[align=justify][align=center]القصة الكوميدية القصيرة والروائية المجني عليها[/align]أليس هنالك قصة قصيرة كوميدية ، ورواية كوميدية غير المسرحية أيضا؟! أم إنها غير عظيمة؟! أم لا يوجد تجنيس لها حتى نحرمها من جنس أصيل منها وهو الملهاة المضحكة ؟ ! اهذا الجنس منها ليس نبيلا ؟ أم لا يوجد فى الأدب ما يسمى القصة الكوميدية سوى المسرحية؟
لا أدرى هل هو عجز أم عزوف عن القصة الكوميدية بصفة عموم القص وكأنه نقيصة لمن يكتبها ، مع أن هذا الادعاء غير صحيح بالمرة من وجهة نظرى ، بل هو تقصير شديد من المبدعين درجوا على كتابة القصة بدون تحديد لجنسها ، وجبلوا على المأساة ، فليجنسها الناقد كيف يشاء ، أو أنهم لا يعرفون أجناس القصة ومنها القصيرة والرواية والملحمة والقومية ، بالطبع التى تجنس إلى : المأسملهاة التراجيكمدى المحزنة المفرحة ، المأساة التراجيديا المحزنة ، الكوميديا الملهاة المضحكة المفرحة0
ومن ناحية العجز اشك فى ذلك ، بدليل السيل المنهمر من مداد أقلام الجميع فى كل مكان ، ومنهم أيضا أصحاب الخواطر الذين لا يكادون يسمعون لنصح ناصح ولا لعلم عالم ولا لرأى ناقد ، وكأنهم بلغوا من الكمال فيها مبلغا عليا ، لا يسمح بالتوقف ومحاولة الإجادة والتنوع والإعجاز ، أو محاولة الترقى إلى نوع آخر ما فوق القصة القصيرة وهو الرواية التى لا يقترب منها أحدا، ناهيك عن الملحمة الآن0
نعم هنالك قصة قصيرة كوميدية ، ورواية كوميدية أيضا ، تعتمد على السخرية والمفارقة والتقابل والتضاد ، وتصير بعد إتقانها تؤدى هدفها كما القصة المأسملهاة ، والمأساة تماما ، وتتساوى معها من حيث أهداف ونتائج القصة بجميع أنواعها واجناسها0
الملهاة فى منزلة عالية ولكنها ليست سامقة لتخلق الضحك والسعادة والغبطة والسرور، وتطهر من الحزن والغم والنكد والسقم والكآبة واليأس المقيت ، وبذلك يكون لها هدف عظيم 0 وفعلها العادي لا يعيبها بما تعارف واتفق عليه الغالبية العظمى من الناس الذين يأتونها ويفعلونها ، وما دامت كذلك فإن الفاعل المحقق لها لا يبذل تمام البذل ويجاهد تمام المجاهدة لأنه يفعل ما هو عادى ليس به مسحة من المستحيل الذى يتحقق بما هو فوق العادي ليكون ممكنا ، وهو مبعث الإجلال وعظيم الاحترام والتوقير والتميز كبطل المأسملهاة وبطل المأساة العظيمة والإلهية 0 ولكن لا ينكر عن الفاعل ذى الفعل العادي الممكن غير المستحيل بذله المحترم من أجل الحصول على حاجته وتحقيق هدفه اللذين يخصانه بمفرده لا يتعديانه إلى سواه ، وإن توقف أو تراجع أو امتنع ليس عليه غبار ولا لوم ولا عتاب ولا اتهام بالفشل ، بدعوى أن حياته ستسير على طبيعتها التى يحققها عمله الآخر الجدى الحتمى الذى يتطلب جهدا كبيرا وعناء عظيما وعملا مخلصا دءوبا ليسير حياته ويحصل على متطلباته الضرورية وأهدافه النبيلة السامية التى ينشدها ، كما ينشدها الجميع من الناس الأسوياء النبلاء الفضلاء ، مما تضفى على عمله الجدى الجلال والاحترام والإكبار ، ولجهده الكبير التوقير والاحترام ، والمحاسبة والاقتداء وكمثل أعلى يتعلم منه ، مما يكون له عظيم الأثر بتوسيعه نطاق الإفادة تتعداه إلى غيره ، فإذا ما ذهب يلهو يجدد نشاطه , ويستعيد حيويته ويخرج من معاناته بفسحة من الوقت يلهو فيها ويلعب تكون لها نفس الإكبار والاحترام والإجلال , بدعوى أنها تؤدى منفعة كبرى بما لها من أثر عظيم تدعم وتساعد الجدى على جديته 0 مما يعنى أن فعل الشخص السوي الذى له حاجة عظيمة وهدف نبيل أن يسلك الفعلين الجدى والأقل منه جدية للتوازن وتتحقق متطلبات نفسه مع متطلبات جسده ويشفى ويقوى الاثنين على السواء ، مما يعنى أن الرتع واللعب أيا كان الأداء العملى لهما لا ينفيان أبدا عظم ونبل الهدف ولو ظل مقصورا على فعل الفاعل نفسه دون سواه لأن فى ذلك سلواه وعلاجا وتهذيبا لنفسه وتطهيرا وإصلاحا لبدنه ، وإسعادا وتسرية لروحه ، فما بالنا إن تعداه إلى الغير لاكتمل بذلك عظم القصد والحاجة ، ونبل التحقق والهدف 0 بهذا التعريف المبدئى الذى يخص الملهاة ,ولكننا نبتغى أن نصوغ تعريفا للقصة الملهاة حتى تفي بغرضها من الإشباع الفطري والغريزي للإنسان الذى فطره الله على حب المحاكاة أو الحكى ، وهدفها المطلوب من إمتاع وتعلم وعظة ونصيحة كما علمنا الله ، ومن لديه المقدرة على الإبداع لابد أن يتعلم كما علمنا الله ونحاكى بخلقنا المصنوع خلق الله الحقيقى ، وهى لا تتحقق من فعل غير تام ولا غير كامل ، بمعنى أن الملهاة حتى تحقق الغرض منها لابد أن يكون لفعلها طول معقول ليس بالقصير الذى يختزل فيبدو وكأنه نكتة ، والنكتة أو الطرفة تخرج تماما من طور أى نوع من القص الذى نحدد له علما تاما وهو مقصدنا ومرادنا 0[/align][align=center]عيد زواج سعيد[/align]
يحمل باقة من الورد وزجاجة من العطر وشريط من البرشام المصلب يدسه فى جيبه بخبث يقصد بيته ، يصعد الدرج بسرعة ، يقدم لها الورد الأبيض الذى يشبه قميصها الشفاف ، فتستنشق منه بفرح وسعادة ، ثم تدسه بين نهديها كما تشم زجاجة العطر فيتصاعد الدخان وينفجر عود الورد يكويها فتصرخ تلقى به بعيدا ، وهو يقف غير مصدق ، فتمسك به تشده شدا ، تنوى الفتك به ، يقسم لها وهو يتخفى فى ملبسه أنه لم يضع لها متفجرا فيه ، وانه لمقلب كبير سيرده حتما لبائع الورد ، ولكنها لا تأبه بقسمه ، فيستخرج حبة يلقى بها فى فمه بسرعة تساعده على تحمل الضرب ، وتواصل شده واللف به فى إرجاء الحجرة كمروحة سقف ، فى الوقت الذى تشتعل فيه السجادة ، فتلقيه عليه ، ثم تلفها بنارها وهو يحاول الفرار ولكن بدون جدوى ، ثم تلقيها من النافذة فتنفرد تفك قيدها عنه ، فلا يقوم من مكانه غير انه يتطلع إلى قدميه التى يظهر بها بعض الحروق ولكنه لا يشعر بألمها ، وهى تتطلع إليه من الشباك تفتل شعرها تأكل بعضها غضبا ، فتقفز تندفع إليه فتسقط من جراء التواء ساقها ، فتصرخ ، فيقوم إليها جريا يستخرج زجاجة العطر بخوف يقدمها إليها بحزر وخوف شديد ، فتنسى ألمها وتقبل تتسلم العطر تعطر نفسها ، فيكوى جروحها فتصرخ ، فيتجمع بعض المارة ، فيجرى بعيدا ، وهم يقبلون عليها يودون مساعدتها ، ولكن عندما يقتربون ، يسرعون الخطى يتفرجون على صدرها العارى وقميصها المقطع ، فيشتعل الوجد والأيادي تمتد ، فيعود يجرى يدثرها بالسجادة يلفها ، ويلقى بها نحو حجرته ، ويستدير يضرب المتفرجين ويفرقهم ، ولكنهم يضربونه ، ومنهم من يتجه بغضب إلى الشباك ، فتقابله بجردل الماء تحبس رأسه فيه ، وبيدها الأخرى تضرب مؤخرته ، وابنتها ترمى الماء على الآخرين فيهربون ، فيتقدم نحوها يشد من رأسه محبوسة فى الجردل ، فيتلقى منه ضربة قوية فى وجهه ، ويعود يشدها من يدها فتطيعه تقف وتلقى بنفسها عليه تكتم أنفاسه ، ويقيده زوجها ويربطه فى الشجرة ، فيتطلع إليها بامتنان ، وتنظر إليه بإعجاب واشتياق وتقترب منه تقبله ، فيقول : عيد جواز سعيد ، فيتمكن المربوط من فك نفسه ويقول لهما : أنا سأريكما كم هو سعيد يا سناء يا أبنت خالى ، فتلتفت إليه تقول من ؟ خيبك الله يا وسيم ، أين زوجتك ؟ فيقول لها ها هى قادمة مع الشرطة0
لا أدرى هل هو عجز أم عزوف عن القصة الكوميدية بصفة عموم القص وكأنه نقيصة لمن يكتبها ، مع أن هذا الادعاء غير صحيح بالمرة من وجهة نظرى ، بل هو تقصير شديد من المبدعين درجوا على كتابة القصة بدون تحديد لجنسها ، وجبلوا على المأساة ، فليجنسها الناقد كيف يشاء ، أو أنهم لا يعرفون أجناس القصة ومنها القصيرة والرواية والملحمة والقومية ، بالطبع التى تجنس إلى : المأسملهاة التراجيكمدى المحزنة المفرحة ، المأساة التراجيديا المحزنة ، الكوميديا الملهاة المضحكة المفرحة0
ومن ناحية العجز اشك فى ذلك ، بدليل السيل المنهمر من مداد أقلام الجميع فى كل مكان ، ومنهم أيضا أصحاب الخواطر الذين لا يكادون يسمعون لنصح ناصح ولا لعلم عالم ولا لرأى ناقد ، وكأنهم بلغوا من الكمال فيها مبلغا عليا ، لا يسمح بالتوقف ومحاولة الإجادة والتنوع والإعجاز ، أو محاولة الترقى إلى نوع آخر ما فوق القصة القصيرة وهو الرواية التى لا يقترب منها أحدا، ناهيك عن الملحمة الآن0
نعم هنالك قصة قصيرة كوميدية ، ورواية كوميدية أيضا ، تعتمد على السخرية والمفارقة والتقابل والتضاد ، وتصير بعد إتقانها تؤدى هدفها كما القصة المأسملهاة ، والمأساة تماما ، وتتساوى معها من حيث أهداف ونتائج القصة بجميع أنواعها واجناسها0
الملهاة فى منزلة عالية ولكنها ليست سامقة لتخلق الضحك والسعادة والغبطة والسرور، وتطهر من الحزن والغم والنكد والسقم والكآبة واليأس المقيت ، وبذلك يكون لها هدف عظيم 0 وفعلها العادي لا يعيبها بما تعارف واتفق عليه الغالبية العظمى من الناس الذين يأتونها ويفعلونها ، وما دامت كذلك فإن الفاعل المحقق لها لا يبذل تمام البذل ويجاهد تمام المجاهدة لأنه يفعل ما هو عادى ليس به مسحة من المستحيل الذى يتحقق بما هو فوق العادي ليكون ممكنا ، وهو مبعث الإجلال وعظيم الاحترام والتوقير والتميز كبطل المأسملهاة وبطل المأساة العظيمة والإلهية 0 ولكن لا ينكر عن الفاعل ذى الفعل العادي الممكن غير المستحيل بذله المحترم من أجل الحصول على حاجته وتحقيق هدفه اللذين يخصانه بمفرده لا يتعديانه إلى سواه ، وإن توقف أو تراجع أو امتنع ليس عليه غبار ولا لوم ولا عتاب ولا اتهام بالفشل ، بدعوى أن حياته ستسير على طبيعتها التى يحققها عمله الآخر الجدى الحتمى الذى يتطلب جهدا كبيرا وعناء عظيما وعملا مخلصا دءوبا ليسير حياته ويحصل على متطلباته الضرورية وأهدافه النبيلة السامية التى ينشدها ، كما ينشدها الجميع من الناس الأسوياء النبلاء الفضلاء ، مما تضفى على عمله الجدى الجلال والاحترام والإكبار ، ولجهده الكبير التوقير والاحترام ، والمحاسبة والاقتداء وكمثل أعلى يتعلم منه ، مما يكون له عظيم الأثر بتوسيعه نطاق الإفادة تتعداه إلى غيره ، فإذا ما ذهب يلهو يجدد نشاطه , ويستعيد حيويته ويخرج من معاناته بفسحة من الوقت يلهو فيها ويلعب تكون لها نفس الإكبار والاحترام والإجلال , بدعوى أنها تؤدى منفعة كبرى بما لها من أثر عظيم تدعم وتساعد الجدى على جديته 0 مما يعنى أن فعل الشخص السوي الذى له حاجة عظيمة وهدف نبيل أن يسلك الفعلين الجدى والأقل منه جدية للتوازن وتتحقق متطلبات نفسه مع متطلبات جسده ويشفى ويقوى الاثنين على السواء ، مما يعنى أن الرتع واللعب أيا كان الأداء العملى لهما لا ينفيان أبدا عظم ونبل الهدف ولو ظل مقصورا على فعل الفاعل نفسه دون سواه لأن فى ذلك سلواه وعلاجا وتهذيبا لنفسه وتطهيرا وإصلاحا لبدنه ، وإسعادا وتسرية لروحه ، فما بالنا إن تعداه إلى الغير لاكتمل بذلك عظم القصد والحاجة ، ونبل التحقق والهدف 0 بهذا التعريف المبدئى الذى يخص الملهاة ,ولكننا نبتغى أن نصوغ تعريفا للقصة الملهاة حتى تفي بغرضها من الإشباع الفطري والغريزي للإنسان الذى فطره الله على حب المحاكاة أو الحكى ، وهدفها المطلوب من إمتاع وتعلم وعظة ونصيحة كما علمنا الله ، ومن لديه المقدرة على الإبداع لابد أن يتعلم كما علمنا الله ونحاكى بخلقنا المصنوع خلق الله الحقيقى ، وهى لا تتحقق من فعل غير تام ولا غير كامل ، بمعنى أن الملهاة حتى تحقق الغرض منها لابد أن يكون لفعلها طول معقول ليس بالقصير الذى يختزل فيبدو وكأنه نكتة ، والنكتة أو الطرفة تخرج تماما من طور أى نوع من القص الذى نحدد له علما تاما وهو مقصدنا ومرادنا 0[/align][align=center]عيد زواج سعيد[/align]
يحمل باقة من الورد وزجاجة من العطر وشريط من البرشام المصلب يدسه فى جيبه بخبث يقصد بيته ، يصعد الدرج بسرعة ، يقدم لها الورد الأبيض الذى يشبه قميصها الشفاف ، فتستنشق منه بفرح وسعادة ، ثم تدسه بين نهديها كما تشم زجاجة العطر فيتصاعد الدخان وينفجر عود الورد يكويها فتصرخ تلقى به بعيدا ، وهو يقف غير مصدق ، فتمسك به تشده شدا ، تنوى الفتك به ، يقسم لها وهو يتخفى فى ملبسه أنه لم يضع لها متفجرا فيه ، وانه لمقلب كبير سيرده حتما لبائع الورد ، ولكنها لا تأبه بقسمه ، فيستخرج حبة يلقى بها فى فمه بسرعة تساعده على تحمل الضرب ، وتواصل شده واللف به فى إرجاء الحجرة كمروحة سقف ، فى الوقت الذى تشتعل فيه السجادة ، فتلقيه عليه ، ثم تلفها بنارها وهو يحاول الفرار ولكن بدون جدوى ، ثم تلقيها من النافذة فتنفرد تفك قيدها عنه ، فلا يقوم من مكانه غير انه يتطلع إلى قدميه التى يظهر بها بعض الحروق ولكنه لا يشعر بألمها ، وهى تتطلع إليه من الشباك تفتل شعرها تأكل بعضها غضبا ، فتقفز تندفع إليه فتسقط من جراء التواء ساقها ، فتصرخ ، فيقوم إليها جريا يستخرج زجاجة العطر بخوف يقدمها إليها بحزر وخوف شديد ، فتنسى ألمها وتقبل تتسلم العطر تعطر نفسها ، فيكوى جروحها فتصرخ ، فيتجمع بعض المارة ، فيجرى بعيدا ، وهم يقبلون عليها يودون مساعدتها ، ولكن عندما يقتربون ، يسرعون الخطى يتفرجون على صدرها العارى وقميصها المقطع ، فيشتعل الوجد والأيادي تمتد ، فيعود يجرى يدثرها بالسجادة يلفها ، ويلقى بها نحو حجرته ، ويستدير يضرب المتفرجين ويفرقهم ، ولكنهم يضربونه ، ومنهم من يتجه بغضب إلى الشباك ، فتقابله بجردل الماء تحبس رأسه فيه ، وبيدها الأخرى تضرب مؤخرته ، وابنتها ترمى الماء على الآخرين فيهربون ، فيتقدم نحوها يشد من رأسه محبوسة فى الجردل ، فيتلقى منه ضربة قوية فى وجهه ، ويعود يشدها من يدها فتطيعه تقف وتلقى بنفسها عليه تكتم أنفاسه ، ويقيده زوجها ويربطه فى الشجرة ، فيتطلع إليها بامتنان ، وتنظر إليه بإعجاب واشتياق وتقترب منه تقبله ، فيقول : عيد جواز سعيد ، فيتمكن المربوط من فك نفسه ويقول لهما : أنا سأريكما كم هو سعيد يا سناء يا أبنت خالى ، فتلتفت إليه تقول من ؟ خيبك الله يا وسيم ، أين زوجتك ؟ فيقول لها ها هى قادمة مع الشرطة0
تعليق