[frame="11 98"]جَفَافٌ يَحل ويا للجفافٌ
بدا فوق كل الرُبى والضفاف
كذاك رأيت المنايا تحل
وقومي يمنون لو أن ثمّ
سرابا كمثل العُقار
يذوبون فيه ,
يتيهون فيه وينسون أن الهلاك جفاف .
وينسون أن الجفاف هنا ..
بأرض الضعاف .
ليهرب أهل النفوس الكبار
ينادون نرتاد أرض الصقيع
هنالك ظلمة
وماء وفير
وخير عميم ومال كثير
وظل الضعاف ..
تقاسموا هما وجوعا سويا
فضاق الطريق ..
وضاع الإخاء وراح الجوار ..
تنادى الصديق :
"صديق أأنت ويا للصديق
هواءك كنت أوان الشهيق
وماءك إذا تظمأن بحر
وكنت أعينك ..
في كل لحظة كرب وضيق
أراك سفينا ببحر عميق
وصوتي الذي يعلو فوق الزبد
أنا يا صديقا هناك .. غريق .".
يمر الصديق مرور الكرام يقول :
صديقي .. لماذا تعيق ؟
تعسا لكم يا حماة الجفاف ..
وتعسا لأرض علاها الجفاف
قطعتم يد الجائع المستحق
قتلتم .. سجنتم ..ضربتم .. رجمتم
بأعين ظن .. وبيعت عفاف
ومن زانه الفقر يمضي حثيثا
يروم الكرامة لا يرتضي الذل
يهوى الكفاف ..
تُمد يداه إلى حيث يوقن
إلهي أغثنا تداعت أمم
على أرضنا ..
فأين الهمم ؟
وأين اختفت كل تلك القمم ؟
سعد وعامر..
وخالد وعمرو وعقبة ..
أسامة .. محمد .. قتيبة وطارق
مضوا في سبيل الجهاد ليبقى
قادة صمت وعجز ..
وأرض تصرخ يا معتصم ..
تظاهروا كلهم بالصمم ..
وهاجت شعوب وماجت ..
فذل وجهل وعجز وصمت
وأيضا .. جفاف ..[/frame]