الكل يلقبه الدكتور هدير.. ليس لأن هدير اكتشف دواء أو عالج مريضا أو حصل على شهادة في الطب.. كلا، لا شيء من هذا القبيل حدث..
هدير وحيد أمه. رزقت به بعد عشرين سنة مرت على زواجها. لا يغادر الفراش إلا في وقت متأخر من النهار. ولا يبرح فناء البيت إلا وهو في يد أمه. المدرسة بعيدة. وعلى هدير أن يقطع نهرا للوصول إليها. وهذا النهر، كما تحكي له أمه مرارا فاض فجرف جدها وبيته وجل أغنامه. ورغم جفافه اليوم، وبيوت كثيرة شيدت على ضفتيه، إلا أن أمه لم تنس تلك المأساة أبدا وتذكر بها وليدها باستمرار. جاء خاله الطبيب من المدينة فظل يتحايل على أخته ـ أم هدير ـ أن ترخي الحبل على هدير وتتركه يشق طريق أقرانه ويذهب إلى المدرسة ليتعلم القراءة والكتابة.. ولم ترضخ لأمره حتى حدق إليها قائلا:
ـ ألا تريدين أن يصير وحيدك هدير دكتورا؟ ...
حينئذ، خفق قلبها فرحا وابتسمت لأخيها وأشارت له بعينيها إلى مخبئ هدير. فراح خاله يناديه:
أينك يا دكتور هدير؟ أينك ؟
لم يتوقف على مناداته بالدكتور هدير حتى انتشله من خلف الدولاب. ثم قاده معه إلى المدرسة وعمره عشر سنوات..
وكان هدير فرحا أنه سيتخرج من المدرسة دكتورا.. بل أحب هذا اللقب وأحب تلك النغمة المرافقة له حينما تنطق أمه الدكتور هدير. فراح يفرضه على زملائه في المدرسة بكل ما أوتي من قوة.. وإذا حدث أن نادى عليه أحدهم باسمه دون لقب دكتور كشر هدير عن أسنانه الكثيرة وانقض على الطفل يخنقه بيديه القويتين موهجا فيه عينيه الكبيرتين ولا يطلق سراحه حتى يلفظ الدكتور هدير مرات ومرات. كل زملائه في القسم يرتعدون منه. فهو أكبرهم سنا وأثقلهم وزنا وأطولهم قامة..
كجل أطفال القرية، صار هدير يحمل محفظته المشحونة بالكتب ويمضى إلى المدرسة بمفرده. فقد اطمأنت عليه أمه ولم تعد ترافقه وتعبر به النهر وهي تجر ساقها التي تؤلمها. وإن كانت في الواقع لا يطمئن قلبها حتى يتمدد في حجرها تقص له حكايات أغلبها عن والده المتوفى.
في منتصف فصل الخريف، أشرقت الشمس كسولة يخنق دفئها برد طفيف ورذاذ مطر.. تدثر هدير بالغطاء جيدا وانكمش في فراشه بعدما مد يده وأخرس منبه الصباح.. مضت إليه أمه تجر ساقها اليمنى:
ـ قم يا ولدي.. فقد حان موعد الذهاب إلى المدرسة..
غطى هدير رأسه بالوسادة وتقلب نحو الجهة الأخرى مغمغما:
ـ دعني أنام أمي، فأنا جد متعب
انقبض قلب أمه وحضنته إلى صدرها ويدها تتحسس حرارة رأسه قائلة له:
ـ مما تشكو يا ولدي؟
ـ لا أقوى على القيام، يا أمي، أريد فقط أن أنام
دغدغته لتطرد عنه النوم وهي تقول له:
ـ هيا قم واغسل وجهك وخذ فطورك فيطير عنك الكسل وتلحق بمدرستك في وقتك.
أزاح الغطاء عن رأسه وحدق إلى عينيها ورد عليها ضائقا:
ـ ألا ترين أني أكبر منهم؟؟ ومن كان كبيرا كان حكيما؟. فما يتعلمه رفاقي في سنة أتعلمه في شهر. لا تخشي أمي.. فأنا مستعد أن أدرك في الربيع والصيف ما لم يدركوه في العمر كله
ـ ربي ييسر لك ، يا ولدي، طريق العلم كما يسره لخالك عمار وأولاده وتصير مثلهم
ـ أكيد، يا أمي، أكيد فأنا دكتور هدير...
قبلته أمه وحثته على تناول فطوره وانصرفت كعادتها خارجة.. حلبت نعاجها الثلاث ولمت البيض من خم الدجاج.. ومضت تتكئ على عكازها إلى المدشر لتبيع اللبن والبيض لزبائنها.. ثم تعود كعادتها إلى البيت.. تكنس وتعجن وتخبز.. ثم تتجه إلى الوادي ومعها نعاجها التي تتركها في المرعى بجانب البيت. تغسل الثياب وتجلب الماء ثم تصعد إلى الغابة لتحطب. فتعود في آخر النهار تسوق نعاجها وهي تتمايل بكومة حطب تفيض على ظهرها.
وصاحبنا هدير، ظل على عادته. طيلة أيام البرد من كل سنة، لا يبرح فراشه حتى تفرشه أشعة شمس منتصف النهار. يتناول فطوره ثم يهرع خارجا في طريق المدرسة مع ثلة من رفاقه. يصطادون الضفادع ويلعبون بالكرات الصغيرة بجانب النهر. وحينما يحين موعد خروج التلاميذ من المدرسة، يهرعون ليقطعوا الطريق عليهم لاقتيادهم إلى الغابة لاصطياد العصافير ولعب الكرة. وإذا رفضوا هددوهم بسلبهم محافظهم. ومرات كثيرة نفذوا تهديداتهم وتركوهم يتمرغون في التراب يبكون على أدواتهم. وأحيانا كان يغريهم هدير بما تفيض به يده من الحلويات والنقود...
مع الأيام، تكاثرت طلبات هدير على أمه تكاثر أصدقائه حوله. لم تعد تكفيه ما تحصل عليه من بيع البيض والحليب والسمن لسد احتياجاته إلى المال وشراء ما يدعيه من لوازم دكتور المستقبل.. اقترضت من جيرانها مبلغا من المال وأعطته إياه ليقتني مستلزمات الدكتور. وفرطت في شراء أدويتها والعناية بصحتها. فضحل عودها وساءت حالتها الصحية.. لزمت الفراش أسابيع دون أن تتحسن حالتها ودون أن تقوى على إنجاز أبسط أعمالها اليومية. نصحها وحيدها هدير بأن يبيع الدجاج لتوفير احتياجاتهما الضرورية من زيت وسكر وأدوات مدرسية. فباع الديكة واحدا تلو الآخر لأنها تزعجه في الصباح بصياحها المبكر. ثم باع الحمار لأن نهيقه يزعجه ويصده عن التركيز كما فسر لأمه واشترى دراجة بدله. دراجة لا تكلفه علفا ولا يسمع لها حسا. وكلما وقف على مصروف للبيت أو ليصرفه على نفسه وعلى أصدقائه الكثيرين نشطت تجارته أكثر.
باع النعاج دفعة واحدة في السوق الأسبوعية. وكلما قلقت الأم عن حالهما أجابها دكتورها هدير:
ـ قريبا سينتهي الموسم الدراسي ونمضي إلى المدينة بجوار خالي عمار ولن نكون في حاجة إلى ما يشقينا من الحمار والنعاج.
فترضخ الأم إلى حكمة ابنها الدكتور هدير والتي هي رغبة أخيها عمار. واليوم امتدت يده إلى الفنار الوحيد المتبقي في البيت ليبيعه أيضا. فقاطعته أمه بصوت خافت وهي تحول بينه وبين الفنار بيدها المرتعشة:
ـ دعه كي أراك يا هدير يا ابني.. فحينما أراك أرى الضوء كله..
ليعود في المساء من مشاوير يومه وقد ماتت أمه بسكتة قلبية على إثر نبأ وفاة أخيها الأكبر الدكتور عمار في حادث سيارة. ترك هدير البيت ممتلئا بالمعزين ومضى رفقة رفاقه يقطعون الطريق على الآخرين لسلبهم أحذيتهم ومحافظهم لبيعها بثمن بخس في السوق الأسبوعية بعد الغد. تربص به شباب القرية فدكوه بالعصا وأثخنوه ركلا ولكما ونجا رفاقه من العقاب بعدما لفقوا له تهمة السطو وحده واعتزلوه بعدما فرغت يداه.
لازم هدير أياما فراشه يتلوى بالألم والجوع. طيلة الليل يفكر في طريقة يستعيد بها رأسمال أمه من حمار ونعاج ودجاج ليدبر حاله بعدما انقطعت عليه مساعدات جيرانه. باع دراجته واشترى الدجاج وبعض البذور. واستعد ليفلح الأرض كما نصحته الجماعة في القرية بأنه شاب عليه أن يعمر البيت الذي ورثه عن أبيه. ففعل وعمر وكبر وسطهم راض بقسمته ونصيبه ورضوا عنه. إلا أن لقب الدكتور صار يزعجه ويغيظه كلما تفوه به أحد رجال القرية. فينزعج كثيرا ويتألم من السخرية التي يستشعرها حينما ينادونه وسطهم بالدكتور هدير، خاصة وأن من رفاقه في المدرسة من أكمل مشواره الدراسي. فصار منهم مهندسون وأطباء وأساتذة.. ورغم محاولاته الكثيرة لمحو " الدكتور" من أذهان رفاقه لم يفلح هدير ولم ييأس أيضا من تكرار المحاولة..
تزوج هدير وأنجب ولدا ولقبه منذ صغره الدكتور هدير. هدير الصغير فتح عينيه في الكتاب والتحق بالمدرسة في الخامسة من عمره وعينا أبيه لا تفارقاه لحظة. وهو الآن في المدينة يشق طريق العلم بإصرار واجتهاد ويعالج المرضى في حملات دورية تنشط من حين لآخر في قريته. فصار أبوه يلقب بالحاج هدير وابنه بالدكتور هدير...
سمية البوغافرية
2007
هدير وحيد أمه. رزقت به بعد عشرين سنة مرت على زواجها. لا يغادر الفراش إلا في وقت متأخر من النهار. ولا يبرح فناء البيت إلا وهو في يد أمه. المدرسة بعيدة. وعلى هدير أن يقطع نهرا للوصول إليها. وهذا النهر، كما تحكي له أمه مرارا فاض فجرف جدها وبيته وجل أغنامه. ورغم جفافه اليوم، وبيوت كثيرة شيدت على ضفتيه، إلا أن أمه لم تنس تلك المأساة أبدا وتذكر بها وليدها باستمرار. جاء خاله الطبيب من المدينة فظل يتحايل على أخته ـ أم هدير ـ أن ترخي الحبل على هدير وتتركه يشق طريق أقرانه ويذهب إلى المدرسة ليتعلم القراءة والكتابة.. ولم ترضخ لأمره حتى حدق إليها قائلا:
ـ ألا تريدين أن يصير وحيدك هدير دكتورا؟ ...
حينئذ، خفق قلبها فرحا وابتسمت لأخيها وأشارت له بعينيها إلى مخبئ هدير. فراح خاله يناديه:
أينك يا دكتور هدير؟ أينك ؟
لم يتوقف على مناداته بالدكتور هدير حتى انتشله من خلف الدولاب. ثم قاده معه إلى المدرسة وعمره عشر سنوات..
وكان هدير فرحا أنه سيتخرج من المدرسة دكتورا.. بل أحب هذا اللقب وأحب تلك النغمة المرافقة له حينما تنطق أمه الدكتور هدير. فراح يفرضه على زملائه في المدرسة بكل ما أوتي من قوة.. وإذا حدث أن نادى عليه أحدهم باسمه دون لقب دكتور كشر هدير عن أسنانه الكثيرة وانقض على الطفل يخنقه بيديه القويتين موهجا فيه عينيه الكبيرتين ولا يطلق سراحه حتى يلفظ الدكتور هدير مرات ومرات. كل زملائه في القسم يرتعدون منه. فهو أكبرهم سنا وأثقلهم وزنا وأطولهم قامة..
كجل أطفال القرية، صار هدير يحمل محفظته المشحونة بالكتب ويمضى إلى المدرسة بمفرده. فقد اطمأنت عليه أمه ولم تعد ترافقه وتعبر به النهر وهي تجر ساقها التي تؤلمها. وإن كانت في الواقع لا يطمئن قلبها حتى يتمدد في حجرها تقص له حكايات أغلبها عن والده المتوفى.
في منتصف فصل الخريف، أشرقت الشمس كسولة يخنق دفئها برد طفيف ورذاذ مطر.. تدثر هدير بالغطاء جيدا وانكمش في فراشه بعدما مد يده وأخرس منبه الصباح.. مضت إليه أمه تجر ساقها اليمنى:
ـ قم يا ولدي.. فقد حان موعد الذهاب إلى المدرسة..
غطى هدير رأسه بالوسادة وتقلب نحو الجهة الأخرى مغمغما:
ـ دعني أنام أمي، فأنا جد متعب
انقبض قلب أمه وحضنته إلى صدرها ويدها تتحسس حرارة رأسه قائلة له:
ـ مما تشكو يا ولدي؟
ـ لا أقوى على القيام، يا أمي، أريد فقط أن أنام
دغدغته لتطرد عنه النوم وهي تقول له:
ـ هيا قم واغسل وجهك وخذ فطورك فيطير عنك الكسل وتلحق بمدرستك في وقتك.
أزاح الغطاء عن رأسه وحدق إلى عينيها ورد عليها ضائقا:
ـ ألا ترين أني أكبر منهم؟؟ ومن كان كبيرا كان حكيما؟. فما يتعلمه رفاقي في سنة أتعلمه في شهر. لا تخشي أمي.. فأنا مستعد أن أدرك في الربيع والصيف ما لم يدركوه في العمر كله
ـ ربي ييسر لك ، يا ولدي، طريق العلم كما يسره لخالك عمار وأولاده وتصير مثلهم
ـ أكيد، يا أمي، أكيد فأنا دكتور هدير...
قبلته أمه وحثته على تناول فطوره وانصرفت كعادتها خارجة.. حلبت نعاجها الثلاث ولمت البيض من خم الدجاج.. ومضت تتكئ على عكازها إلى المدشر لتبيع اللبن والبيض لزبائنها.. ثم تعود كعادتها إلى البيت.. تكنس وتعجن وتخبز.. ثم تتجه إلى الوادي ومعها نعاجها التي تتركها في المرعى بجانب البيت. تغسل الثياب وتجلب الماء ثم تصعد إلى الغابة لتحطب. فتعود في آخر النهار تسوق نعاجها وهي تتمايل بكومة حطب تفيض على ظهرها.
وصاحبنا هدير، ظل على عادته. طيلة أيام البرد من كل سنة، لا يبرح فراشه حتى تفرشه أشعة شمس منتصف النهار. يتناول فطوره ثم يهرع خارجا في طريق المدرسة مع ثلة من رفاقه. يصطادون الضفادع ويلعبون بالكرات الصغيرة بجانب النهر. وحينما يحين موعد خروج التلاميذ من المدرسة، يهرعون ليقطعوا الطريق عليهم لاقتيادهم إلى الغابة لاصطياد العصافير ولعب الكرة. وإذا رفضوا هددوهم بسلبهم محافظهم. ومرات كثيرة نفذوا تهديداتهم وتركوهم يتمرغون في التراب يبكون على أدواتهم. وأحيانا كان يغريهم هدير بما تفيض به يده من الحلويات والنقود...
مع الأيام، تكاثرت طلبات هدير على أمه تكاثر أصدقائه حوله. لم تعد تكفيه ما تحصل عليه من بيع البيض والحليب والسمن لسد احتياجاته إلى المال وشراء ما يدعيه من لوازم دكتور المستقبل.. اقترضت من جيرانها مبلغا من المال وأعطته إياه ليقتني مستلزمات الدكتور. وفرطت في شراء أدويتها والعناية بصحتها. فضحل عودها وساءت حالتها الصحية.. لزمت الفراش أسابيع دون أن تتحسن حالتها ودون أن تقوى على إنجاز أبسط أعمالها اليومية. نصحها وحيدها هدير بأن يبيع الدجاج لتوفير احتياجاتهما الضرورية من زيت وسكر وأدوات مدرسية. فباع الديكة واحدا تلو الآخر لأنها تزعجه في الصباح بصياحها المبكر. ثم باع الحمار لأن نهيقه يزعجه ويصده عن التركيز كما فسر لأمه واشترى دراجة بدله. دراجة لا تكلفه علفا ولا يسمع لها حسا. وكلما وقف على مصروف للبيت أو ليصرفه على نفسه وعلى أصدقائه الكثيرين نشطت تجارته أكثر.
باع النعاج دفعة واحدة في السوق الأسبوعية. وكلما قلقت الأم عن حالهما أجابها دكتورها هدير:
ـ قريبا سينتهي الموسم الدراسي ونمضي إلى المدينة بجوار خالي عمار ولن نكون في حاجة إلى ما يشقينا من الحمار والنعاج.
فترضخ الأم إلى حكمة ابنها الدكتور هدير والتي هي رغبة أخيها عمار. واليوم امتدت يده إلى الفنار الوحيد المتبقي في البيت ليبيعه أيضا. فقاطعته أمه بصوت خافت وهي تحول بينه وبين الفنار بيدها المرتعشة:
ـ دعه كي أراك يا هدير يا ابني.. فحينما أراك أرى الضوء كله..
ليعود في المساء من مشاوير يومه وقد ماتت أمه بسكتة قلبية على إثر نبأ وفاة أخيها الأكبر الدكتور عمار في حادث سيارة. ترك هدير البيت ممتلئا بالمعزين ومضى رفقة رفاقه يقطعون الطريق على الآخرين لسلبهم أحذيتهم ومحافظهم لبيعها بثمن بخس في السوق الأسبوعية بعد الغد. تربص به شباب القرية فدكوه بالعصا وأثخنوه ركلا ولكما ونجا رفاقه من العقاب بعدما لفقوا له تهمة السطو وحده واعتزلوه بعدما فرغت يداه.
لازم هدير أياما فراشه يتلوى بالألم والجوع. طيلة الليل يفكر في طريقة يستعيد بها رأسمال أمه من حمار ونعاج ودجاج ليدبر حاله بعدما انقطعت عليه مساعدات جيرانه. باع دراجته واشترى الدجاج وبعض البذور. واستعد ليفلح الأرض كما نصحته الجماعة في القرية بأنه شاب عليه أن يعمر البيت الذي ورثه عن أبيه. ففعل وعمر وكبر وسطهم راض بقسمته ونصيبه ورضوا عنه. إلا أن لقب الدكتور صار يزعجه ويغيظه كلما تفوه به أحد رجال القرية. فينزعج كثيرا ويتألم من السخرية التي يستشعرها حينما ينادونه وسطهم بالدكتور هدير، خاصة وأن من رفاقه في المدرسة من أكمل مشواره الدراسي. فصار منهم مهندسون وأطباء وأساتذة.. ورغم محاولاته الكثيرة لمحو " الدكتور" من أذهان رفاقه لم يفلح هدير ولم ييأس أيضا من تكرار المحاولة..
تزوج هدير وأنجب ولدا ولقبه منذ صغره الدكتور هدير. هدير الصغير فتح عينيه في الكتاب والتحق بالمدرسة في الخامسة من عمره وعينا أبيه لا تفارقاه لحظة. وهو الآن في المدينة يشق طريق العلم بإصرار واجتهاد ويعالج المرضى في حملات دورية تنشط من حين لآخر في قريته. فصار أبوه يلقب بالحاج هدير وابنه بالدكتور هدير...
سمية البوغافرية
2007
تعليق