إنه عالم خنازير ..خنازير..خنازير !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.محمد فؤاد منصور
    أديب
    • 12-04-2009
    • 431

    إنه عالم خنازير ..خنازير..خنازير !

    إنه عالم ..خنازير..خنازير ..خنازير !

    فجأة ، وبلا مقدمات منطقية ،صار الخنزير هو محور إهتمام العالم من أقصاه إلى أقصاه ، هذه المرة كان الحديث عن الخنازير حقيقياً وبلامجاز يصور لنا الخنازير كأناس يقتلون الأبرياء ويهدمون البيوت على رءوس ساكنيها ، ولا الذين يمنعون أسباب الحياة عن قومنا الذين لاحول لهم ولاقوة ..
    الخنزير هذه المرة هو الخنزير الحقيقي بلا أقنعة ولارتوش ولاتخفي وراء الكلمات .
    وقف العالم بأسره على ساق واحدة حين انتشر فيروس أنفلونزا الخنازير والذي يٌخشى أن ينتقل إلى الأنسان وبالتالي يتحور للمرة الثانية لتنتقل العدوى من إنسان لأنسان دون وساطة الخنازير.
    وراحت كاميرات التليفزيون تنقل كالعادة ردود أفعال العالم بأسره إزاء هذه الكارثة الصحية فرأينا شعوب العالم الثالث والمفترض فيهم أنهم مثلنا من "الغلابة" والذين لاحول لهم ولاقوة، رأيناهم وهم يتصرفون بشكل حضاري منظم و يضعون الأقنعة الواقية من الإصابة من أول الرضيع إلى الشيخ الطاعن في السن ، بينما إجراءات الوقاية والمحاصرة والعزل تجري على قدم وساق.
    أما في بلادنا السعيدة ، وحيث يعيش الخنزير المصري منعماً ومرفهاً في سلام بين البيوت وفي مقالب القمامة الطبيعية مع أسر المربين للخنازير وكأنهم جميعاً أفراد أسرة واحدة ،فقد كان طبيعياً أن تدور الكاميرات عندنا لنشهد حجم القبح وسوء الحال في تلك العشوائيات التي تربي الخنازير لنكتشف أن أبناء بلادنا ناس "عِشريون" ولايقاسمون الخنازير فقط أمراضها وإنما أيضاً مأكلها ومشربها وأماكن إقامتها..ماعلينا فليس هذا هو موضوعنا .
    أما موضوعنا الحقيقي فهو هذه الكوميديا السوداء التي بدأت فصولها بإعلان حالة الأستنفار القصوى في العالم بأسره لمواجهة المشكلة التي ضربت المكسيك أولاًَ .. تلك البلاد التي تقع في النصف الآخر من العالم والتي تفصلنا عنها قارتين وبحر للظلمات ، ومع ذلك فقد سرى الخوف في كل البلاد خشية أن ينتشر الفيروس الخطير ، وأنه من الممكن أن يصيبنا والعياذ بالله وهو مااستدعى حالة من الأستنفار العام بين أولي الأمر .
    ولأننا قوم لانحب "وجع الدماغ" فقد كان الحل الجاهز، السهل والسريع هو صدور فرمان بإعدام جميع الخنازير على أرض مصر هكذا "خبط لزق"!!...
    وقد أعقب ذلك الفرمان حالة من السخط العام بين جمهور المواطنين الذين تشكل تربية الخنازير مصدر رزقهم الوحيد فراحوا يحتجون ويتظاهرون بل يقاومون رجال السلطة الذين جيشوا الجيوش للقضاء على كل الخنازير الموجودة على أرض المحروسة !
    بينما البعض منهم تستر بالليل وراح ينقل خنازيره إلى الصحراء أو أي مكان آمن بعيداً عن عيون رجال السلطة ..
    المواطن البسيط كان يتصور أنه لاوجود للخنازير على أرضنا بإعتبارنا شعب مسلم والخنزير حيوان نجس ولحمه محرم .. وهو جهل له مايبرره فالمسلمون لايقربون لحوم الخنازير لكنهم يقدمونه لزوار مصر من السياح والأجانب إلى جانب فئة من الشعب المصري لاتحرم أكله وتداوله .. والمواطن البسيط محق أيضاً في تصوره إذا علمنا أن عدد الخنازير في مصر نحو ثلاثمائة ألف خنزير ، وهو عدد لايذكر بالقياس لتعداد الشعب المصري أو بالنسبة لماعند دول العالم الغربي من ثروة خنزيرية قد تبلغ الملايين ..
    وقد راح المواطن البسيط والذي يطرح الأسئلة ولايتلقى عنها أية إجابات يتساءل .. وهل أعدمت المكسيك أو الولايات المتحدة الأمريكية كل مالديها من خنازير ؟!! ..
    سؤال بسيط ومشروع .. سؤال آخر ساذج وبسيط هو هل وصل الفيروس فعلاً – لاقدر الله- إلى أرض مصر ليبرر هذه الهجمة العنترية على مزارع الخنازير للقضاء عليها وللقضاء كذلك على مصدر عيش أصحابها؟ ..
    طيب.. إذا كان الفيروس لم يقرب مصر ولاخنازيرها ! .. فماالمبرر لإعدام هذه الثروة التي هي مصدر الدخل الوحيد لأصحابها ؟ ..
    ألاتوجد أية إجراءات أخرى بديلة عن الإعدام الجماعي قتلاً أو ذبحاً ؟ ..
    وإذا كان الفيروس لم يطأ أرض مصر فمامبرر هذا الإعدام ؟ .. وبمقارنة بسيطة وساذجة فقد علمنا أن الفيروس قد وصل بالفعل لأسرائيل ! .. فهل نطالب الأمم المتحدة مثلاً بإعدام كل الإسرائيليين لأن الفيروس قد وصل عندهم بالفعل فهم أولى بالقتل والإعدام من خنازيرنا البريئة الوديعة غير المؤذية ؟!
    أسئلة كثيرة ليس لها إجابات .. لكنها تعيد إلى الذاكرة مشهداً مماثلاً تم منذ سنوات عندما ظهر فيروس أنفلونزا الطيور فكان أن قامت السلطات كذلك بالإعدام الجماعي للطيور في مصر مما أدى إلى اختفاء الثروة الداجنة وارتفاع جنوني في أسعار ماتبقى منها وبالرغم من ذلك فقد سجلت الإحصائيات أن المصريين هم أكثر الشعوب التي عانت من آثار أنفلونزا الطيور وسجلت أعلى معدلات للإصابة بها بين البشر .. أي أن الحذر لم يمنع القدر .. إنما يمنعه الإجراءات الصحية والوقائية العلمية والسليمة والبحث عن الأمصال والتطعيمات اللازمة وزيادة وعي المواطن والثقة في ذلك الوعي والإعتماد عليه ليكون خط الدفاع الأول ضد انتشار الأمراض الفتاكة .. هكذا تفعل الدول المتحضرة بشعوبها .. بل وحتى بخنازيرها !!.
  • اسماعيل الناطور
    مفكر اجتماعي
    • 23-12-2008
    • 7689

    #2
    واشنطن تعلن حالة الـتأهب الأقصى المكسيك قتل أكثر من مائة وأصابة أكثر من الف هل تذكرون الجمرة الخبيثة.... إنفلونزا الطيور والآن إنفلونزا الخنازير....... تصيب فيروسات إنفلونزا الخنازير البشر حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة. وتحدث العدوى أيضا حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير - يمكن أن تصاب الخنازير بإنفلونزا

    تعليق

    • رزان محمد
      أديب وكاتب
      • 30-01-2008
      • 1278

      #3
      [align=right]بغض النظر عن مدى جواز تربية المسلم للخنازير، وأي فقر مدقع ذاك الذي يدفع بتلك الأسر الفقيرة، بل المعدمة للعمل هذا وما رأيناه على شاشة التلفزيزن يؤكد أن من يقوم بتربية الخنازير، هي أسر مسلمة بلاشك.
      فيبقى الحل هو البحث عن أصل المشكلة وعلاجها وليس التغاضي، بل والتعامي عنها بدفنها، ومحاولة القضاء على نتائجها، ففي هذه الحالة لن يقضى عليها، بل ستفاقم مشكلات من نوع آخر.
      موضوع العقامة، والنظافة، والبؤس، والجهل، وتردي ظروف الحياة الانسانية إلى أقل درجاتها، هو أول ما يجب التفكير بإيجاد حلول له، وهو الأصعب على ما يبدو!

      كل الشكر لكم-الأستاذ الفاضل منصور- للمقال.[/align]
      أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
      للأزمان تختصرُ
      وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
      وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
      سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
      بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
      للمظلوم، والمضنى
      فيشرق في الدجى سَحَرُ
      -رزان-

      تعليق

      • د.محمد فؤاد منصور
        أديب
        • 12-04-2009
        • 431

        #4
        [frame="12 98"]أخي العزيز الأستاذ إسماعيل الناطور
        خالص شكري على إلتفاتتك الكريمة ، أطلعت على موضوعك القيم والجامع المانع ، وأسعدني أن يكون موضوع هذا الوباء القادم هاجسنا جميعاً .
        مودتي وتحياتي.
        [/frame]

        تعليق

        • د.محمد فؤاد منصور
          أديب
          • 12-04-2009
          • 431

          #5
          [frame="12 98"]عزيزتي رزان محمد
          أشكر حضورك المتألق وتعليقك الثري .. مودتي وتحياتي.
          [/frame]

          تعليق

          يعمل...
          X