أمسية الحزن تعطف على المجانين ، و الأرض التي تدور ، تفنى على مقاعد الحلاقين ، لا البنت نامت من شدّة الحزن ، و المدينة نامت من شدّة الهرج ،
اللاعبون في البحر عادوا مبكرين قبل قدوم السيد الخّريف بالمعطف الانكليزي ، و السيدة التي جاءت على الرصيف أقبلت بخفّ عروة ، و بكت جوعها و جوع الذين ترطبوا في الوحل .
أمسية سيئة عصفت بنا … قلنا لهم الأرض تدور ، فنمنا كما كنّا على البلاط البارد ، حتى أعيانا الحلم بأجنحة خرافية ، تقصف عمر الدار البالية ، و توقظ فينا اللحن الحنون للحرية .
منذ زمن لم يطأ الوجع هذا القلب الرخيم . و منذ زمن نشتاق الى أمسياته عن طوابير الذين فرّوا من العدالة و اقتدوا بشمس أصيلة لها حليب أمي و نجمة حبيبتي …
منذ زمن أيتها السيدة المعفّرة بطيب المساكين ، و هذا الوجع يؤلمني و لم أركن الى سؤال حميم … هذا المساء لي ، و تلك النجمة و هذه الغفوة .
تبارزنا ذات ليلة بالكلام الشعائري … هي تأمرني أن أطبق فمي ، و أنا استأذنها الحرية بأن أغفو و ابحث لها عن جواب قديم ، قد أتذكر لون تلك الطفولة المنفلتة ، ولم تستأذنني حين تدخلت في مخي … لطمتها على وجهها ، و انصرفت .
كانت المهووسة بلون العشب الخريفي تنتظرني … جنحنا … صرنا نطير … حاولوا اصطيادنا ، لكن عشّنا في الغابة المملوكة ، رفعت رايتها البيضاء ، فدخلتا ول م ننبس بكلمة .. نمنا كبشريين ناعسين و أدرت بنا الشجرة دروتها العادية ، هذا جنون المتعقِّب ، يخلط اللون بيد فائرة و يرسم ( ريتا ) التي علّمت الأطفال كيف يتمرجحون عالياً و كيف يركضون عالياً ، و كيف يرقصون بعنف ، ثم يهمسون بأغاني الليل في ضواحي المدينة ….و عندما يدخلونها فأنهم يدخلونها بسلام آمنين الوعارة و الحرس و النساء الهرمات في قلب ا لمدينة ، ينتظرهم العازفون و بائعو البالونات و الأطفال المزخرفون بلونها و لوننا ، الذي عشناه طويلاً في الحلم ، و تمنينا أن نراه قبل ريتا التي انتصرت على الملل و على النكتة السخيفة .
تمخضت ساعاتنا بعقارب وقتها الذهبي ، راح السكارى ينشدون على البحر أغنياتهم القديمة ، و راح البريديون يحملون سلال الورد للذين باعتهم الذاكرة في المزاد الصيفي للفقراء .
كان الوجه المسترسل في الحلم يوقف دوران الأرض عن المشهد التعبيري للسيدة ( الفقيرة ) في المتاهة الليلية للمخرج السرّي ، تلك التي تتكرر في العواصم الهرمة و تبقى في السؤال . تلك التي من عادتها ان تفتح الشمس لنوافذنا ، و تغادر البيت العائلي مع العصافير . ألبسناها للسيدة الجميلة من بعض ما عندنا من نّوار اللوزات ـ كانت كلما انتبها إليها تحضر بمسكها المعتق ، و بأنوثة الأشياء من حولها .. غمرتنا الحنون بالفرح المديد .. و قّبلتنا …
يا ترى أين الاختلاف بين امرأة الزيتون .. و امرأة الكاكاو ..و بين الاثنين معاً و البلح الطازج هذا الصباح ؟!!
الامتداد إلى أمريكا اللاتينية و تايوان و تونس هو الامتداد نفسه إلى الدنمارك و الصين و لبنان فكيف تدور الأرض و استراليا و أفريقيا قريبتان كما الأرض و الشمس ؟
البشري المزور هو الذي حين نراه لا يذكرنا بشيء هذا الاصطناعي هو الغريب أما الذي يشاركنا نخب هذا الحلم الجميل فهو المستظل بأحوال الماء و النار … و هو ابن السيدة القلقة .
إذا أيّ متاهة سلكنا وفي المدينة الجدار القديم نفسه للصور ، و في القرية قبّعة الفلاح الأثرية نفسها ، و الزيت و قارورة الملح .. ما سرّ علاقة هذا النجّار القديم العجوز بالنبيذ ؟ و ما سرّ المرأة التي تتصبّح فيها النساء كل يوم ؟ وما سرّ الضحك و الصور التذكارية … و ما سرّ هذا الحلم ؟ …
و السيدة العجوز تحضر الحربين و تستريح في الذاكرة … و ما سرّ كل ذلك إذا لم يكن بيننا فضاء حلم جميل ….
اللاعبون في البحر عادوا مبكرين قبل قدوم السيد الخّريف بالمعطف الانكليزي ، و السيدة التي جاءت على الرصيف أقبلت بخفّ عروة ، و بكت جوعها و جوع الذين ترطبوا في الوحل .
أمسية سيئة عصفت بنا … قلنا لهم الأرض تدور ، فنمنا كما كنّا على البلاط البارد ، حتى أعيانا الحلم بأجنحة خرافية ، تقصف عمر الدار البالية ، و توقظ فينا اللحن الحنون للحرية .
منذ زمن لم يطأ الوجع هذا القلب الرخيم . و منذ زمن نشتاق الى أمسياته عن طوابير الذين فرّوا من العدالة و اقتدوا بشمس أصيلة لها حليب أمي و نجمة حبيبتي …
منذ زمن أيتها السيدة المعفّرة بطيب المساكين ، و هذا الوجع يؤلمني و لم أركن الى سؤال حميم … هذا المساء لي ، و تلك النجمة و هذه الغفوة .
تبارزنا ذات ليلة بالكلام الشعائري … هي تأمرني أن أطبق فمي ، و أنا استأذنها الحرية بأن أغفو و ابحث لها عن جواب قديم ، قد أتذكر لون تلك الطفولة المنفلتة ، ولم تستأذنني حين تدخلت في مخي … لطمتها على وجهها ، و انصرفت .
كانت المهووسة بلون العشب الخريفي تنتظرني … جنحنا … صرنا نطير … حاولوا اصطيادنا ، لكن عشّنا في الغابة المملوكة ، رفعت رايتها البيضاء ، فدخلتا ول م ننبس بكلمة .. نمنا كبشريين ناعسين و أدرت بنا الشجرة دروتها العادية ، هذا جنون المتعقِّب ، يخلط اللون بيد فائرة و يرسم ( ريتا ) التي علّمت الأطفال كيف يتمرجحون عالياً و كيف يركضون عالياً ، و كيف يرقصون بعنف ، ثم يهمسون بأغاني الليل في ضواحي المدينة ….و عندما يدخلونها فأنهم يدخلونها بسلام آمنين الوعارة و الحرس و النساء الهرمات في قلب ا لمدينة ، ينتظرهم العازفون و بائعو البالونات و الأطفال المزخرفون بلونها و لوننا ، الذي عشناه طويلاً في الحلم ، و تمنينا أن نراه قبل ريتا التي انتصرت على الملل و على النكتة السخيفة .
تمخضت ساعاتنا بعقارب وقتها الذهبي ، راح السكارى ينشدون على البحر أغنياتهم القديمة ، و راح البريديون يحملون سلال الورد للذين باعتهم الذاكرة في المزاد الصيفي للفقراء .
كان الوجه المسترسل في الحلم يوقف دوران الأرض عن المشهد التعبيري للسيدة ( الفقيرة ) في المتاهة الليلية للمخرج السرّي ، تلك التي تتكرر في العواصم الهرمة و تبقى في السؤال . تلك التي من عادتها ان تفتح الشمس لنوافذنا ، و تغادر البيت العائلي مع العصافير . ألبسناها للسيدة الجميلة من بعض ما عندنا من نّوار اللوزات ـ كانت كلما انتبها إليها تحضر بمسكها المعتق ، و بأنوثة الأشياء من حولها .. غمرتنا الحنون بالفرح المديد .. و قّبلتنا …
يا ترى أين الاختلاف بين امرأة الزيتون .. و امرأة الكاكاو ..و بين الاثنين معاً و البلح الطازج هذا الصباح ؟!!
الامتداد إلى أمريكا اللاتينية و تايوان و تونس هو الامتداد نفسه إلى الدنمارك و الصين و لبنان فكيف تدور الأرض و استراليا و أفريقيا قريبتان كما الأرض و الشمس ؟
البشري المزور هو الذي حين نراه لا يذكرنا بشيء هذا الاصطناعي هو الغريب أما الذي يشاركنا نخب هذا الحلم الجميل فهو المستظل بأحوال الماء و النار … و هو ابن السيدة القلقة .
إذا أيّ متاهة سلكنا وفي المدينة الجدار القديم نفسه للصور ، و في القرية قبّعة الفلاح الأثرية نفسها ، و الزيت و قارورة الملح .. ما سرّ علاقة هذا النجّار القديم العجوز بالنبيذ ؟ و ما سرّ المرأة التي تتصبّح فيها النساء كل يوم ؟ وما سرّ الضحك و الصور التذكارية … و ما سرّ هذا الحلم ؟ …
و السيدة العجوز تحضر الحربين و تستريح في الذاكرة … و ما سرّ كل ذلك إذا لم يكن بيننا فضاء حلم جميل ….
تعليق