نزار قباني: البحث عن لغة ثالثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي المتقي
    عضو الملتقى
    • 10-01-2009
    • 602

    نزار قباني: البحث عن لغة ثالثة

    [align=justify] تتميز اللغة الواصفة عند نزار قباني بشعريتها، إذ لا تتوخى بناء نظرية للشعر بقدر ما تسعى إلى قول ما لا يقال ، أو يستعصى على القول، لأن الشعر والتنظير ينفي أحدهما الآخر. فالتنظير تجريد وتوحيد لتجارب الشعراء، والشعر ضد التجريد والتوحيد. إنه تجربة معيشة لا تقبل الإعادة والتكرار. وما سيقدمه نزار ليس إلا طوافا حول الشعر، وانطباعا أوليا عما يحدث .
    توسل نزار قباني بصورة الرقص والمشي لتمييز الشعر من النثر، فشبه الشعر بالرقص، والعلاقة بينهما علاقة بين فن وآخر. إنها عيش حالة كونية تتعطل فيها الحواس، ويتداخل فيها الشعور واللاشعور، والإرادة واللاإرادة ، والمعقول واللامعقول، والحلم واليقظة، بعيدا عن أي تصنع أو كلفة أو مراعاة لمشاعر الآخر ـ متفرجا كان أم قارئا ـ أو لأخلاقياته .وكما أن الراقص لا يقيس خطواته، فكذلك الشاعر لا يفكر في ما يكتب، إنه كالراقص يؤدي "رقصة متوحشة يتخطى فيها الراقص جسده، ويتجاوز الإيقاع المرسوم ليصبح هو نفسه إيقاعا" .
    نستشف من هذه الصورة لماهية الشعر مجموعة من الخصائص نوجزها في:
    * الشعر تجربة حية وفردية لا تعيد نفسها ولا تقبل التكرار.
    * إنها مقصودة لذاتها.
    * مرتبطة بذات الشاعر وانفعالاته الواعية واللاواعية.
    * هذه التجربة تفرض شكلها وطرائق تعبيرها.

    لا تختلف هذه المبادئ الأربعة التي تحدد ماهية الشعر عن المبادئ التي حددتها الفلسفة الوجودية للتجربة الإنسانية الوجودية، كما تتقاطع مع مبادئ مجلة شعر، إذ تشكل القاسم المشترك الذي انبنت عليه القصيدة المعاصرة في تجاوزها وتخطيها لماهية الشعر العربي. هذا التصور الجديد سينتج عنه تغيير في طبيعة الشعر ووظيفته وطرائق تعبيره. وقد حدد نزار قباني تجليات الحداثة الشعرية في القصيدة الجديدة في عشر نقط نفصل فيها القول في ما يلي :
    أ ـ التميز ضد الزمن الشعري العربي القديم الذي يتميز بوقوفه وثباته. يقول نزار: "كان التراث في مدينتنا ضريحا من الرخام لا يسمح بتجميله أو ترميمه، وسكة حديدية تمتد باتجاه واحد من محطة الجاهلية حتى محطة القرن العشرين: المحطات هي هي، والوقفات هي هي، وأسماء المسافرين هي هي، وحقائب المسافرين هي هي، خمسمئة سنة والركاب محبوسون في مقاصيرهم الخشبية غير المرتبة لا يملكون صعودا ولا نزولا حتى أصبحوا جزءا من القطار، وجزءا من رحلته المضجرة" .
    هذه الصورة تعكس نمطية القصيدة العربية وتشابه أغراضها وموضوعاتها وطرائق تعبيرها وأذواق متلقيها. وعلى النقيض من هذه النمطية، تنبني القصيدة الحديثة على التعدد، تعدد في التجربة وتعدد في الزمن. فلكل شاعر زمنه الخاص، ولكل تجربة زمنها الخاص ؛ إنها أصبحت كالحياة التي ترتبط بها، تتطور وتتغير بتطورها وتغيرها. من هنا، فالقصيدة القديمة يراها نزار ثابتة، ويرى القصيدة الحديثة متعددة ومتحولة.
    ب ـ التمرد ضد العادات والأنماط اللغوية والبلاغية القديمة، فهذه العادات والقيم يراها نزار على امتداد تاريخ الشعر العربي نفس القيم ونفس العادات التي حددتها القبيلة، وأضفت عليها صفتي الشرعية والقدسية. أما اللغة الشعرية، فلغة بيروقراطية متعالية أضفت عليها البلاغة تزويقا وتنميقا. والقصيدة الحديثة تمرد ضد الشرعية والبيروقراطية والتعالي. إنها ضد القناعات الشعرية التي أخذت شكل مقدسات لا يجوز الاعتراض عليها أو مناقشتها.
    ج ـ من بين هذه القناعات المقدسة: الوزن والقافية، فمع القصيدة الحديثة تحول الإيقاع من شكل نظري مجرد تصب فيه السلاسل اللغوية إلى دال نصي يولد مع النص. إنه " جزء من اللغة ومن المعاناة المستمرة والمغامرة مع الجمهور اللغوي والنفسي لا من التراكمات الصوتية والنغمية المخزونة في أذننا الداخلية بشكل وراثي وعضوي" .
    د ـ تخلت القصيدة الحديثة عن البيت بوصفه وحدة مستقلة لتتحول إلى كل عضوي غير قابل للتجزيء، إذ ليس " ثمة انفصال بين الجزء والكل، بين الشجرة ومحيطها الشجري، وبين النغمة وبين مكانها في الإيقاع العام." .
    هـ ـ بعدما كانت القصيدة العربية الكلاسيكية تركز على الوصف الظاهري للأشياء، صارت القصيدة الحديثة في اتجاه العمق." وهذا التحول في الحركة من البرانية إلى الجوانية، ومن يقين الحواس الخمس إلى شطحات الحلم وتركيبة العقل الباطن، ومن اللمس بأصابع اليد إلى اللمس بأصابع الحدس، ومن الإضاءة البدائية المباشرة إلى الإضاءة العصرية التي تتقن لعبة الظل والتمويه، جعل للقصيدة أكثر من بعد." .
    و ـ كانت القصيدة نظما لما هو معلوم ومعروف، فأصبحت مغامرة في حقول مجهولة، الشيء الذي أضفى عليها طابع الغرابة والدهشة واللامتوقع.
    ز ـ وباقتحامها المجهول والخفي، تتخلى عن السهولة لتركب الصعب، صعوبة الكتابة، لأن الشاعر لم يعد يتوسل حواسه الخمس، ولا يسير على أرض واطئة. وصعوبة القراءة، لأن القارئ يجب أن يكون مبدعا حتى يتمكن من فهم لغة الحلم والحدس .
    ح ـ لم تعد القصيدة جوابا عما هو كائن أو وصفا ظاهريا له، وإنما تتوخى طرح أسئلة حول ما هو موجود قصد خلخلته وتغييره .
    ط ـ هذه الملاحظة تقودنا إلى وظيفة الشعر، لقد كانت هذه الوظيفة قديما تكسبية، إذ يعلن الشاعر ولاءه لقصر من القصور، فلا يوجد شعر إلا حيث يوجد خليفة أو أمير. أما حديثا، فقد أصبح الشعر أبعد ما يكون عن القصور والولاة، بل أصبح الصوت النقيض لكل ذي سلطان، ورمزا من رموز التمرد عليه.
    ي ـ يرى نزار قباني أن اللغة العربية الموروثة تحولت إلى لغة بيروقراطية جامدة لا علاقة لها بالشاعر وحيويته وحركيته. وعلى النقيض منها تعيش اللغة العامية حياة " نشيطة متحركة مشتبكة بأعصاب الناس وتفاصيل حياتهم اليومية" . وبين هذين اللغتين يعيش الإنسان العربي غربة لغوية قاتلة، فكان التفكير في مد الجسور بينهما لخلق لغة ثالثة "تستمد من اللغة الأكاديمية منطقها وحكمتها ورصانتها، ومن اللغة العامية حرارتها وشجاعتها وفتوحاتها الجريئة" . وضمن هذه اللغة الثالثة يصنف نزار لغته الشعرية، لغة " تجعل القاموس في خدمة الحياة والإنسان" .
    إن نزار يتوخى من اللغة البساطة في التعبير، والوضوح في الرؤيا، والعمق في التجربة، ذلك لأن الشعر رسالة موجهة إلى قارئ ، وإلا سيتحول إلى جرس يقرع العدم . لذلك، رفض الشعر الذي يكتب لذاته بدعوى أنه ذو صبغة مستقبلية. فالذي لا حاضر له لا مستقبل له. إلا أن هذا لا يعني أن نزار يؤمن بالانتماء السياسي، ووضع الشاعر في خدمة السياسة. فقد رفض أي انتماء كيف ما كان نوعه غير الانتماء إلى دولة الإنسان. "هذا هو انتمائي الأساسي والوحيد ـ يقول نزار ـ لذلك لم أدخل في أي حزب سياسي، ولم أنتسب لأية رابطة أو جمعية من أي نوع، فأنا من المؤمنين أن أي انتماء مهما كان مثاليا وطاهرا من شأنه أن يربط عربة الشعر بحصان المغامرة الزمنية، وينحرف بها عن خط سيرها الأصلي" .

    هذه الآراء لم تكن خاصة بنزار قباني دون غيره من الشعراء، إذ تتقاطع كما سنرى في مباحث قادمة مع الاتجاه الواقعي في بساطة التعبير، و مع الاتجاه الحداثي في رفض المعلوم واقتحام المجهول، بل نجد لبعضها أصولا في الشعر العربي القديم. فقد وقفت الحداثة العباسية ضد القيم السائدة ، واللغة الشعرية الموروثة ، وطرق التعبير السائدة ، ورفضت الانصياع للأحكام النقدية التي أصدرها النقد المتشبث بالقديم. وقد وقفت البلاغة العربية منذ القرن الخامس الهجري موقف الرفض من الوضوح والابتذال في التشبيه والاستعارة، وربطت الإبداع بالغرابة .
    [/align]
    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
    http://moutaki.jeeran.com/
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #2
    ثرثرة على هامش اللغة الثالثة
    ***************

    [align=justify]اللغة الثالثة ..هى لغة مستحدثة ..منحت الأدب والمسرح والشعر وباقى الفنون القولية ....مساحات عريضة للتعبير عن مكنونات النفس ،بل كانت بحيوتها ونبضها المتفاعل مع الواقع الآنى ،أقدر على التعبير ،وأصبحت ببلاغتها وبديعها وبيانها ..ملكاً لكل من يهمه البحث والدراسة والإبداع.
    ولم تكن اللغة الثالثة وليدة اليوم ،أو من سنوات،وإنما هى نتاج تفاعلى مع بداية النهضة فى الشرق والغرب العربى على حد سواء.
    أزعم أنها مع بداية التحرر من السجع ومهجور الألفاظ والمحسنات البديعية ..ربما منذ كتب رفاعة رافع الطهطاوى كتابه العمدة "تخليص الإبريز فى تلخيص باريس" ثم أعقبه قصيدة الإحياء على يد البارودى وشوقى وحافظ ومن سار على دربهم.

    اللغة الثالثة ..وليدة معاناة طويلة ،وطول بحث عن لغة تتحدث من العقل إلى العقل،ومن القلب إلى القلب..دون وجود معاجم لغوية ،يُفترض وجودها مع القارئ،كى يفهم ..بل كانت لغة سهلة وبسيطة ،ولا أنسى طه حسين وهو يتحدث بصوته القوى الحنون: لغتنا العربية يسرٌ لا عسر،ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها،ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه من ألفاظ ..لم تكن مستعملةً من قبل"

    اللغة الثالثة ..لغة لاتبحث إلا عن كيفية إيصال المعانى وفهمها بأيسر الألفاظ.
    فربما مسرحية توفيق الحكيم "أهل الكهف سنة 1927م،إذا لم تخنى ذاكرتى الخؤون ، ثم البحث الجاد عن لغة ثالثة ..ومحاولة الإبداع بلغة يفهمها الشعب ،قد جعل محمود تيمور يكتب مسرحه باللغة العامية ،وكما أشيع بعد ذلك فقد نصحه طه حسين بكتابتها باللغة العربية الفصحى ،اللغة الثالثة، كل هذا حض الكتاب حضاً على الابتكار والتفنن فى تجريد اللغة من المحسنات البديعية والسجع حتى تتمكن من أداء دورها بين المبدع والمتلقى .

    هذه بعض ما جال بذهنى إثر القراءة ،لما كتبه أستاذنا القدير والمبدع د.المتقى .
    وأهمس ..أن نزار قبانى ..كان من الذكاء ، أن استكمل مسيرة اللغة الثالثة ،متحدياً بها ،أصحاب المعاجم اللغوية العسيرة على الفهم بعض الشيىء،وأرباب القصائد الغارقة فى القرون الأولى . ولاننسى شعراء وكتاب الشام ، لغةً وابداعاً وتميزاً..
    وهل ننسى الحصرى وابن باديس والشابى وغيرهم الكثير والكثير.[/align]

    تعليق

    • د. سعد العتابي
      عضو أساسي
      • 24-04-2009
      • 665

      #3
      اساذ علي المتقي شكرا للغتك التي اجادة التعبير عن الموضوع
      ومن المعلوم ان الشاعر عندما يستخدم اللغة / الكلمة فهو يحررها من اسار المعنى القاموسي ويطلقها في فضاء حر من الدلالة المفتوحة على المعاني المتعدة اي ان الشعر بخلق لغته الخاصة
      اما نزار فانه ساحر الكلمة ومنتج لغة خاصة تراها بسيطة سهلة المنال غير انه سرعان ما تنفلت من سهولتها لتحلق في فضاء ارحب ليس من السهل الوصول اليه انها شعرية البساطة
      تحياتي ومودتي
      الله اكبر وعاشت العروبة
      [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

      تعليق

      • علي المتقي
        عضو الملتقى
        • 10-01-2009
        • 602

        #4
        [align=justify]الأستاذ الجليل وأخي الكريم عبد الرؤوف : كلماتك كلام ( بمفهوم صلاح عبد الصبور للكلام )يصغى إليه، وليس ثرثرة على الهامش كما سميته ، فأنت تتحدث في صلب إشكالية اللغة الشعرية وتصول وتجول في كتابات الشعر الحديث منذ عصر النهضة إلى اليوم .
        أوافقك أخي عبد الرؤوف على أن اللغة الشعرية تحررت من قيود ما اصطلح عليه بعصر الانحطاط منذ أواخر القرن التاسع عشر ، وتنفست هواء الرياح التي هبت على المجتمع العربي الإسلامي بعد صدمة اللقاء بالغرب . فكتابات البارودي وشوقي وحافظ إذا ما قيست بلغة (عصر الانحطاط ) هي لغة وسطى ، لكن إذا ما قيست بلغة الرومانسيين في الأربعينيات ، تبدو لغة كلاسيكية مستمدة من القواميس والشعر العربي إلى حدود القرن الخامس الهجري ، وكان لا بد لظهور فكر جديد ومناخ جديد أن تخطو اللغة الشعرية العربية خطوة أخرى نحو البساطة والتحرر من مفردات القواميس .
        ومع ظهور قصيدة التفعيلة طرح الإشكال من جديد ، وأثيرت أسئلة ملحة وآنية حول لغة الشعر، فرفضت اللغة الرومانسية واللغة الكلاسيكية ، ودعا المتطرفون أمثال سعيد عقل إلى لبننة اللغة و كتابة الشعر باللهجات المحلية، لأن هذه اللهجات هي وحدها التي تسمح بانتشار الشعر بين الجماهير العربية . ودعا يوسف الخال إلى التخلي عن الإعراب والكتابة بلغة ميسرة أقرب إلى لغة المثقفين ، وكتب صلاح عبد الصبور بلغة بسيطة متأثرا بإليوت .
        لكن نزار وحده له لغة لا تشبه كل هذه اللغات ، يسمعنا مع كل قصيدة جديدة كلمات ليست كالكلمات ، يفهمها كل الناس ، وتقبلها كل الفئات ، المثقفة ونصف المثقفة والأمية ، قابلة للغناء ، فأطربت كل الأجيال الشباب والكهول ، يبكي بعد سماعها العشاق ، ويثور الثائرون ، ويطرب لها أصحاب الذوق الرفيع.
        لم تكن هذه اللغة الثالثة غير اللغة العربية بأصالتها ورزانتها ، لكنها مطعمة بحيوية وحرارة لغة الشارع اليومية .
        نزار شاعر حداثي بامتياز لا لأنه حطم قواعد عمود الشعر ، وإنما خرج بالشعر من القصور والصالونات ومجالس النخبة ، ونزل به إلى الشارع يتنفس هواء المجتمع وتجارب المجتمع وحرارة المجتمع .
        وقد أصبحت لغة نزار علامة مسجلة باسمه ، لا يمكن لأي كان أن يكتب على منواله دون أن يشار إليه بالبنان بوصفه مقلدا لنزار قباني .
        [/align]
        [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
        مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
        http://moutaki.jeeran.com/

        تعليق

        • علي المتقي
          عضو الملتقى
          • 10-01-2009
          • 602

          #5
          أخي سعد العتابي : شكرا جزيلا على كلمتكم الطبية .
          سيظل نزار منارة في تاريخ الشعر العربي الحديث ، لا بكلماته البسيطة فقط ،و إنما بعمق تجربته الشعرية وصوره الناذرة ، وإيقاعه التي يطرب الأذن قبل القلب .
          كل تقديري واحتراماتي أخي
          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
          http://moutaki.jeeran.com/

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #6
            الاستاذ القدير
            الاديب علي المتقي الموقر
            احترامي
            وكل التقدير
            وليس هناك اروع من فصيدة حب كتبها نزار قباني - وهو الذي قال في :
            اختارى
            اني خيرتك .. فاختاري
            مابين الموت على صدري
            او فوق دفاتر اشعاري
            اختاري الحب .. او اللاحب
            فجبن ان لا تختاري
            لا توجد منطقه وسطى
            مابين الجنه والنار
            ارمي اوراقك كامله وسارضي عن اي قرار
            انفعلي
            انفجري
            لا تفعلي مثل المسمار
            لا يمكن ان ابقى ابداً
            كالقشه تحت الامطار
            مرهقه انتي .. وخائفة
            وطويل جداً .. مشواري
            غوصي في البحر .. او ابتعدي
            لا بحر من غير دوار
            الحب .. مواجهه كبرى
            ابحار ضد التيار
            صلب بين الاقمار
            يقتلني جبنك .. يا امراة
            تتسلي من خلق ستار
            اني لا اؤمن في حب
            لا يحمل نزق الثوار
            لا يكسر كل الاسوار
            لا يضرب مثل الاعصار
            اهـ لو حبك يبلعني
            يقلعني .. مثل الاعصار
            اني خيرتك فاختاري
            مابين الموت على صدري
            او فوق دفاتر اشعاري
            لا توجد منطقى وسطى
            ما بين الجنه والنار
            ----------------------
            هذه القصيده باتت شريكا لكل قصة حب في العالم العربي
            تلك اللغه التي كتبها نزار بعفويه وتالق وتانق فمثلت الوجدان العاطفي العربي
            يتبع

            تعليق

            • يسري راغب
              أديب وكاتب
              • 22-07-2008
              • 6247

              #7
              الاستاذ علي الموقر
              ولم يقف نزار عند الحب العاطفي بل كان نبضا حيا للحدث الانساني العربي وكتب عن حب الغزي لوطنه في انتفاضة الحجاره الاولى عام 1990م قائلا
              اهداء
              الى تلاميذ غزه
              ياتلاميذ غزة علمونا
              بعض ما عندكم فنحن نسينا
              علمونا بان نكون رجالا
              فلدينا الرجال صاروا عجينا
              علمونا بان الحجارة تغدو
              بين ايدي الاطفال ماسا ثمينا
              يا تلاميذ غزة لا تبالوا
              باذاعاتنا ولا تسمعونا
              اضربوا اضربوا بكل قواكم
              واحزموا امركم ولا تسالونا
              نحن اهل الحساب والجمع والطرح
              فخوضوا حروبكم واتركونا
              اننا الهاربون من خدمة الجيش
              فهاتوا حبالكم واشنقونا
              نحن موتى لا يملكون ضريحا
              ويتامى لا يملكون عيونا
              قد لزمنا جحورنا وطلبنا
              منكم ان تقاتلوا التنينا
              قد صغرنا امامكم الف قرن
              وكبرتم خلال شهر قرونا
              يا تلاميذ غزة لا تعودوا
              لكتاباتنا ولا تقراونا
              نحن اباؤكم فلا تشبهونا
              نحن اصنامكم فلا تعبدونا
              نتعاطى القات السياسي والقمع
              ونبني مقابرا وسجونا
              حررونا من عقدة الخوف فينا
              واطردوا من رؤوسنا الافيونا
              علمونا فن التشبث بالارض
              ولا تتركوا المسيح حزينا
              يا احباءنا الصغار سلاما
              جعل الله يومكم ياسمينا
              من شقوق الارض الخراب طلعتم
              وزرعتم جراحنا نسرينا
              هذه ثورة الدفاتروالحبر
              فكونوا على الشفاه لحونا
              امطرونا بطولة وشموخا
              واغسلونا من قبحنا اغسلونا
              لا تخافوا موسى ولا سحر موسى
              واستعدوا لتقطفوا الزيتونا
              ان هذا العصر اليهودي وهم
              سوف ينهار لو ملكنا اليقينا
              يا مجانين غزة الف اهلا
              بالمجانين ان هم حررونا
              ان عصر العقل السياسي ولى
              من زمان فعلمونا الجنونا
              ----------------------
              كيف يتناغم الحرف والكلمه في يد رشيقه وقلم رومانسي ليكون حجرا في انتفاضته على الدنيا - هذا هو نزار الشاعر الثائر مع الحدث يكون حجرا
              يتبع

              تعليق

              • يسري راغب
                أديب وكاتب
                • 22-07-2008
                • 6247

                #8
                الاستاذ علي الموقر
                اعتذر لتكرار مساهماتي مع دراسه رائعه رايت ان اسوق اليها نماذجا متنوعه عن شعر نزار قباني الذي كتب الوجدان العربي حبا انسانيا وقضيه مركزيه ثم مداعبا للتاريخ العربي في غرناطه قائلا

                غــــرناطة ..
                في مدخل ( الحمراء ) كان لقاؤنا
                ماأطيبَ اللُّقيا بلا ميعاد
                عينانِ سوداوانِ .. في حجريهما
                تتوالدُ الأبعادُ من أبعادِ ..
                هل أنتِ إسبانيّةٌ ؟ ساءَلتها
                قالت : وفي غَرناطة ميلادي
                غرناطةٌ وصحت قرونٌ سبعةٌ
                في تينِكَ العينينِ .. بعد رُقادِ
                ماأغرب التاريخ كيف أعادني
                لحفيدةٍ سمراء من أحفادي
                وجهٌ دمشقيٌ رأيتُ خِلالهُ
                أجفان بلقيسٍ وجيدَ سعاد
                ودمشقُ أين تكون ؟ قلتُ ترينها
                في شعركِ المنساب .. نهر سَواد
                في وجهك العربي في الثغرِ الذي
                مازالَ مُختزناً شُموس بلادي
                ومشيتُ مثل الطفل خلف دليلتي
                وورائي التاريخ كومُ رمادِ
                قالت هنا ( الحمراء ) زَهوُ جدودنا
                فاقرأ على جدرانها أمجادي
                أمجادُها .؟ ومسحتُ جُرحاً نازفاً
                ومسحتُ جرحاً ثانياً بفؤادي
                ياليتَ وارثتي الجميلةُ .. أدركت
                أنَّ اللذين عَنَتهُمُ أجدادي
                عانقتُ فيها عندما ودَّعتها
                رجُلاً .. يُسمَّى ( طارقَ بنَ زيادِ )

                تعليق

                • يسري راغب
                  أديب وكاتب
                  • 22-07-2008
                  • 6247

                  #9
                  استاذ علي الموقر
                  وفي مشاركه وجدانيه للحس القومي العربي قال في وفاة الزعيم العربي جمال عبد الناصر - قصيده اثارت الكثير من النقاش والجدل مابين مؤيد ومعارض

                  قتلناك يا آخر الأنبياء
                  قتلناك ……
                  فليس جديداً علينا
                  اغتيال الصحابة والأولياء
                  فكم من رسول قتلنا
                  وكم من إمام ذبحناه
                  وهو يصلى صلاة العشاء
                  فتاريخنا كله محنة
                  وأيامنا كلها كربلاء

                  نزلت علينا كتابا جميلاً
                  ولكننا لا نجيد القراءة
                  وسافرت فينا لأرض البراءة
                  ولكننا ما قبلنا الرحيلا
                  تركناك فى شمس سيناء وحدك
                  تكلم ربك فى الطور وحدك
                  وتعرى ..وتشقى ..وتعطش وحدك
                  ونحن هنا نجلس القرفصاء
                  نبيع الشعارات للأغبياء
                  ونحشو عقول الجماهير تبناً ..وقشاً
                  ونتركهم يعلكون الهواء

                  قتلناك يا جبل الكبرياء
                  وأخر قنديل زيتٍ
                  يضيئ لنا فى ليالى الشتاء
                  وأخر سيف من القادسية
                  قتلناك نحن بكلتا يدينا
                  وقلنا :المنية
                  لماذا قبلت المجىء الينا؟
                  فمثلك كان كثيراً علينا
                  سقيناك سم العروبة حتى شبعت
                  رميناك فى نار عمان حتى احترقت
                  أريناك غدر العروبة حتى كفرت
                  لماذا ظهرت بأرض النفاق
                  لماذا ظهرت ؟
                  فنحن شعوب من الجاهلية
                  ونحن التقلب
                  نحن التذبذب
                  والباطنية ..
                  نبايع أربابنا فى الصباح
                  ونأكلهم حين تأتى العشية

                  قتلناك يا حبنا وهوانا
                  وكنت الصديق ، وكنت الصدوق، وكنت أبانا
                  وحين غسلنا يدينا ..
                  اكتشفنا بأنا قتلنا مُنانا
                  وأن دماءك فوق الوسادة ..
                  كانت دمانا
                  نفضت غبار الدراويش عنا
                  أعدت إلينا صبانا
                  وسافرت فينا إلى المستحيل
                  وعلمتنا الزهو والعنفوانا
                  ولكننا …
                  حين طال المسير علينا ..
                  وطالت أظافرنا ولحانا
                  قتلنا الحصانا ..
                  فتبّت يدانا ..
                  فتبّت يدانا ..
                  أتينا إليك بعاهاتنا ..
                  وأحقادنا وانحرافاتنا
                  إلى أن ذبحناك ذبحاً
                  بسيف أسانا
                  فليتك فى أرضنا ما ظهرت
                  وليتك كنت نبى سوانا

                  أبا خالد يا قصيدة شعر
                  تقال.. فيخضر منها المداد
                  إلى أين ؟
                  يا فارس الحلم تمضى
                  وما الشوط
                  حين يموت الجواد
                  إلى أين ؟
                  كل الأساطير ماتت
                  بموتك وانتحرت شهرزاد
                  ***
                  وراء الجنازة سارت قريش
                  فهذا هشام .. وهذا زياد
                  وهذا يريق الدموع عليك
                  وخنجرة تحت ثوب الحداد
                  وهذا يجاهد فى نومه
                  وفى الصحو يبكى عليه الجهاد
                  وهذا يحاول بعدك
                  وبعدك ..كل الملوك رماد
                  وفود الخوارج جاءت جميعاً
                  لتنظم فيك ملاحم عشق
                  فمن كفروك ..ومن خونوك
                  ومن صلبوك بباب دمشق
                  ***
                  أنادى عليك أبا خالد
                  وأعرف أنى أنادى بوادٍ
                  وأعرف أنك ان تستجيب
                  وأن الخوارق ليست تعاد

                  نزار قبانى

                  تعليق

                  • يسري راغب
                    أديب وكاتب
                    • 22-07-2008
                    • 6247

                    #10
                    وفي النموذج القصائدي الموزون له من الاشعار ما لايجارى في عذوبته وخليليته وكان الكلمة معه نغمه موسيقيه قادره على احتواء الاخر شرقا وغربا فتوحدت قلوب المحبين حوله وغنى له مشاهير الطرب في عالمنا العربي اجمل قصائده وهو يكتب

                    أيظن
                    ايظن انى لعبه بيديه؟
                    انا لا افكر فى الرجوع اليه
                    اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
                    وبراءه الاطفال فى عينيه
                    ليقول لى انى رفيقه دربه
                    وبأننى الحب الوحيد لد يه
                    حمل الزهور الىّ كيف ارده
                    وصباى مرسوم على شفتيه
                    ما عدت اذكر والحرائق فى دمى
                    كيف التجأت انا الى زنديه؟
                    خبأت رأسى عنده وكأننى
                    طفل اعادوه الى ابويه
                    حتى فساتينى التى اهملتها
                    فرحت به رقصت على قدميه
                    سامحته وسألت عن اخباره
                    وبكيت ساعات على كتفيه
                    وبدون ان ادرى تركت له يدى
                    لتنام كالعصفور بين يديه
                    ونسيت حقدى كله فى لحظه
                    من قال انى قد حقدت عليه
                    كم قلت انى غير عائده له
                    ورجعت ما احلى الرجوع اليه


                    """""""""""""""""""""""""""""""""""

                    تعليق

                    • بلال عبد الناصر
                      أديب وكاتب
                      • 22-10-2008
                      • 2076

                      #11
                      الأستاذ علي

                      إن نزار قباني وصف الواقع قبل قدومه , و نثر المستقبل قبل حدوثه
                      فهو بلا منازع شاعر القرن العشرين , و الشاعر الوحيد الذي
                      حقق نقلة في عالم الشعر , فلم أقرأ قبل نزار شاعرا يكتب شعراً
                      بهذه السلاسة و النعومة وكلاماً يفهمه المثقف و غيرالمثقف .

                      رائعٌ حقاً أنتْ , تقديري و إحترامي .


                      تعليق

                      • علي المتقي
                        عضو الملتقى
                        • 10-01-2009
                        • 602

                        #12
                        ["]الأستاذ الجليل والأخ الكريم يسري راغب شراب : شكري الجزيل على مساهماتكم ذات القيمة المضافة إلى الموضوع الرئيس ، فقد كان الموضوع نظريا يقرب مفهوم اللغة الثالثة إلى قراء المنتدى كما تصورها نزار قباني ، وبالنصوص الجميلة التي أوردتها يستطيع القارئ أن يقارن بين ما قاله نزار نظريا وما جربه إبداعيا .
                        لقد كتب نزار في مواضيع شتى فهو شاعر الحب والمرأة بامتياز، وشاعر الوطن والعروبة والمقاومة ، فمنذ أواخر الخمسينيات كتب خبز وحشيش وقمر ، و بعد هزيمة 67 كتب هوامش على دفتر النكسة ، وتوالت النصوص الوطنية والقومية بعد ذلك ، وتغنى بالتاريخ العربي المجيد ، وانتقد جيله نقدا لاذعا، ووجه سهامه إلى الحكام العرب . وزرع الآمال في الأجيال التي أتت بعد جيله . ولم يكن في كل هذا دون خوان ولا شاعرا هجاء يتوسل بشعره . بل كان إنسانا دمشقيا عربيا ، وفوق كل هذا كان شاعرا لكل الجماهير العربية ، وصاحب مدرسة عرفت باسمه .
                        تحياتي الصادقة
                        [/]
                        [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                        مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                        http://moutaki.jeeran.com/

                        تعليق

                        • علي المتقي
                          عضو الملتقى
                          • 10-01-2009
                          • 602

                          #13
                          [align=justify]الأ خ الكريم عبد الناصر : شكرا لكلمتك الطيبة ، سيظل نزارا مدرسة متميزة وذات طبيعة خاصة في تاريخ الشعر العربي المعاصر ، وقد استطاح تحقيق ما يطمح إليه شعراء الحداثة في التواصل مع أكبر شريحة من القراء بمفردات لغته وتراكيبها البسيطة، وطبيعة مواضيعه التي تخاطب الجانب الإنساني فينا ، كم استطاع الثورة على قيم مجتمعه ، بالثورة على مجموعة من التقاليد التي تحول المرأة إلى ملكية فردية للرجل يفعل بها مايشاء ، ليجعل منها إنسانا كامل الإنسانية وكامل الأنوثة . فهو الذي يقول مخاطبا المرأة :

                          [align=center]
                          ما زال قانون القبيلة حاكما
                          جسد النساء فحاولي أن تحكمي
                          أنا لا أريد أن أكون حاكم قبيلة
                          حتى أحبك بالأظافر والدم [/align]


                          إلا أنه ، لا يمكن القول قطعا أنه الوحيد الذي حقق نقلة في عالم الشعر ، فقد تحققت قفزات تاريخية على امتداد الشعر العربي : فأبو نواس صاحب تجربة متميزة ، وأبو تمام صاحب لغة شعرية جديدة ، وبدر شاكر السياب صاحب رؤيا فريدة للإنسان والكون والماغوظ كتب قصيدة نثر لم يكتبها غيره من شعراء الحداثة ، و أدونيس فارس الكلمات الغريبة ، وأمل دنقل شاعر القومية بامتياز ... ومن الأفضل القول : إن نزارا حقق قفزة نزعية في التجربة الشعرية ، بدل القول: إنه الشاعر الوحيد الذي حقق هذه القفزة النوعية .
                          كل الود والتقدير
                          [/align]
                          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                          http://moutaki.jeeran.com/

                          تعليق

                          • يسري راغب
                            أديب وكاتب
                            • 22-07-2008
                            • 6247

                            #14
                            [align=center]
                            نزار قباني في المديح النبوي الشريف
                            ----------------------------------------

                            عز الـورود.. وطـال فيـك أوام
                            وأرقـت وحدي والأنـام نيـام
                            ورد الجميع ومن سناك تـزودوا
                            وطردت عن نبع السنى وأقاموا
                            ومنعت حتى أن أحوم ولـم أكـد
                            وتقطعت نفسي عليك وحاموا
                            قصدوك وامتدحواودوني اغلقـت
                            أبواب مدحك فالحـروف عقـام
                            أدنـوا فأذكرمـا جنيـت فأنثنـي
                            خجلا تضيق بحملـي الأقـدام
                            أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى
                            جل المقام فـلا يطـال مقـام
                            وزري يكبلني ويخرسني الأسـى
                            فيموت في طرف اللسان كلام
                            يممت نحوك يـا حبيـب الله فـي
                            شوق تقض مضاجعي الآثـام
                            أرجوالوصول فليل عمري غابـة
                            أشواكـهـا الأوزار والآلام
                            يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا
                            نفحات نورك وانجلى الإظـلام
                            أأعود ظمئآنـا وغيـري يرتـوي
                            أيرد عن حوض النبي هيـام
                            كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
                            والنفس حيرى والذنوب جسـام
                            أو كلمـا حاولـت إلمـام بــه
                            أزف البـلاء فيصعـب الإلمـام
                            ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة
                            عصماء قبلي سطـرت أقـلام
                            مدحوك ما بلغوا برغـم ولائهـم
                            أسوار مجـدك فالدنـو لمـام
                            ودنوت مذهـولا أسيـرا لاأرى
                            حيران يلجم شعـري الإحجـام
                            وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر
                            قد عاقه عمن يحب زحـام
                            حتى وقفـت أمـام قبـرك باكيـا
                            فتدفق الإحسـاس والإلهـام
                            وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى
                            وطوى الفـؤاد سكينـة وسـلام
                            يا ملءروحي وهج حبك في دمي
                            قبس يضيء سريرتي وزمـام
                            أنت الحبيب وأنت من أروى لنـا
                            حتـى أضـاء قلوبنا الإسـلام
                            حوربت لم تخضع ولم تخشـى العـدى
                            من يحمه الرحمن كيف يضـام
                            وملأت هذا الكون نورا فأختفـت
                            صور الظلام وقوضـت أصنـام
                            الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي
                            فالمسلمون عن الطريق تعامـوا
                            والـذل خيـم فالنفـوس كئيبـة
                            وعلى الكبـار تطـاول الأقـزام
                            الحزن أصبح خبزنـا فمساؤنـا
                            شجـن وطعـم صباحنا أسقـام
                            واليـأس ألقـى ظلـه بنفوسنـا
                            فكـأن وجـه النيريـن ظـلام
                            أنى اتجهت ففي العيون غشـاوة
                            وعلىالقلوب من الظلام ركـام
                            الكـرب أرقنـا وسهـد ليلـنـا
                            من مهده الأشواك كيـف ينـام
                            إلـى أن يقـول فـي نهايتهـا
                            يا طيبة الخيـرات ذل المسلمـون
                            ولا مجيـر وضيعـت أحـلام
                            يغضون ان سلب الغريب ديارهـم
                            وعلى القريب شذى التراب حرام
                            باتـوا أسـارى حيرة وتمزقـا
                            فكأنهـم بيـن الورى أغنـام
                            ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم
                            لاغرو ضاع الحـزم والإقـدام
                            يا هادي الثقلين هل مـن دعـوة
                            تدعى بهـا يستيقـظ الـنـوام[/align]

                            تعليق

                            • محمد جابري
                              أديب وكاتب
                              • 30-10-2008
                              • 1915

                              #15
                              عزيزي علي متقي
                              سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
                              لا أدري كيف تقرؤون هذه الضلالات وتعتبرونها شعرا وتثنون عليها ثناء، حتى تساءلت، ألقومي مقاييس أم هم ينقادون لكل داع؟

                              سبق أن عرضتم قصيدة مهيار لأدونيس وقد كشفت عن ساقيها بأنها مجنة تريد الثأر من النبي، ومن يثرب... وها أنتم تنقلون عن نزار فكره الوجودي الملحد الثائر!!!

                              وهل هذا فكر يرتضى ويتقبل قبل أن يتقمص؟ وتسألوني أخي الكريم: لماذا ترفضون وجود قصائد النثر؟... فلا شك أنكم قمتم بالإجابة الصريحة الواضحة التي لا تحتمل لبسا، والتي لا أستطيع بتخميناتي أن أقدم لكم أصرح منها وأوضح:

                              إنها ثقافة الآخر الملحد البعيدة عن ديننا وثقافتنا؛ وكيف تريدون خلط أوراقنا؟ بقبولنا لهذا الفكر المتسكع على طرقات الإلحاد والناسج على منوال الدنمرك ورسومه المسيئة. أين تميزنا بحضارتنا؟...

                              كنتم دوما تستدلون بأنها مشاعر إنسانية: وها قد كشفت للثام عن وجهها القبيح الملحد الوجودي الثوري الهائج، المائج...

                              فأين هي هذه الإرهاصات الإلحادية من المشاعر الإنسانية النبيلة ؟ وأين هي المشاعر الإنسانية لثورة تحرق الأخضر واليابس؟ وما الثورة إلا جنون أنثى الثور حين تثار، فهل الجنون من المعقول؛ حتى يتقبل، أو نرتضيه سبيلا؟. قد تستخفنا الكلمات، وتحفزنا الدعوات النهضوية؛ لكن ما أسس المنطلق أغضب الرب، أم رضاه؟

                              قرأت كل المداخلات ورأيت الكل قد انقاد... واستسلم، فتساءلت : كيف أصبحت أحمقا من بين العقلاء؟
                              ألكوني تنبهت لدقة دلالات المصطلحات؟
                              أم هي غفلة الصالحين أخذتني؟؟؟

                              وا عجبا لصبية مدينة فاس، فقد أمطرت نزارا حجارة حينما حاول هتك بكارتها الطفولية بأشعار الزرع الذي لم يحصد!!! وكانت أمسيته جحيما لا يطاق، حيث تجاوز الأطفال كل أعراف الثانويات وخرجوا في وقفة عارمة لطرد الشيطان شر طردة.

                              كيف لم تنطل حيلته على هؤلاء الصبية بينما انقاد لها كبار رواد الملتقى؟؟؟

                              أين المعقول من هذه المنقولات الوثنية؟؟؟

                              أرجوكم دلوني إلى ما وجه سبيلكم نحو سبيل الفكر الإلحادي حيث الثوار والجنون والفكر الوجودي وكل الضلالات إلا سبيل التقوى ذلك السلاح الأقوى. حيث القومة لله بالشهادة على النفس والوالدين والأقربين فضلا عن غيرهم...

                              إنها تساؤلات منطقية معقولة بها خاطبت فئة راقية علمية نزيهة كما أعتقد؟ فهل من مجيب؟

                              فلم وقفتم ضد دولة الدنمرك في رسومها، واختلط عليكم الأمر حين هاجت رياح (الشعر)؟؟؟ هل أضحى الشعر أفيون يغيب العقول؟

                              وهل محبة د. علي متقي الذي فرض احترام نفسه بسمته ووقاره وأدبه ساقتنا للانقياد بعينين معصبتين؟

                              يا ليت قومي يعلمون ما في التقوى من إمدادات غيبية وفيوضات ربانية، وأمطار رحمة تتنزل على القلوب لتتنسم نسائم ريحان السكينة وتتذوق مذاق الطمأنينة حيث لا جنون ولا ظنون؛ إنما اليقين المطلق على الله وآياته القرآنية والكونية معا، في عناق صوفي يهيج الوجد ويذيق الصفاء المطلق والخلاص من دنيا الآثام...
                              http://www.mhammed-jabri.net/

                              تعليق

                              يعمل...
                              X