[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px inset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][align=right]قصة قصيرة[/align][/ALIGN][ALIGN=center]
[align=center]ساعدني يا قانون على فعل الخطأ .. [/align]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/20.gif');background-color:crimson;border:4px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]سائق التاكسي شاحب الوجه و العصبية تملأ عينيه ، ما إن ركبت حتى انتقد خبطة الباب ، بالرغم من أنني كنت حذرا في إغلاقه .[/ALIGN][ALIGN=center]
سائق التاكسي الرجل البسيط الذي استقال من خدمته العسكرية و فضل البقاء خلف مقود السيارة بدلا من أن يكون آلة يحركها الإيعاز ذهابا و إيابا ،
( الحمد لله على كل حال ).. قالها بزفرة أسى و عقب : وكأني وجه نحس على كل القوى العمومية العسكرية العاملة في الدولة ، ما أن استقلت حتى أمطرت الرئاسة قرارات كلها لصالح الأفراد .. زيادة رواتب .. قطع أراضي .. سيارات بالتقسيط المريح.. ..
وأنا السيارة التي أقودها ليست ملكا لي بل اشتغل عليها باليومية .. و يأخذها صاحبها في المساء .. وأعود إلى كوخي راكبا تاكسي مثلك ..
- صحيح .. عسكري أنت أم مدني ؟
- كنت و لكن ..
- من المولد بلا حمص ؟..
- كيف عرفت ؟..
- من ركوبك التاكسي ؟
لا ليس ركوب التاكسي علامة على الحاجة .. بل حرق الأعصاب في ظل غياب القانون أو عدم تفعيله يجعلني أسير جنب الحيط ..
- كيف ؟!
- أنت صاحب تاكسي .. أقصد سائق تاكسي و تقضي أغلب نهارك على الطريق العام و تخالط شرائح المجتمع المختلفة ، هل ترى الأمور على ما يرام ؟
- كيف ؟ و أي أمور ؟
(في الغالب سائق التاكسي هو الذي يتحدث و الزبون ملزم بالإنصات ولكن هذه المرة كان الزبون مخالفاً للقاعدة)
- يا صاحبي أنا لست عسكريا و لا مدنيا .. أنا أعمال حرة يعني أعمل لحسابي .ويسمونها هناك رجل أعمال و تحرروا من عقدة الرجل الشرقي .. صارت حق حتى للنساء بالإمكان القول سيدة أعمال .. و لكن هنا يا صاحبي تصنف خالي عمل أو معدوم الدخل .. لا تسألني كيف ؟ ولماذا ؟ لعل القانون يحضر بعد غياب .. و أصبح من المخالفين الذين يجدفون خلف التيار .. و لا يؤمنون بتوزيع الثروة ولا الملاكات الوظيفية و مسلسلات الدراما التركية و الخصخصة وتعديل الرواتب و يرفعون شعار رفعت الأقلام و جفت الصحف ..
(السائق يزداد افتزازاً و شحابة وجه .)
- ...................... !!
أطمئن يا صاحبي .. أنا معدوم الدخل لكني أمتلك الدينار ثمن التوصيلة .. أطمئن .. أطمئن سأعطيك حقك .. و لا أكلفك ثمن الحديث .. أنا بالتأكيد لست الزبون الأول .. لعلك تحدثت اليوم ما فيه الكفاية .. دعني أحدثك عن القانون
- القانون ؟
- نعم .. القانون الغائب .. و بصيص الأمل يا صاحبي يظل موجودا في ثنايا كلمة ( الغائب ) .
- كيف ؟!
- كونه غائبا إذن هناك قانون .. سيحضر يوماً .. و يقتص من كل المخالفين .. سيحضر و يقول لرجل المرور كيف تجعل من جزيرة الدوران نقطة تفتيش ؟ و يقول لرجل الحرس البلدي كيف تترك الحابل على الغارب و تخرج من السوق بفاتورتك غير المدفوعة محملا بما طاب من فواكه وخضراوات .. سيحضر و يقول للموظف صلاة الظهر أربع ركعات فكيف ينتهي الدوام و مكتبك مغلق بحجة الصلاة ؟ سيحضر القانون و يقول للمسئولين عن توزيع مياه الشرب لماذا الناس تموت عطشاً على مواسير المياه ؟ سيحضر القانون و يقول لرجال الكهرباء سأقاضيكم على ضوء الشمعة .. سيحضر و يقول للقائمين على بيت المال أقنعونا بغير تحايل أين ذهبتم بأرباع الميزانية ؟ سيحضر القانون الغائب و يقول للطبيب ما ذنب المريض الذي حررت له شهادة وفاة بدلا من شهادة الخروج نتيجة خطأك ؟
- و لكن يا صاحبي .. الحديث عن ما يريد القانون قوله يطول و يطول و أنا هاهنا نازل
السائق يقف بسيارته على اليمين وهو يخاطب الرجل الحديث معك لا يمل و لم أشعر بالمشوار .. من أين لك بكل هذا هل أنت محامي أو وكيل نيابة ؟ .. لعلك قاضي ؟ ..
- لا يا صاحبي أنا خالي عمل وسيحاسب القانون أمين القوى العاملة ، وقبل أن أنسى : عندما يحضر القانون سيقول لسائق التاكسي .. كيف تسير على الطرقات بدون إجراءات و لا لوحات معدنية ..
وغلق باب التاكسي بهدوء و حذر ناسياً أن يعطي سائقه الدينار ..[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

[align=center]ساعدني يا قانون على فعل الخطأ .. [/align]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/20.gif');background-color:crimson;border:4px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]سائق التاكسي شاحب الوجه و العصبية تملأ عينيه ، ما إن ركبت حتى انتقد خبطة الباب ، بالرغم من أنني كنت حذرا في إغلاقه .[/ALIGN][ALIGN=center]
سائق التاكسي الرجل البسيط الذي استقال من خدمته العسكرية و فضل البقاء خلف مقود السيارة بدلا من أن يكون آلة يحركها الإيعاز ذهابا و إيابا ،
( الحمد لله على كل حال ).. قالها بزفرة أسى و عقب : وكأني وجه نحس على كل القوى العمومية العسكرية العاملة في الدولة ، ما أن استقلت حتى أمطرت الرئاسة قرارات كلها لصالح الأفراد .. زيادة رواتب .. قطع أراضي .. سيارات بالتقسيط المريح.. ..
وأنا السيارة التي أقودها ليست ملكا لي بل اشتغل عليها باليومية .. و يأخذها صاحبها في المساء .. وأعود إلى كوخي راكبا تاكسي مثلك ..
- صحيح .. عسكري أنت أم مدني ؟
- كنت و لكن ..
- من المولد بلا حمص ؟..
- كيف عرفت ؟..
- من ركوبك التاكسي ؟
لا ليس ركوب التاكسي علامة على الحاجة .. بل حرق الأعصاب في ظل غياب القانون أو عدم تفعيله يجعلني أسير جنب الحيط ..
- كيف ؟!
- أنت صاحب تاكسي .. أقصد سائق تاكسي و تقضي أغلب نهارك على الطريق العام و تخالط شرائح المجتمع المختلفة ، هل ترى الأمور على ما يرام ؟
- كيف ؟ و أي أمور ؟
(في الغالب سائق التاكسي هو الذي يتحدث و الزبون ملزم بالإنصات ولكن هذه المرة كان الزبون مخالفاً للقاعدة)
- يا صاحبي أنا لست عسكريا و لا مدنيا .. أنا أعمال حرة يعني أعمل لحسابي .ويسمونها هناك رجل أعمال و تحرروا من عقدة الرجل الشرقي .. صارت حق حتى للنساء بالإمكان القول سيدة أعمال .. و لكن هنا يا صاحبي تصنف خالي عمل أو معدوم الدخل .. لا تسألني كيف ؟ ولماذا ؟ لعل القانون يحضر بعد غياب .. و أصبح من المخالفين الذين يجدفون خلف التيار .. و لا يؤمنون بتوزيع الثروة ولا الملاكات الوظيفية و مسلسلات الدراما التركية و الخصخصة وتعديل الرواتب و يرفعون شعار رفعت الأقلام و جفت الصحف ..
(السائق يزداد افتزازاً و شحابة وجه .)
- ...................... !!
أطمئن يا صاحبي .. أنا معدوم الدخل لكني أمتلك الدينار ثمن التوصيلة .. أطمئن .. أطمئن سأعطيك حقك .. و لا أكلفك ثمن الحديث .. أنا بالتأكيد لست الزبون الأول .. لعلك تحدثت اليوم ما فيه الكفاية .. دعني أحدثك عن القانون
- القانون ؟
- نعم .. القانون الغائب .. و بصيص الأمل يا صاحبي يظل موجودا في ثنايا كلمة ( الغائب ) .
- كيف ؟!
- كونه غائبا إذن هناك قانون .. سيحضر يوماً .. و يقتص من كل المخالفين .. سيحضر و يقول لرجل المرور كيف تجعل من جزيرة الدوران نقطة تفتيش ؟ و يقول لرجل الحرس البلدي كيف تترك الحابل على الغارب و تخرج من السوق بفاتورتك غير المدفوعة محملا بما طاب من فواكه وخضراوات .. سيحضر و يقول للموظف صلاة الظهر أربع ركعات فكيف ينتهي الدوام و مكتبك مغلق بحجة الصلاة ؟ سيحضر القانون و يقول للمسئولين عن توزيع مياه الشرب لماذا الناس تموت عطشاً على مواسير المياه ؟ سيحضر القانون و يقول لرجال الكهرباء سأقاضيكم على ضوء الشمعة .. سيحضر و يقول للقائمين على بيت المال أقنعونا بغير تحايل أين ذهبتم بأرباع الميزانية ؟ سيحضر القانون الغائب و يقول للطبيب ما ذنب المريض الذي حررت له شهادة وفاة بدلا من شهادة الخروج نتيجة خطأك ؟
- و لكن يا صاحبي .. الحديث عن ما يريد القانون قوله يطول و يطول و أنا هاهنا نازل
السائق يقف بسيارته على اليمين وهو يخاطب الرجل الحديث معك لا يمل و لم أشعر بالمشوار .. من أين لك بكل هذا هل أنت محامي أو وكيل نيابة ؟ .. لعلك قاضي ؟ ..
- لا يا صاحبي أنا خالي عمل وسيحاسب القانون أمين القوى العاملة ، وقبل أن أنسى : عندما يحضر القانون سيقول لسائق التاكسي .. كيف تسير على الطرقات بدون إجراءات و لا لوحات معدنية ..
وغلق باب التاكسي بهدوء و حذر ناسياً أن يعطي سائقه الدينار ..[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



تعليق