[align=justify][align=center]عقل القلب 00عقل المخ[/align]
عقل المخ الذي هو خلاصة وشرف وتشريف المخ ؛ لأن المخ فى الحيوانات أيضا ، وموجود فى الجمجمة والعظام ، العقل هو خلاصة المخ ومهمته تتوجه للإنتاج والتوجه الخارجي ، وما يتبقى من مخ يتوجه إلى المنتوج الداخلي الذي يسير حركة الجسم ، لقد ذهب بعض المفسرين والعلماء بمعنى الأمانة إلى معان كثيرة ، ولى منها بعون الله معنى آخر، أبدؤه بسؤال يوضح ما أذهب إليه ، ما الشيء الظاهر لكل البشر فى الفرق بين الإنسان وباقي المخلوقات وأخص منها الحيوان؟! سيجيب الجميع إنه العقل ، ولكن أى عقل – عقل المخ بالطبع فعقل المخ خصه الله للإنسان دون سائر مخلوقاته ، وهو الذي به يطيع أو يعصى 0 وما الشيء الذي رفضته جميع المخلوقات ؟ من أكبرها طولا وعرضا مثل السماوات والأرض ، ومن أشدها تمكنا وقوة ورسوخا إنها الجبال! وغيرهما مما لم يذكره الله ورفضوا حملها ! عدا الإنسان كثير الظلم لنفسه ولغيره ؛ لعدم تمام علمه ، فلا إنسان يستطيع أن يعرف كم من السنين يعيش ومتى يموت ؟ ومن أين سيحصل على رزقه المكفول والمضمون له من الله ؟ وبما أنه أكثر المخلوقات ظلما وأكثرها جهلا بكمال العلم والمعرفة ونتيجة لظلمه لنفسه ولعدم كمال علمه فيما هو معلوم له أو غير معلوم قبل حمل الأمانة من الله عندما عرضها تعالى على من قدر عليه الاختيار، إذن الأمانة هى عقل المخ ، ولذا عقل المخ مناط التكليف للحساب واستحقاقا للثواب وللعقاب ، والدليل على ذلك أن الله أعد الجنة والنار للناس لا إلى شىء من مخلوقاته غيرهم ؛ لأن المخلوقات جميعا عدا الإنسان ، بما أنها ليس لها عقل فى المخ فلن يحاسبها الله ؛ ولذلك خلقها مسيّرة وليست مخّيرة ، وتخيير الإنسان دون سائر المخلوقات يرجع إلى الأمانة التى هى عقل المخ مناط الحساب ، لأن المخلوقات الحية الدواب كلها لها قلب وعقل فيه وتتساوى مع الإنسان فيه وهى تسير به ، وعندما يفقد الإنسان عقل مخه يسير بعقل قلبه مثل المخلوقات الحية وصار مسيرا ورفع عنه الحساب 0 ودليل ثالث لقول الرسول فى حديثه ، محققه الشيخ الألباني وقال إن سنده صحيح ، عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن المبتلى حتى يبرأ وعن الصبى حتى يكبر " والابتلاء هنا ذهاب عقل المخ لا عقل القلب ، وما دام الإنسان سيعمل مسترشدا بعقل مخه مهتديا بعقل قلبه ، له أن يفعل ما يشاء ووجب عليه الحساب 0 إن مكمن الحساب والجنة والنار هو ما قبله الإنسان من أمانة أى عقل المخ 0 والدليل الثاني بما أن الإنسان قبل الأمانة وصار له عقل مخ ويمتلك حرية نفسه وحرية كل شىء ، أوجب الله على نفسه إرسال الرسل برسالات وعقائد تنظم لمن لا علم كاملا عنده فتنظم حياته وتهديه إلى الحق من الباطل والمفيد من الضار والحرام من الحلال لأنه سيحاسبه ومادام سيحاسبه والإنسان حر، وضح الله له ما يريده أن يفعله وحلله له ، ومالا يفعله وحرمه عليه ، واستوضح وأبان واظهر له كل ما يريده ما بين حسن وسيئ وغيره ، كلفه بعقائد وعبادات لا بد له أن يؤديها ومن لا يؤديها بعد أن اختار الأمانة وعرف ماله وما عليه فلا يلومن إلا نفسه 0
عقل المخ هو مركز تفكير فى تلك العضلة الرخوية الكائنة والمحفوظ فى ذلك المكان الحصين فى قلعة الجمجمة وهى المخ الليّن الرخوي ، وهو الصانع والمنتج للفكر والفهم مع أنه لا يرى ولا يسمع ولا يحس ، فهو ليس مركز إحساس بل مركز إنتاج للفهم والفكر، ولا يكتسب علمه ومعلوماته ومعرفته من قوته الذاتية ، وإنما يكسب معرفته وعلمه من خلال السمع والإبصار والقلب التى تحصل المعلومات والمعرفة ، ثم بدوره يقدم القلب هذه المعلومات ويرسلها إلى عقل المخ الذي يعيد تدويرها وهضمها وفهمها ، ثم يخرجها بمنتوج جديد يسمى الفكر الذى يحكم عليه عقل القلب ، لأن الإنسان مسئول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده فإذا استعمَلها في الطاعة والخير نال الثواب ، وإذا استعملها في المعصية والشر نال العقاب وهنا لم يضم الله عقل المخ واستثناه من المسئولية كالسمع والبصر والقلب ؛ لأنها هى المسئولة عن نقل وتوصيل هذه الحقائق والمعلومات لعقل المخ الذي يعمل على هذه البيانات وهذه المعرفة التى وصلته وأدركها ، وبالتالي يخرج منتجه منها ويرده إلى عقل القلب ليصدر عليها حكمه بصلاحها من عدمه وحلالها من حرامها ، وهذا يدل على أن القلب هو الذي يتحكم فى منتوج المخ ، فله أن يأخذ به وله أن يرفضه ، وإن لم يأخذ به فوجب الحساب على عقل المخ لأنه يمتلك قرار نفسه وقد نصحه وأبان واستوضح له عقل القلب ما يتوجب عليه أخذه وما يتوجب عليه تركه0 والقلب هو المؤتمن على العقيدة ، فماذا نسمى ما ينفلت من عقل المخ إلى ما هو ليس حسنا ويخالف شرع الله ؟! لأنه ليس كل قلب مؤتمن أمين ، فإذا كان صاحب هذا القلب لم يدخل الإيمان قلبه فماذا تنتظر منه ؟ وإذا كان به عقيدة ولكنه لا يُفعِّلُها ولا يعمل بها وبما فيها من أوامر ونواهٍ وعبادات هو لا يؤديها ، فهل تنتظر من قلبه أن يراقب عقله أو أن يسيطر عليه ؟ لا ؛ لأن من القلوب ما هى اشد قسوة من الحجارة وأجهل عقلا من الدواب ، إذن مَنْ قلبه مثل الحجر ليس به عقيدة ولا حتى معتقد فليس منتظرا أن يراقب قلبه منتوج عقله ، بل سيكون ما ينتجه عقله سيخرج للناس دون أن يعيه صاحبه سواء كان صوابا أم خطأ ، ويأتي الحكم على منتجه الفكري منا نحن ، ومن القلب البديل الذي هو قلب من لا قلب سليما له ، من آخرين أصحاب القلوب السليمة المؤتمنة إيمانا كاملا على ما فيها من عقائد سماوية أو معتقد قد شهد له من مبتكره ومن الآخرين بصوابه وصلاحه0
من أين يأتى عقل المخ باليقين ؟ من خلال حكم عقل القلب على منتجه ، ودليل آخر عند موت الإنسان فبذهاب العقل - عقل المخ - لأى سبب من الأسباب لا يموت الإنسان ولكن يموت بموت القلب ، ولذلك لم يوافق شيوخنا وعلماؤنا على إنهاء حياة الإنسان الميت إكلينيكيا أى ميت المخ ومعهم كل الحق لأن الله سيحاسب القلب لا العقل مع أن العقل سبب الحساب ، وما دام القلب ينبض فليس من حق أحد أن يقتله ويزهقه0 كذلك ذهاب العقل لا يحرم الإنسان من إدراك شهوات الفرج والطعام والشراب أو ما يقابله من مخاطر، فلم نر المجانين الذين يسيحون فى الشوارع تقتلهم السيارات مما يؤكد أن قلوبهم المؤتمنة على المواجيد الربانية ( عقل القلب) هى التى تتحكم فى تصرفاتهم رغم ذهاب العقل (عقل المخ) وتحافظ له على الحقوق الدنيا أن يعيش ويعي ويدرك بعقل قلبه الكثير من حاجياته الضرورية ، فنراه يشعر بالبرد وقت البرد والحر وقت الحر ، ويدرك ويطلب الطعام عند الجوع وهكذا ، مما يؤكد أن القلب هو الذي يمد العقل والمتحكم فيه لا العكس ؛ ولكن وجود علم ومعلومات متفرقة مهما كانت غزيرة تصبح كما هى بدون إنتاج فائدة ترجى إن لم يعتمل فيها العقل (عقل المخ) ويهضمها ويخرج منتجه الجديد من تلك المعلومات السابقة المحشو بها 0 مع أن هذا القول فيه سبة من الغرب للمسلمين بأنهم ينحون العقل جانبا فى التفكير والتدبر وهو قول مغلوط تماما فهم الذين لم يدركوا ويعرفوا حقيقة العقل وحقيقة القلب والفرق بينهما ، لأن المقارنة مغلوطة من الأساس ومفترض أن تكون بين المخ والقلب أى بين الأكبر الأعم ( القلب) مع الأكبر الأعم مثله ( المخ) وخلاصة القلب عقله ، وخلاصة المخ عقله ولكن الأول حكم (عقل القلب) بينما الثاني لاعب (عقل المخ) واللاعب هو الذي ينتج ، بينما يظل الحكم مراقبا 0 إذ إن القلب هو الذي يأتيه العلم والمعلومات ونموذج الإجابة فى عقل القلب التى يمد العقل (عقل المخ) بها ليفكر فيها وبعد أن يفكر وينتج يحكم عليه القلب (عقل القلب ) بصوابها أو خطئها ، وما هو مفيد منها وما هو دون ذلك 0
[align=center]فهل للإنسان عقلان ؟!! نعم[/align]
عقل المخ المنتج اللاعب ، ويظل عقل القلب الحكم ، وعليه نعود إلى الأصل فى المقارنة بين القلب والمخ ، كلى مع كلى لا كلى مع جزئي ، بمعنى لا لمقارنة القلب والعقل ؛ لأن القلب كلى والعقل جزئي 0 وللقلب خلاصته وذروته وفخره ، وللمخ خلاصته وذروته وفخره أيضا ، فلو قلنا خلاصة المخ عقله ، وخلاصة القلب عقله أيضا ، وبذلك يستقيم التوضيح ، ولكن من المتسيد ؟! إنه القلب لما فيه من عقل حكم ، و لأنه الأشمل والأعم فهو الذي يمد المخ بالغذاء والدم والأكسوجين وغيره وكذلك يمده بالمعلومات 0 الدليل الثالث على صحة وصواب ما ذهبت إليه ( لا تقربوا الصلوة وأنتم سكرى حتى تعلموا ما تقولون ) [النساء 43] ومعنى الآية أنها تسقط الفروض والعبادات حال غياب الأمانة التى أثبتنا بالدليل القاطع والبرهان الساطع أنها عقل المخ ، والبرهان أنه فى حالة غياب عقل المخ لأى سبب يسقط الله الفروض حتى ولو كان هذا الغياب وقتيا آنيا لحظيا ولكن الله سيحاسب عليها لأن الشخص نفسه – شارب الخمر - هو الذي غيب الأمانة وضيعها وقد قبلها من قبل فحق عليه الحساب ووجب عليه العقاب0
إن المنتج الخالص لعقل المخ من يأخذ به ولا يخضعه لحكم عقل القلب هم أصحاب القلوب الميتة التى ران عليها الصدأ ، وجعل الله عليها أغلالا لا تعي ولا تدرك الصواب من الخطأ ، والحرام من الحلال ، والنافع من الضار، وأعمى أبصارهم وأسماعهم وأفئدتهم فلم يعد لديهم حُكْم ولا حَكًم رشيد 0 [/align]
عقل المخ الذي هو خلاصة وشرف وتشريف المخ ؛ لأن المخ فى الحيوانات أيضا ، وموجود فى الجمجمة والعظام ، العقل هو خلاصة المخ ومهمته تتوجه للإنتاج والتوجه الخارجي ، وما يتبقى من مخ يتوجه إلى المنتوج الداخلي الذي يسير حركة الجسم ، لقد ذهب بعض المفسرين والعلماء بمعنى الأمانة إلى معان كثيرة ، ولى منها بعون الله معنى آخر، أبدؤه بسؤال يوضح ما أذهب إليه ، ما الشيء الظاهر لكل البشر فى الفرق بين الإنسان وباقي المخلوقات وأخص منها الحيوان؟! سيجيب الجميع إنه العقل ، ولكن أى عقل – عقل المخ بالطبع فعقل المخ خصه الله للإنسان دون سائر مخلوقاته ، وهو الذي به يطيع أو يعصى 0 وما الشيء الذي رفضته جميع المخلوقات ؟ من أكبرها طولا وعرضا مثل السماوات والأرض ، ومن أشدها تمكنا وقوة ورسوخا إنها الجبال! وغيرهما مما لم يذكره الله ورفضوا حملها ! عدا الإنسان كثير الظلم لنفسه ولغيره ؛ لعدم تمام علمه ، فلا إنسان يستطيع أن يعرف كم من السنين يعيش ومتى يموت ؟ ومن أين سيحصل على رزقه المكفول والمضمون له من الله ؟ وبما أنه أكثر المخلوقات ظلما وأكثرها جهلا بكمال العلم والمعرفة ونتيجة لظلمه لنفسه ولعدم كمال علمه فيما هو معلوم له أو غير معلوم قبل حمل الأمانة من الله عندما عرضها تعالى على من قدر عليه الاختيار، إذن الأمانة هى عقل المخ ، ولذا عقل المخ مناط التكليف للحساب واستحقاقا للثواب وللعقاب ، والدليل على ذلك أن الله أعد الجنة والنار للناس لا إلى شىء من مخلوقاته غيرهم ؛ لأن المخلوقات جميعا عدا الإنسان ، بما أنها ليس لها عقل فى المخ فلن يحاسبها الله ؛ ولذلك خلقها مسيّرة وليست مخّيرة ، وتخيير الإنسان دون سائر المخلوقات يرجع إلى الأمانة التى هى عقل المخ مناط الحساب ، لأن المخلوقات الحية الدواب كلها لها قلب وعقل فيه وتتساوى مع الإنسان فيه وهى تسير به ، وعندما يفقد الإنسان عقل مخه يسير بعقل قلبه مثل المخلوقات الحية وصار مسيرا ورفع عنه الحساب 0 ودليل ثالث لقول الرسول فى حديثه ، محققه الشيخ الألباني وقال إن سنده صحيح ، عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن المبتلى حتى يبرأ وعن الصبى حتى يكبر " والابتلاء هنا ذهاب عقل المخ لا عقل القلب ، وما دام الإنسان سيعمل مسترشدا بعقل مخه مهتديا بعقل قلبه ، له أن يفعل ما يشاء ووجب عليه الحساب 0 إن مكمن الحساب والجنة والنار هو ما قبله الإنسان من أمانة أى عقل المخ 0 والدليل الثاني بما أن الإنسان قبل الأمانة وصار له عقل مخ ويمتلك حرية نفسه وحرية كل شىء ، أوجب الله على نفسه إرسال الرسل برسالات وعقائد تنظم لمن لا علم كاملا عنده فتنظم حياته وتهديه إلى الحق من الباطل والمفيد من الضار والحرام من الحلال لأنه سيحاسبه ومادام سيحاسبه والإنسان حر، وضح الله له ما يريده أن يفعله وحلله له ، ومالا يفعله وحرمه عليه ، واستوضح وأبان واظهر له كل ما يريده ما بين حسن وسيئ وغيره ، كلفه بعقائد وعبادات لا بد له أن يؤديها ومن لا يؤديها بعد أن اختار الأمانة وعرف ماله وما عليه فلا يلومن إلا نفسه 0
عقل المخ هو مركز تفكير فى تلك العضلة الرخوية الكائنة والمحفوظ فى ذلك المكان الحصين فى قلعة الجمجمة وهى المخ الليّن الرخوي ، وهو الصانع والمنتج للفكر والفهم مع أنه لا يرى ولا يسمع ولا يحس ، فهو ليس مركز إحساس بل مركز إنتاج للفهم والفكر، ولا يكتسب علمه ومعلوماته ومعرفته من قوته الذاتية ، وإنما يكسب معرفته وعلمه من خلال السمع والإبصار والقلب التى تحصل المعلومات والمعرفة ، ثم بدوره يقدم القلب هذه المعلومات ويرسلها إلى عقل المخ الذي يعيد تدويرها وهضمها وفهمها ، ثم يخرجها بمنتوج جديد يسمى الفكر الذى يحكم عليه عقل القلب ، لأن الإنسان مسئول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده فإذا استعمَلها في الطاعة والخير نال الثواب ، وإذا استعملها في المعصية والشر نال العقاب وهنا لم يضم الله عقل المخ واستثناه من المسئولية كالسمع والبصر والقلب ؛ لأنها هى المسئولة عن نقل وتوصيل هذه الحقائق والمعلومات لعقل المخ الذي يعمل على هذه البيانات وهذه المعرفة التى وصلته وأدركها ، وبالتالي يخرج منتجه منها ويرده إلى عقل القلب ليصدر عليها حكمه بصلاحها من عدمه وحلالها من حرامها ، وهذا يدل على أن القلب هو الذي يتحكم فى منتوج المخ ، فله أن يأخذ به وله أن يرفضه ، وإن لم يأخذ به فوجب الحساب على عقل المخ لأنه يمتلك قرار نفسه وقد نصحه وأبان واستوضح له عقل القلب ما يتوجب عليه أخذه وما يتوجب عليه تركه0 والقلب هو المؤتمن على العقيدة ، فماذا نسمى ما ينفلت من عقل المخ إلى ما هو ليس حسنا ويخالف شرع الله ؟! لأنه ليس كل قلب مؤتمن أمين ، فإذا كان صاحب هذا القلب لم يدخل الإيمان قلبه فماذا تنتظر منه ؟ وإذا كان به عقيدة ولكنه لا يُفعِّلُها ولا يعمل بها وبما فيها من أوامر ونواهٍ وعبادات هو لا يؤديها ، فهل تنتظر من قلبه أن يراقب عقله أو أن يسيطر عليه ؟ لا ؛ لأن من القلوب ما هى اشد قسوة من الحجارة وأجهل عقلا من الدواب ، إذن مَنْ قلبه مثل الحجر ليس به عقيدة ولا حتى معتقد فليس منتظرا أن يراقب قلبه منتوج عقله ، بل سيكون ما ينتجه عقله سيخرج للناس دون أن يعيه صاحبه سواء كان صوابا أم خطأ ، ويأتي الحكم على منتجه الفكري منا نحن ، ومن القلب البديل الذي هو قلب من لا قلب سليما له ، من آخرين أصحاب القلوب السليمة المؤتمنة إيمانا كاملا على ما فيها من عقائد سماوية أو معتقد قد شهد له من مبتكره ومن الآخرين بصوابه وصلاحه0
من أين يأتى عقل المخ باليقين ؟ من خلال حكم عقل القلب على منتجه ، ودليل آخر عند موت الإنسان فبذهاب العقل - عقل المخ - لأى سبب من الأسباب لا يموت الإنسان ولكن يموت بموت القلب ، ولذلك لم يوافق شيوخنا وعلماؤنا على إنهاء حياة الإنسان الميت إكلينيكيا أى ميت المخ ومعهم كل الحق لأن الله سيحاسب القلب لا العقل مع أن العقل سبب الحساب ، وما دام القلب ينبض فليس من حق أحد أن يقتله ويزهقه0 كذلك ذهاب العقل لا يحرم الإنسان من إدراك شهوات الفرج والطعام والشراب أو ما يقابله من مخاطر، فلم نر المجانين الذين يسيحون فى الشوارع تقتلهم السيارات مما يؤكد أن قلوبهم المؤتمنة على المواجيد الربانية ( عقل القلب) هى التى تتحكم فى تصرفاتهم رغم ذهاب العقل (عقل المخ) وتحافظ له على الحقوق الدنيا أن يعيش ويعي ويدرك بعقل قلبه الكثير من حاجياته الضرورية ، فنراه يشعر بالبرد وقت البرد والحر وقت الحر ، ويدرك ويطلب الطعام عند الجوع وهكذا ، مما يؤكد أن القلب هو الذي يمد العقل والمتحكم فيه لا العكس ؛ ولكن وجود علم ومعلومات متفرقة مهما كانت غزيرة تصبح كما هى بدون إنتاج فائدة ترجى إن لم يعتمل فيها العقل (عقل المخ) ويهضمها ويخرج منتجه الجديد من تلك المعلومات السابقة المحشو بها 0 مع أن هذا القول فيه سبة من الغرب للمسلمين بأنهم ينحون العقل جانبا فى التفكير والتدبر وهو قول مغلوط تماما فهم الذين لم يدركوا ويعرفوا حقيقة العقل وحقيقة القلب والفرق بينهما ، لأن المقارنة مغلوطة من الأساس ومفترض أن تكون بين المخ والقلب أى بين الأكبر الأعم ( القلب) مع الأكبر الأعم مثله ( المخ) وخلاصة القلب عقله ، وخلاصة المخ عقله ولكن الأول حكم (عقل القلب) بينما الثاني لاعب (عقل المخ) واللاعب هو الذي ينتج ، بينما يظل الحكم مراقبا 0 إذ إن القلب هو الذي يأتيه العلم والمعلومات ونموذج الإجابة فى عقل القلب التى يمد العقل (عقل المخ) بها ليفكر فيها وبعد أن يفكر وينتج يحكم عليه القلب (عقل القلب ) بصوابها أو خطئها ، وما هو مفيد منها وما هو دون ذلك 0
[align=center]فهل للإنسان عقلان ؟!! نعم[/align]
عقل المخ المنتج اللاعب ، ويظل عقل القلب الحكم ، وعليه نعود إلى الأصل فى المقارنة بين القلب والمخ ، كلى مع كلى لا كلى مع جزئي ، بمعنى لا لمقارنة القلب والعقل ؛ لأن القلب كلى والعقل جزئي 0 وللقلب خلاصته وذروته وفخره ، وللمخ خلاصته وذروته وفخره أيضا ، فلو قلنا خلاصة المخ عقله ، وخلاصة القلب عقله أيضا ، وبذلك يستقيم التوضيح ، ولكن من المتسيد ؟! إنه القلب لما فيه من عقل حكم ، و لأنه الأشمل والأعم فهو الذي يمد المخ بالغذاء والدم والأكسوجين وغيره وكذلك يمده بالمعلومات 0 الدليل الثالث على صحة وصواب ما ذهبت إليه ( لا تقربوا الصلوة وأنتم سكرى حتى تعلموا ما تقولون ) [النساء 43] ومعنى الآية أنها تسقط الفروض والعبادات حال غياب الأمانة التى أثبتنا بالدليل القاطع والبرهان الساطع أنها عقل المخ ، والبرهان أنه فى حالة غياب عقل المخ لأى سبب يسقط الله الفروض حتى ولو كان هذا الغياب وقتيا آنيا لحظيا ولكن الله سيحاسب عليها لأن الشخص نفسه – شارب الخمر - هو الذي غيب الأمانة وضيعها وقد قبلها من قبل فحق عليه الحساب ووجب عليه العقاب0
إن المنتج الخالص لعقل المخ من يأخذ به ولا يخضعه لحكم عقل القلب هم أصحاب القلوب الميتة التى ران عليها الصدأ ، وجعل الله عليها أغلالا لا تعي ولا تدرك الصواب من الخطأ ، والحرام من الحلال ، والنافع من الضار، وأعمى أبصارهم وأسماعهم وأفئدتهم فلم يعد لديهم حُكْم ولا حَكًم رشيد 0 [/align]
تعليق