إلى عتمةٍ أخرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو يونس الطيب
    أديب وكاتب
    • 06-03-2009
    • 57

    إلى عتمةٍ أخرى

    إلى عتمةٍ أخرى.!

    لمْ يكنْ للعائلة البائسة رصيدٌ إلاّ شرفـُها وبعضُ دُرَيْهماتِ سيروم* التقاعد الشهريِّ
    التي يتقاضاها الوالدُ المقعدُ ..منذ زمن ٍ، ولم تكن بنتُ التاسعة عشر ربيعا تدري كيف
    تحطمتْ خِزانة ُ أحلامِها الورديّةِ ..
    أحبّتْ إبنَ الجار، بكلِّ جوارحها.. بادلها عبرَ الهاتف كلامًا معسولا ومشاعرَ مفخـّخة ً..
    في غمرة لقاءٍ وحيدٍ، حبِلِتْ منه ولمْ تجدْ له أثرًا، بعد أنْ أبلغته بلفح نار بريئة ، تضطرم بأحشائها..!
    وقد علمتْ أنّ ما وراءَ البحر كان هاجسَه ومبتغاهْ. .

    مخافة َزلزلةِ شاربِ والدِها.. المعْقوفِ كقرنيْ كبْشٍ
    - معلنًا في وضوح عن رجل ٍعالي الكعْب -
    إئْتَضّتْ والدتُها المشْغُوفة ُ - منذ أنْ شقّ صدرَها الخبرُ المَشْؤُومُ - إلى دسَّها عن كلّ الأعين.

    أرادتاهُ مخاضًا كاتمًا للصوت ، لكنْ !
    في الهزيع الأخير من الليل صاح المولودُ،عندما دسِقتْ مقْلتاه بنور المصباح دسْقاً .. !
    أفاقتْ من سكراتِ ألمِها المُجْهـض ، إرْتسـم وجـهُ أبيها مُنْتفـــضـاً
    - " صَهٍ صَهٍ.. !"
    قالتها وتحسّستْ الفاهَ ِبيُمْناها ، لتَضْغط ..َ فتضْغط ..!

    ..من ظلمات ثلاث عاد إلى عَتَمَة ٍ أخرى..


    -• سيروم = السوائل اللي تحقن بالوريد وبالانجليزي Intra veinus fluit

    [align=left]الجزائر 2008-03-23[/align]
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة أبو يونس الطيب مشاهدة المشاركة
    إلى عتمةٍ أخرى.!

    لمْ يكنْ للعائلة البائسة رصيدٌ إلاّ شرفـُها وبعضُ دُرَيْهماتِ سيروم* التقاعد الشهريِّ
    التي يتقاضاها الوالدُ المقعدُ ..منذ زمن ٍ، ولم تكن بنتُ التاسعة عشر ربيعا تدري كيف
    تحطمتْ خِزانة ُ أحلامِها الورديّةِ ..
    أحبّتْ إبنَ الجار، بكلِّ جوارحها.. بادلها عبرَ الهاتف كلامًا معسولا ومشاعرَ مفخـّخة ً..
    في غمرة لقاءٍ وحيدٍ، حبِلِتْ منه ولمْ تجدْ له أثرًا، بعد أنْ أبلغته بلفح نار بريئة ، تضطرم بأحشائها..!
    وقد علمتْ أنّ ما وراءَ البحر كان هاجسَه ومبتغاهْ. .

    مخافة َزلزلةِ شاربِ والدِها.. المعْقوفِ كقرنيْ كبْشٍ
    - معلنًا في وضوح عن رجل ٍعالي الكعْب -
    إئْتَضّتْ والدتُها المشْغُوفة ُ - منذ أنْ شقّ صدرَها الخبرُ المَشْؤُومُ - إلى دسَّها عن كلّ الأعين.

    أرادتاهُ مخاضًا كاتمًا للصوت ، لكنْ !
    في الهزيع الأخير من الليل صاح المولودُ،عندما دسِقتْ مقْلتاه بنور المصباح دسْقاً .. !
    أفاقتْ من سكراتِ ألمِها المُجْهـض ، إرْتسـم وجـهُ أبيها مُنْتفـــضـاً
    - " صَهٍ صَهٍ.. !"
    قالتها وتحسّستْ الفاهَ ِبيُمْناها ، لتَضْغط ..َ فتضْغط ..!

    ..من ظلمات ثلاث عاد إلى عَتَمَة ٍ أخرى..


    -• سيروم = السوائل اللي تحقن بالوريد وبالانجليزي Intra veinus fluit

    ا[align=left]لجزائر 2008-03-23[/align]
    الزميل القدير
    أبو يونس الطيب
    أيها الطيب
    رصد نص قصتك حالة جديرة بالإهتمام فعلا
    غش وخداع
    وعود كاذبة نتيجتها عورة صعب تغطيتها ..ووجع لن تستطيع أي فتاة تقع بمثل هذا الشرك نسيانه أو تداركه.
    الوعي الغائب
    وأحيانا كثيرة فقر حنان الأهل !
    مشكلة تستحق الوقوف عندها طويلا
    وجاء نصك راصدا لها
    تحياتي لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      لغة جميلة واسلوب أجمل ونص يؤكد شغفك بكتابة القصص بالصورة الجميلة والمكثفة تلك
      تحية لهذا الإبداع الحسي والجمالي
      تحية تقدير وإعجاب

      لك الود
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • أبو يونس الطيب
        أديب وكاتب
        • 06-03-2009
        • 57

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
        الزميل القدير
        أبو يونس الطيب
        أيها الطيب
        رصد نص قصتك حالة جديرة بالإهتمام فعلا
        غش وخداع
        وعود كاذبة نتيجتها عورة صعب تغطيتها ..ووجع لن تستطيع أي فتاة تقع بمثل هذا الشرك نسيانه أو تداركه.
        الوعي الغائب
        وأحيانا كثيرة فقر حنان الأهل !
        مشكلة تستحق الوقوف عندها طويلا
        وجاء نصك راصدا لها
        تحياتي لك
        أختي الكريمة عائده محمد نادر
        بل وقوفك هو من أمدّ نصي ابعادا اخرى
        فشكرا لك على المرور العطر
        مودتي

        تعليق

        • الحسن فهري
          متعلم.. عاشق للكلمة.
          • 27-10-2008
          • 1794

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أبو يونس الطيب مشاهدة المشاركة
          إلى عتمةٍ أخرى.!

          لمْ يكنْ للعائلة البائسة رصيدٌ إلاّ شرفـُها وبعضُ دُرَيْهماتِ سيروم* التقاعد الشهريِّ
          التي يتقاضاها الوالدُ المقعدُ.. منذ زمن ٍ، ولم تكن بنتُ التاسعة عشر ربيعا تدري كيف
          تحطمتْ خِزانة ُ أحلامِها الورديّةِ ..
          أحبّتْ إبنَ الجار، بكلِّ جوارحها.. بادلها عبرَ الهاتف كلامًا معسولا ومشاعرَ مفخـّخة ً..
          في غمرة لقاءٍ وحيدٍ، حبِلِتْ منه ولمْ تجدْ له أثرًا، بعد أنْ أبلغته بلفح نار بريئة، تضطرم بأحشائها..!
          وقد علمتْ أنّ ما وراءَ البحر كان هاجسَه ومبتغاهْ. .

          مخافة َزلزلةِ شاربِ والدِها.. المعْقوفِ كقرنيْ كبْشٍ
          - معلنًـا في وضوح عن رجل ٍعالي الكعْب -
          إئْتَضّتْ والدتُها المشْغُوفة ُ - منذ أنْ شقّ صدرَها الخبرُ المَشْؤُومُ - إلى دسَّها عن كلّ الأعين.

          أرادتاهُ مخاضًا كاتمًا للصوت ، لكنْ !
          في الهزيع الأخير من الليل صاح المولودُ، عندما دسِقتْ مقْلتاه بنور المصباح دسْـقاً .. !
          أفاقتْ من سكراتِ ألمِها المُجْهـض ، إرْتسـم وجـهُ أبيها مُنْتفـــضـاً
          - " صَهٍ صَهٍ.. !"
          قالتها وتحسّستْ الفاهَ ِبيُمْناها ، لتَضْغط . فتضْغط ..!

          ..من ظلمات ثلاث عاد إلى عَتَمَة ٍ أخرى..


          -• سيروم = السوائل اللي تحقن بالوريد وبالانجليزي Intra veinus fluit

          [align=left]الجزائر 2008-03-23[/align]

          بسم الله.

          راقني مروري بهذه العتمة..

          على الرغم من بعض الأحاسيس الغامضة التي انتابتني هنا..

          في خضمّ هذه الأحداث المتعانقة والمتضافرة صعودا نحو المأساة..

          إلا أن المعالجة بديعة ورائعة..

          وهذا هو الإبداع!!

          دم أخي/ الطيب في سمْتك مبدعا..

          وتقبل بضع بُصيْماتي..

          بكل الود والورد من أخيك.
          ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
          ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
          ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
          *===*===*===*===*
          أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
          لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
          !
          ( ح. فهـري )

          تعليق

          • أبو يونس الطيب
            أديب وكاتب
            • 06-03-2009
            • 57

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
            الزميل القدير
            أبو يونس الطيب
            أيها الطيب
            رصد نص قصتك حالة جديرة بالإهتمام فعلا
            غش وخداع
            وعود كاذبة نتيجتها عورة صعب تغطيتها ..ووجع لن تستطيع أي فتاة تقع بمثل هذا الشرك نسيانه أو تداركه.
            الوعي الغائب
            وأحيانا كثيرة فقر حنان الأهل !
            مشكلة تستحق الوقوف عندها طويلا
            وجاء نصك راصدا لها
            تحياتي لك
            الاخت الفاضلة عائده محمد نادر

            ملامسك لحروفي صبغته بلون اخر
            من خلال القراءة الهادفة لمضمون النص الذي ازدادا وضوحا وجلاءً
            فلك منى الشكر والتقدير

            تعليق

            يعمل...
            X