قال الحكواتي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناظور صالح
    عضو الملتقى
    • 15-05-2009
    • 18

    قال الحكواتي

    قال الحكواتي




    جاء حيّنا هذا الصّباح يرتدي لباسه المميز و يحمل مزماره الذي يعلن به عن قدومه و ينادي به كل من لم يسعفه الحظ لعمل ينقطع إليه ، و سرعان ما تشكلت حلقة مستديرة من كل شغوف و كل مال من الحياة و من كل طفل كان آنذاك بالحي و حتى المتسولين و المجانين اجتمعوا يومها حول الحكواتي ... إنه الشّخص الوحيد الذي يجتمع حوله الناس .. كل الناس على اختلاف أعمارهم و ثقافاتهم و قدراتهم العقلية ... يبيعهم الأوهام و الأحلام ، و بعض الكلمات التي يجد فيها كل من حضر مهربا أو منفذا أو متنفسا.
    قال الحكواتي :" كانت ليلة ظلماء في ذلك الشارع المظلم الذي كسر الأولاد مصابيح إنارته و في تلك الغرفة المتطرفة المظلمة في آخر الشارع، تجلس ليلى على حافة سريرها و أمامها الحصان الخشبي ، الذي ثبتت عليه لوحة وضعت عليها ورقة بيضاء ، حاملة بيمناها فرشاة و بيسراها لوحة مزج الألوان التي أفرغت عليها جملة من الألوان الزيتية المختلفة ، ترسل يدها إلى الورقة البيضاء تخط شيء و لا تريد أن تراه ، فتأبى الذكريات إلا حضور صورة تلك الشجرة ، شجرة الرمان التي يا ما آوتهما تحت أفنانها تعبق عليهما من عطر الجلنار و تغطيهما بوشاح الستر كلما تعانقا ،أو قبل يدها ، او تحسس نهديها كانت تفرغ عليهما بردا و سلاما كلما جنحت بهما الغريزة ، فتدفعه : تمهل ليس الآن . و تسيل دموع ليلى. يا سامعين يا حضار . و توقع الفرشات و الذكريات على تلك الورقة البيضاء ، و تبكي ليلى الكلمات و الهمسات والأحلام و البيت الصغير الجميل و الأولاد و... و.. دونما وعي منها تمزج الألوان و ترسم الحكايات ..لكن ... يا سامعين يا حضار من يقول لي كيف كانت تمزج الألوان و هي في تلك الغرفة الظلماء و ذلك الشارع المظلم و تلك الليلة المظلمة ماذا كانت تخط على الورقة ؟ ماذا كانت ترسم ؟ أكانت ترسم وعودا تبددت؟ أكانت ترسم فتاة جميلة فاتنة تجري وسط الضباب الذي يعتنق الصباح ؟ أكانت توقع على الورقة القبلات ؟ ماذا كانت ترسم ليلى ؟ ... ترسل يدها المرتجفة تعبث في عذرية الورقة البيضاء تظهر ملامح تلك الليلة اللعينة ، يوم فقدت الورقة البيضاء نصاعتها و نقاوتها برضاها و طيب خاطر منها حبا فيمن يرسم على جسدها الطاهر حبه المزيف و يفرغ فيه من ألوان شهواته .. تبكي ليلى و ترسم ... هي لا تعرف ما ترسم ... لكنها ترسم .. ترسم دموعها و ... عرسه ... الليلة عرسه ...
    و يأتي الصباح ككل يوم ، أنه يأتي دائما ... لا ليس دائما .. هذا الصباح أتى بائع التحف ، كأنه يعلم أن ليلى رسمت له تحفة لم يرى أحد لها مثيل . نعم إنها فعلت .. دخلت الأم الغرفة ....و بعدة مدة خرجت و سلمت البائع اللوحة و قالت : لم يأتي الصباح يا سيدي لم يأتي كما عودنا كل يوم ......... ماتت ليلى ماتت بعدما قطعت شجرة الرمان و تعالت الزغاريد في الطرف الآخر من الحي أين الأنوار مضاءة و الغرف وردية زاهية . انسحب البائع يتأبط كنزه الثمين و علم الحي بموت ليلى فانطفأت الشمس وقت الظهيرة و تخلت الطيور عن أصواتها ، فتسيل دموع عمي عبد القادر وسط الحلقة ...
    أما البائع فعاد إلى متجره و علق لوحة ليلى على الواجهة و رفض كل العروض التي قدمت له لشرائها و أضحى دكان التحف متحفا و مزارا و دجاجة الذهب لصاحبه
    سكت الحكواتي و جمع أغراضه و الدريهمات التي منّ بها عليه الحضور و انصرف دون ان ينفخ في مزماره...
  • ناظور صالح
    عضو الملتقى
    • 15-05-2009
    • 18

    #2
    أنتظر ردودكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميل القدير
      ناطور صالح
      قصة فتاة تهب روحها لحبيبها هذه موضوعة باتت مستهلكة كثيرا.
      وعلى(( لسان حكواتي)) ربما هذا هو الجديد في الموضوع الذي يطرح كل يوم والذي منح نصك روحا جديدة.
      أتمنى أن لاأكون زائرة ثقيلة الظل عليك زميلي
      وهلا وغلا بك بيننا
      نورت
      تحياتي لك
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • ناظور صالح
        عضو الملتقى
        • 15-05-2009
        • 18

        #4
        تحياتي أختاه و شكرا جزيلا على المرور الكريم

        تعليق

        يعمل...
        X