حكاية في ليل بهيّ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يحيى السماوي
    أديب وكاتب
    • 07-06-2007
    • 340

    حكاية في ليل بهيّ




    ليْل ٌ حِجابُك ِ.. حولَ وجْهِكِ قدْ سَجا

    فعَجِبْتُ إذ ْ جُمِعَ الضيـاءُ مع الدُّجى


    جَـلسا معـا ً : لـيلٌ وصُبْحٌ مُشـمـِسٌ

    فكأن ّ بَدْرا ً بـالـظلام ِ تـبَــرَّجــــا..!


    ومَشـَتْ.. فقلت ُ: ربابَة ٌ تمشي على

    صدري .. فحُقّ لخافقي أنْ يَهـْزِجا..!


    وتـَثاقَلتْ في الخطو ِ تفتعِل ُ الضَّنى

    فودَدْتُ لو كانتْ ضلوعي هَـوْدَجــا


    لاصَقتها خطوي ... وأجْـلسَـنا معـا ً

    حظـٌّ مكانا ً في " الشبيكة" مُسْرَجا (1)


    فاسْـتـنـْفَرَتْ مني بـقـايـا عـاشــق ٍ

    قدْ كان يـومـا ً بالهُــيـام ِ مُضرَّجــا


    واسـْتـَنْطقـتـْني فِـتـْنـَة ٌ وحْـشــِـيّـة ٌ

    ألفـَيْـتُ قلبي نحْــوَهــا مُـسْـتـَدْرَجا


    نشـَرَتْ سَحابَة َ عِـطـْرِها فتنفـّسَتْ

    روحي عبيرا ً يسْتبيحُ ذوي الحِجا (2)


    مـرّتْ لـُحَيْظات ٌ .. وكلٌّ يـَرْتجي

    مِنْ صَمْتِه ِ نحوَ التحَدُّث ِ مَخـْرَجا


    حَيّـيْـتـُها ... وزَعـَمـْتُ أني تائـِه ٌ

    ضلَّ الطريقَ وقدْ أضاعَ المُرتجى


    ردّتْ بـمِـثـْلِ تحـيّـتي ... لـكـنـّها

    زادَتْ علــيهـا رِقـّـة ً وتـغـَنـُّجـــا


    ضَحِكتْ وشعّ العُشبُ في أحداقِها

    حتى ظننـْتُ اللـيـلَ حقلا ً مـُبْهِـجا


    واسْتـَظـْرفَتْ آهـا ً يُخالِط ُجَمْرَها

    مـاءٌ وهَـمـْسا ً كـادَ أنْ يتَهَـدَّجــا


    سألَ الغريبُ غريبة ًـ قالتْ ـ وقدْ

    لثغَتْ بـ " راءِ " فم ٍ أذابَ وأثلجا:


    جئنا إلى حجّ ٍ.. وأوشـكَ جَمْـعُـنا

    عَوْدا ً... فقدْ شدَّ الركابَ وأرْتجـا


    أزِفَ الرّحيلُ إلى "الشآم ِ" فأهلنا

    قـدْ هيّأوا زادا ً لـنا وبـنَـفـْسَـجـا


    فأجَـبْتُها ـ وفـمي يـكادُ يَفِـرُّ مـنْ

    وجهي ليسْـكنَ ثغرَها المـُتأرِّجـا (3)


    شاميّة ٌ ؟ مَلـَكَ القلوبَ جـمالـُكم

    وكم اسْـتذلّ مُكابـِرا ً ومُـدَجَّجا


    ما بيننا قـُربى الفرات ِ وجـيرَة ٌ

    وجذورُ أنْساب وغُرْبَة ُمَنْ شجا


    للجار ِ حق ٌّ لو عَلِمْت ِ ومثلـُه ُ

    حقُّ القرابة ِ فلتصوني المنهجا


    فـّتـَوَهّجَ التـُفـّاحُ فـي وَجَناتِـهـا

    خجّلا ًفزادَ من الجمال توهُّجا


    واهْتزّ عصفوران تحتَ عباءةٍ

    عبثتْ بها ريحُ الصَّبا فترَجْرَجا


    وعلى مرايا الجيدِ ـ فرْطَ نعومةٍـ

    نظري إلى النَحْرالمضيء تدحرجا


    زَمّتْ عباءتها ... وأحسبُ أنها

    زَمّتْ على عينيَّ جفنا ً أهْوَجـا


    واسْتَحْكمَتْ شِقَّ القميصِ وأسْدلتْ

    شالا ً بلون المقـلـتين ِ مُـزجَّجا (4)


    قالت ـ وكان الفجرُ بِدْءَ طلوعِه ِ:

    بغـد ٍسنرحلُ قبل ميعاد ِ الـدُُّجى


    فاطـْرقْ بلادَ الشام ِحيث ُ عشيرتي

    وأبي إذا كنتُ المُنى والمُرتجى


    عَـرِّجْ عـلينا لـيلـة ً وصـبيحة ً

    وارجعْ بقلبي ـ لا يديّ ـ مُتوَّجا


    أو كنت تلهو فاعْلمَنَّ : قرُنـْفلي

    يغدو إذا شِئتَ الغِواية َ عَوْسَجا


    ويصيرُ لفحا ً نفحُ ورد ِ حديقتي

    ونسـيمُ شطآني لـظىً مُـتأجِّجا


    عَرِّجْ تجِـدْ أهلا ً وبيتَ محبّـة ٍ

    قدْ فازَ مَنْ رامَ الحبيبَ فعَرّجا

    ***
    مكة المكرمة


    (1) الشبيكة : حي من أحياء مدينة مكة المكرمة .

    (2) الحجا : سداد الرأي

    (3) المتأرج : الذي به أريج ـ عطر ذكي .

    (4) مزجج : الخالي من الزوائد ... (المعنى مأخوذ من تزجيج الحواجب بإزالة الشعر الزائد وتقويمها ).
  • أحمد حسن محمد
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 716

    #2
    [poem= font="Simplified Arabic,6,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/13.gif" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    ماذا أراني فاعلا مستدرَجا=في حسن هاتيك الجميلة مخرجا
    قصدي القصيدة لا التي كتبت لها=تلك القصيدةُ قد سبت مني الحجا
    ماذا أقول وفي بحورك أرتمي=طفلا حبا، وبرغم ذلك فهو جا
    إني سأشكر، وهو قطْ ما مُلِّكتْ=كفِّي وقلبي في كليماتي رجا[/poem]

    تعليق

    • عارف عاصي
      مدير قسم
      شاعر
      • 17-05-2007
      • 2757

      #3
      المهم بعد هذا كله
      القرنفل أم العوسج ؟؟

      شاعرنا الكبير

      قصيدتك الفيلم هذه رائعة
      صورا وظلالا وروحا

      فبوركت من شاعر كبير

      تحاياي
      عارف عاصي

      تعليق

      • إسماعيل صباح
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 304

        #4
        حج يا حج

        [align=center]قصيدة جميلة تحمل كثيرا من صور بين فضاءين أو غزل بالطائرة . وتذكرني بحج قيس وليلى وقول الشاعر :ــ
        نلبث حولا كاملا لانلتقي الا على منهج
        في الحج إن حجت وماذا منى وأهله إن هي لم تحجج

        قصيدة تحتاج لحجة اخرى وعمرة علها تكفر عما فيها من غزل, وصور لا تدل على ان كاتبها كان خاشعا في عبادته .
        [/align]

        تعليق

        • يحيى السماوي
          أديب وكاتب
          • 07-06-2007
          • 340

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة إسماعيل صباح مشاهدة المشاركة
          [align=center]قصيدة جميلة تحمل كثيرا من صور بين فضاءين أو غزل بالطائرة . وتذكرني بحج قيس وليلى وقول الشاعر :ــ
          نلبث حولا كاملا لانلتقي الا على منهج
          في الحج إن حجت وماذا منى وأهله إن هي لم تحجج

          قصيدة تحتاج لحجة اخرى وعمرة علها تكفر عما فيها من غزل, وصور لا تدل على ان كاتبها كان خاشعا في عبادته .
          [/align]
          ************

          أقسم يا صاحبي ، انني دعوت الله أن يرزقها زوجا صالحا وحياة كريمة ... هذا من جهة ..

          ومن جهة أخرى ، انني لم أكن في رحلة حج يا صديقي ... انما كنت حين كتبت القصيدة ، قد أنهيت مناسك العمرة .

          اسأل الله ان يرزقك عمرة وحجا مباركا ـ ( وددت أن أقول : ولا يريك بعد تأديتهما غزالة انثوية باذخة الجمال ـ لكنني خفت أن تزعل )

          تعليق

          • يحيى السماوي
            أديب وكاتب
            • 07-06-2007
            • 340

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عارف عاصي مشاهدة المشاركة
            المهم بعد هذا كله
            القرنفل أم العوسج ؟؟

            شاعرنا الكبير

            قصيدتك الفيلم هذه رائعة
            صورا وظلالا وروحا

            فبوركت من شاعر كبير

            تحاياي
            عارف عاصي
            *****************

            إطمئن يا صديقي ، فقد انتهى الامر حتى ولا بخفي حنين ، باستثناء هذه القصيدة وثلاث رباعيات نشرتها في صحيفة المدينة .

            شكرا لمرورك العذب ، فتقبل امتناني .

            تعليق

            • يحيى السماوي
              أديب وكاتب
              • 07-06-2007
              • 340

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
              [poem= font="Simplified Arabic,6,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/13.gif" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
              ماذا أراني فاعلا مستدرَجا=في حسن هاتيك الجميلة مخرجا
              قصدي القصيدة لا التي كتبت لها=تلك القصيدةُ قد سبت مني الحجا
              ماذا أقول وفي بحورك أرتمي=طفلا حبا، وبرغم ذلك فهو جا
              إني سأشكر، وهو قطْ ما مُلِّكتْ=كفِّي وقلبي في كليماتي رجا[/poem]
              ****************

              ما أبهاك يا أحمد !

              دمت على ما أتمناه لك من حبور ، ولحقول شعرك ببيادر على سعة الافق .

              تعليق

              • د. جمال مرسي
                شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                • 16-05-2007
                • 4938

                #8
                الصديق و الشاعر الرائع يحيى السماوي
                أعلم أنك ستلتمس لي العذر لتأخري في معانقة هذه الرائعة الجديدة لك و ذلك أني أقضي إجازتي السنوية في ربوع الوطن الغالي مصر الحبيبة و لا أستطيع متابعة كل ما ينشر بشكل جيد و لكن ما إن وقعت عيناي على قصيدة ليحيى السماوي لم أتردد لحظة في ولوجها لأنني على يقين أني سأقرأ شعراً يعوضني عن فترة انقطاعي
                و لا أستطيع حيالها إلا التثبيت
                بارك الله فيك يا صاحب القلم الجميل و الشعر النبيل
                محبتي و تقديري
                جمال مرسي
                sigpic

                تعليق

                • يحيى السماوي
                  أديب وكاتب
                  • 07-06-2007
                  • 340

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
                  الصديق و الشاعر الرائع يحيى السماوي
                  أعلم أنك ستلتمس لي العذر لتأخري في معانقة هذه الرائعة الجديدة لك و ذلك أني أقضي إجازتي السنوية في ربوع الوطن الغالي مصر الحبيبة و لا أستطيع متابعة كل ما ينشر بشكل جيد و لكن ما إن وقعت عيناي على قصيدة ليحيى السماوي لم أتردد لحظة في ولوجها لأنني على يقين أني سأقرأ شعراً يعوضني عن فترة انقطاعي
                  و لا أستطيع حيالها إلا التثبيت
                  بارك الله فيك يا صاحب القلم الجميل و الشعر النبيل
                  محبتي و تقديري
                  جمال مرسي
                  ***********************

                  يا صديقي المبدع الرائع المخضب بندى الطهر وبخور الفضيلة ، أأنت في مص الان ؟ إذن أكرمني بتأدية عمل كنت عاهدت نفسي على انني سأؤديه حين أزور مصر ...

                  أقسم عليك أبا رامي أن تنوب عني في تأديته ـ فقد لا يمنحني عزرائيل ما يكفي من الوقت لزيارة جديدة الى مصر ...
                  أتسألني ما هذا العمل ؟

                  حسنا يا صديقي .. هوأن تقبل باسم قلبي وضميري وشرفي ، رأس السيدة والدتك ، وانقل لها عظيم شكري وامتناني لأنها أنجبت لي أحد أعز اصدقائي ..

                  لقد اقسمت عليك ... وعهدي بك من القانتين ..

                  تعليق

                  يعمل...
                  X