ وطاب.. لغة وفكرا.. وصورا ورؤى..

        ما أجمل هذا الهرم " الكامليّ " المتراكب المتناغم!!

        --------------------
        واسمحْ لي شاعري الكريم، أشرْ إلى بعض "السّهوات"

        التي شابت النص:

        * فِي عِيدْ الظَّلامْ (عيدِ)

        * حَلِيبِ الفرحِ لِمَّا شُفْتُ (الفرْحِ لَمَّا)..

        وما " شُفتُ " هذه؟

        أهيَ (شافَ) العامّيّة، بمعنى (نظر)؟؟

        * سَحَابَةٍ شَقْرَاءِ (شَقْرَاءَ)

        * وَأَعُودُ طِفْلاً عَبَّأَ الدُّنْيَا بِحُلَّتِهِ الْجَدِيدَةِ حِينَ حَلَّ الْعِيدْ

        هذا الشطر ناقص مقارنة مع صنوه، أو غيره!

        - .. ـجَارِ الْفَقِيرْ ( /0/0//0،0 )

        - يَوْمٍ مَطِيرْ ( /0/0//0،0 )

        ** ... ـلَ الْعِيدْ ( /0/0،0 )*

        - عِزٍّ عَتِيدْ ( /0/0//0،0 )

        - .. ـزُزَهَا الْعَرِيضْ ( ///0//0،0 )


        أرجو ألا أكون ثقيلا..

        بكل الود والإعجاب من أخيكم.
        ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
        ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
        ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
        *===*===*===*===*
        أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
        لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
        !
        ( ح. فهـري )

        تعليق

        • أحمد حسن محمد
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 716

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
          لا شك عندي أن بنائية القصيدة متقنة
          فيها الكثير من التناص مع محاور مهمة
          في أحداث الإسلام المهمة ، وتحميل الألفاظ
          أضواء وألوانا جديدة ، لك تحيتي .
          الشاعر الكبير الأستاذ عبد الرحيم محمود..

          ولا شك أن زيارتك تاج للقصيدة

          ورأيك عبادة فرحة

          تختال بها بين القصائد

          محبتي واحترامي

          تعليق

          • أحمد حسن محمد
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 716

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أناهيد مشاهدة المشاركة
            الشاعر الراقي/أحمد حسن
            لوحة شاعرية ثرية .. وصور في منتهى الابتكار
            شكرا على الرائعة
            تثبت مع التقدير

            الأديبة الراقية الأستاذة أناهيد

            رأيك يزيّن بورود الأدب صفحة القصيدة

            شكرًا لك على التثبيت

            وإدارة الملتقى معروفة بكرمها الإبداعي دومًا

            تحيتي واحترامي

            تعليق

            • أحمد حسن محمد
              أديب وكاتب
              • 16-05-2007
              • 716

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الحسن فهري مشاهدة المشاركة
              بسم الله.

              رائع وبديع ومسكر حتى الثمالة الشعرية..

              مفعم بكل ما لذ وطاب.. لغة وفكرا.. وصورا ورؤى..

              ما أجمل هذا الهرم " الكامليّ " المتراكب المتناغم!!

              --------------------
              واسمحْ لي شاعري الكريم، أشرْ إلى بعض "السّهوات"

              التي شابت النص:

              * فِي عِيدْ الظَّلامْ (عيدِ)

              * حَلِيبِ الفرحِ لِمَّا شُفْتُ (الفرْحِ لَمَّا)..

              وما " شُفتُ " هذه؟

              أهيَ (شافَ) العامّيّة، بمعنى (نظر)؟؟

              * سَحَابَةٍ شَقْرَاءِ (شَقْرَاءَ)

              * وَأَعُودُ طِفْلاً عَبَّأَ الدُّنْيَا بِحُلَّتِهِ الْجَدِيدَةِ حِينَ حَلَّ الْعِيدْ

              هذا الشطر ناقص مقارنة مع صنوه، أو غيره!

              - .. ـجَارِ الْفَقِيرْ ( /0/0//0،0 )

              - يَوْمٍ مَطِيرْ ( /0/0//0،0 )

              ** ... ـلَ الْعِيدْ ( /0/0،0 )*

              - عِزٍّ عَتِيدْ ( /0/0//0،0 )

              - .. ـزُزَهَا الْعَرِيضْ ( ///0//0،0 )


              أرجو ألا أكون ثقيلا..

              بكل الود والإعجاب من أخيكم.
              أخي الأديب الكبير
              شكرًا لك ما قمت به من عملية تدقيق، وقد وجدت كذلك بعض علامات التشكيل الأخرى التي لم تكتب بشكل غير ساهٍ..
              ومرورك لم يكن ثقيلا قط أخي، ولن يكون ما دمت توضح ما كان يجب عليّ أن أتلاشاه لولا بعض سهوات اليد على الكيبورد واختلاط التركيز في تصوّر أماكن معينة واضحة لأبسط قراءة، ولكن كنت أغيّر تشكيلها سهوًا..

              ----------
              بخصوص "شاف" فهي فصحى فعلا..
              ---------
              وبخصوص العيد، واختلاف تقفيتها عما قبلها

              فأنت على حق، ولكن ألا يجوز ذلك؟

              محبتي واحترامي

              تعليق

              يعمل...
              X