قصة قصيرة للأطفال :
ألأشجار تورق من جديد
• جاسم محمد صالح
(الأفعى الرقطاء) هجمت على البستان وأحاطت به من كل جانب وجعلت كل شيء فيه مظلما , اقترب الطفل (يعرب) من خلية النحل وحاول أن يتذوق شيئا من عسلها اللذيذ , ففوجئ بان العسل مرّ ولا يُؤكل , فابتعد عنه متألما , ثم تناول تفاحة لذيذة حاول أن يقضمها لأنه جائع فلم يستطع , فقد أمست التفاحة قوية مثل الخشب اليابس ولا تؤكل , رمى التفاحة بعيدا عنه , واقترب من بركة الماء , مدّ يده ليشرب قليلا من الماء , فتعجب فقد كان الماء مالحا جدا , حتى الأسماك الملونة التي تعيش فيه تركته مبتعدة إلى الرمال القريبة منه وهي تتقلب فوق الرمال من شدة الاختناق.
اقترب (يعرب) من الشجرة الكبيرة المثمرة , فازداد عجبه حينما لم يجد فيها ثمرة واحدة ولا ورقة خضراء , حتى الطيور الملونة هجرتها مبتعدة وهي تتجول هنا وهناك بحثا عن مكان تأوي إليه لكنها لم تجد أي مكان آمن .
لم يجد ( يعرب) أحدا يكلمه , فالتراب الخانق يملا الجو وأصوات كلاب غريبة هنا وهناك , استغرب (يعرب) مما يجري في هذا البستان الجميل , فقد امتلأ بالكلاب المتوحشة والخنازير الجائعة , وما عاد يسمع أصوات تغريد البلابل وزقزقة العصافير وخرير المياه الجارية وأغنيات الأطفال الصغار وهم يغنون ويرقصون وقد امسكوا المزمار القصبي الذي يصنعونه بأيديهم بسهولة ويعزفون به ألحانا جميلة .
وضع (يعرب) رأسه بين يديه واتكأ على جذع شجرة كبيرة قريبة منه وغلبه النعاس, لكنه فجأة استيقظ على صوت ( أفعى رقطاء ) كبيرة تحرسها كلاب متوحشة لم يرَ مثلها في حياته أبدا وقد فتحت فمها المخيف .
توقفت (الأفعى الرقطاء) قرب ( يعرب) متعجبة وقالت :
- عجيب أن أرى طفلا هنا ... حسن سأعطيك تفاحة وقليلا من العسل ووعاء من الماء, خذ هذه الأشياء واذهب الى مكان بعيد ؟.
صرخ (يعرب) بوجهها قائلا:
- من أنت أيتها (الأفعى الرقطاء) ؟ ومن أين أتيت ؟ وما هذه الوحوش المخيفة التي معك!!!
تلوت (الأفعى الرقطاء) وحركت ذيلها بعنف وبدأت الكلاب تنبح بصوت عال والخنازير تصدر اصواتا مخيفة وأحاطوا (يعرب) من كل جانب, هنا قالت (الأفعى الرقطاء) :
- وحش جزيرة الظلام أرسلنا إليكم بعد أن طمع في عسل بستانكم اللذيذ , ومياهكم العذبة وأسماككم الطرية اللذيذة , أرسلنا لتنهش أطفالكم ولندمر مزارعكم , وأرسل غربانه لتقتل الطيور والبلابل والعصافير... انه لا يريد أن يبقى احد في بستانكم هذا ... إنه الآن أمسى بستاننا وخيراته كلها لنا , و أنا سألدغ كل من يقول لنا ( لا) .
قالت (الأفعى الرقطاء) ذلك وفتحت فمها أكثر وأكثر وزحفت نحو الطفل ( يعرب) تريد أن تلدغه بأسنانها القوية , لكن ( يعرب) كان ذكيا فقفز بسرعة على غصن الشجرة القريبة منه وبدأ بكل قوة يحرك أغصانها وأخذت أثمار التفاح اليابسة تتساقط على رأس (الأفعى الرقطاء).
خافت (الأفعى الرقطاء) وتراجعت هاربة , أما الكلاب والخنازير فهي الأخرى قد ولّت هاربة معها واختفت الغربان والبوم من الجو , فأصوات التفاح المتساقط على الأرض جعلها تبتعد وهي تنعق بغضب ورعب وخوف مما يجري .
نزل (يعرب) إلى الأرض وهو غير مصدق لكل ما يجري أمام عينيه , لكنه من بعيد سمع صوت (الأفعى الرقطاء) وهي تبتعد هاربة تطاردها الطيور والعصافير والفراشات البرتقالية الملونة .
وفجأة بدأ الظلام يقل ويتلاشى , وبدأ الصباح الجميل يشعّ من جديد على البستان , فقد هربت (الأفعى الرقطاء) وبقية الحيوانات الغريبة من البستان بعد أن سرقت منه كل شيء .
فرح (يعرب) كثيرا وتعجب أكثر حينما بدأت الشجرة تورق من جديد والعصافير والطيور الملونة تزقزق فوقها , وأصبح ثمر التفاح شهيّا والعسل عاد طعمه لذيذا مثلما كان وبدأت المياه ترتفع قليلا… قليلا في البركة وتلوّت الأسماك وتحركت زاحفة نحو البركة لتسبح فيها من جديد , هنا صرخ ( يعرب ) بصوت عال :
- الآن سيصبح كل شيء في بستاننا أجمل.
ألأشجار تورق من جديد
• جاسم محمد صالح
(الأفعى الرقطاء) هجمت على البستان وأحاطت به من كل جانب وجعلت كل شيء فيه مظلما , اقترب الطفل (يعرب) من خلية النحل وحاول أن يتذوق شيئا من عسلها اللذيذ , ففوجئ بان العسل مرّ ولا يُؤكل , فابتعد عنه متألما , ثم تناول تفاحة لذيذة حاول أن يقضمها لأنه جائع فلم يستطع , فقد أمست التفاحة قوية مثل الخشب اليابس ولا تؤكل , رمى التفاحة بعيدا عنه , واقترب من بركة الماء , مدّ يده ليشرب قليلا من الماء , فتعجب فقد كان الماء مالحا جدا , حتى الأسماك الملونة التي تعيش فيه تركته مبتعدة إلى الرمال القريبة منه وهي تتقلب فوق الرمال من شدة الاختناق.
اقترب (يعرب) من الشجرة الكبيرة المثمرة , فازداد عجبه حينما لم يجد فيها ثمرة واحدة ولا ورقة خضراء , حتى الطيور الملونة هجرتها مبتعدة وهي تتجول هنا وهناك بحثا عن مكان تأوي إليه لكنها لم تجد أي مكان آمن .
لم يجد ( يعرب) أحدا يكلمه , فالتراب الخانق يملا الجو وأصوات كلاب غريبة هنا وهناك , استغرب (يعرب) مما يجري في هذا البستان الجميل , فقد امتلأ بالكلاب المتوحشة والخنازير الجائعة , وما عاد يسمع أصوات تغريد البلابل وزقزقة العصافير وخرير المياه الجارية وأغنيات الأطفال الصغار وهم يغنون ويرقصون وقد امسكوا المزمار القصبي الذي يصنعونه بأيديهم بسهولة ويعزفون به ألحانا جميلة .
وضع (يعرب) رأسه بين يديه واتكأ على جذع شجرة كبيرة قريبة منه وغلبه النعاس, لكنه فجأة استيقظ على صوت ( أفعى رقطاء ) كبيرة تحرسها كلاب متوحشة لم يرَ مثلها في حياته أبدا وقد فتحت فمها المخيف .
توقفت (الأفعى الرقطاء) قرب ( يعرب) متعجبة وقالت :
- عجيب أن أرى طفلا هنا ... حسن سأعطيك تفاحة وقليلا من العسل ووعاء من الماء, خذ هذه الأشياء واذهب الى مكان بعيد ؟.
صرخ (يعرب) بوجهها قائلا:
- من أنت أيتها (الأفعى الرقطاء) ؟ ومن أين أتيت ؟ وما هذه الوحوش المخيفة التي معك!!!
تلوت (الأفعى الرقطاء) وحركت ذيلها بعنف وبدأت الكلاب تنبح بصوت عال والخنازير تصدر اصواتا مخيفة وأحاطوا (يعرب) من كل جانب, هنا قالت (الأفعى الرقطاء) :
- وحش جزيرة الظلام أرسلنا إليكم بعد أن طمع في عسل بستانكم اللذيذ , ومياهكم العذبة وأسماككم الطرية اللذيذة , أرسلنا لتنهش أطفالكم ولندمر مزارعكم , وأرسل غربانه لتقتل الطيور والبلابل والعصافير... انه لا يريد أن يبقى احد في بستانكم هذا ... إنه الآن أمسى بستاننا وخيراته كلها لنا , و أنا سألدغ كل من يقول لنا ( لا) .
قالت (الأفعى الرقطاء) ذلك وفتحت فمها أكثر وأكثر وزحفت نحو الطفل ( يعرب) تريد أن تلدغه بأسنانها القوية , لكن ( يعرب) كان ذكيا فقفز بسرعة على غصن الشجرة القريبة منه وبدأ بكل قوة يحرك أغصانها وأخذت أثمار التفاح اليابسة تتساقط على رأس (الأفعى الرقطاء).
خافت (الأفعى الرقطاء) وتراجعت هاربة , أما الكلاب والخنازير فهي الأخرى قد ولّت هاربة معها واختفت الغربان والبوم من الجو , فأصوات التفاح المتساقط على الأرض جعلها تبتعد وهي تنعق بغضب ورعب وخوف مما يجري .
نزل (يعرب) إلى الأرض وهو غير مصدق لكل ما يجري أمام عينيه , لكنه من بعيد سمع صوت (الأفعى الرقطاء) وهي تبتعد هاربة تطاردها الطيور والعصافير والفراشات البرتقالية الملونة .
وفجأة بدأ الظلام يقل ويتلاشى , وبدأ الصباح الجميل يشعّ من جديد على البستان , فقد هربت (الأفعى الرقطاء) وبقية الحيوانات الغريبة من البستان بعد أن سرقت منه كل شيء .
فرح (يعرب) كثيرا وتعجب أكثر حينما بدأت الشجرة تورق من جديد والعصافير والطيور الملونة تزقزق فوقها , وأصبح ثمر التفاح شهيّا والعسل عاد طعمه لذيذا مثلما كان وبدأت المياه ترتفع قليلا… قليلا في البركة وتلوّت الأسماك وتحركت زاحفة نحو البركة لتسبح فيها من جديد , هنا صرخ ( يعرب ) بصوت عال :
- الآن سيصبح كل شيء في بستاننا أجمل.
تعليق