أحبه يا بحر.......همسات أخرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حنين وفاء
    أديب وكاتب
    • 09-04-2009
    • 249

    أحبه يا بحر.......همسات أخرى

    حبيبتي
    قالها البحر
    لما أرى الحزن في عينيك
    ألم أشنقه للتو
    و كأنه بسبعة أرواح
    أم أنني شنقت شبيها لهُ
    كلا يا بحر
    شنقت حزن فراق
    كتب لهُ لقاءُ
    الآن حزني على فراق بعد التلاقي
    دعني يا بحر أخبرك
    يوم التقيته لم نكن بجوارك
    خلونا عنك
    تسللنا عند السحر
    ركضنا بعيدا عنك
    إني أعلم أن قربي لهُ يشعل فتيل غيرتك
    خشيتُ أن تعزف أمواجك لحن الحنين إلي
    و أنا بقربه أنسى الوجد أجمعَ
    أجل يا بحر إني أحبك
    لأنك يا بحر شبيههُ
    أم أنك تتعمد التشبه
    كي أقبل بحبكَ
    سامحني يا بحرُ
    فمخلوق لن يسكن بعدُ الفؤادَ
    و إن كان محرم علينا اللقاءُ
    استحال علينا القربَ
    سأبقى لهُ
    إنني ملكهُ
    منذ سكن قلبيَ حبهُ
    ركضنا.......ركضنا
    حتى بلغنا شجر الزيتون
    فتكأ حبيبي على إحداها
    فأحسست غصن الشجرة لهُ حن
    أسقطت أوراقها عامدة
    كأنها تداعبهُ
    كانت أوراقها تلمسهُ
    خلتني مجنونة
    حين رأيت الغصن يمشط شعرهُ
    و كأن بالشجرة مسٌ من الجنِ
    أم أن الشيطان وسوس لهاَ
    فاشتعلت نار غيرتي
    إني أغار عليه من كل جنس أنثى
    قال حبيبتي اقتربي
    قلت كلا
    دعنا نبرح المكان
    قال لما
    هلا تكأتي على شجرة الزيتون هاته
    إنها رفيقة العمر
    فانفجرت بالبكاء
    لا أدري لما
    ركضتُ بعيدا عنهُ
    فإذا بيده تمسك يدي
    فاستدرت
    فإذا هي امرأة حسناء
    شعرها طويل وصل لأصابع قدميها
    قلت من أنت
    قالت إني شجرة الزيتون
    قالت أنت حبيبتهُ
    أنت التي كتب اسمك على جذعي
    بلون أزرق
    قال هي تعشقهُ
    لكنك أجمل من وصفه
    إنه بحبك مجنونُ
    أتدرين حبيبتهُ
    كم أدم البكاءُ عينيهِ
    اسودت منه مقلتيهِ
    كل ليلة دونك قالها جحيم
    هو متحرق ليعانقك
    ليضمك إلى صدره بكل قواهُ
    كل ليلة كان يكتب لك خواطره
    كان يكتب على ورق الزيتون
    أرسلها إليك
    توسل النجوم
    لم يرمي بها إلى البحر
    إنه يعلم حبهُ لكِ
    تلك التي تتوسدينها
    فوسادتك من دمعك طلقت الخد
    كيف علمتي
    من السر أخبرك
    كلا حبيبتهُ
    أنت للبحر تبثين شوقك
    و هو لشجر الزيتون
    أليس في شجر الزيتون ذكرا
    لما اختارك
    و هو يعلم غيرتي من كل أنثى
    لما لم يختر الغصن
    أو اقتسم و جذعك الحزن
    صمتت
    ثم ابتسمت
    غيرتك عاصفة هوجاء
    لا تتحملها بحارُ
    ثم صمتت من جديد
    بعدها قالت
    أتدرين غاليتهُ
    كل ليلة كان يزور كوخك
    يقبل جبينك
    كملاك لم تحس وجودهُ
    كلا
    كلا يا شجرة الزيتون
    كنت كل ليلة أترقبهُ
    حين انصرافه كان الفؤاد يرافقهُ
    كانت روحيَ تصاحبه
    غادرت جسدي
    أمسكت يده
    كان الشوق للقائه يحرق جوارحي
    أنت يا أم الزيتون لا تعرفين
    قدر حبه
    هو ليس حبا
    إني أعشقهُ
    إني أهيم بحبه
    إني ميتٌ دونهُ
    أتدرين يا أم الزيتون
    أحرقت روحي الأحزان
    أفحم جسد الألم
    سرت رمادا
    بعثر في سبع بحار
    في قاعها دفنتُ
    لكن حبهُ
    لملم رمادي
    إلى صدره ضمهُ
    سكبت حبيبتيه لحظتها الدمعُ
    بللتني الدموع
    أطفأ جمر رمادي
    رغم ماء البحار ظل يشتعلُ
    أتدرين
    حبه
    من العدم أوجدني
    فراقهُ صعب
    لا يطيقهُ قلبي
    لثانية
    فكيف إن كتب فراق أبديُ
    كيف أعود للعدم
    كيف أعانق الحزن بعد رحيله
    كيف أعود رمادا أسود اللون
    كيف أتوسد رسائلهُ
    كيف سأقرأ خواطره
    كيف بالله عليك أجيبي
    كيف سأستنشق هواءا
    إني أستنشق حبهُ
    قالت كفى
    حين رأت دمعي يهطلُ
    كهطول المطر
    في فصل شتاء قارص البرد
    كفى بربك
    إن دمعك يهزمهُ
    إنه يكسرني
    الآن عرفت سبب انهزامه
    إنك لست حبيبتهُ
    فاق ما يكنه لك الحب
    إنه العشق
    إنه يعشقك
    يعشق
    طفلتهُ
    امرأتهُ
    أنثاهُ
    ملامحك
    وجهك
    لون عيونك العسلي
    شعرك البني حين على صدره ينسابُ
    يعشق شقتيك حين ترسم قبلة على جبينهِ
    دقات قلبك التي كتبت اسمهُ
    لمست يدك
    حين تسحين دمعتهُ
    حين تمشط شعرهُ
    حجرك حين يتوسدهُ
    خطواتك حين تسرع إليه
    يعشق عشقك لهُ
    غيرتك عليه
    جنونك
    هدوئك
    صمتك
    كلامك العذبُ
    يعشق كل شيء فيك.......حولك
    حتى وسادتك المبللة بالدمع
    كوخك الصغير
    بجنون يعشق العود الذي عليه تعزفين
    يعشق
    ريشتك
    حبرك
    يعشك أنت
    لسواك لن ينبض القلب
    لن يكتب القلمُ
    صمتت بعدها حينا
    سمعتهُ يناديني
    حبيبتي
    استدرت إليه
    عانقتهُ
    أتدري يا بحر
    اختفت هي عن ناظري
    رجعنا إلى شجر الزيتون
    وجدت اسمي مكتوب عليها
    منقوشٌ
    فتكأ حبيبي من جديد
    فحن من جديد الجذعُ
    فجلست بجواره
    توسدت حجرهُ
    مشط بيده الدافئة شعري
    و كأن النجوم كانت تتأملنا
    و لسن من نتأمل النجوم
    فسمعت صوتا عذبا يقول
    و كانت تلك شجرة الزيتون
    إنكما أجمل لوحة في العشق
    رسمت تحت ضوء القمر
    زينتها نجوم
    كانت أوراقها تتساقط
    تداعبني.......تداعبهُ
  • حنين وفاء
    أديب وكاتب
    • 09-04-2009
    • 249

    #2
    [align=center]قالت شجرة الزيتون
    إني أشهد شهادة حق
    عشقكما لم يعرفه مخلوق
    ضمها قالت له
    فشعرت منها استحياءهُ
    لم يقدر أن يضمني إليه
    لأنها تحبهُ
    كما يحبني البحرُ
    همس في أذني
    حبيبتي إن شجرة الزيتون
    امرأة حسناءُ
    طول شعرها
    بطول جسدها
    لو رايته كيف ينساب حولها
    و كأنه حجابُ يواري جمالها
    إنها تحبني منذ الأزل
    تعشقني حين أرتمي عليها
    أتوسد أوراقها المتساقطة حولي
    و كأنها تهيئ مخدعي
    و أرى أغصانها تشتعل نارا تدفئني
    حبيبتي
    لكن قلبي لم و لن ينبض لسواك
    سألتني مرة قبل اعترافي لها
    هل تقبل بحبي
    فتركت العيون تخبرها
    قلت تأمليهما
    أنظري غليهما من ترين
    ظنت أنها سترى حسنها قد ارتسم
    لكنها رأت سواها
    جن جنونها لا أدري لما
    لم أرها في تلك الحالة قط
    طوقتني أغصانها
    غيرتها ألهبت الأغصان
    أشعلت حولي نيران
    قالت لما
    لحسني سواك لب الطلب
    ارتمت علي
    أرادت أن أعانقها
    قالت ضمني إليك
    لما حجري لا تتوسد
    قد توسدت كثيرا الجذع
    قلت
    جسدي على غيرها محرمُ
    عناق سواها كعناق الموت
    توسدت جذعك لأن اسمها عليها موشوم
    لكن حجرك لا يحمل اسمها
    إني أحبها
    لا أحب سواها
    قالت من تكون
    قلت
    إن كنت حسناء.......فهي الحسنُ
    إن كنت جميلة .......فهي الجمالُ
    إن كنت أنثى.......فهي الأنوثة
    ردت علي
    لو كان سواك لأحرقته
    لجعلته رمادا
    بين شجر الزيتون أنثرهُ
    لكنني حين ارتميت على صدرك
    نطق نبض فؤادك اسمها
    فكيف حواء غيرها
    يضمها الصدر
    قالت
    اعذرني
    حبيبي
    حينها حبيبتي
    تيقنت أني لها الحبيبُ
    حينها سجلتُ اعترافي
    أخبرت شجر الزيتون
    أني أعشقك حتى يعانقني الموتُ
    كنت أبث لها أحزاني
    أكتب على أوراقها أشعاري
    أتوسد الغصن الموشوم
    أتدرين حبيبتي
    تلك الليلة
    قالت
    أمسك الخنجر
    أكتب اسمها على شجر الزيتون
    على كل الجدران
    حتى على أبواب الحارات السبع
    حبيبي
    حبيبتك
    حبك
    قداسة لا تدنسها حواءُ
    قالت حبيبي ثانية
    لكن نبرة صوتها المرة كانت تحمل الحزن
    أيقنت أن حبي لك مؤبد
    حب حواء أخرى موءود في الرحم
    فاستحييت من أم الزيتون
    فرفعت رأسي من حجره
    توسدت كتف الحبيب
    فهمس من جديد
    حبيبتي لابد من أن نفر
    شوقي إليك يزداد لهيبهُ
    مشتاق لأملس وجهك
    لقبلة
    أرسمها على جبينك
    تعانق خدك
    لأعانقك إلى صدري
    مشتاق لأقرأ آخر خواطرك
    لا تكتبيها على ورق
    بل اهمسي بها
    و أنت تتوسدين صدري
    فيصغي إليك القلب
    حبيبتي إلى أين نفر لا أدري
    قلت أمسك يدي
    أغمض عينيك
    رافقني
    فمشيت و يدي في يده
    حين وصلنا إلى هناك
    وقفت أمامه
    قبلت عينيه المغمضتين
    ففتحهما الحبيب
    قال مقدر لنا إلى هنا الرجوع
    لنعانق الذكريات
    حبيبتي إنني أتذكر
    حين رأيتك هنا أول مرة
    بأناملك الطاهرة
    تنسجين عقد ياسمين
    و تشكلين منه الحروف
    ليلتها
    دونت منك في صمت
    صدفة كنت تشكلين أول حرف من اسمي
    تنهدتي
    تمتمت بين شفتيك
    كم أعشق حبيبتي تمتمتك
    قلت كم أعشقك يا حرف
    أنك أول حرف من اسمي حبيبي
    لا أدري ما شعرت
    سقط أمامك جسدي
    كالمغشي عليه
    لكنني أحسست لمستك
    حين لصدرك ضممتني
    شعرت بنبض قلبك
    حين قال بروية حبيبي
    حينها
    ردت لجسدي بعد طول ترحال روحي
    فأفقت حبيبتي
    و تمنيت لو أنني لم أفق
    لأبقى مرتميا على صدرك
    و لا يفترق من سمعي اعتراف نبضك
    رأيت هناك أمامك فنجان قهوة
    قلت هل لي بشرفة
    فناولتني الفنجان
    عجبا
    إني لم أطعم العمر كتلك القهوة
    مذاقها أشهى من عسل مصفى
    بعدها تيقنت أنني لن أطعم مثلها
    تدرين حبيبتي
    لأن شفتي لامست موضع شفتيك
    لن أشرب بعد الليلة القهوة إلا من فنجانك
    من بعد أن تقبله شفتيك
    كي تلامسهما شفتي
    إنني أحسد الفنجان
    لا أريد لغيري أن يلمسك
    أن يقبلك
    و إن كان فنجانا
    يبقى من جنس ذكر
    إني أعلنتها حربا ضروسا
    على كل من يتطلع إليك
    يلمسك بنظراته
    حبيبتي في هذا المكان أجمل ذكرى
    ليلتها
    كتب اعتراف
    تعانقت أرواح
    تعانق جسدينا و كأنهما جسد
    إنك أطهر من عرفت
    منك تعلمت عفة العناق
    كلا حبيبي
    إني منك استخلصت الطهر
    أتدري حبيبي
    إن العفة حواء
    و الطهر آدم
    حبيبي
    منك تعلمت لحب
    كيف أعشقك
    أعشق الوجود
    حبيبي عطر الياسمين يعبق المكان
    كليلة اعترافنا بالحب
    في خلسة منا
    كانت أم الزيتون تصغي إلى الحديث
    فسمعت صوت عناق دموعها للتراب
    قالت
    هل يأذن الحبيبان
    بالرجوع لشجر الزيتون
    فإني الليلة سأزفك لحبيبي
    فاقتربت منها
    عانقتها
    قالت عجبا
    و كأنني أعانق جسده
    قلت أجل يا أم الزيتون
    قد صهر الحب
    روحينا
    جسدينا
    جعلنا روحا جسدا واحد
    سألتنا العودة ثانية
    لنعانق الجذع نتوسدهُ
    فرجعنا
    كان الدرب مفروشا بالياسمين
    ورد أحمر يتخلله
    كنا و كأنا ملِكين
    في نهاية الدرب
    و تحت شجر الزيتون
    هيأ مخدعا لنا من ورود الكون
    أطرافه ورد أحمر
    قالت شجرة الزيتون عانقيه
    فلتنمي على صدره
    إنك غاليته منذ فارقته النوم
    الليلة
    اتركي وسادتك تفر أين شاءت
    الليلة تتوسدين صدره
    أو توسدي إن شئت حجره
    إنه مشتاق ليقبلك
    سيكتب عن أول قبلة
    روائع الشعر
    كانت أوراق الشجر متناثرة حولنا مخدعنا
    أمسك يدي
    قال حبيبتي
    إني لك
    توسدي من جسدي ما شئت
    اتركيني أضمك إلي
    إني مشتاق جدا إليك
    أتدري يا بحر
    توسدت تلك الليلة كلها صدره
    أصغيت لنبضه يقول حبيبتي
    إني يا بحر تمنيت
    لو أن فجر تلك الليلة لم يطلع
    لو أني أموت على صدره
    تمنيت لو أن العمر كله تلك الليلة
    إني يا بحر لست أحبه لست أعشقه
    إني أهيم بحبه
    قالوا أن الحب مراتب
    إني يا بحر فقت كل مراتبه
    لا يخفق القلب لسواهُ
    إني يا بحر
    لا أجد وصفا لما يسكن الفؤاد
    الخلق دونه سرابُ
    كما العمرُ
    فداه أمي و أبي
    فداه الروح
    إني أريد الموت شهيدا على صدره
    بين ذراعيه
    فالموت أهون من عناق آدم غيرهُ
    إن
    العناق محرم
    القبلة حرام
    فرد علي البحر
    آااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
    يا حبيبتهُ
    إني أرفع راية استسلامي
    لن أحبك سواكِ
    حبك لهُ
    أقدسُ حب شهده البحرُ[/align]

    تعليق

    يعمل...
    X