[align=justify] تتميز اللغة الواصفة عند نزار قباني بشعريتها، إذ لا تتوخى بناء نظرية للشعر بقدر ما تسعى إلى قول ما لا يقال ، أو يستعصى على القول، لأن الشعر والتنظير ينفي أحدهما الآخر. فالتنظير تجريد وتوحيد لتجارب الشعراء، والشعر ضد التجريد والتوحيد. إنه تجربة معيشة لا تقبل الإعادة والتكرار. وما سيقدمه نزار ليس إلا طوافا حول الشعر، وانطباعا أوليا عما يحدث .
توسل نزار قباني بصورة الرقص والمشي لتمييز الشعر من النثر، فشبه الشعر بالرقص، والعلاقة بينهما علاقة بين فن وآخر. إنها عيش حالة كونية تتعطل فيها الحواس، ويتداخل فيها الشعور واللاشعور، والإرادة واللاإرادة ، والمعقول واللامعقول، والحلم واليقظة، بعيدا عن أي تصنع أو كلفة أو مراعاة لمشاعر الآخر ـ متفرجا كان أم قارئا ـ أو لأخلاقياته .وكما أن الراقص لا يقيس خطواته، فكذلك الشاعر لا يفكر في ما يكتب، إنه كالراقص يؤدي "رقصة متوحشة يتخطى فيها الراقص جسده، ويتجاوز الإيقاع المرسوم ليصبح هو نفسه إيقاعا" .
نستشف من هذه الصورة لماهية الشعر مجموعة من الخصائص نوجزها في:
* الشعر تجربة حية وفردية لا تعيد نفسها ولا تقبل التكرار.
* إنها مقصودة لذاتها.
* مرتبطة بذات الشاعر وانفعالاته الواعية واللاواعية.
* هذه التجربة تفرض شكلها وطرائق تعبيرها.
لا تختلف هذه المبادئ الأربعة التي تحدد ماهية الشعر عن المبادئ التي حددتها الفلسفة الوجودية للتجربة الإنسانية الوجودية، كما تتقاطع مع مبادئ مجلة شعر، إذ تشكل القاسم المشترك الذي انبنت عليه القصيدة المعاصرة في تجاوزها وتخطيها لماهية الشعر العربي. هذا التصور الجديد سينتج عنه تغيير في طبيعة الشعر ووظيفته وطرائق تعبيره. وقد حدد نزار قباني تجليات الحداثة الشعرية في القصيدة الجديدة في عشر نقط نفصل فيها القول في ما يلي :
أ ـ التميز ضد الزمن الشعري العربي القديم الذي يتميز بوقوفه وثباته. يقول نزار: "كان التراث في مدينتنا ضريحا من الرخام لا يسمح بتجميله أو ترميمه، وسكة حديدية تمتد باتجاه واحد من محطة الجاهلية حتى محطة القرن العشرين: المحطات هي هي، والوقفات هي هي، وأسماء المسافرين هي هي، وحقائب المسافرين هي هي، خمسمئة سنة والركاب محبوسون في مقاصيرهم الخشبية غير المرتبة لا يملكون صعودا ولا نزولا حتى أصبحوا جزءا من القطار، وجزءا من رحلته المضجرة" .
هذه الصورة تعكس نمطية القصيدة العربية وتشابه أغراضها وموضوعاتها وطرائق تعبيرها وأذواق متلقيها. وعلى النقيض من هذه النمطية، تنبني القصيدة الحديثة على التعدد، تعدد في التجربة وتعدد في الزمن. فلكل شاعر زمنه الخاص، ولكل تجربة زمنها الخاص ؛ إنها أصبحت كالحياة التي ترتبط بها، تتطور وتتغير بتطورها وتغيرها. من هنا، فالقصيدة القديمة يراها نزار ثابتة، ويرى القصيدة الحديثة متعددة ومتحولة.
ب ـ التمرد ضد العادات والأنماط اللغوية والبلاغية القديمة، فهذه العادات والقيم يراها نزار على امتداد تاريخ الشعر العربي نفس القيم ونفس العادات التي حددتها القبيلة، وأضفت عليها صفتي الشرعية والقدسية. أما اللغة الشعرية، فلغة بيروقراطية متعالية أضفت عليها البلاغة تزويقا وتنميقا. والقصيدة الحديثة تمرد ضد الشرعية والبيروقراطية والتعالي. إنها ضد القناعات الشعرية التي أخذت شكل مقدسات لا يجوز الاعتراض عليها أو مناقشتها.
ج ـ من بين هذه القناعات المقدسة: الوزن والقافية، فمع القصيدة الحديثة تحول الإيقاع من شكل نظري مجرد تصب فيه السلاسل اللغوية إلى دال نصي يولد مع النص. إنه " جزء من اللغة ومن المعاناة المستمرة والمغامرة مع الجمهور اللغوي والنفسي لا من التراكمات الصوتية والنغمية المخزونة في أذننا الداخلية بشكل وراثي وعضوي" .
د ـ تخلت القصيدة الحديثة عن البيت بوصفه وحدة مستقلة لتتحول إلى كل عضوي غير قابل للتجزيء، إذ ليس " ثمة انفصال بين الجزء والكل، بين الشجرة ومحيطها الشجري، وبين النغمة وبين مكانها في الإيقاع العام." .
هـ ـ بعدما كانت القصيدة العربية الكلاسيكية تركز على الوصف الظاهري للأشياء، صارت القصيدة الحديثة في اتجاه العمق." وهذا التحول في الحركة من البرانية إلى الجوانية، ومن يقين الحواس الخمس إلى شطحات الحلم وتركيبة العقل الباطن، ومن اللمس بأصابع اليد إلى اللمس بأصابع الحدس، ومن الإضاءة البدائية المباشرة إلى الإضاءة العصرية التي تتقن لعبة الظل والتمويه، جعل للقصيدة أكثر من بعد." .
و ـ كانت القصيدة نظما لما هو معلوم ومعروف، فأصبحت مغامرة في حقول مجهولة، الشيء الذي أضفى عليها طابع الغرابة والدهشة واللامتوقع.
ز ـ وباقتحامها المجهول والخفي، تتخلى عن السهولة لتركب الصعب، صعوبة الكتابة، لأن الشاعر لم يعد يتوسل حواسه الخمس، ولا يسير على أرض واطئة. وصعوبة القراءة، لأن القارئ يجب أن يكون مبدعا حتى يتمكن من فهم لغة الحلم والحدس .
ح ـ لم تعد القصيدة جوابا عما هو كائن أو وصفا ظاهريا له، وإنما تتوخى طرح أسئلة حول ما هو موجود قصد خلخلته وتغييره .
ط ـ هذه الملاحظة تقودنا إلى وظيفة الشعر، لقد كانت هذه الوظيفة قديما تكسبية، إذ يعلن الشاعر ولاءه لقصر من القصور، فلا يوجد شعر إلا حيث يوجد خليفة أو أمير. أما حديثا، فقد أصبح الشعر أبعد ما يكون عن القصور والولاة، بل أصبح الصوت النقيض لكل ذي سلطان، ورمزا من رموز التمرد عليه.
ي ـ يرى نزار قباني أن اللغة العربية الموروثة تحولت إلى لغة بيروقراطية جامدة لا علاقة لها بالشاعر وحيويته وحركيته. وعلى النقيض منها تعيش اللغة العامية حياة " نشيطة متحركة مشتبكة بأعصاب الناس وتفاصيل حياتهم اليومية" . وبين هذين اللغتين يعيش الإنسان العربي غربة لغوية قاتلة، فكان التفكير في مد الجسور بينهما لخلق لغة ثالثة "تستمد من اللغة الأكاديمية منطقها وحكمتها ورصانتها، ومن اللغة العامية حرارتها وشجاعتها وفتوحاتها الجريئة" . وضمن هذه اللغة الثالثة يصنف نزار لغته الشعرية، لغة " تجعل القاموس في خدمة الحياة والإنسان" .
إن نزار يتوخى من اللغة البساطة في التعبير، والوضوح في الرؤيا، والعمق في التجربة، ذلك لأن الشعر رسالة موجهة إلى قارئ ، وإلا سيتحول إلى جرس يقرع العدم . لذلك، رفض الشعر الذي يكتب لذاته بدعوى أنه ذو صبغة مستقبلية. فالذي لا حاضر له لا مستقبل له. إلا أن هذا لا يعني أن نزار يؤمن بالانتماء السياسي، ووضع الشاعر في خدمة السياسة. فقد رفض أي انتماء كيف ما كان نوعه غير الانتماء إلى دولة الإنسان. "هذا هو انتمائي الأساسي والوحيد ـ يقول نزار ـ لذلك لم أدخل في أي حزب سياسي، ولم أنتسب لأية رابطة أو جمعية من أي نوع، فأنا من المؤمنين أن أي انتماء مهما كان مثاليا وطاهرا من شأنه أن يربط عربة الشعر بحصان المغامرة الزمنية، وينحرف بها عن خط سيرها الأصلي" .
هذه الآراء لم تكن خاصة بنزار قباني دون غيره من الشعراء، إذ تتقاطع كما سنرى في مباحث قادمة مع الاتجاه الواقعي في بساطة التعبير، و مع الاتجاه الحداثي في رفض المعلوم واقتحام المجهول، بل نجد لبعضها أصولا في الشعر العربي القديم. فقد وقفت الحداثة العباسية ضد القيم السائدة ، واللغة الشعرية الموروثة ، وطرق التعبير السائدة ، ورفضت الانصياع للأحكام النقدية التي أصدرها النقد المتشبث بالقديم. وقد وقفت البلاغة العربية منذ القرن الخامس الهجري موقف الرفض من الوضوح والابتذال في التشبيه والاستعارة، وربطت الإبداع بالغرابة . [/align]
توسل نزار قباني بصورة الرقص والمشي لتمييز الشعر من النثر، فشبه الشعر بالرقص، والعلاقة بينهما علاقة بين فن وآخر. إنها عيش حالة كونية تتعطل فيها الحواس، ويتداخل فيها الشعور واللاشعور، والإرادة واللاإرادة ، والمعقول واللامعقول، والحلم واليقظة، بعيدا عن أي تصنع أو كلفة أو مراعاة لمشاعر الآخر ـ متفرجا كان أم قارئا ـ أو لأخلاقياته .وكما أن الراقص لا يقيس خطواته، فكذلك الشاعر لا يفكر في ما يكتب، إنه كالراقص يؤدي "رقصة متوحشة يتخطى فيها الراقص جسده، ويتجاوز الإيقاع المرسوم ليصبح هو نفسه إيقاعا" .
نستشف من هذه الصورة لماهية الشعر مجموعة من الخصائص نوجزها في:
* الشعر تجربة حية وفردية لا تعيد نفسها ولا تقبل التكرار.
* إنها مقصودة لذاتها.
* مرتبطة بذات الشاعر وانفعالاته الواعية واللاواعية.
* هذه التجربة تفرض شكلها وطرائق تعبيرها.
لا تختلف هذه المبادئ الأربعة التي تحدد ماهية الشعر عن المبادئ التي حددتها الفلسفة الوجودية للتجربة الإنسانية الوجودية، كما تتقاطع مع مبادئ مجلة شعر، إذ تشكل القاسم المشترك الذي انبنت عليه القصيدة المعاصرة في تجاوزها وتخطيها لماهية الشعر العربي. هذا التصور الجديد سينتج عنه تغيير في طبيعة الشعر ووظيفته وطرائق تعبيره. وقد حدد نزار قباني تجليات الحداثة الشعرية في القصيدة الجديدة في عشر نقط نفصل فيها القول في ما يلي :
أ ـ التميز ضد الزمن الشعري العربي القديم الذي يتميز بوقوفه وثباته. يقول نزار: "كان التراث في مدينتنا ضريحا من الرخام لا يسمح بتجميله أو ترميمه، وسكة حديدية تمتد باتجاه واحد من محطة الجاهلية حتى محطة القرن العشرين: المحطات هي هي، والوقفات هي هي، وأسماء المسافرين هي هي، وحقائب المسافرين هي هي، خمسمئة سنة والركاب محبوسون في مقاصيرهم الخشبية غير المرتبة لا يملكون صعودا ولا نزولا حتى أصبحوا جزءا من القطار، وجزءا من رحلته المضجرة" .
هذه الصورة تعكس نمطية القصيدة العربية وتشابه أغراضها وموضوعاتها وطرائق تعبيرها وأذواق متلقيها. وعلى النقيض من هذه النمطية، تنبني القصيدة الحديثة على التعدد، تعدد في التجربة وتعدد في الزمن. فلكل شاعر زمنه الخاص، ولكل تجربة زمنها الخاص ؛ إنها أصبحت كالحياة التي ترتبط بها، تتطور وتتغير بتطورها وتغيرها. من هنا، فالقصيدة القديمة يراها نزار ثابتة، ويرى القصيدة الحديثة متعددة ومتحولة.
ب ـ التمرد ضد العادات والأنماط اللغوية والبلاغية القديمة، فهذه العادات والقيم يراها نزار على امتداد تاريخ الشعر العربي نفس القيم ونفس العادات التي حددتها القبيلة، وأضفت عليها صفتي الشرعية والقدسية. أما اللغة الشعرية، فلغة بيروقراطية متعالية أضفت عليها البلاغة تزويقا وتنميقا. والقصيدة الحديثة تمرد ضد الشرعية والبيروقراطية والتعالي. إنها ضد القناعات الشعرية التي أخذت شكل مقدسات لا يجوز الاعتراض عليها أو مناقشتها.
ج ـ من بين هذه القناعات المقدسة: الوزن والقافية، فمع القصيدة الحديثة تحول الإيقاع من شكل نظري مجرد تصب فيه السلاسل اللغوية إلى دال نصي يولد مع النص. إنه " جزء من اللغة ومن المعاناة المستمرة والمغامرة مع الجمهور اللغوي والنفسي لا من التراكمات الصوتية والنغمية المخزونة في أذننا الداخلية بشكل وراثي وعضوي" .
د ـ تخلت القصيدة الحديثة عن البيت بوصفه وحدة مستقلة لتتحول إلى كل عضوي غير قابل للتجزيء، إذ ليس " ثمة انفصال بين الجزء والكل، بين الشجرة ومحيطها الشجري، وبين النغمة وبين مكانها في الإيقاع العام." .
هـ ـ بعدما كانت القصيدة العربية الكلاسيكية تركز على الوصف الظاهري للأشياء، صارت القصيدة الحديثة في اتجاه العمق." وهذا التحول في الحركة من البرانية إلى الجوانية، ومن يقين الحواس الخمس إلى شطحات الحلم وتركيبة العقل الباطن، ومن اللمس بأصابع اليد إلى اللمس بأصابع الحدس، ومن الإضاءة البدائية المباشرة إلى الإضاءة العصرية التي تتقن لعبة الظل والتمويه، جعل للقصيدة أكثر من بعد." .
و ـ كانت القصيدة نظما لما هو معلوم ومعروف، فأصبحت مغامرة في حقول مجهولة، الشيء الذي أضفى عليها طابع الغرابة والدهشة واللامتوقع.
ز ـ وباقتحامها المجهول والخفي، تتخلى عن السهولة لتركب الصعب، صعوبة الكتابة، لأن الشاعر لم يعد يتوسل حواسه الخمس، ولا يسير على أرض واطئة. وصعوبة القراءة، لأن القارئ يجب أن يكون مبدعا حتى يتمكن من فهم لغة الحلم والحدس .
ح ـ لم تعد القصيدة جوابا عما هو كائن أو وصفا ظاهريا له، وإنما تتوخى طرح أسئلة حول ما هو موجود قصد خلخلته وتغييره .
ط ـ هذه الملاحظة تقودنا إلى وظيفة الشعر، لقد كانت هذه الوظيفة قديما تكسبية، إذ يعلن الشاعر ولاءه لقصر من القصور، فلا يوجد شعر إلا حيث يوجد خليفة أو أمير. أما حديثا، فقد أصبح الشعر أبعد ما يكون عن القصور والولاة، بل أصبح الصوت النقيض لكل ذي سلطان، ورمزا من رموز التمرد عليه.
ي ـ يرى نزار قباني أن اللغة العربية الموروثة تحولت إلى لغة بيروقراطية جامدة لا علاقة لها بالشاعر وحيويته وحركيته. وعلى النقيض منها تعيش اللغة العامية حياة " نشيطة متحركة مشتبكة بأعصاب الناس وتفاصيل حياتهم اليومية" . وبين هذين اللغتين يعيش الإنسان العربي غربة لغوية قاتلة، فكان التفكير في مد الجسور بينهما لخلق لغة ثالثة "تستمد من اللغة الأكاديمية منطقها وحكمتها ورصانتها، ومن اللغة العامية حرارتها وشجاعتها وفتوحاتها الجريئة" . وضمن هذه اللغة الثالثة يصنف نزار لغته الشعرية، لغة " تجعل القاموس في خدمة الحياة والإنسان" .
إن نزار يتوخى من اللغة البساطة في التعبير، والوضوح في الرؤيا، والعمق في التجربة، ذلك لأن الشعر رسالة موجهة إلى قارئ ، وإلا سيتحول إلى جرس يقرع العدم . لذلك، رفض الشعر الذي يكتب لذاته بدعوى أنه ذو صبغة مستقبلية. فالذي لا حاضر له لا مستقبل له. إلا أن هذا لا يعني أن نزار يؤمن بالانتماء السياسي، ووضع الشاعر في خدمة السياسة. فقد رفض أي انتماء كيف ما كان نوعه غير الانتماء إلى دولة الإنسان. "هذا هو انتمائي الأساسي والوحيد ـ يقول نزار ـ لذلك لم أدخل في أي حزب سياسي، ولم أنتسب لأية رابطة أو جمعية من أي نوع، فأنا من المؤمنين أن أي انتماء مهما كان مثاليا وطاهرا من شأنه أن يربط عربة الشعر بحصان المغامرة الزمنية، وينحرف بها عن خط سيرها الأصلي" .
هذه الآراء لم تكن خاصة بنزار قباني دون غيره من الشعراء، إذ تتقاطع كما سنرى في مباحث قادمة مع الاتجاه الواقعي في بساطة التعبير، و مع الاتجاه الحداثي في رفض المعلوم واقتحام المجهول، بل نجد لبعضها أصولا في الشعر العربي القديم. فقد وقفت الحداثة العباسية ضد القيم السائدة ، واللغة الشعرية الموروثة ، وطرق التعبير السائدة ، ورفضت الانصياع للأحكام النقدية التي أصدرها النقد المتشبث بالقديم. وقد وقفت البلاغة العربية منذ القرن الخامس الهجري موقف الرفض من الوضوح والابتذال في التشبيه والاستعارة، وربطت الإبداع بالغرابة . [/align]
تعليق