كتب مصطفى بونيف
أقرب طريق لقلب الرجل !

يلومني الأصدقاء على تحيزي الشديد لنانسي عجرم ، مع أنني - والله العظيم - لا أراها إلا صدفة بينما أتمشى بين الفضائيات ...!
ومع ذلك ..ليست نانسي هي الفتاة المثالية في نظري ، بعد أن نما إلى علمي بأنها لا تعرف كيف تسلق بيضة !
وأنا موتي وسمي ..المرأة التي لا تجيد الطهي ...من أجل ذلك تراني أقف للطاهية احتراما وإجلالا ، وعندي طبق شكشوكة بالدجاج برقبة روبي ونانسي وهيفاء ...وعندي شهقة والدتي على حلة الطبيخ أعذب من الأطلال ..وكل روائع أم كلثوم ...ورائحة طاجن الزيتون ..أفضل من رائحة صوفيا لورين ببرفاناتها الفرنسية !
تخيل ..وأنت داخل إلى البيت ..والجوع قد استبد بك ...تستقبلك زوجتك بطاجن لحمة الرأس ...وتحلي بسلطة فواكه بماء الزهر ..وعصير فراولة ...هل سيكون في البيت مشكلة ؟..مطلقا !
قال لي صديقي ..أن الدين حدد معايير اختيار الزوجة بأربعة ..
الجمال والمال والنسب والدين ..
عاد إلى البيت يكاد يقع من طوله من فرط الجوع ..وذهب مباشرة إلى المطبخ ...لم يجد شيئا يسد به جوعه ...وعندما سمعته زوجته يخبط في الحلل ..دخلت عليه وقالت له " اليوم صيام .." ، صعق صاحبي وقال لها .." هل نحن في أول يوم رمضان؟ سبحان الله الايام تجري بسرعة .." ، قالت" لا ليس رمضان ، ضع في حسابك بأننا سنصوم كل اثنين وخميس ، وتاسوعاء وعاشوراء ، وعشرة أيام في ذي الحجة ، ونصف رجب ونصف شعبان ، .."
فصرخ صاحبي : "ونعم بالله ...لم يبق إلا عيد الثورة وعيد العمال نصوم فيهما أيضا ...أنا متعب وجائع من الشغل ..وأريد لقمة أسد بها جوعي ..ارحميني .، ثم إن هذا صيام تطوع ، ..." ثم رفع صوته " إن الزوجة لا تصوم صيام التطوع حتى تستأذن زوجها، وأنت لم تأخذي رأيي ، هيا إلى المطبخ حضري لي الأكل "
ولم يكن أمام صديقي حلا سوى أن يشترك في أحد المطاعم يومي الإثنين والخميس ...!
وصديق آخر ، أخذني معه إلى بيته ، ووضع أمامي طبق وقال لي ..." تفضل وتذوق المدام تستهيفني وتقول لي أن هذا المحشي !"...أخذت ملعقة وتذوقت من الصحن ...بصقت اللقمة في وجه صاحبي وقلت له ..." أعوذ بالله ...هذا تبن وبرسيم !"
فقال لي : " إدن أنت حكمت بأنه تبن وبرسيم ، فماذا يعني لك هذا ؟ " ..قلت له ساخرا : "هذا يعني بأن المدام تعتبرك حمارا !"..
وحتى لا نكون مجحفين في حق الزوجة ...لا بد أن نتعامل في بيوتنا بمنطق .." أطبخي يا جارية ، يا سيدي كلف !"
دعاني أحد أصدقائي إلى العشاء...وعندما وضعت السفرة أمامنا وبدأنا في الأكل ، أخرج صاحبي من جيبه قطعةخبز من الشعير ، وراح يأكلها ...وأمامه كوب من اللبن ...فهمس أحد المدعوين في أذني ..." مسكين لقد منعه الأطباء من تناول اللحوم والمأكولات الدسمة ...لو يأكل قطعة لحم يموت فورا "
فقلت " لاحول ولا قوة إلا بالله ، بسم الله " وتناولت فخذ دجاجة محمرة ...ورحت ألتهمه بطريقة استفزت صاحبي المضيف ...الذي قال في قرارة نفسه وهو ينظر إلي بحقد " كل اللحم يا ابن المحظوظة وأنا أضرب الشعير مثل البغل " .
ثم تناولت قطعة لحم مشوية بالشوكة والسكين ، ورحت أمارس عليها ألوان التعذيب ..وصاحبي ينظر إلي وهو يتقطع من الداخل ...كأن الشوكة والسكين تقطعان كبده ...تنحنحت وانقضضت على قطعة اللحم بأصابعي وأسناني ..وأنا أستمع إلى صوت صاحبي وهو يصرخ من الداخل .." آه ...آه "...
نظرت إلى طبق أمامي ..وسألت الجالس بقربي .." ماهذا ؟"
فأخبرني .." هذا جمبري !"..فقلت " والله سمعت عنه وعن فسفوره ...خسارة أن المدام تقضي الإجازة عند أهلها ...!"
ودخلت بكل قوات الغزو على طبق الجمبري ..فهمس صاحبي " كفى جمبري لقد أصبحت مشعا ..." ثم قال صاحبي المضيف ...
" أنت تخرج من هنا إلى بيت نسيبك " ..
وبكل افتراء ..بدأت في تقطيع هبرة لحم كبيرة ...وأنا أقول كان العرب يقولون عن الرجل الحاذق " رجل يعرف من أين تؤكل الكتف "...
وهنا انفجر صاحبي ...وخطف قطعة اللحم من أمامي ...ووقف على المائدة ...وراح يأكل في شراهة شديدة ...وابنه يقول له " كفى كفي يا أبي ...الطبيب منع عليك اللحم .."
فرد عليه صاحبي ..." يلعن أبوك وأبو الطبيب ..." ثم نظر إلينا بغضب وحمل عصا وقال .." الذي يقترب من السفرة سيعرف شغله ، ساعة وأنا أنظر إليكم وأنتم تأكلون اللحم وأنا أكتم غيظي في قلبي ..وديني وما أعبد الذي سيقترب من هنا ...سأقطع عنه الخلف "
ورغم تهديداته ..اقتربت من المائدة متحديا على طريقة كوريا الشمالية !
كان معكم ...مصطفى بونيف ...من المستشفى قسم العظام !
مصطفى بونيف
أقرب طريق لقلب الرجل !

يلومني الأصدقاء على تحيزي الشديد لنانسي عجرم ، مع أنني - والله العظيم - لا أراها إلا صدفة بينما أتمشى بين الفضائيات ...!
ومع ذلك ..ليست نانسي هي الفتاة المثالية في نظري ، بعد أن نما إلى علمي بأنها لا تعرف كيف تسلق بيضة !
وأنا موتي وسمي ..المرأة التي لا تجيد الطهي ...من أجل ذلك تراني أقف للطاهية احتراما وإجلالا ، وعندي طبق شكشوكة بالدجاج برقبة روبي ونانسي وهيفاء ...وعندي شهقة والدتي على حلة الطبيخ أعذب من الأطلال ..وكل روائع أم كلثوم ...ورائحة طاجن الزيتون ..أفضل من رائحة صوفيا لورين ببرفاناتها الفرنسية !
تخيل ..وأنت داخل إلى البيت ..والجوع قد استبد بك ...تستقبلك زوجتك بطاجن لحمة الرأس ...وتحلي بسلطة فواكه بماء الزهر ..وعصير فراولة ...هل سيكون في البيت مشكلة ؟..مطلقا !
قال لي صديقي ..أن الدين حدد معايير اختيار الزوجة بأربعة ..
الجمال والمال والنسب والدين ..
عاد إلى البيت يكاد يقع من طوله من فرط الجوع ..وذهب مباشرة إلى المطبخ ...لم يجد شيئا يسد به جوعه ...وعندما سمعته زوجته يخبط في الحلل ..دخلت عليه وقالت له " اليوم صيام .." ، صعق صاحبي وقال لها .." هل نحن في أول يوم رمضان؟ سبحان الله الايام تجري بسرعة .." ، قالت" لا ليس رمضان ، ضع في حسابك بأننا سنصوم كل اثنين وخميس ، وتاسوعاء وعاشوراء ، وعشرة أيام في ذي الحجة ، ونصف رجب ونصف شعبان ، .."
فصرخ صاحبي : "ونعم بالله ...لم يبق إلا عيد الثورة وعيد العمال نصوم فيهما أيضا ...أنا متعب وجائع من الشغل ..وأريد لقمة أسد بها جوعي ..ارحميني .، ثم إن هذا صيام تطوع ، ..." ثم رفع صوته " إن الزوجة لا تصوم صيام التطوع حتى تستأذن زوجها، وأنت لم تأخذي رأيي ، هيا إلى المطبخ حضري لي الأكل "
ولم يكن أمام صديقي حلا سوى أن يشترك في أحد المطاعم يومي الإثنين والخميس ...!
وصديق آخر ، أخذني معه إلى بيته ، ووضع أمامي طبق وقال لي ..." تفضل وتذوق المدام تستهيفني وتقول لي أن هذا المحشي !"...أخذت ملعقة وتذوقت من الصحن ...بصقت اللقمة في وجه صاحبي وقلت له ..." أعوذ بالله ...هذا تبن وبرسيم !"
فقال لي : " إدن أنت حكمت بأنه تبن وبرسيم ، فماذا يعني لك هذا ؟ " ..قلت له ساخرا : "هذا يعني بأن المدام تعتبرك حمارا !"..
وحتى لا نكون مجحفين في حق الزوجة ...لا بد أن نتعامل في بيوتنا بمنطق .." أطبخي يا جارية ، يا سيدي كلف !"
دعاني أحد أصدقائي إلى العشاء...وعندما وضعت السفرة أمامنا وبدأنا في الأكل ، أخرج صاحبي من جيبه قطعةخبز من الشعير ، وراح يأكلها ...وأمامه كوب من اللبن ...فهمس أحد المدعوين في أذني ..." مسكين لقد منعه الأطباء من تناول اللحوم والمأكولات الدسمة ...لو يأكل قطعة لحم يموت فورا "
فقلت " لاحول ولا قوة إلا بالله ، بسم الله " وتناولت فخذ دجاجة محمرة ...ورحت ألتهمه بطريقة استفزت صاحبي المضيف ...الذي قال في قرارة نفسه وهو ينظر إلي بحقد " كل اللحم يا ابن المحظوظة وأنا أضرب الشعير مثل البغل " .
ثم تناولت قطعة لحم مشوية بالشوكة والسكين ، ورحت أمارس عليها ألوان التعذيب ..وصاحبي ينظر إلي وهو يتقطع من الداخل ...كأن الشوكة والسكين تقطعان كبده ...تنحنحت وانقضضت على قطعة اللحم بأصابعي وأسناني ..وأنا أستمع إلى صوت صاحبي وهو يصرخ من الداخل .." آه ...آه "...
نظرت إلى طبق أمامي ..وسألت الجالس بقربي .." ماهذا ؟"
فأخبرني .." هذا جمبري !"..فقلت " والله سمعت عنه وعن فسفوره ...خسارة أن المدام تقضي الإجازة عند أهلها ...!"
ودخلت بكل قوات الغزو على طبق الجمبري ..فهمس صاحبي " كفى جمبري لقد أصبحت مشعا ..." ثم قال صاحبي المضيف ...
" أنت تخرج من هنا إلى بيت نسيبك " ..
وبكل افتراء ..بدأت في تقطيع هبرة لحم كبيرة ...وأنا أقول كان العرب يقولون عن الرجل الحاذق " رجل يعرف من أين تؤكل الكتف "...
وهنا انفجر صاحبي ...وخطف قطعة اللحم من أمامي ...ووقف على المائدة ...وراح يأكل في شراهة شديدة ...وابنه يقول له " كفى كفي يا أبي ...الطبيب منع عليك اللحم .."
فرد عليه صاحبي ..." يلعن أبوك وأبو الطبيب ..." ثم نظر إلينا بغضب وحمل عصا وقال .." الذي يقترب من السفرة سيعرف شغله ، ساعة وأنا أنظر إليكم وأنتم تأكلون اللحم وأنا أكتم غيظي في قلبي ..وديني وما أعبد الذي سيقترب من هنا ...سأقطع عنه الخلف "
ورغم تهديداته ..اقتربت من المائدة متحديا على طريقة كوريا الشمالية !
كان معكم ...مصطفى بونيف ...من المستشفى قسم العظام !
مصطفى بونيف
تعليق