مدّ زهرة في العمر.. ورحل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الحفيظ بن جلولي
    أديب وكاتب
    • 23-01-2009
    • 304

    مدّ زهرة في العمر.. ورحل

    مدّ زهرة في العمر.. ورحل


    ألجسد زهرة البكاء
    عَلَقُ الأعراش الترابية
    مزحة الظلال
    لما يولّي الزمن ظهره للشمس..
    مَسَكَ غيمة ونفخ في الرّيح
    مرّت غجرية فوق حصان مطري
    علّقت نكهة للموت
    إنطمرت في ورطة الصعود الجبلي
    تُدحرج صخرة الفناء
    منذ البدء،
    إلى اللانهائي المُرقّم بالبياض..
    مدّ زهرة في العمر ورحل،
    ترك قنِّينة عطر
    وقلم حبرٍ رمادي
    وأنغام من "الكونتري ميوزيك"..
    رحل بين النصف والريعان
    يحلم بصباح غجري
    وفرجة تمتثل لموسيقى الريف
    رحل ممتشقا سعاله الجاف
    وصدر يخفق دوما للموت..
    تمتمت زغرودة الفجر
    رسمت عصفورة شكل بسمته
    راوده طين الكلام عن وسامته
    عبر المعنى بين شفتين
    ومصّ غلالة الغليون المقيت
    نفخ في الفضاء سحابة من قلق
    خلع على نفسه مسوحا شقيّة
    كلّم الغمام مع المشرّدين
    وحَلَمَ بأمٍّ للرّضاع..
    مدّ فرحا في القبر وعاد،،
    تزيّن للميلاد كما سبعينيات القرن
    عاد "الحبيب" ومضى "القرن العشرين"
    تلاشى الناي في ومضة النغم
    تحلّى العدم زخرفا
    وأسطورة للفراغ المشيّد،،
    التجلّي جوعٌ مُؤَمَّن
    في روضة الشك واليقين
    كما لم تر شروق يومك الأول
    في التابوت الخشبي المنمق بالفجوات
    أصف لك بعضا من رقص الشمس
    حول صورة شمسية كانت بيد أمك:
    توسّد كبدها غرغرة الاغتراب
    فلاحت أشياءها من بين غبار الوقت
    سألت عن غائب كان بالبيت
    كان يملك صهوة الدّلال
    والجمال غير المسمّى
    عند وساوس المرآة،
    قبالة الشمس عندما تعتم
    ولا ينعكس الضوء على الوجوه..
    يزداد رعش الشاطىء مساء
    يوزّع النادل زحمة الغروب مجانا
    ولا يكلفنا ذلك شيئا من سرور
    نزرع القلق في بؤرة خِفَّتنا
    نضيء الحلم بالنوايا
    ونرفرف الحمام على قارعات الجباه..
    مدّ بسمته في المقهى وكسّر الفنجان
    ناول النادل رشفة من زجاج
    وذرف على السكون صدمة للتأويل..
  • أسماء مطر
    عضو أساسي
    • 12-01-2009
    • 987

    #2
    الروح غيمة تأسى على الملعونين..
    فقد غلاف الرتابة دهر الانحناء...
    صف عقيم بالتباريح..
    غجرية الموانىء لا تمتطي قوارب المصافحة..
    الفراغ موزع على الزجاج..
    تسأله الفناجين عن استفاقة الرقص..
    ناهضة هي موسيقى الجاز..
    تتلاشى القيان في زحمة البكاء..
    صورة كانت بوجه أمك....
    يغترب السعال في حناجر الغبار ..
    كما نحن لا زال الجفاف..
    المرآة تزداد عطشا...
    النادل يغرب بصينية الهتاف..
    لا مكان للشمس هنا...
    سأذرف المطر...صحوة للتكسر..
    فجوة للتأويل..


    أستاذي الرائع دوما عبد الحفيظ..
    مدهش النص...حد التبعثر به..
    هذا ما قاله العمق...فخربشاتي لا تأبى الا الحضور في هذا البهاء...


    استمتعت بقراءة هذا الرقي...

    دمت بخير..
    احترامي.
    [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

    تعليق

    • علي المتقي
      عضو الملتقى
      • 10-01-2009
      • 602

      #3
      الجميل عبد الحفيظ: فارس أنت كما أسماء ، فاعل ساحر يفعل فعله في الكلمات ، فيحولها إلى أزهار تشم ولا تفرك ،كلما تأملتها باحثا عن خيط رابط بين العتبة وسائر الصور إلا وطلبت مني مزيد تأمل ، تأسرني لغتك كما تأسرني أخلاقك العالية ، لي عودة إن شاء الله حينما تستسلم لي القصيدة، وأتخلص من دهشة اللغة. كل الود والتقدير لك أيها الجنوبي المشاكس.
      [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
      مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
      http://moutaki.jeeran.com/

      تعليق

      • عبد الحفيظ بن جلولي
        أديب وكاتب
        • 23-01-2009
        • 304

        #4
        الرائعة اسماء مطر:
        تحية طيبة وبعد،،
        نجوب الليل
        ولما تبهجنا الظلمة
        نختبىء في سكرة الشفاف
        قادم من ريف الكلمات
        ولما سال عن ياقوت الوقت
        بدأت رحلته صوب اللاعود..
        استاذتي الجميلة انت رائعة بصدق..
        كلماتك تبهج.. تخرج من حيث يجهل الاخرون سر البساطة..
        اللغة عندك عجينة التسمية الضليعة في هندسة التفاصيل المهمّشة..
        تلتقطين نبض الدفق، وترسمين للواجهات معنى الشرايين المبطنة بالحروف..
        سيدتي جميل مسارك وجميل مرورك المدجج بالتواضع والشرف.
        احترامي.
        عبد الحفيظ

        تعليق

        • عبد الحفيظ بن جلولي
          أديب وكاتب
          • 23-01-2009
          • 304

          #5
          أستاذي علي المتقي المحترم:
          تحية طيبة وبعد،،
          في حضرة الأشياء،
          كان منهمكا يصوغ للمعنى مصباحا
          ولما أضاءت الزوايا
          دس بهجته في الصمت.. وعبر
          استاذي يبهرني تواضعك..
          كم من الحلم يكفي، كي يهتز افق العالم
          ونبني وطنا للشعراء..
          رائع انت تعبر شوارع الطفولة
          وتعود كما القصيدة
          مسرور بالخرير
          مبجل بالمعنى..
          أسعدني مرورك..
          بكل فرح الكلمات، سعدت وسعد كل من تحب..
          تلميذك عبد الحفيظ.

          تعليق

          • نادين عبد الله
            أديب وكاتب
            • 11-04-2009
            • 131

            #6
            يا الله
            ما أجمل البوح المطرز بلغة متقنة
            تنساب في الروح هديلا متميزا يعبرنا الى فضاء واسع ..ممتد.. لا حدود له
            الفاضل عبد الحفيظ
            كما قال أستاذنا علي المتقي قصيدة بهذا الحجم من الجمال لا تستسلم بسهولة
            اذا كان الأستاذ يقول هذا فكيف بالتلميذ الذي لازال يحبو في سماء الأدب؟؟؟

            لي عودة سيدى لنصكم للإستمتاع به أكثر فأكثر

            هنا مدرسة للغة "تمد زهرة في العمر " لكنها لن ترحل

            دمت مبدعا

            تحياتي وتقديري

            تعليق

            • عيسى عماد الدين عيسى
              أديب وكاتب
              • 25-09-2008
              • 2394

              #7
              استاذ عبد الحفيظ

              بلغةٍ جميلة و ألفاظ جزلة بنيت نصك الرائع

              المليء بالصور الجميلة و المعبرة

              رائعٌ أنت يا استاذ


              مودتي

              تعليق

              • عبد الحفيظ بن جلولي
                أديب وكاتب
                • 23-01-2009
                • 304

                #8
                الاستاذة نادين عبد الله المحترمة:
                تحية طيبة وبعد،،
                نسير.. ولمّا نلتقي
                نتحف زهرة العمر سؤالا..
                كيف العشاق على قارعة الرصيف
                يبنون للمطر عشا بينهم؟
                شكرا أيتها الرائعة دوما..
                لمرورك وقع السنابل اذ تحف الرؤيا بالتعبير..
                مودتي.
                عبد الحفيظ.

                تعليق

                • عبد الحفيظ بن جلولي
                  أديب وكاتب
                  • 23-01-2009
                  • 304

                  #9
                  الاستاذ عيسى عماد الدين عيسى المحترم:
                  تحية طيبة وبعد،،
                  ايها العابرون..
                  ايها القائلون..
                  دربي للسؤال متاهة
                  وعشقكم للحرائق يبهجني..
                  سعدت بالتفاتكم صوب كلماتي المتعبات بالروح..
                  سعدت بنور قناديلكم ايها الرائعون على درب الايقاع والنبض المتوج باللقاء.
                  مودتي .
                  عبد الحفيظ.

                  تعليق

                  • رعد يكن
                    شاعر
                    • 23-02-2009
                    • 2724

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبد الحفيظ بن جلولي مشاهدة المشاركة
                    مدّ زهرة في العمر.. ورحل


                    ألجسد زهرة البكاء
                    عَلَقُ الأعراش الترابية
                    مزحة الظلال
                    لما يولّي الزمن ظهره للشمس..
                    مَسَكَ غيمة ونفخ في الرّيح
                    مرّت غجرية فوق حصان مطري
                    علّقت نكهة للموت
                    إنطمرت في ورطة الصعود الجبلي
                    تُدحرج صخرة الفناء
                    منذ البدء،
                    إلى اللانهائي المُرقّم بالبياض..
                    مدّ زهرة في العمر ورحل،
                    ترك قنِّينة عطر
                    وقلم حبرٍ رمادي
                    وأنغام من "الكونتري ميوزيك"..
                    رحل بين النصف والريعان
                    يحلم بصباح غجري
                    وفرجة تمتثل لموسيقى الريف
                    رحل ممتشقا سعاله الجاف
                    وصدر يخفق دوما للموت..
                    تمتمت زغرودة الفجر
                    رسمت عصفورة شكل بسمته
                    راوده طين الكلام عن وسامته
                    عبر المعنى بين شفتين
                    ومصّ غلالة الغليون المقيت
                    نفخ في الفضاء سحابة من قلق
                    خلع على نفسه مسوحا شقيّة
                    كلّم الغمام مع المشرّدين
                    وحَلَمَ بأمٍّ للرّضاع..
                    مدّ فرحا في القبر وعاد،،
                    تزيّن للميلاد كما سبعينيات القرن
                    عاد "الحبيب" ومضى "القرن العشرين"
                    تلاشى الناي في ومضة النغم
                    تحلّى العدم زخرفا
                    وأسطورة للفراغ المشيّد،،
                    التجلّي جوعٌ مُؤَمَّن
                    في روضة الشك واليقين
                    كما لم تر شروق يومك الأول
                    في التابوت الخشبي المنمق بالفجوات
                    أصف لك بعضا من رقص الشمس
                    حول صورة شمسية كانت بيد أمك:
                    توسّد كبدها غرغرة الاغتراب
                    فلاحت أشياءها من بين غبار الوقت
                    سألت عن غائب كان بالبيت
                    كان يملك صهوة الدّلال
                    والجمال غير المسمّى
                    عند وساوس المرآة،
                    قبالة الشمس عندما تعتم
                    ولا ينعكس الضوء على الوجوه..
                    يزداد رعش الشاطىء مساء
                    يوزّع النادل زحمة الغروب مجانا
                    ولا يكلفنا ذلك شيئا من سرور
                    نزرع القلق في بؤرة خِفَّتنا
                    نضيء الحلم بالنوايا
                    ونرفرف الحمام على قارعات الجباه..
                    مدّ بسمته في المقهى وكسّر الفنجان
                    ناول النادل رشفة من زجاج
                    وذرف على السكون صدمة للتأويل..
                    استاذ ( عبد الحفيظ بن جلولي )

                    عار علي يا أستاذ أن أنطق ببنت شفة ..هنا

                    أنا فقط أنهل ثم أمضي كي أكتب ..

                    تحياتي وتقديري ومودتي

                    رعد يكن
                    أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

                    تعليق

                    • عبد الحفيظ بن جلولي
                      أديب وكاتب
                      • 23-01-2009
                      • 304

                      #11
                      الاستاذ رعد يكن المحترم:
                      تحية طيبة وبعد،،
                      عفوا يا استاذ فكلنا ننهل من عطاء الآخرين حتى نستطيع ان نستمر..
                      الاشياء تاخذ مآلات العشق
                      والكلام يرسم حرقة الموقف
                      العبور اليك يجرح مكنتي
                      يغرّب سطر الاغنية الاخيرة
                      في اعلى الشجرة صورة لظلك
                      وتغاريد من امسيات الشجن.
                      احترامي.
                      عبد الحفيظ.

                      تعليق

                      • نجلاء الرسول
                        أديب وكاتب
                        • 27-02-2009
                        • 7272

                        #12
                        نزرع القلق في بؤرة خِفَّتنا
                        نضيء الحلم بالنوايا
                        ونرفرف الحمام على قارعات الجباه..
                        مدّ بسمته في المقهى وكسّر الفنجان
                        ناول النادل رشفة من زجاج
                        وذرف على السكون صدمة للتأويل

                        أيقن أن الحزن يكسو عتبات الحروف
                        وأن الضياع خيبة الكتاب والعيون

                        كنت هنا تقيس الفتور بالفتور
                        وتعيد الحلم إلى ما قبل النعاس

                        تقديري لحرفك الراقي أخي الكريم

                        تحية تليق شاعرنا
                        نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                        مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                        أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                        على الجهات التي عضها الملح
                        لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                        وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                        شكري بوترعة

                        [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                        بصوت المبدعة سليمى السرايري

                        تعليق

                        • عبد الحفيظ بن جلولي
                          أديب وكاتب
                          • 23-01-2009
                          • 304

                          #13
                          الشاعرة المميزة نجلاء الرسول:
                          تحية طيبة وبعد،،
                          نقف عند حافة الحزن لعل الايام تشعل فتيل المستحيل وتضيء ليلة من العمر بشمعة من حزن آخر..
                          نقف عند عتبة الموت كي نستبين حلم الحياة المستحيل..
                          يقذف بنا موج الغربة، نساوق نغم الخرير ونستبيح الكلام ،،
                          فهل ننعم بشيء من الصمت؟!
                          "مدّ بسمته في المقهى وكسّر الفنجان
                          ناول النادل رشفة من زجاج
                          وذرف على السكون صدمة للتأويل"
                          شكرا استاذة على مروركم القدير،،
                          دمت مميزة ودامت لكم الافراح والمسرات.
                          احترامي.
                          عبد الحفيظ.

                          تعليق

                          يعمل...
                          X