من الأدب الساخر
بقلم د.مازن ابويزن
بقلم د.مازن ابويزن
مرحبا بكم في بلدكم الجميل تركيا .. نظرت حولي ولم أجد الا موظفة مبتسمة وموظف يقلب في الجريدة وعامل النظافة يحاول الاقتراب مني .. وأنا صامت لا أعرف ماذا أقول ولم أتمكن من قراءة أي يافطة مكتوبة .. فالقانون الجديد يحظر التعامل في المطارات بغير اللغة التركية .. حاولت البحث عن مترجم من اللغة الغزاوية الى اللغة التركية ولم افلح .. أو بالأصح لم أجد أحدا متخصص في اللغة الغزاوية ... تعجبت .. وقلت معقول تركيا اللي توسطت مع العالم لانهاء الحرب علينا لم تدرجنا كلغة في مطاراتها .. طيب على الأقل يجاملونا .. بقيت خمس ساعات وأنا أحاول " مجرد محاولة " فك طلاسم ورطتي .. ولم أفلح .. وهنا طرأت لي فكرة جهنمية .. يا سيد رجب روح اقف عند أول البوابة وزعق باللغة الغزاوية يمكن حدا يتعرف عليك أو على الأقل تجبرهم بالاعتراف بك .... وبالفعل بدأت في الصراخ .. وبصراحة يا جماعة ما لقيتش موضوع أتكلم فيه ... السياسة ومش مفهومة .. الفلوس ومش مفهوم سبب أزمتها من أولها لآخرها .. خلص حكيت في نفسي .اللي يجي على بالك قوله .. وبدأت في الصراخ ...
أنا غزاوي بدي كزما علشان أنا مزارع .. وحابب أخرج من هالمطار النيلكة وياريت إنقزدر أنا وصديق يفهمني .. لزوم الترحيب والترفيه لأنه بقلاني ساعات وأنا قرفان .. وطز على هيك حبسه .. هونيك في غزة حبسه وفي المطار حبسه .. شو هالحظ المتنيل بستين ألف نيله .. أي والله الواحد جاي على باله يشلح البابوج ويمشي عاري القدمين مثل ما غنى كاظم عارية القدمين .. وأخ على بابور نركب عليه كباية شاي مثل ما كنت أعمل عندي في البلد في الأوضا .. والله الواحد مشتاق لرشفة من الشاي الغزاوي المُعتبر .. ياريت جبت معي إشوال من الشاي النفل .. أصلي ما بحبش شاي الجيش أبوفتله اللي ما بيعمرش الطاسة ولا يظبط المزاج ..
وأنا في أثناء صراخي وإذ بإحدى السيارات قد انفجر الكوشوك الأمامي فيها .. ويعني راح تظبط معي .. أصل أنا في الأصل ميكانيكي والكوشوك المطاطي صنعتي أصل أنا صاحب محل " لتصليح اطارات السيارات الكوشوك " ... صحيح هذه الشغلة صعبة وبتطلع الزور بس معلش بالزور ولا اليد العاطلة عن العمل .. أصل البطالة بتخلي الواحد ترللي لادع خالص مخلص .. بيصير يكلم في حاله ... وبيصير دماغه مع الوقت طنجرة فاضيه .. وبيصير هوا والجزمة واحد ... حتى الجزمة بتستخدم .. ورحت أتذكر في أيام الكنبة اللي في محل الكاوشوك .. وكيف سرقها مني أبو المدام الله ..... ولا بلاش الغلط .. أصل كمان هو معذور .. التخت اللي كان بينام عليه انحرقت اسفنجته وفي غزة مفيش اسفنج .. وطمع الزلمة في نسيبه زوج بنته ( محسوبكم ) وراح أخذ الكنبة من المحل ( بدون إحم ولا دستور ) .. بيفكر المحل بيارة ويالله شيل الرمل اللي فيها بــ الكريك ..
وقبل ما أنهي صراخي وسرحاني .. جاءني واحد طويل واشقر وقال لي بلغة مكسرة .. إنت تركش يا رجل .. شو تركش وفركش .. أنا غزاوي ... ضحك الطويل الأشقر ومشي بيتمتم .. كل كلامك تركي .. يبدو أنك نصاب بدك تشحت باسم الغلابة في غزة ..
وبعد 15 سنة من الغربة في تركيا أو تركش عرفت أننا في غزة بنتكلم تركي " لُبلُبة " بدون ما نعلم ... الحق إذن على مين ...؟؟!!
تعليق