الخريف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نوري الوائلي
    أديب وكاتب
    • 06-04-2008
    • 71

    الخريف

    [align=center]
    الحكيم

    نوري الوائلي

    الخريف

    بسم الله الرحمن الرحيم

    خَرِيفُ العُمْرِ قَدْ نَحَرَ الشَّبَابَا = وَعَابَ الحُسْنَ وَابْتَدَاء الخَرَابَا
    عليل جِسْمُهُ وَالقَلْبُ بَالٍ = وَفِكْرٌ ظَامِئٌ نَطَرَ السَّرَابَا
    خَرِيفٌ قَدْ حَوَى عَجْزًا وَذُلاًّ = وَأَيَّامًا غَدَتْ عَجَلاً ضَبَابَا
    فَبَاتَ الجِسْمُ لِلأَمْرَاضِ طُعْمًا = كَكَبْشٍ لَحْمُهُ أَغْرَى الذِّئَابَا
    تُهَاجِمُهُ دُجًى مِنْ كُلِّ صَوْبٍ = وَقَدْ غَسَلَ اللُّعَابُ لَهَا الشِّعَابَا
    أَتَانَا بِالمَوَاجِعِ كَانَ جَذْوًا = يُجَرَّعُ سَاهِيًا عَنْهُ العَذَابَا
    أَتَانَا مُنْذِرًا وَالمَوْتُ مَدٌّ = عَلا الأَجْسَادَ وَهْنًا وَالْتِهَابَا
    فَبَاتَ مُخَاطِبًا هَلْ مِنْ حَكِيمٍ = لَهُ لُبٌّ فَيَغْتَنِمَ الشَّبَابَا
    وَلَكِنَّ الشَّبَابَ رَهِينُ نَفْسٍ = تُقَلِّبُهَا الأَمَانِي لا عُجَابَا
    تَرَاهُمْ لِلحَيَاةِ كَمَنْ أَنَاخُوا = رِقَابَ الذُّلِّ لَهْوًا وَاصْطِحَابَا
    فَيَبْنُونَ الحَيَاةَ بِكُلِّ حَدْبٍ = مِنَ الأَحْلامِ مَا يَعلو السحَابَا
    فَلَوْ عَرَفُوا خَرِيفَ العُمْرِ صِدْقًا = لأَجْرُوا الدَّمْعَ خَوْفًا وَارْتِقَابَا
    وَلَوْ عَلِمُوا بِأَنَّ العُمْرَ وَمْضٌ = لَمَا تَرَكُوا الفَرَائِضَ وَالثَّوَابَا
    وَصَارُوا لِلزَّمَانِ غَمَامَ خَيرٍ = وَقَامُوا بَعْدَ كَبْوَتِهِمْ غِلابَا
    وَلَوْ سَمِعَ الشَّبَابُ أَنِينَ كَهْلٍ = لَعَاشُوا فِي الشَّبَابِ كَمَنْ أَشَابَا
    • • •
    حَمَلْتُ حَقَائِبًا مُلِئَتْ دَوَاءً = لآلامٍ فَأَعْجَزَتِ الطِّبَابَا
    فَبَاتَ اليَوْمُ تِلْوَ اليَوْمِ يَمْضِي = مَوَاعِيدًا لِطِبٍّ قَدْ أَخَابَا
    فَلا أَكْلٌ بِهِ ذَوْقٌ وَطَعْمٌ = وَلا نَوْمٌ مَعَ الأَهْلِ اسْتَطَابَا
    وَلا أَهْلٌ تُكَفْكِفُ عَنْ دُمُوعٍ = وَلا رِحْمٌ لآهَاتٍ أَجَابَا
    فَلَمْ يَنْفَعْ مَعَ الخِلاَّنِ عَطْفٌ = وَلا مَالٌ وَإِنْ تُكْثِرْ عِتَابَا
    قَلِيلٌ بَاتَ مَنْ يَحْيَا بِعَزْمٍ = كَمَنْ خَبَرَ الشَّدَائِدَ وَالحِسَابَا
    وَلَكِنَّ الكَثِيرَ يَعِيشُ يَأْسًا = وَيَقْطَعُ مِنْ مَزَارِعِهِ الشَّرَابَا
    وَإِنْ زَادُوا عَلَى السِّتِّينَ عَامًا = يَعِيشُ جُلَّهُم فَزِعًا كِآبَا
    فَقَدْ يَحْيَا الشَّبَابُ خَرِيفَ عُمْرٍ = إِذَا عَجَزُوا وَلَمْ يَعْلُوا الصِّعَابَا
    وَيَحْيَا كَالشَّبَابِ كَبِيرُ سِنٍّ = إِذَا رَكِبَ العَزَائِمَ وَالمَهَابَا
    فَلا تَجْعَلْ مِنَ السَّبْعِينَ عَامًا = سُيُوفًا تَرْتَوِي تَعْلُو الرِّقَابَا
    وَعِشْ عُمْرَ الخَرِيفِ شَبَابَ قَلْبٍ = وَكُنْ فِيهِ كَمَنْ أَحْيَا الهِضَابَا
    فَيَا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ وَطْرًا = لأَجْعَلَ مِنْ ثَوَانِيهِ العُجَابَا
    وَأُمْسِكَ بِالأَظَافِرِ وَالثَّنَايَا = جَلابِيبَ الشَّبَابِ إِذَا اسْتَجَابَا
    وَلَكِنَّ الشَّبَابَ إِذَا تَوَارَى = فَلَنْ يُرْجَى لَهُ يَوْمًا مَآبَا
    • • •
    فَيَا لَيْتَ الشَّبَابَ وَهُمْ شَبَابٌ = يَعِيشُونَ التَّعَقُّلَ وَالصَّوَابَا
    فَخَيْرُ النَّاسِ شُبَّانٌ تُصَلِّي = صَلاةَ الفَجْرِ شَوْقًا وَاحْتِسَابَا
    وَخَيْرُ الزَّادِ فِي الدُّنْيَا صَلاةٌ = لِشُبَّانٍ وَهُمْ رَهَبُوا العِقَابَا
    فَفِي الدُّنْيَا شَيَاطِينٌ وَلَهْوٌ = وَلَذَّاتٌ حَوَتْ شَهْدًا وَصَابَا
    فَيَنْسَى النَّائِمُونَ عَلَى حَرِيرٍ = بِأَنَّ مَصِيرَهُمْ يَبْقَى التُّرَابَا
    وَأَنَّ إِلَى السَّعِيدِ عَظِيمَ حَظٍّ = إِذَا حَسُنَ العِبَادَةَ وَالصِّحَابَا
    وَأَفْنَى عُمْرَهُ عِلْمًا وَفِعْلاً = وَإيمَانًا وَصَبْرًا وَاحْتِجَابَا
    سَيَنْجُو وَالجِنَانُ لَهُ مَآبٌ = إِذَا جَعَلَ الصَّلاحَ لَهُ رِكَابَا
    وَأَنْ يَمْضِي الشَّبَابُ بِنُورِ هَدْيٍ = وَأَنْ يَجْعَل مِنَ التَّقْوَى نِصَابَا
    وَأْلَجَمَ صَابِرًا بِالصَّبْرِ نَفْسًا = عَنِ اللَّذَّاتِ أَوْ فِعْلِ المُعَابا
    وَيَخْتِمُ مُحْسِنًا إِنْ عَاشَ كَهْلاً = وَقَدْ أَعْمَى العُيُونَ بِهِ وَتَابَا[/align]
  • أحمد قميدة
    أديب وكاتب
    • 06-06-2008
    • 201

    #2

    سعدت جدا بمروري من هنا
    وأنست لحرفك ولجماله
    دمت بروعتك أخي
    لقد قلت مانحبّ أن نقول
    سأبقى قريبا
    [poem=font=",6,red,bold,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    فلبست ثوب الشعر غيـر مخيَّـر=ليكون سترا فـي زمـان عـراةِ
    فتقبليـهِ ولـو ترينَـه أسـودًا=فلقد سقيتُهُ مـن حـدادِ دواتـي
    وصنعتُ منـهُ قوالبـا لنوائبـي=وجعلتُ منه لصاحبـي مرآتـي
    فيرى الدّموعَ وإنْ أريتُهُ بسمـةً=كنتُ اصطنعْتُ بريقهـا لعُداتـي
    ويغوصُ يسمعُ أنَّة ًّ في داخلـي=غطّيتها في ضجَّـةِ الضّحكـاتِ [/poem]

    تعليق

    • د.احمد حسن المقدسي
      مدير قسم الشعر الفصيح
      شاعر فلسطيني
      • 15-12-2008
      • 795

      #3
      اشكرك على هذه البائية
      الجميلة
      لقد ذكرتني هذه الجميلة بروائع
      الشاعر العراقي الكبير الجواهري
      فالسبك اللغوي فيها جزل
      والصياغة قوية
      وتحتوي العديد من الحـِكم
      ولكن يا صديقي فإن ما انقضى
      من العمر لن يعود ابدا ً
      ومن خلال هذه الحتمية فعلى المرء ان يحدد خياراته
      وطبيعة تصرفاته .
      تحياتي

      تعليق

      يعمل...
      X