حديث مع البحر
شعر ماجد الراوي من ديوانه ( الوشاح )
وقف الشاعر على سواحل مدينة صيدا اللبنانية فأوحى له البحر بالقصيدة التالية [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[poem=font="Arial,6,red,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ألا يا بحرُ بالأمواجِ خُذْني= وسافرْ بي إلى بلدٍ بعيدِ
فإنْ أوصَلتَني لِمدى طُموحي= فأرجعني لأهلي من جديدِ
على صَخرِ الشُّطوطِ وضَعتُ رأسي= وأطْلَقتُ الخَيالَ بلا حُدودِ
سماءٌ تلتقي بالبحرِ دُنيا= على أطرافِها انْكَسرتْ قُيودي
ألا يا بحرُ يا هَدَّارُ إنّي= أحبُّ العومَ في الموجِ الشَّديدِ
ولي في هِمَّتي الشَّماءِ فُلْكٌ= يفُوقُ بعَزمِهِ فُلكَ الحديدِ
أراني مِثلَ موجِكَ لستُ أهْدا= فَهَبني موجَةً واسمَعْ نشيدي
وخُذني في بلادِ اللهِ حتَّى= أصيرَ كَقَشَّةٍ قُذِفَتْ ببيدِ
هديرُ الموجِ أذكرني اشتياقي= وإمضائي الشَّبابَ على الوعودِ
لقد سافَرتِ يا سلمى بعيداً= لِشَطِّ الحُسنِ والزَّمنِ السّعيدِ
وقد فاجأتِني بِنَواكِ عَنّي= ويومُ مآبِ فُلكِكِ يومُ عيدي
أنا المَقتولُ يا سلمى اشتياقاً= ففي قَتلي أقِلِّي أو فَزيدي
سألتُكَ مرَّةً يا بحرُ عنها= وقد عِفْتَ السُّؤالَ بلا ردودِ
ألمْ تَسْمَعْ؟ ألمْ تَفْقَهْ كلامي؟ أم انَّكَ مُنْكِرٌ حتّى وجودي
وكيفَ يُقالُ أنَّكَ دونَ روحٍ = ومَوْجُكَ عازِفٌ لحنَ الخُلودِ
قَضَيْتَ العُمرَ يا قلبي انتظاراً= لطَيْفٍ غابَ في الأُفْقِ البعيدِ[/poem]
تعليق