كثيرة هي الأقلام التي تغطس في مداد النقد,لترش خشبة المسرح بكلمات التأنيب و المعاثبة ثارة,والمدح والإطراء ثارة أخرى,لكنه في النزر القليل,ما يهتم أرباب الأقلام المنتقدة والموجهه,بدور الجمهور. وتحديد الموقع الذي يشغله داخل المشهد المسرحي..وكيف يتسنى له التأثير إيجابيا,في خيارات رجالات المسرح و"مبدعيه". وبالتالي قطع الطريق على الأدعياء,والمتاجرين بهذا الفن التعبيري,الذي ارتبطت اتجاهاته وتجاربه المؤثرة ,منذ نشأته. بامال الناس والامهم ,وبمناقشتها لهمومهم اليومية في تفاصيلها الصغيرة,وطرحها لاختياراتهم المصيرية,من خلال علاقتهم بذواتهم ,وبمحيطهم وبالاخرين وبالعالم ككل.
إن إشكالية الجمهور,إشكالية أساسية وملحة,وجل التنظيرات -المتوفرة- تتوجه الى أن هذا الكائن الهلامي, " الجمهور",يصعب تحديد معالمه بشكل قاطع,فرغم البحوث والإستبيانات والإستمارات التي توزع لهذا الغرض –على نذرتها- و التي تعتمدها مراكز الدراسات والمؤسسات المهتمة بالمجال المسرحي,أو بوسائل الإتصال الجماهيري عامة,بغية استغوار ميولات الجمهورودوافع إقباله على المسرح,يتعذر الإنتهاء إلى محصّلات ونتائج نقول معها,أن مايحرك هواجس الجمهور,ويولد تعطشه للمسرح هو كيت وكيت..وذلك لسبب بسيط و عميق,في الان نفسه,وهو تعدد الرغبات والدوافع الإنسانسة,وتنوع الثقافات واختلافها,وتفاوت مستوياتها.
لكن- ومع كل ماسبق ذكره- تبقى الأرضية الثابتة والوحيدة التي يجب أن تقف عليها "الجماهير"المسرحية , باختلاف مشاريبها , هو "جمالية تذوقها للفن الدرامي"،فتلقي الجمال - على حد تعبير أدونيس- يفترض جمالية التلقي .
وبناءا عليه فمشاهدة / تذوق العرض المسرحي تستلزم حدا أدنى من معرفة مسرحية تمكن المتتبع من مرافقة العرض ومن استكشاف بعده الجمالي والمعرفي.
إن الممعايير الحقيقية لتلقي أي مسرحية,والتي تمثلها ألف باء المسرح :
- تمثيل صادق خال من أي تصنع أومبالغة , بعيد عن الكليشهات والقوالب الأدائية الجاهزة.
- سينوغرافية معبرة بعيدة عن أي بهرجة شكلية , أو أي توظيفات مجانية لا تخدم روح العمل الدرامي في كليته.
- إخراج متمكن من أدواته , مبني على رؤية جمالية ومعرفية واضحة , ناهيك عن القدرة على إدارة أداء الممثل.
- نص مسرحي يراعي خصوصية العمل الدرامي - سواء كان هذا النص مكتوبا أومرتجلا أوغير ذلك - المقصود تلك المادة الخام الناظمة لبذور العرض المسرحي.
قلنا, توفر هذه المعايير,يجعل أي مشاهد على بينة من قيمة العرض الجمالية و المسرحية..
وتبعا لذلك , تنعدم هنا ثنائية : "مسرح نخبوي" و " مسرح جماهيري" لتبرز بدلا عن ذلك ثنائية : "مسرح" أو "لامسرح".
ينتبه "بيتر بروك",بطرحه لسؤال : ما الجمهور؟ إلى أن اللغة الفرنسية , ووسط العديد من المفردات التي تستخدمها لتوصيف هؤلاء الحاضرين لمتابعة العرض المسرحي ,هناك كلمة:assistance و التي- إلى جانب معنى : الحضور لأجل المشاهدة و الإستماع تعني أيضا :
"المساعدة" , فبتفرجنا على مسرحية,نحن نساعد هذه المسرحية بدعمنا واهتمامنا وتركيزنا...إلخ , وبالتالي علينا أن نعرف أي مسرح نساعد/نشاهد..والسؤال المنسول من هذا : أي مسرح نريد ؟ أو بالأحرى , ما الذي نريده من المسرح ؟ [ومن نافل القول ,أن ما ينطبق على الجمهور, حري بأن ينسحب على الجهات الوصية على قطاع المسرح."
إنه بحكم العادة والإستكانة إلى الجاهز , وربط المسرح بالتسليةعند الكثيرين , تمكن التوجه الذي يختصر معالمه شعار : "ثلاث ساعات من الفكاهة والضحك" من الهيمنة , عرضا ومشاهدة ,هذا ولايختلف اثنان على أن التسلية والضحك لم يكونا معيارين فنيين يوما ,وكما قال موليير,هناك أماكن هي مدعات إلى التسلية أكثر من المسرح.
كما أنه لا يمكننا أن ندرج هذا النمط من العروض ضمن خانة "الكوميديا",بل هي هزليات،
والهزليات تتوسل الإضحاك من أجل الإضحاك فقط, في حين أن الكوميديا تتخد "السخرية"
وسيلة لا غاية,أما غايتها فكشف النقائص وتغيير الأخطاء.
" إن الكوميديا تتضمن الهزل في بنائها الدرامي , في حين أن الهزلية لاتستطيع أن تتضمن المغزى الكوميدي الهادف".
ومثلما نريد للعرض المسرحي مجانبة الاستخفاف ,وبيع الضحك المجاني,المبني على اسكتشات ملفقة وقفشات لارابط بينها سوى ناطقوها,نريده أيضا وأيضا,بعيدا عن تلك "الجدية" المنفرة ,وعن حشد الخشبة بالخطابية والمقولات المباشرة,فعلى المسرح أن يكون مسرحا أولا. وعلى الجمهور أن يتساءل حول إطلالات المسرحيين ,وهل من معالجة مسرحية لما يقدمون؟؟
وأكيد أنه ليس هناك بد من أن يكون للمسرح فعاليته في حركية المجتمع,فمن حيث هو استقصاء معرفي فمهمته من مهمة الفن عامة : تقديم طرح جديد للمجتمع والإنسان..فالبناء الدرامي / المسرحي,جزء وامتداد للبناء المدني / المجتمعي. ومن حيث كونه عمل إبداعي ,هو مجموعة من "الجمل المفيدة" مسرحيا [أداء , إنارة , ديكور , إخراج,,إلخ "
وأخيرا وليس اخرا,نقول أنه ليس أمامنا كمسرحيين و جمهور,إلا الإرتقاء بالذوق المسرحي من مستوى- مايمكن أن أسميه ب "المشاهدة المتساهلة" إلى "المشاهدة المتسائلة".
..و الأمم التي لا حاجة لها لمساءلة مختلف أمورها على خشبة المسرح ,و مساءلة المسرح نفسه ,فما حاجتها للمسرح إذن؟؟
إن إشكالية الجمهور,إشكالية أساسية وملحة,وجل التنظيرات -المتوفرة- تتوجه الى أن هذا الكائن الهلامي, " الجمهور",يصعب تحديد معالمه بشكل قاطع,فرغم البحوث والإستبيانات والإستمارات التي توزع لهذا الغرض –على نذرتها- و التي تعتمدها مراكز الدراسات والمؤسسات المهتمة بالمجال المسرحي,أو بوسائل الإتصال الجماهيري عامة,بغية استغوار ميولات الجمهورودوافع إقباله على المسرح,يتعذر الإنتهاء إلى محصّلات ونتائج نقول معها,أن مايحرك هواجس الجمهور,ويولد تعطشه للمسرح هو كيت وكيت..وذلك لسبب بسيط و عميق,في الان نفسه,وهو تعدد الرغبات والدوافع الإنسانسة,وتنوع الثقافات واختلافها,وتفاوت مستوياتها.
لكن- ومع كل ماسبق ذكره- تبقى الأرضية الثابتة والوحيدة التي يجب أن تقف عليها "الجماهير"المسرحية , باختلاف مشاريبها , هو "جمالية تذوقها للفن الدرامي"،فتلقي الجمال - على حد تعبير أدونيس- يفترض جمالية التلقي .
وبناءا عليه فمشاهدة / تذوق العرض المسرحي تستلزم حدا أدنى من معرفة مسرحية تمكن المتتبع من مرافقة العرض ومن استكشاف بعده الجمالي والمعرفي.
إن الممعايير الحقيقية لتلقي أي مسرحية,والتي تمثلها ألف باء المسرح :
- تمثيل صادق خال من أي تصنع أومبالغة , بعيد عن الكليشهات والقوالب الأدائية الجاهزة.
- سينوغرافية معبرة بعيدة عن أي بهرجة شكلية , أو أي توظيفات مجانية لا تخدم روح العمل الدرامي في كليته.
- إخراج متمكن من أدواته , مبني على رؤية جمالية ومعرفية واضحة , ناهيك عن القدرة على إدارة أداء الممثل.
- نص مسرحي يراعي خصوصية العمل الدرامي - سواء كان هذا النص مكتوبا أومرتجلا أوغير ذلك - المقصود تلك المادة الخام الناظمة لبذور العرض المسرحي.
قلنا, توفر هذه المعايير,يجعل أي مشاهد على بينة من قيمة العرض الجمالية و المسرحية..
وتبعا لذلك , تنعدم هنا ثنائية : "مسرح نخبوي" و " مسرح جماهيري" لتبرز بدلا عن ذلك ثنائية : "مسرح" أو "لامسرح".
ينتبه "بيتر بروك",بطرحه لسؤال : ما الجمهور؟ إلى أن اللغة الفرنسية , ووسط العديد من المفردات التي تستخدمها لتوصيف هؤلاء الحاضرين لمتابعة العرض المسرحي ,هناك كلمة:assistance و التي- إلى جانب معنى : الحضور لأجل المشاهدة و الإستماع تعني أيضا :
"المساعدة" , فبتفرجنا على مسرحية,نحن نساعد هذه المسرحية بدعمنا واهتمامنا وتركيزنا...إلخ , وبالتالي علينا أن نعرف أي مسرح نساعد/نشاهد..والسؤال المنسول من هذا : أي مسرح نريد ؟ أو بالأحرى , ما الذي نريده من المسرح ؟ [ومن نافل القول ,أن ما ينطبق على الجمهور, حري بأن ينسحب على الجهات الوصية على قطاع المسرح."
إنه بحكم العادة والإستكانة إلى الجاهز , وربط المسرح بالتسليةعند الكثيرين , تمكن التوجه الذي يختصر معالمه شعار : "ثلاث ساعات من الفكاهة والضحك" من الهيمنة , عرضا ومشاهدة ,هذا ولايختلف اثنان على أن التسلية والضحك لم يكونا معيارين فنيين يوما ,وكما قال موليير,هناك أماكن هي مدعات إلى التسلية أكثر من المسرح.
كما أنه لا يمكننا أن ندرج هذا النمط من العروض ضمن خانة "الكوميديا",بل هي هزليات،
والهزليات تتوسل الإضحاك من أجل الإضحاك فقط, في حين أن الكوميديا تتخد "السخرية"
وسيلة لا غاية,أما غايتها فكشف النقائص وتغيير الأخطاء.
" إن الكوميديا تتضمن الهزل في بنائها الدرامي , في حين أن الهزلية لاتستطيع أن تتضمن المغزى الكوميدي الهادف".
ومثلما نريد للعرض المسرحي مجانبة الاستخفاف ,وبيع الضحك المجاني,المبني على اسكتشات ملفقة وقفشات لارابط بينها سوى ناطقوها,نريده أيضا وأيضا,بعيدا عن تلك "الجدية" المنفرة ,وعن حشد الخشبة بالخطابية والمقولات المباشرة,فعلى المسرح أن يكون مسرحا أولا. وعلى الجمهور أن يتساءل حول إطلالات المسرحيين ,وهل من معالجة مسرحية لما يقدمون؟؟
وأكيد أنه ليس هناك بد من أن يكون للمسرح فعاليته في حركية المجتمع,فمن حيث هو استقصاء معرفي فمهمته من مهمة الفن عامة : تقديم طرح جديد للمجتمع والإنسان..فالبناء الدرامي / المسرحي,جزء وامتداد للبناء المدني / المجتمعي. ومن حيث كونه عمل إبداعي ,هو مجموعة من "الجمل المفيدة" مسرحيا [أداء , إنارة , ديكور , إخراج,,إلخ "
وأخيرا وليس اخرا,نقول أنه ليس أمامنا كمسرحيين و جمهور,إلا الإرتقاء بالذوق المسرحي من مستوى- مايمكن أن أسميه ب "المشاهدة المتساهلة" إلى "المشاهدة المتسائلة".
..و الأمم التي لا حاجة لها لمساءلة مختلف أمورها على خشبة المسرح ,و مساءلة المسرح نفسه ,فما حاجتها للمسرح إذن؟؟
تعليق