فرك ابراهيم افندى كلتا يديه فى حبور وهو يتصفح العناوين الرئيسيه لاحدى الصحف اليومية وكانت
العناوين كالآتى (بشرى سارة للعاملين فى الدولة - جداول العلاوة الجديدة - بدء تنفيذ الكادر الجديد للموظفين
الزيادة الجديدة تحقق التوازن بين الدخول والاسعار 00الخ ) !
ارتفع صوته وهو يتلو العناوين على اسرته المتحلقة حوله ووجهه يفيض بالبشر والسرور وابتسامة عريضة
ترتسم على شفتية المكتنزتين 00
قالت مها وهى ترمق والدها بنظرة فيها رجاء وأمل وترقب :
- بابا 00لاتنسى الفستان الجديد من فضلك 00؟؟
وأستطرد نور الصغير وهو يلتفت بكامل وجهه ناحية أبيه :
- وأنا يابابا00لاتنسانى فى مصاريف النادى الصيفى 00؟؟
لاحت نظرة ساخرة على وجه زوجتة اعتماد فلم تشأ أن تظهرها وأسرعت بكتمانها ولكنها قالت فى هدوء
مصطنع :
- لاتنسى 0؟هذة العناوين ككل عام 00وبنفس المواعيد تتكرر الوعود ذاتها 00
أجاب ابراهيم بلسان فية ماء الامل :
- لكن هذا العام يختلف 00هناك زيادة كبيرة فى الدخل 00
هزت الزوجة رأسها وأضطرت الى اظهار ابتسامتها الساخرة على الملأ وقالت :
- ذكرنى يافكيك !!
رد ووجهة ينطق بالتحدى
- الزيادة الكبيرة فى الدخل القومى
وبنفس التحدى ردت الزوجة :
- من أين ؟؟
وكأنة متوقعا السؤال نفسة أجاب بسرعة :
- جبل الذهب الذى تم العثور علية فى الصحراء الشرقية
- الزيادة الكبيرة فى ايراد قناة السويس
- ارتفاع اسعار البترول عالميا
- تصدير الغاز الطبيعى بكميات وافرة
- بدأ مشروع توشكى يؤتى ثمارة وحاليا تصدر منتجاته على قدم وساق
- استثمار اموال التأمينات والمعاشات
ابتسم ابراهيم وهو يكمل
- مارأيك 00 هل أقول ثانى ؟؟
ضحكت الزوجة حتى ارتج جسدها المكتنز بشده ولاحت أسنان صفراء داخل فم كمغارة الجبل
قالت وقسمات وجهها تنم عن تحدى اكثر :
- وهل يافكيك سيعود عليك عائد ماقلتة 00؟أم أن الحكومة 00
قاطعها دون أن تكمل :
- لن يحدث 00 وأن غدا لناظرة لقريب 0
*****************************************
قرب شهر مايو على الانتهاء 00
لازالت عناوين الكثير من الصحف اليوميه تعلن نفس الانباء والاخبار مدعومة بعبارة ( لازيادة فى
الاسعار 00) أو ( لامساس بالاسعار 00)
ويشتد الجدل وتكثر التكهنات وتنتشر حمى الاقاويل بين جموع الموظفين 00
مابين مترقب برجاء وأمل 00
وبين متشكك فى حذر وريبة 00
وبين متذبذب لاالى هؤلاء ولا الى هؤلاء 00
ويحلق ابراهيم افندى فى سماء الخيال الرحب وقبل أن يأوى الى فراشه كل يوم يمسك ورقة وقلما
وينهمك فى حسبة لوغاريتمات الزيادة 00ومصاريف الاولاد 00ومتطلبات البيت 00 وتتأرجح ملامح
وجهه بين الغبطة والامل والقلق ثم الحسرة 00فيمزق الورقة ويقذف بها ثم يعض شفتة
السفلى فى حنق واضطراب 00 كل ذالك والزوجة ترقبه وهى ممددة بجواره على السرير فسرعان
مايهتز جسدها المكتنز فى ضحكة مكتومة وينطلق لسانها وهى تدندن :
- يامواعدنى بكرة 00000اوعى تنسى بكرة
*****************************************
مر شهر مايو ويونيو والامواج تتلاطم والعيون مرتقبه والافئدة متطلعه والنقاش يدور فى اللجان الفرعيه
تارة واللجان الرئيسيه تارة اخرى ثم فى مجلس الشورى حينا ومجلس الشعب حينا آخر 00
ومطابع وزارة المالية تطبع المسودات والمنشورات والتعليمات والمذكرات الايضاحية 00وأخيرا
القرارات التنفيذية فتتلقفها الايدى والاعين والافئدة 00وتلهج الالسنة بالشكر ويعلوا الحمد والتسبيح
*********************************************
فى الاسبوع الاول من شهر يوليو وحرارة الجو تقترب من القمة والرطوبه تكتنف الخلق والشمس تلفح الارض بشواظ من نار فيزدرد الجميع ريقهم بصعوبة وضجر 00
ويسمع ابراهيم افندى وهو يمسح وجهه من العرق المتصبب يسمع من محصل الباص أثناء عودته من
عمله ليلا أن سعر التذكرة ارتفع ربع جنيه فيهمس لنفسة لابأس 00
لكنة يفاجىء أن الاسعار جميعها بدأت فى الارتفاع وبشكل جنونى وكأن الجميع اتفقوا على ذالك 0!
الطماطم - الخضروات - الالبان ومنتجاتها - فاتورة المياه- فاتورة الكهرباء والغاز والتليفون 00
اللحوم 00الاسماك 00الاحذية 00الخ
ويصرخ 000الرحمة يااله السموات والارض 00
ولكن ما يكاد يمر يوم الا ويعلن عن سعر جديد 00
رباه 00 ماهذا الغلاء الفاحش 00 ؟ لانستطيع الصبر ولا نحتمل الضيم 00
ارتفع سعر كل شىء الى السماء السابعه 00!!
لم يعد للجنية قيمه 00 شح المال بارت التجاره 00 كثر الهرج والمرج فى الاسواق 00
زاد العراك وبض الدم 00 كيلو المكرونه أصبح كيلو الا ربع وبنفس السعر 00
ووزير الماليه يصرخ فى التلفزيون ( لازيادة فى الاسعار )!!!
ماهذا يارب 00؟
الرحمه ياملك الملوك 00 وواهب الحياة 00 وباسط الرزق 0
لكن الحكومه فى مارينا 0!!!
والشعب يصطلى النار الحارقة 00
ويصرخ ابراهيم افندى
انا لله وإنًا إليه راجعون
************************************************** **************
العناوين كالآتى (بشرى سارة للعاملين فى الدولة - جداول العلاوة الجديدة - بدء تنفيذ الكادر الجديد للموظفين
الزيادة الجديدة تحقق التوازن بين الدخول والاسعار 00الخ ) !
ارتفع صوته وهو يتلو العناوين على اسرته المتحلقة حوله ووجهه يفيض بالبشر والسرور وابتسامة عريضة
ترتسم على شفتية المكتنزتين 00
قالت مها وهى ترمق والدها بنظرة فيها رجاء وأمل وترقب :
- بابا 00لاتنسى الفستان الجديد من فضلك 00؟؟
وأستطرد نور الصغير وهو يلتفت بكامل وجهه ناحية أبيه :
- وأنا يابابا00لاتنسانى فى مصاريف النادى الصيفى 00؟؟
لاحت نظرة ساخرة على وجه زوجتة اعتماد فلم تشأ أن تظهرها وأسرعت بكتمانها ولكنها قالت فى هدوء
مصطنع :
- لاتنسى 0؟هذة العناوين ككل عام 00وبنفس المواعيد تتكرر الوعود ذاتها 00
أجاب ابراهيم بلسان فية ماء الامل :
- لكن هذا العام يختلف 00هناك زيادة كبيرة فى الدخل 00
هزت الزوجة رأسها وأضطرت الى اظهار ابتسامتها الساخرة على الملأ وقالت :
- ذكرنى يافكيك !!
رد ووجهة ينطق بالتحدى
- الزيادة الكبيرة فى الدخل القومى
وبنفس التحدى ردت الزوجة :
- من أين ؟؟
وكأنة متوقعا السؤال نفسة أجاب بسرعة :
- جبل الذهب الذى تم العثور علية فى الصحراء الشرقية
- الزيادة الكبيرة فى ايراد قناة السويس
- ارتفاع اسعار البترول عالميا
- تصدير الغاز الطبيعى بكميات وافرة
- بدأ مشروع توشكى يؤتى ثمارة وحاليا تصدر منتجاته على قدم وساق
- استثمار اموال التأمينات والمعاشات
ابتسم ابراهيم وهو يكمل
- مارأيك 00 هل أقول ثانى ؟؟
ضحكت الزوجة حتى ارتج جسدها المكتنز بشده ولاحت أسنان صفراء داخل فم كمغارة الجبل
قالت وقسمات وجهها تنم عن تحدى اكثر :
- وهل يافكيك سيعود عليك عائد ماقلتة 00؟أم أن الحكومة 00
قاطعها دون أن تكمل :
- لن يحدث 00 وأن غدا لناظرة لقريب 0
*****************************************
قرب شهر مايو على الانتهاء 00
لازالت عناوين الكثير من الصحف اليوميه تعلن نفس الانباء والاخبار مدعومة بعبارة ( لازيادة فى
الاسعار 00) أو ( لامساس بالاسعار 00)
ويشتد الجدل وتكثر التكهنات وتنتشر حمى الاقاويل بين جموع الموظفين 00
مابين مترقب برجاء وأمل 00
وبين متشكك فى حذر وريبة 00
وبين متذبذب لاالى هؤلاء ولا الى هؤلاء 00
ويحلق ابراهيم افندى فى سماء الخيال الرحب وقبل أن يأوى الى فراشه كل يوم يمسك ورقة وقلما
وينهمك فى حسبة لوغاريتمات الزيادة 00ومصاريف الاولاد 00ومتطلبات البيت 00 وتتأرجح ملامح
وجهه بين الغبطة والامل والقلق ثم الحسرة 00فيمزق الورقة ويقذف بها ثم يعض شفتة
السفلى فى حنق واضطراب 00 كل ذالك والزوجة ترقبه وهى ممددة بجواره على السرير فسرعان
مايهتز جسدها المكتنز فى ضحكة مكتومة وينطلق لسانها وهى تدندن :
- يامواعدنى بكرة 00000اوعى تنسى بكرة
*****************************************
مر شهر مايو ويونيو والامواج تتلاطم والعيون مرتقبه والافئدة متطلعه والنقاش يدور فى اللجان الفرعيه
تارة واللجان الرئيسيه تارة اخرى ثم فى مجلس الشورى حينا ومجلس الشعب حينا آخر 00
ومطابع وزارة المالية تطبع المسودات والمنشورات والتعليمات والمذكرات الايضاحية 00وأخيرا
القرارات التنفيذية فتتلقفها الايدى والاعين والافئدة 00وتلهج الالسنة بالشكر ويعلوا الحمد والتسبيح
*********************************************
فى الاسبوع الاول من شهر يوليو وحرارة الجو تقترب من القمة والرطوبه تكتنف الخلق والشمس تلفح الارض بشواظ من نار فيزدرد الجميع ريقهم بصعوبة وضجر 00
ويسمع ابراهيم افندى وهو يمسح وجهه من العرق المتصبب يسمع من محصل الباص أثناء عودته من
عمله ليلا أن سعر التذكرة ارتفع ربع جنيه فيهمس لنفسة لابأس 00
لكنة يفاجىء أن الاسعار جميعها بدأت فى الارتفاع وبشكل جنونى وكأن الجميع اتفقوا على ذالك 0!
الطماطم - الخضروات - الالبان ومنتجاتها - فاتورة المياه- فاتورة الكهرباء والغاز والتليفون 00
اللحوم 00الاسماك 00الاحذية 00الخ
ويصرخ 000الرحمة يااله السموات والارض 00
ولكن ما يكاد يمر يوم الا ويعلن عن سعر جديد 00
رباه 00 ماهذا الغلاء الفاحش 00 ؟ لانستطيع الصبر ولا نحتمل الضيم 00
ارتفع سعر كل شىء الى السماء السابعه 00!!
لم يعد للجنية قيمه 00 شح المال بارت التجاره 00 كثر الهرج والمرج فى الاسواق 00
زاد العراك وبض الدم 00 كيلو المكرونه أصبح كيلو الا ربع وبنفس السعر 00
ووزير الماليه يصرخ فى التلفزيون ( لازيادة فى الاسعار )!!!
ماهذا يارب 00؟
الرحمه ياملك الملوك 00 وواهب الحياة 00 وباسط الرزق 0
لكن الحكومه فى مارينا 0!!!
والشعب يصطلى النار الحارقة 00
ويصرخ ابراهيم افندى
انا لله وإنًا إليه راجعون
************************************************** **************
تعليق