القصيدة الرسالة .. سعاد سعيود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سالم الشنقيطي
    عضو الملتقى
    • 27-07-2008
    • 111

    #16
    رويدك إنني شبهت دارا = على أمثالها تقف المهارى
    تأمل صاح هاتيك الروابي= و ذاك التل أحسبه أنارا
    وتان الرملتان هما ذواتا = عليان و ذا خط الشقارى
    وإن تنجد رايت بلا مثال = جماهير الكناوين الكبارى
    هنالك لا تدع منهن رسما = بدا إلا مررت به مرارا
    ولاتقبل لعين في رباها=تصون دموعها إلا إنهمارا
    ودر بين الميامين العوالي =فإن على معاهدها المدارا
    إذا كنت الوفي فعلت هذا=فراعيت الذمامة والجوارا
    ولاعار عليك فأنت مرؤ=ترديت السكينة والوقارا
    ولكنا رجال الحب قوم=تهيج ربا الديارلنا إدكارا
    سقانا الحب ساقي الحب صرفا=فنحن كما ترى قوم سكارى
    نرى كل الهوى حسنا علينا=إذا ما الجاهلون رأوه عارا
    وأحرار النفوس تذوب شوقا=فتأتي كل ما تأتي إضطرارا
    ومن يأتي الأمور على إضطرار=فليس كمثل آتيها إختيارا
    ترانا عاكفين على المغاني=لفرط الشوق نندبها حيارى
    أسارى لوعة وأسى ننادي=وما يغني النداء عن الأسارى
    ولو في المسلمين اليوم حر=يفك الأسر أو يحمي الذمارا
    لفكو دينهم وحموه لما=أراد الكافرون به الصَّغارى
    حماة الدين إن الدين صارا=أسيرا للصوص وللنصارى
    فإن بادرتموه تداركوه= وإلا يسبق السيف البدارا

    مقتطفات من قصيده للشيخ سيد محمد ولد الشيخ سيديا الشنقيطي
    [SIGPIC][/SIGPIC]

    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه الكرام

    تعليق

    • سعاد سعيود
      عضو أساسي
      • 24-03-2008
      • 1084

      #17
      أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
      وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي

      وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي
      وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي

      أيها الحب أنت سرُّ وُجودي
      وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي

      وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري
      وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي

      يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي
      في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!

      ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ
      ـ‍‍‍‍طغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟

      أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ
      نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي

      فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ
      ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي

      لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي:
      مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟

      أبو القاسم الشابي
      [SIZE="5"][FONT="Verdana"][COLOR="DarkRed"]كيف أنتظر المطر إذا لم أزرع السنابل..![/COLOR][/FONT][/SIZE]

      تعليق

      • سعاد سعيود
        عضو أساسي
        • 24-03-2008
        • 1084

        #18
        في تعاملي مع النساءْ..

        كنتُ دائماً

        من أنصار المدرسة الإنطباعيَّةْ.

        كلُّ امرأةٍ..

        حدَّثتُها عن جمال الفِكْر الصوفيّْ

        وتجلياتِ جلال الدين الرُوميّْ.

        وفريد الدين العطّارْ.

        ومحي الدين بن عربيّْ.

        ذَهَبتْ... ولم تَعُدْ....

        نزار قباني
        [SIZE="5"][FONT="Verdana"][COLOR="DarkRed"]كيف أنتظر المطر إذا لم أزرع السنابل..![/COLOR][/FONT][/SIZE]

        تعليق

        • mmogy
          كاتب
          • 16-05-2007
          • 11282

          #19
          [align=CENTER][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center]
          كان الحسن البصري رحمه الله يتمثل في مواعظه بالأبيات من الشعر وكان من أوجعها عنده :
          اليوم عندك دلها وحديثها = وغدا لغيرك كفها والمعصم

          قرأته الآن في كتاب دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني في معرض دفاعه عن مشروعية رواية الشعر وكتابته ردا على من يرى بعدم جواز ذلك .

          تحياتي للفكرة الطيبة
          [/align][/cell][/table1][/align]
          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

          تعليق

          • سعاد سعيود
            عضو أساسي
            • 24-03-2008
            • 1084

            #20



            أشهد أن زمنك سيأتي ...

            هذا ليس زمنك

            أيها المرهف شفافية و عذوبة

            هذا زمن اعدام العصافير

            و الأطفال و الفراشات و النجوم ...

            و أنت تدفق الحنان صوب كائنات الله كلها ...

            هذا ليس زمنك

            لكنني أشهد عكس الريح

            على أن حبك وحده سيبقى

            و أزهارك الربيعية اتية من ميتاتنا العديدة...

            لتنمو كنباتات الأساطير

            فوق القبور المنبوشة

            و أشلاء المخطوفين..

            و شفاه شققها الأنين...

            و سأظل أحبك عكس الريح

            ريثما يطلق الموت سراحي

            غادة السمان
            [SIZE="5"][FONT="Verdana"][COLOR="DarkRed"]كيف أنتظر المطر إذا لم أزرع السنابل..![/COLOR][/FONT][/SIZE]

            تعليق

            • أسماء رمرام
              أديب وكاتب
              • 29-07-2008
              • 470

              #21
              ورثة إبليس

              وجوهكم أقنعة بالغة المرونة

              طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة

              صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه

              ".وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه

              ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،

              فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،

              لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه

              وغاية الخشونة ،

              أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،

              كم مرة في العام توقظونه ،

              كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،

              أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،

              دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،

              لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه


              أحمد مطر

              تعليق

              • أسماء رمرام
                أديب وكاتب
                • 29-07-2008
                • 470

                #22
                و قاذفات الغرب فوقي

                و حصار الغرب حولي

                و كلاب الغرب دوني .

                ساعدوني ما لذي يمكن أن أفعل

                كيلا يقتلوني ؟!- أنبذ الإرهاب…

                ملعونٌ أبو الإرهاب..

                ( أخشى يا أخي أن يسمعوني! )

                أي إرهاب ؟!

                فما عندي سلاح غير أسناني

                و منها جردوني !

                - لم تزل تؤمن بالإسلام

                كلا … فالنصارى نصّروني .

                ثم لما اكتشفوا سر ختاني … هودوني !

                و اليهود إ ختبر وني ثم لما اكتشفوا طيبة قلبي

                جعلوا ديني ديوني .

                أيّ إسلام ؟

                أنا "نَصَرا يهُوني "

                - لا يزال اسمك " طه "… لا… لقد أصبحت " جـو ني " !

                - لم تزل عيناك سوداوين …

                لا … بالعدسات الزرق أبدلت عيوني …

                - ربما سحنتك السمراء كلا… صبغوني

                - لنقل لحيتك الكثّة … كلا …

                حلقوا لي الرأس و اللحية و الشارب،

                لا… بل نتفوا لي حاجب العين و أهداب الجفون !

                - عربيٌ أنت.

                No, don't be Silly, they

                ترجموني !

                - لم يزل فيك دم الأجداد !!

                ما ذنبي أنا ؟ هل بإ ختيا ري خلّفوني ؟

                - دمهم فيك هو المطلوب ، لا أنت…

                فما شأنك في هذي الشؤون ؟

                قف بعيداً عـنهـما…

                كيف، إذن، أضمن ألاّ يذبحوني ؟!

                - إ نتحر أو مُتْ

                أو استسلم لأنياب المنون !



                أحمد مطر

                تعليق

                • أسماء رمرام
                  أديب وكاتب
                  • 29-07-2008
                  • 470

                  #23
                  قصيدة لمبدع جزائري

                  أيُّ حذاءٍ كمِثلِ حِذائِي ؟


                  وماذا بكَـفـِّــــكَ يا مُنتظرْ



                  حِذائي…. وفـــيهِ دَواع ٍاُخَرْ





                  أهشُّ بهِ- لوْ -على وجهِ بوش ٍ



                  إذا لاحَ في خطبَةِ المُــؤتمرْ





                  واُلـْـقِمُهُ إنْ عَوَى قربَ دَاري



                  كما يُلــقمُ الكَلبَ وقعُ الحَجَرْ





                  فلا حَتـْفَ يُنْجيهِ مِنْ بَطْشِ كَفِي



                  ولا كَأسَ مِنْ بَعْدِ كأسِي أمَرْ





                  رَمَيتُ عَلىَ وَجْه بُوشٍ حِذائِي



                  فعافَ عَلى وَجْههِ المُسْتَقـَرْ





                  و قلتُ لهُ: عُدْ بِخُفَي حُنَيـْن ٍ



                  فرَاحِلـَة ُالمَجْدِ لِْلمُنـْتَصِرْ





                  إذا أنتَ يَا نَعْلُ رُمْتَ المَعَالي



                  فإنكَ حُرٌ وحُــــرٌ وحُرْ





                  وأنتَ إذا حِدْتَ لا لسْتَ أعْمَى



                  ولا خِفْتَ يَوْمًا رُكوبَ الخَطَرْ





                  رأيتك تقـْصِدُ في الخَلْفِ شَيْئا ً



                  وَرَاءَ الذي كانَ يُـلقِي الخَبَـرْ





                  فجَانبْتَ وَجْها ًوَقـَدْ عَزَّ لَثـْمٌ



                  وَدَنَّــسْتَ رَايَـة َرَاعِ البَقَرْ




                  وبُوش انحَنَى في خُشُوع ٍوذلٍ



                  وَطَأطأ رَأسًا إذا النعْــلُ مَرْ




                  وآخَرُ بالكَــــفِّ قامَ إليْهَا



                  يـُلَمِعُــهَا لالتِـقاَطِ الصُّورْ





                  فقلْ لي بربـِّـك أيُّ حذاءٍ



                  كمِثلِ حِذائِي سَيُهْدِي البَشَرْ




                  يقولُ وقدْ مَرَّ مِنْ فَوقُ نَعْلي :



                  رأيتُ المقاسَ بعَينِ البَصَرْ





                  وهلْ بَعدَ أن صَارَ نَعْلي عَليهِ



                  سَمَاءً.. سَيَخْفىَ عليهِ الـقَمَرْ




                  تَمَادَى فَأوْقدْتُ للحَرْبِ نَاري



                  وآمَنْتُ بالدِفْءِ تحْتَ المَطرْ






                  وأحْرَقتُ من بَردِ كانُونَ ليلا ً



                  تهَالكَ في مَوْقـِـــد ٍللسَّحَرْ






                  إذا هَامَة ٌ لَمْ تَرَى مَا سِوَاهَا



                  فصَوِّبْ حِذائكَ كَـيْ تَعْتَبِرْ



                  نصر الدين حديد

                  تعليق

                  • أسماء رمرام
                    أديب وكاتب
                    • 29-07-2008
                    • 470

                    #24
                    أمس اتصلت بالأمل

                    قلت له : هل ممكن؟ أن يخرج العطر لنا من الفسيخ والبصل ؟

                    قال: أجل.

                    قلت: وهل يمكن أن تشعَل النار بالبلل ؟

                    قال: أجل.

                    قلت: وهل من حنظل يمكن تقطير العسل ؟

                    قال: أجل.

                    قلت: وهل يمكن وضع الأرض في جيب زحل ؟

                    قال: نعم ، بلى ، أجل .. فكل شيء محتمل.

                    قلت: إذن عربنا سيشعرون بالخجل ؟

                    قال: تعال ابصق على وجهي .. إذا هذا حصل .



                    أحمد مطر

                    تعليق

                    • أسماء رمرام
                      أديب وكاتب
                      • 29-07-2008
                      • 470

                      #25
                      كل امرىء فيما يدين يدان
                      سبحان من لم يخل منه مكان

                      يا عامر الدنيا ليسكنها وما
                      هي بالتي يبقى بها سكان

                      تفنى وتبقى الأرض بعدك مثلما
                      يبقى المناخ وترحل الركبان

                      أأسر في الدنيا بكل زيادة
                      وزيادتي فيها هي النقصان


                      أبو إسحاق الألبيري

                      تعليق

                      • سعاد سعيود
                        عضو أساسي
                        • 24-03-2008
                        • 1084

                        #26
                        خبز وحشيش وقمر لنزار قباني

                        عندما يولدُ في الشرق القمرْ..
                        فالسطوحُ البيضُ تغفو
                        تحت أكداس الزَهَرْ..
                        يترك الناسُ الحوانيت و يمضون زُمَرْ
                        لملاقاةِ القَمَرْ..
                        يحملون الخبزَ.. و الحاكي..إلى رأس الجبالْ
                        و معدات الخدَرْ..
                        و يبيعونَ..و يشرونَ..خيالْ
                        و صُوَرْ..
                        و يموتونَ إذا عاش القمر..
                        ***
                        ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ؟
                        ببلادي..
                        ببلاد الأنبياءْ..
                        و بلاد البسطاءْ..
                        ماضغي التبغ و تجَّار الخدَرْ..
                        ما الذي يفعله فينا القمرْ؟
                        فنضيع الكبرياء..
                        و نعيش لنستجدي السماءْ..
                        ما الذي عند السماءْ؟
                        لكسالى..ضعفاءْ..
                        يستحيلون إلى موتى إذا عاش القمرْ..
                        و يهزّون قبور الأولياءْ..
                        علَّها ترزقهم رزّاً.. و أطفالاً..قبورُ الأولياءْ
                        و يمدّون السجاجيدَ الأنيقات الطُرَرْ..
                        يتسلون بأفيونٍ نسميه قَدَرْ..
                        و قضاءْ..
                        في بلادي.. في بلاد البسطاءْ..
                        ***
                        أي ضعفً و انحلالْ..
                        يتولاّنا إذا الضوء تدفقْ
                        فالسجاجيدُ.. و آلاف السلالْ..
                        و قداحُ الشاي .. و الأطفالُ..تحتلُّ التلالْ
                        في بلادي
                        حيث يبكي الساذجونْ
                        و يعيشونَ على الضوء الذي لا يبصرونْ..
                        في بلادي
                        حيث يحيا الناسُ من دونِ عيونْ..
                        حيث يبكي الساذجونْ..
                        و يصلونَ..
                        و يزنونَ..
                        و يحيونَ اتكالْ..
                        منذ أن كانوا يعيشونَ اتكالْ..
                        و ينادون الهلال:
                        " يا هلالْ..
                        أيُّها النبع الذي يُمطر ماسْ..
                        و حشيشياً..و نعاسْ..
                        أيها الرب الرخاميُّ المعلقْ
                        أيها الشيءُ الذي ليس يصدَّق"..
                        دمتَ للشرق..لنا
                        عنقود ماسْ
                        للملايين التي عطَّلت فيها الحواسْ
                        ***
                        في ليالي الشرق لمَّا..
                        يبلغُ البدرُ تمامُهْ..
                        يتعرَّى الشرقُ من كلَِ كرامَهْ
                        و نضالِ..
                        فالملايينُ التي تركض من غير نعالِ..
                        و التي تؤمن في أربع زوجاتٍ..
                        و في يوم القيامَهْ..
                        الملايين التي لا تلتقي بالخبزِ..
                        إلا في الخيالِ..
                        و التي تسكن في الليل بيوتاً من سُعالِ..
                        أبداً.. ما عرفت شكلَ الدواءْ..
                        تتردَّى جُثثاً تحت الضياءْ..
                        في بلادي.. حيث يبكي الأغبياءْ..
                        و يموتون بكاءْ..
                        كلَّما حرَّكهمْ عُودٌ ذليلٌ..و "ليالي"
                        ذلك الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..
                        "ليالي"..و غناءْ
                        في بلادي..
                        في بلاد البسطاءْ..
                        حيث نجترُّ التواشيح الطويلةْ..
                        ذلكَ السثلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..
                        التواشيح الطويلة..
                        شرقنا المجترُّ..تاريخاً
                        و أحلاماً كسولةْ..
                        و خرافاتٍ خوالي..
                        شرقُنا, الباحثُ عن كلِّ بطولةْ..
                        في أبي زيد الهلالي..

                        نزار قباني
                        [SIZE="5"][FONT="Verdana"][COLOR="DarkRed"]كيف أنتظر المطر إذا لم أزرع السنابل..![/COLOR][/FONT][/SIZE]

                        تعليق

                        • رزان محمد
                          أديب وكاتب
                          • 30-01-2008
                          • 1278

                          #27
                          المخبر....
                          بدر شاكر السياب
                          المخبر السري يعرف نفسه:

                          أنا ما تشاء : أنا الحقير.
                          صبَّاغ أحذية الغزاة ، وبائع الدم والضمير
                          للظالمين . أنا الغراب
                          يقتات من جثث الفراخ . أنا الدمار ، أنا الخراب ‍‍‍!
                          شفة البغيّ أعفّ من قلبي ، وأجنحة الذباب
                          أنقى وأدفأ من يديّ . كما تشاء ... أنا الحقير ‍!
                          لكنَّ لي من مقلتيّ – إذا تتبَّعتا خطاك
                          وتقرّتا قسمات وجهك وارتعاشك – إبرتينِ
                          ستنسجان لك الشراكْ
                          وحواشيَ الكفن الملطَّخ بالدماء ، وجمرتينِ
                          تروّعان رؤاك إن لم تحرقاكْ ‍!
                          وتحول دونهما ودونك بين كفيّ الجريده
                          فتندّ آهتك المديده
                          وتقول : "أصبح لا يراني" ... بيد أن دمي يراك
                          إني أحسّك في الهواء وفي عيون القارئين.
                          لِمَ يقرأون : لأنَّ تونسَ تستفيق على النضال ؟
                          ولأن ثوّار الجزائر ينسجون من الرمالْ
                          ومن العواصف والسيول ومن لهاث الجائعين
                          كفنَ الطغاة ؟ وما تزال قذائف المتطوعين
                          يصفرن في غسق القنال ؟
                          لِمَ يقرأون وينظرون إليَّ حيناً بعد حين
                          كالشامتين ؟
                          سيعلمون من الذي هو في ضلالْ
                          ولأيّنا صدأُ القيود . لأيّنا صدأ القيود ..
                          لأيّنا ...
                          نهض الحقير
                          وسأقتفيه فما يفرّ ، سأقتفيه إلى السعير.
                          أنا ما تشاء : أنا اللئيم ، أنا الغبيّ ، أنا الحقود
                          أنا حامل الأغلال في نفسي ، أقيِّد من أشاءُ
                          بمثلهنّ من الحديد ، واستبيح من الخدود
                          ومن الجباه أعزُهنَّ . أنا المصير ، أنا القضاء.
                          الحقد كالتنور فيَّ : إذا تلهَّب بالوقود
                          - الحبر والقرطاس – أطفأ في وجوه الأمَّهاتْ
                          تنورهنّ ، وأوقف الدم عن ثديّ المرضعات .
                          في البدء كان يطيف بي شبَحٌ يقال له : الضمير
                          أنا منه مثل اللص يسمع وقع أقدام الخفير .
                          شبَحٌ تنفَّس ثمّ مات
                          واللص عاد هو الخفيرْ .
                          في البدء لم أكُ في الصراع سوى أجير
                          كالبائعات حليبهنّ ، كما تؤجَّر – للبكاء
                          ولندب موتى غير موتاهنّ – في الهند النساء .
                          قد أمعن الباكي على مضضٍ ، فعاد هو البكاء !
                          الخوف والدمُ والصغَّار. فأي شيء أرتجيه ؟
                          فعلى يديَّ دمٌ وفي أذنيّ وهْوهة الدماء
                          وبمقلتيَّ دمٌ ، وللدّم في فمي طعمٌ كريه !
                          أثقلْ ضميرك بالآثام فلا يحاسبك الضمير
                          وانسَ الجريمة بالجريمة والضحية بالضحايا .
                          لا تمسح الدم عن يديك فلا تراه وتستطير
                          لفرط رعبك أو لفرط أساك .. واحتضن الخطايا
                          بأشدّ ما وسع احتضانٌ تنجُ من وخز الخطايا .
                          قوتي وقوتُ بنيّ لحمٌ آدمي أو عظام
                          فليحقدنّ علي كالحمم المسعرّةِ ، الأنام
                          كي لا يكونوا إِخوةً لي آنذاك ، ولا أكون
                          ووريث قابيل اللعين سيسألون
                          عن القتيل فلا أقول :
                          " أأنا الموكّل ، ويلكم بأخي ؟ " فإن المخبرين
                          بالآخرين موكّلون !
                          سحقاً لهذا الكون أجمع وليحلّ به الدمارْ !
                          مالي وما للناس؟ فلست أباً لكل الجائعين
                          وأريد أن أروي وأشبع من طوىً كالآخرين
                          فلينزلوا بي ما استطاعوا من سباب واحتقار
                          لي حفنة القمح التي بيدي ودانية السنين
                          - خمسٌ وأكثر . أو أقلّ – هي الربيع من الحياة
                          فليحلموا هم بالغد الموهوم يَبعث في الفلاة
                          روحَ النماء ، وبالبيادر وانتصار الكادحين
                          فليحلموا إن كانت الأحلام تشبع من يجوع.
                          إني سأحيا لا رجاء ولا اشتياق ولا نزوع ،
                          لا شيء غير الرعب والقلق الممض على المصير
                          ساء المصير !
                          ربّاه إن الموت أهون من تَرقُّبهِ المرير
                          ساء المصير
                          التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 02-12-2009, 21:07.
                          أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
                          للأزمان تختصرُ
                          وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
                          وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
                          سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
                          بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
                          للمظلوم، والمضنى
                          فيشرق في الدجى سَحَرُ
                          -رزان-

                          تعليق

                          يعمل...
                          X