للحظة تخيلتها زمنا ، توقف نبض الكلام بينهما ، لم تجد بدا من أن تقطع ضجيج الصمت قائلة :
أراك صامتا؟؟!!!
عاد ليتوقف من جديد واستدار نحو الباب خارجا
واستدار خيالها بخروجه من عندها ...
التفتت لتراها تنتفض ، تتكور في زاوية في أحد الأزقة . وحدها، ليل لا يحوي في أزقته إلا الصمت البشع ، صرصرة الأبواب ، تستفز الخوف والقلق في داخلها ، تتوجس ألف غول ينهشها وهي هناك تنظر بعينين حاولت بكل قوتها أن تفتحهما ، لعلها ترى ذلك الذي يقترب منها ، للحظة تحس تجمد الدم في عروقها ، تسارع النبض في شرايينها،
تشهق حين ترى خياله يوقظها ، عيناه تحدقان تفترسانها وهي تنكمش ، تنكمش ، تلتصق بذلك الجدار خلفها ، إلى أين ؟؟؟ إلى أين تريد الهروب ؟ لن تستطيع .زاوية كريهة صغيرة لا تتسع لأكثر من عظام روحها النخرة ،
قدماه ما زالتا ترحلان توقعان خطوا ثقيلا على سمعها ، وذلك الآخر يفترسها يقف أمامها ، لا تستطيع الانهزام ، لا تقوى على فتح فمها بطلب النجدة ، لا أحد هنا ، وإن وجد لن يسمع صوت داخلها مخلوق ، إنه صوت يهوي ، يصرخ في الداخل ،
حاولت ، حاولت كثيرا أن تريه قبل أن يرحل تلك الصور في مرآتها العجيبة ، أن تجعله يلمس ارتجافة أضلاعها ، لكنه لم يعرها انتباها ،
كان صوت الأنا فيه عاليا
كان يشدها إليه إلى عالمه ، إلى كينونته هو ، وهي تصرخ في العمق ، تصرخ ، لكنه لا يريد أن يسمع ولا يستطيع أن يرى تلك العيون التي تشل الصوت وترجعه إلى صدرها وتجهز على رجفة الشوق في عينيها .
كم حاولت إخراج صوت قلبها !!! كم حاولت الاسترسال مع تلك الكلمات التي نمنمت أذنيها ، أيقظت روحا ماتت منذ زمن ، أشعلت في روحها حب الحياة ، صوته كان قويا صاخبا برغمها في لحظة ضعف جعلت روحها تنام على زنده تتساقى همس الحب من شفتيه تستحم بفيض من نور قلبه ،
كم كانت لحظاتها مع الأمان بين يديه قصيرة وجميلة ، لكنه عاد يجلجل يسحبها من ذلك الصمت المسافر في أعماقها لايريد أن يرى ، لا يريد أن يسمع إلا صوت همساته تلك في أذنيها ولا يريد إلا أن يراها مطمئنة على يديه هو يحملها كما يحمل طفلا يهدهده للنوم ويسبل جفنيه مسترسلا في قبلة على جبينه .
لم تستطع ، فالعيون التي تراها هي نهشتها ، افترستها ، كورتها في تلك الزاوية !!
صرخت برغمها ، أفسدت عليه تلك اللحظات التي سرقها من الزمان محاولا رسم لوحة حب دافئة على صفحته .
انتهى كل شيء
رحل
نعم رحل
قدماه ، تبتعدان ، بعد أن أطفا بيديه قبل أن يستدير خارجا سراجا كان قد أضاءه ذات يوم .
أخذ معه آخر خيط من نور سراجه ورحل.
وبقيت هنااااك
في الزاوية ووحشة الليل ، وصرير الأبواب والعتمة .
النوار
أراك صامتا؟؟!!!
عاد ليتوقف من جديد واستدار نحو الباب خارجا
واستدار خيالها بخروجه من عندها ...
التفتت لتراها تنتفض ، تتكور في زاوية في أحد الأزقة . وحدها، ليل لا يحوي في أزقته إلا الصمت البشع ، صرصرة الأبواب ، تستفز الخوف والقلق في داخلها ، تتوجس ألف غول ينهشها وهي هناك تنظر بعينين حاولت بكل قوتها أن تفتحهما ، لعلها ترى ذلك الذي يقترب منها ، للحظة تحس تجمد الدم في عروقها ، تسارع النبض في شرايينها،
تشهق حين ترى خياله يوقظها ، عيناه تحدقان تفترسانها وهي تنكمش ، تنكمش ، تلتصق بذلك الجدار خلفها ، إلى أين ؟؟؟ إلى أين تريد الهروب ؟ لن تستطيع .زاوية كريهة صغيرة لا تتسع لأكثر من عظام روحها النخرة ،
قدماه ما زالتا ترحلان توقعان خطوا ثقيلا على سمعها ، وذلك الآخر يفترسها يقف أمامها ، لا تستطيع الانهزام ، لا تقوى على فتح فمها بطلب النجدة ، لا أحد هنا ، وإن وجد لن يسمع صوت داخلها مخلوق ، إنه صوت يهوي ، يصرخ في الداخل ،
حاولت ، حاولت كثيرا أن تريه قبل أن يرحل تلك الصور في مرآتها العجيبة ، أن تجعله يلمس ارتجافة أضلاعها ، لكنه لم يعرها انتباها ،
كان صوت الأنا فيه عاليا
كان يشدها إليه إلى عالمه ، إلى كينونته هو ، وهي تصرخ في العمق ، تصرخ ، لكنه لا يريد أن يسمع ولا يستطيع أن يرى تلك العيون التي تشل الصوت وترجعه إلى صدرها وتجهز على رجفة الشوق في عينيها .
كم حاولت إخراج صوت قلبها !!! كم حاولت الاسترسال مع تلك الكلمات التي نمنمت أذنيها ، أيقظت روحا ماتت منذ زمن ، أشعلت في روحها حب الحياة ، صوته كان قويا صاخبا برغمها في لحظة ضعف جعلت روحها تنام على زنده تتساقى همس الحب من شفتيه تستحم بفيض من نور قلبه ،
كم كانت لحظاتها مع الأمان بين يديه قصيرة وجميلة ، لكنه عاد يجلجل يسحبها من ذلك الصمت المسافر في أعماقها لايريد أن يرى ، لا يريد أن يسمع إلا صوت همساته تلك في أذنيها ولا يريد إلا أن يراها مطمئنة على يديه هو يحملها كما يحمل طفلا يهدهده للنوم ويسبل جفنيه مسترسلا في قبلة على جبينه .
لم تستطع ، فالعيون التي تراها هي نهشتها ، افترستها ، كورتها في تلك الزاوية !!
صرخت برغمها ، أفسدت عليه تلك اللحظات التي سرقها من الزمان محاولا رسم لوحة حب دافئة على صفحته .
انتهى كل شيء
رحل
نعم رحل
قدماه ، تبتعدان ، بعد أن أطفا بيديه قبل أن يستدير خارجا سراجا كان قد أضاءه ذات يوم .
أخذ معه آخر خيط من نور سراجه ورحل.
وبقيت هنااااك
في الزاوية ووحشة الليل ، وصرير الأبواب والعتمة .
النوار
تعليق