قد تحب شخصا و تسعد بصداقته ، وتهتم لأمره و تحرص على إسعاده ، ثم يتبدل الحال و تختلف الأمور و تجد ذاك الحب فتر أو ربما انتهى.
و كذلك قد تسعى لتحقيق أمر معين ، وتجتهد لذلك و تحرص عليه و تهتم لأمره و بعد مدة يتبين لك أنه ليس بالأهمية التي تصورت فتتركه وتبحث عن أمر آخر.
و قد تحب مكانا و تشتاق إليه ، ربما لأنك ولدت فيه و قضيت سنوات طفولتك و صباك فيه ، أو ربما لأن جزءا سعيدا من حياتك كان في ذاك المكان .
أما هو فمختلف ، يحبه الكثيرون مع أنهم لم يزوروه من قبل ، ولم يعيشوا فيه ، ومن أتاه وزاره يزداد شوقا إليه ، و كل يوم تزداد معزته في القلوب ، بل هي معزة سرمدية ، بدأت منذ القدم و استمرت حتى يومنا هذا و ستستمر أبدا.
و عشاق هذا المكان ملايين ، بل قل ملايين الملايين ، و لكل منهم في حبه قصته الخاصة .
و كأن حب هذا المكان حب فطري نولد ويولد معنا ، حب عجيب يثير التساؤل.
ترى ما السر وراء شوقنا لزيارته؟! ما السر في اهتمامنا لأمره وما يحصل فيه؟!، لماذا نسعى كل بطريقته لخدمته وحمايته ؟!
كيف لا وقد باركه الله رب السماوات السبع ، كيف لا و قد جعله الرحمن مكانا مقدسا .
فنزل في القلوب حبه واستقرت في النفوس معزته ، فأشربت حبه رغم عنك ، فهو محبوب الصغار و الكبار ، النساء و الرجال ، محبوه من بقاع شتى و دول مختلفة .
هذا المكان أحبه الأنبياء عليهم السلام ، و أحبه نبيك خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، بل ذهب إليه وصلى فيه إماما بأنبياء الله و رسله عليهم السلام ، في حادثة جليلة وليلة عظيمة .
هذا المكان درج على حبه الصحابة الكرام و التابعين ومن تبعهم من الصالحين .
في هذا المكان أحداث كثيرة ضجت بها كتب التاريخ .
هذا المكان شرف لساكنيه ، نالوا شرف الانتساب إليه و الإقامة فيه ، وشرف الرباط فيه و ذودهم عن حماه ، وشرف سماع أذانه و أداء الصلاة فيه و في ساحاته .
هذا المكان يحبه و يحن إليه كل من زار المسجد الحرام والمسجد النبوي ، ونال فضل الصلاة و الطاعة هناك ، و رأى جموع المسلمين الغفيرة المباركة ، كيف تصلي في أمان و سلام ، وتمنى ودعا حينها أن تجتمع هذه الجموع هناك أيضا ، في بيت المقدس .
بيت المقدس هذا المحبوب المميز ، محبوب لم يضيره بعده عن أعين محبيه أن تضعضع مكانته في القلوب، فهو دائما حاضر في الأذهان و العقول.
و عشاق هذا المكان كثر ، و كل له طريقته في التعبير عن حبه .
لكن المهم أن أكون أنا و أنت من عشاقه حقا ، فلا تدع غيرك يسبقك إليه ،و لتكن أنت السبّاق.
عشاقه استرخصوا الأرواح و الأموال لأجله ، عشاقه قدموا أغلى من يملكون و أغلى ما يملكون في سبيل حريته .
عشاقه لا تفتر ألسنتهم من الدعاء بحريته و سلامه ، على كل أحوالهم قياما و قعودا ، يتحرون لذلك أوقات و أماكن الاستجابة.
عشاقه ما فتروا يتعلمون عنه ، ويدرسون تاريخه ، و يحفظون فضائله ، و ينشدون له الألحان .
عشاقه لا يملون الحديث عنه ، و إخبار الآخرين بسيرته و أحواله ، حريصين على أن يزيد عدد المحبين له ، ويبذلون قصار جهدهم و لو في سبيل أن يزيد المحبين له حبيبا واحدا .
سخروا لأجله أقلامهم و أوقاتهم و أصواتهم ، فنظموه قصائد ، وغنوه أناشيد ، ورسموه لوحا ، وصوروه صورا تدون الحكاية ،ففي أسواره حكاية وفي أبوابه حكاية ، وفي ساحاته ومئذنته و محرابه حكايات و حكايات .
حكايات تتجدد ، ما يعرفه الكبار اليوم غير ما سيعرفه الصغار حين يكبرون ، وما يعرفه من صلى فيه و عاش فيه مختلف عما يعرفه الآخرون.
حب الأقصى استحوذ على قلوب الكثيرين ، وجمع قلوبا لم تتصور أن تلتقي يوما .
لكن المهم أن نكون من عشاق الأقصى ، ونحبه حبا صحيحا ، حبا يقتضي أن نعبر عنه بالأسلوب الأمثل ، و لأن هذا المكان باركه الرحمن ، و لأن هذا المكان أوصى بزيارته العدنان عليه الصلاة والسلام ، و لأن دأب الصالحين الحرص عليه و حمايته ، و تحريره من براثن الغدر و الخيانة .
فلن يكون إذا حبك له حقيقيا إلا حين تبتدئ بنفسك تزكية و تطهيرا ، و ترقى بها في مدارج الإيمان و الصلاح ، وتحلها بالفضيلة و مكارم الأخلاق و تحرص على أسباب الرضوان ، و الطرق الموصلة للجنان ، عندها سيصفو حبك ، وستدرك كيف يمكنك أن تحمي هذا المحبوب العظيم .
و كذلك قد تسعى لتحقيق أمر معين ، وتجتهد لذلك و تحرص عليه و تهتم لأمره و بعد مدة يتبين لك أنه ليس بالأهمية التي تصورت فتتركه وتبحث عن أمر آخر.
و قد تحب مكانا و تشتاق إليه ، ربما لأنك ولدت فيه و قضيت سنوات طفولتك و صباك فيه ، أو ربما لأن جزءا سعيدا من حياتك كان في ذاك المكان .
أما هو فمختلف ، يحبه الكثيرون مع أنهم لم يزوروه من قبل ، ولم يعيشوا فيه ، ومن أتاه وزاره يزداد شوقا إليه ، و كل يوم تزداد معزته في القلوب ، بل هي معزة سرمدية ، بدأت منذ القدم و استمرت حتى يومنا هذا و ستستمر أبدا.
و عشاق هذا المكان ملايين ، بل قل ملايين الملايين ، و لكل منهم في حبه قصته الخاصة .
و كأن حب هذا المكان حب فطري نولد ويولد معنا ، حب عجيب يثير التساؤل.
ترى ما السر وراء شوقنا لزيارته؟! ما السر في اهتمامنا لأمره وما يحصل فيه؟!، لماذا نسعى كل بطريقته لخدمته وحمايته ؟!
كيف لا وقد باركه الله رب السماوات السبع ، كيف لا و قد جعله الرحمن مكانا مقدسا .
فنزل في القلوب حبه واستقرت في النفوس معزته ، فأشربت حبه رغم عنك ، فهو محبوب الصغار و الكبار ، النساء و الرجال ، محبوه من بقاع شتى و دول مختلفة .
هذا المكان أحبه الأنبياء عليهم السلام ، و أحبه نبيك خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، بل ذهب إليه وصلى فيه إماما بأنبياء الله و رسله عليهم السلام ، في حادثة جليلة وليلة عظيمة .
هذا المكان درج على حبه الصحابة الكرام و التابعين ومن تبعهم من الصالحين .
في هذا المكان أحداث كثيرة ضجت بها كتب التاريخ .
هذا المكان شرف لساكنيه ، نالوا شرف الانتساب إليه و الإقامة فيه ، وشرف الرباط فيه و ذودهم عن حماه ، وشرف سماع أذانه و أداء الصلاة فيه و في ساحاته .
هذا المكان يحبه و يحن إليه كل من زار المسجد الحرام والمسجد النبوي ، ونال فضل الصلاة و الطاعة هناك ، و رأى جموع المسلمين الغفيرة المباركة ، كيف تصلي في أمان و سلام ، وتمنى ودعا حينها أن تجتمع هذه الجموع هناك أيضا ، في بيت المقدس .
بيت المقدس هذا المحبوب المميز ، محبوب لم يضيره بعده عن أعين محبيه أن تضعضع مكانته في القلوب، فهو دائما حاضر في الأذهان و العقول.
و عشاق هذا المكان كثر ، و كل له طريقته في التعبير عن حبه .
لكن المهم أن أكون أنا و أنت من عشاقه حقا ، فلا تدع غيرك يسبقك إليه ،و لتكن أنت السبّاق.
عشاقه استرخصوا الأرواح و الأموال لأجله ، عشاقه قدموا أغلى من يملكون و أغلى ما يملكون في سبيل حريته .
عشاقه لا تفتر ألسنتهم من الدعاء بحريته و سلامه ، على كل أحوالهم قياما و قعودا ، يتحرون لذلك أوقات و أماكن الاستجابة.
عشاقه ما فتروا يتعلمون عنه ، ويدرسون تاريخه ، و يحفظون فضائله ، و ينشدون له الألحان .
عشاقه لا يملون الحديث عنه ، و إخبار الآخرين بسيرته و أحواله ، حريصين على أن يزيد عدد المحبين له ، ويبذلون قصار جهدهم و لو في سبيل أن يزيد المحبين له حبيبا واحدا .
سخروا لأجله أقلامهم و أوقاتهم و أصواتهم ، فنظموه قصائد ، وغنوه أناشيد ، ورسموه لوحا ، وصوروه صورا تدون الحكاية ،ففي أسواره حكاية وفي أبوابه حكاية ، وفي ساحاته ومئذنته و محرابه حكايات و حكايات .
حكايات تتجدد ، ما يعرفه الكبار اليوم غير ما سيعرفه الصغار حين يكبرون ، وما يعرفه من صلى فيه و عاش فيه مختلف عما يعرفه الآخرون.
حب الأقصى استحوذ على قلوب الكثيرين ، وجمع قلوبا لم تتصور أن تلتقي يوما .
لكن المهم أن نكون من عشاق الأقصى ، ونحبه حبا صحيحا ، حبا يقتضي أن نعبر عنه بالأسلوب الأمثل ، و لأن هذا المكان باركه الرحمن ، و لأن هذا المكان أوصى بزيارته العدنان عليه الصلاة والسلام ، و لأن دأب الصالحين الحرص عليه و حمايته ، و تحريره من براثن الغدر و الخيانة .
فلن يكون إذا حبك له حقيقيا إلا حين تبتدئ بنفسك تزكية و تطهيرا ، و ترقى بها في مدارج الإيمان و الصلاح ، وتحلها بالفضيلة و مكارم الأخلاق و تحرص على أسباب الرضوان ، و الطرق الموصلة للجنان ، عندها سيصفو حبك ، وستدرك كيف يمكنك أن تحمي هذا المحبوب العظيم .
تعليق