[frame="1 98"][frame="1 98"]معمل الأحزان
لصاحبه "مزعل الزعلان "
(مبروكين يا عريس )
المشهد الأول
تمثل خشبة المسرح صالون في منزل ، ونشاهد عدنان وهو شاب في الثلاثين من العمر وسيم الشكل ، يتحدث إلى والدته أم عدنان .. ثم يذرع المكان ذهابا وإيابا .
عدنان : ماما أنا بحب التينتين ، وهاي هيه المشكلة .. بحبهم يا ماما بحبهم .. بحبهم التينتين بنفس الدرجة والمقدار ... أرجوك يا ماما افهميني ... مش ممكن أميز بين وحده والثانية ..التينتين الهم نفس الدرجة من الحب.
أم عدنان : [ بدهشة وفزع واستغراب ] ... ماما بعدين معك .؟ بديش أعيد واكرر .. لازم تراجع طبيب نفساني ماما ...لازم ... واحكيله عن كل الأفكار والأشياء اللي بتفكر فيها .. يرضى عليك يا بني .
عدنان: ماما ..!!! أنا صاير مجنون حتى أروح على طبيب نفساني ..؟ أنا بحب يا ماما ..ب..ح ... ب .. أي هو اللي بحب الأيام بتحكوا عنه مجنون ..؟
أم عدنان : في واحد عاقل بالدنيا .. بقرر يتجوز تنتين وبنفس اليوم والليلة ...؟ روح احكي للدكتور النفساني هالحكي وشوف شو بكون الجواب عنده ..[ تتوقف عن الكلام بسبب اختناق صوتها بالبكاء ...ثم تواصل وهي تبكي من القهر ] إسمع يا بني عندي حل ..
[ يهرع إليها عدنان ويقبل يديها وجبينها ]
عدنان : ببوس ايديكي ورجليكي ماما اسعفيني بالحل .. إسعفي قلب ابنك ووحيدك اللي بتعذب ... أقسم بالله بنحر نفسي وبموت إذا ما تجوزتهم التنتين ..ساعديني ماما ساعديني .
أم عدنان : إذا بدك اساعدك ..خلي وقت بين خطبة الأولى والتانية ، شهر شهرين أو تلاته ... أما التنتين وبليلة واحده مش ممكن ..من فين اجتنى هالمصيبة هاي من وين ..؟ ..شو بدهم الناس يحكوا عني ..؟
عدنان : ماما أنا مقدر ضروفك .. لكن الحب طب علي متل القضاء المستعجل ... وحبيت التنتين .. هاي المشكلة إذا فكرت اطلب أيد "ناهد ".. "بنان"" رح تنتحر فورا .. وإذا طلبت أيد بنان ...ناهد بتنتحر .. وإذا أنا ما بتجوزهم التنتين أنا رح انتحر واخلص من الحياة ... مش ممكن أميز بينهم وامشي وحده قبل الثانية .. مش من العدل أعمل هيك .
أم عدنان : [ وهي تسحب يدها من يده ] في هاي الحالة أوعى تفكر ولو للحظة وحده إني رح أروح اطلبهم من ولي أمرهم .. بدك يقولوا أم عدنان انجت آخر عمرها ..؟
[ تدخل أخته فاتن وهي فتاة في العشرين جذابة وجميلة ]
عدنان : [ وهو ينظر إلى أخته بتلهف واستعطاف ] .. فاتن يا أختي يا حبيبتي ..احكي لماما قديش بحبهم .. وقديش التنتين بحبوني .
فاتن : عدنان ..بكفي حكي فاضي .... بدك نصير حكاية للرايح والجاي ..؟ أنت أخوي وبحبك أكتر من روحي صحيح ..لكن أنت بتطلب المستحيل ... وين عايشين إحنا ..؟ هذا تصرف ما حصل ولا رح يحصل من يوم ما خلقت البشرية .. مش معقول واحد عاقل في الدنيا إنه يفكر ولو مجرد تفكير بموضوع مثل هاد ... تنتين وبنفس ألليله .. ولا في حكايات ألف ليلة وليلة ... إلا إذا كان مجنون ولا تزعل مني ..؟ وأنا مع رأي الماما جرب روح على طبيب نفسي يشوف لك حل بهاي المصيبة .
عدنان : أفهم من هال كلام .. إنكم ما بدككم تروحوا معي نطلب أيدين البنات ..؟ ... ما إلي الا خالي مزعل هو إللي راح يحل هاي المشكلة بعبقريته .. وهو اللي رح يطلب أيدهم من أبو أكرم .
أم عدنان : معقول يا بني البنات متفقات معك بالحكاية الغريبة هاي ..؟
عدنان : يا ماما أنا وهمه متفقين على كل شي .. ما علينا الا نروح نطلب أيدهم من أبو أكرم ..الموضوع منتهي بيننا أنا والبنات متفقين .
فاتن : ما تصدقي ماما .. مستحيل يكونوا البنات موافقات على هيك حكاية مستحيل ... أنا بعرف وصاحباتي مش ممكن يكونوا يفكروا هيك البنات عاقلات وعقلهم بوزن جبل .
عدنان : إذا مو مصدقين ..افتحي الشباك وناديهم وشوفي بعينك واسمعي بأذانك رأيهم بالموضوع .. حتى انه الفكرة فكرتهم همه .. مش فكرتي أنا هنه اقنعوني بالفكرة .. ومش بس هيك هددوني بالانتحار إذا ما تجوزتهم بهاي الطريقة .
فاتن : ولله في خلقه شؤون
عدنان : أنا رح انتحر إذا ما تجوزتهم بهاي الطريقة ... إذا رفض ابو أكرم يجوزني إياهم مع بعض .
أم عدنان : هاي عين شافتك وما صلت على النبي يا بني ..حسدوك الحساد ..عين وصابتك يا بني .. ابني عدنان راح بشربة مية ... يا رب رحمتك يا الله [ تبكي وتنتحب ][ فيما تقترب فاتن من عدنان وتهمس بلطف ]
: فاتن : يا حبيبي يا عدنان .يا أغلى واعز أخ في الدنيا .. أنا مالي أخ غيرك بالدنيا ولا مسؤول عني غير الله سبحانه وتعالى وأنت .. شو اللي جرى إلك بالضبط ..؟ تعال لهون ... أفترض مثلا مثلا... لا سمح الله لو أني أنا آختك... حبيت اثنين بنفس الدرجة والمقدار اللي أنت بتحكي عنه .. واجو الاتنين يطلبوا يدي بتوافق أنتا ..؟
عدنان : إنتوا البنات لا طبعا .. الدين ما يسمح الكم .. لكن إحنا الدين ما بتعارض مع فكرة زواجي من تنتين أو ثلاث أو أربع .. وهذا موضوع كل البشر ما بقدروا يغيروا فيه .. علينا الخنوع والتنفيذ .
[ ينهض ويهم بالخروج ويلتفت الى والدته والدموع في عينيه ]
عدنان : لو إني تجوزتهم ماما ..بتزوريني في بيتي الجديد ..؟
أم عدنان : [ وهي تجفف دموعها ] طبعا يا ماما .. أنت ابني الوحيد اللي طلعت فيه من الدنيا .. [ تجهش في البكاء ] لكن أروح اطلب أيدهم من أبو أكرم مستحيل ماما مستحيل .. ما بدي أكون أول وحده بهاي الدنيا تخطب لابنها هيك خطبه ...لكن جرب أنت مع ولي أمرهم أبو أكرم .. ولا تدخلني أنا بالموضوع .
عدنان : ما إلي الا خالي مزعل .. مفكر وفيلسوف .. وأكيد رح يلاقي مخرج لهاي المشكلة أكيد .
أم عدنان : أرجوك ماما لا تحط خالك بهيك موقف .. وبعدين خالك مشغول لشوشته بالمعمل .. ما بخلص من جنازه الا بلشان بجنازة ..الموت نازل يحصد بالناس حصد ...الله يحمينا ويعفينا يا رب .
عدنان : ماما أنا شو عامل .. أنا ما كفرت لا سمح الله أنا بدي أتجوز على سنة الله ورسوله . ..
أم عدنان : مستحيل يقبل .. ما في واحد عاقل يوافق يمشي معك بهيك موضوع أبدا ؟؟.
[ يقرع جرس الباب تهرع فاتن لفتحه .. فنشاهد ناهد وبنان تدخلان ]
عدنان : [ يفرح ] يا محاسن الصدف .. شو الصدفة الحلوة هاي ..؟ ناهد بنان يا مية آهلين وسهلا تفضلو ...يا مية أهلا وسهلا شرفتونا والله
أم عدنان: [ تمسح دموعها وتحاول الابتسام لناهد وبنان ]
ناهد : كيفك خالتوا أم عدنان .. انشاالله منيحة ..؟
أم عدنان : الحمد لله آهلين في أحلى وارق جيران بالحارة ... كيف الحال وكيف أم أكرم وأبو أكرم انشالله منيحين ..؟
بنان : بيهدوك السلام خالتي ..كلهم بخير .
عدنان : ناهد بنان .. بالله عليكم تحكوا للماما .. يترجاكم احكوها مشان تقتنع ..احكوها قديش إحنا بنحب بعض .. احكوا إلها على شو متفقين إحنا بالنسبة للخطبة ... احكوها انه انتوا صاحبات الفكرة انه نتجوز كلنا بنفس اليوم .. ماما وفاتن مو مصدقين أبدا .
أم عدنان : إلي بحكيه عدنان صحيح يا بنات ..؟
[ ناهد وبنان بحياء مصطنع ]
ناهد : إذا أنتي موافقة .. إحنا ما عندنا مانع
أم عدنان : [ تنظر الى عدنان ] شفت ..بتحكي إذا أنا بوافق ... يعني مو موافقين .
بنان : لا خالتي شو ... معقول أنتي ما توافقي يا خالتي ..؟ معقول مو حابه تفرحي بابنك الوحيد .. إحنا أكيد موافقات خالتوا موافقات التنتين.... مو هيك ناهد ؟ .
[ أم عدنان بدهشة متناهية ]
أم عدنان : يعني اللي بحكيه عدنان صحيح .. وانتوا موافقين انه يطلب أيدكم سوى وبنفس اليوم ..؟ وبنفس اللحظة ..؟
ناهد وبنان : طبعا يا خالته طبعا ..
الدهشة تعقد السنة الجميع أم عدنان يغمى عليها وتسقط الى الأرض ويهرع الجميع لإسعافها .
[ ستار ]
نهاية المشهد الأول
المشهد الثاني
[ تفتح الستارة على ديكور في منزل أبو أكرم وهو عبارة عن صالون في منزل .. أبو أكرم يجلس فيما ناهد وبنان تنتهيان من ترتيب البيت استعدادا لقدوم الضيوف ]
أبو أكرم : بابا ناهد .. إني متأكدة إنهم جايين ..؟
ناهد : طبعا بابا .. هلا بيجوا .. [ يقرع جرس الباب ] .. هه هيهم أجوا............ [تهم بفتح الباب لكن أبو أكرم يستوقفها ]
أبو أكرم : فوتوا جــوا أنا بفتح الباب ...
[ تدخل ناهد وبنان الى الداخل فيما يتقدم أبو أكرم ويفتح الباب مرحبا ويظهر عدنا وهو يلتفت الى الخلف ]
أبو أكرم : يا مية آهلين وسهلين في جار الرضي .. يا أهلا وسهلا تفضل شو لوحدك جاي ..؟
عدنان : كيفك عم أبو عدنان .. في معي خالي "مزعل " هلا ببجي بس وقف يشرب قنينة بيبسي عند دكان أبو عوض .
أبو أكرم : يا مية أهلا وسهلا فيكم تفضل يا بنيي تفضل ..
عدنان : كان المفروض استنا خالي وادخل أنا وهو .. الله يلعن الشيطان لكن أللهفه يا عم أبو أكرم اللهفة .
أبو أكرم : يا سيدي هلا بيجي شو هي طارت الدنيا ... يا مية آهلين والله .. كيف شغله الأيام هاي انشاالله المصلحة ماشية ..؟
عدنان : الشغل لفوق راسه يا أبو أكرم ... سوقهم ماشي كثير ... مش ملحقين شغل .
أبو أكرم : شلون أمك وأختك انشأ الله بخير ...؟
عدنان : من فضل الله بخير وبيهدوكم السلام ..
أبو أكرم : عن إذنك .. خليني أجيب شوية فواكه وبعض الحلويات
عدنان : يالله عليك لا تغلب حالك يا أبو أكرم .. أنا جاي بموضوع زغير ورايحين .. وموافقتك ضرورية كتير عليه ... ولا كان ما عذبناك معانا ... لكن الموضوع كبير كتير وموافقتك عليه مهمه جدا .
أبو أكرم : يا رجل كلها حبتين فواكه وقطعتين هريسة .. شو الدنيا طارت يا رجل ..؟..... بإذنك .
[ يقرع في هذه الأثناء جرس الباب يهرع عدنان لفتحه فيظهر مزعل بملابسه الغريبة والتي لا تتناسب مع سنين عمره الخمسين وفد صفف شعره بطريقة غريبة ويضع سلسال من الذهب في عنقه ويتكلم بهاتفه النقال ويدخل فيما يواصل حديثه على الهاتف ]
عدنان : أتأخرت يا خالي كتير .. تفضل [ يدخل مزعل دون أن يعره أي اهتمام ويواصل الحديث على الهاتف ]
مزعل : لا حول ولا قوة إلا بالله .... [ يبكي ] طول عمري بتمنى هاي المناسبة .. طول عمري مشتهي تصير عندكم هيك مناسبة .. بس حظي زفت حظي زفت ..... [ يبكي ] ... خليني أبكي يا مدام إخلاص خليني أبكي ... خليني أفش خلقي يا إخلاص .... [ يدخل أبو أكرم وينتظر أن ينتبه مزعل ليصافحه لكن مزعل منشغل بالحديث بالهاتف ويبكي ]
مزعل : ماشي الحال .. راحت علينا .. خيرها في غيرها إنشاالله .. لا تخافي علي بدبر حالي البقية بحياتك مدام إخلاص . ما في حدا مخلد بها الدنيا.. الله يرحمه شو وشو كان ... مع السلامة يا روحي مع السلامة
. [ يتنبه الى وجود أبو أكرم قربه ويلتفت إليه ويفتح ذراعيه لمعانقته ].
أبو أكرم : اهلين أستاذ مزعل ... شرفتونا والله .. يا مية اهلين
مزعل : مش معقول ..أبو أكرم بشحمه ولحمه ... هلا والله [ يتعانقان ]
أبو أكرم : مدو ايديكم يا جماعه على الفواكه شو الدعوى بدكم عزيمه ..؟
عدنان : مش ممكن يا عم أبو أكرم .. مش ممكن أمد أيدي الا لما بتوافق بالأول .. هاي الأصول .
أبو أكرم : يا بني شو قصتك شو هالشي المهم .. هات سمعنا .شوقتني أعرفه والله ...تفضل احكي .
عدنان : [ يهم بالحديث لكن جرس الهاتف النقال الخاص لمزعل يرن ]
مزعل : ألو .. نعم نعم .. مين ....؟ نعم أنا مزعل الزعلان صاحب معمل الأحزان .. نعم نعم .. ما بنستعمل عندنا الا خشب الزان ... نعم ..؟ مش فاهم عليكي مدام ... مات ..؟ رحمة الله عليه ... متى ..؟ له له له .. البقية بحياتك .... لا يا .... لا لا ... شو قديش ...؟ شو بعدك بعمر الورد يا بنت الحلال ... تجوزك زغيره ... معقول كتير ... مش فاهم ... مو .... مو .. فاهم شي وحياتك ... عم تبكي مو فاهم عليكي ... كلنا على هالطريق .. لا يا ستي بلا بكى مشان الله قطعتي قلبي ... لا لا مشان خاطري لا تبكي .. إذا بتحبيني لا تبكي .. لا لا .. ارجوك يا عمري بطلي البكا والعياط .. شو وحده وما وحده .. قال وحده ... بكره بتغير كل اشي وبتتغير كل حياتك .. لا تبكي .. يا روحي لا تبكي .. بس يا حبيبتي .. ايوه هيك ... فهميني هلا ... لا يا شيخ ما في وحداني بها الدنيا الا الشيطان ... والحي ابقى من الميت .. بس يا روحي وفهميني بدك الثابوت تفصيل ولا عادي ..؟ ... طبعا التفصيل بكلف كتير .. أغلى من هيك أغلى .. يعني حسب قياس المرحوم وعرض كتافه .. وحياتك غير اراعيكي ولو ..؟ كله التابوت إعتبريه على حسابك .. خلص يا ستي ما بنختلف .. تعطينا القياس .. ولا ارسل الك الشغيل ياخده ..؟ .. ماشي ماشي .؟.[ يلتفت الى أبو أكرم ويطلب منه ]
مزعل: بالله عليك يا ابو أكرم هات لك ورقة وقلم خليني أكتب قياس المرحوم .
[ يهرع أبو أكرم ويحضر ورقة وقلم ويعود مزعل لمواصلة الحديث مع المرأة ]
مزعل : ماشي يا روحي .. كم الأكتاف ..؟99 ... الطول 190 ..ماشاء الله مشاء الله معك حق تعيطي وتبكي .. ما بتعوض كثل هيك ... الله يكون في عونك ... بس بس يا عمري .. ولا يهمك رح نبحبح لك التابوت مشان المرحوم يأخذ راحته .. إحنا يا مدام أهم اشي عندنا راحة الميت حتى لو أكل شوية خشب زياده ... ما اسمه الا رايح يقابل وجه ربه .. راحة المرحوم هي شعارنا الأساسي .. الله معك اعتبريه اليوم المسا بكون جاهز ... لا تبكي أرجوك ... ايوه .. مشان جمال البشرة مش مشان شي ... مع ألسلامه هيك طمنتيني .
أبو أكرم : الله يكون بعونك الشغل لا حقك لهون
مزعل : شو بدنا نعمل الحياة بدها هيك الشغل ما بستنى ... والشغل بزيد يوم على يوم مبارح لوحد 12 تابوت زان تفصيل وخمسه عادي .. مش ملحقين .
أبو أكرم : الله يزيد ويبارك يا مزعل بتستاهل كل خير [ يلتفت الى عدنان ] ... ايوه بنرجع لموضوع عدنان اللي كان بده يحكيه تفضل يا بني .
عدنان : بصراحة يا عم أبو أكرم أنا حاب أكمل نص ديني وأتجوز .
أبو أكرم : ألف ألف مبروك يا بني يا عدنان .. والله فرحتني .. لكن مين هي سعيدة الحظ هاي ..؟بعرفها أنا ..؟
عدنان : ] بحياء مصطنع ] طبعا يا عم أبو أكرم .. بتعرفها وبتعرف بنت عمها كمان
أبو أكرم :مقلي مين هي البنت وشو خص بنت عمها بالموضوع ..؟ ..خذ حبة التفاح خذ تفضل
عدنان : لا يمكن أكل شي من عندك قبل ما احكي لك مين بتكون العروس
أبو أكرم : والله حيرتني ..قول وخلصنا مين بتكون أو مين همه .
عدنان : أنا بقصد مين بكونن .. مش مين بتكون
أبو أكرم : بطلت افهم عليك أبدا
عدنان : أنا بعرف انك ما بتعرف
ابو أكرم : ويا سيدي هيني بستنا تحكي
عدنان : والله محرج يا عمي .. مش عارف شو بدي أقول على راس لساني بس مش قادر .. احكي انت يا خالي
مزعل : [ وهو يعبث بجهاز الخلوي ] احكي شو ..؟
عدنان : احكي لو ليش إحنا جايين
مزعل :[ وهو لا يزال يعبث بالهاتف ].. بس خليني ابعث هال مسج للشغل مشان قياسات التابوت .. وبعدين نركز معك .
عدنان : والله محرج منك يا أبو أكرم .
أبو أكرم : وليش محرج لا سمح الله .. ليش مستحي ..؟ هذا موضوع بخليك تستحي ..؟
عدنان : نعم يا عمي .. فيه كل الحرج والله لأنه الناس ما تعودوا بصراحة على هيك طلبه .. عمرها ما صارت في الحياة الا هاي المره .
أبو أكرم : إذا محرج لهاي الدرجة ما في داعي تحكي وتحرج حالك .. تفضل كل قرن هال الموز .
عدنان : لا لا يا عمي .. لازم احكي لك .. لأنه مش ممكن يصير شي من غير موافقتك .
أبو أكرم : بصراحة مش قادر أفهمك اليوم .. مش قادر افهم عليك أبدا .
[ يرن تلفون مزعل ويجيب ]
مزعل : شو في يا عوضين ..؟ شو بدك مش عارف إني رايح اطلب لأبن أختي عدنان ..؟ .... نعم شو قصدك وما قصدك ..؟ احكي شو فيه .. ؟
مين اللي عندك ..؟ مين المحافظ ..؟ شو بده عطوفة المحافظ ..قله اني مشغول .. ومين ..؟ وزير الداخلية ..؟ ... انشاالله الملك اللي بحكي .. شو يعني بقلك أنا في جاهه بدنا نخطب لأبن أختي عدنان ... كم كم .. 16 تابوت مره وحده ..؟ وتفصيل .. ..طبعا إذا دوبلوماسيين لا زم أكون عندك هيني جاي مسافة السكة .
[ يغلق مزعل الهاتف ويقف مستأذنا ]
مزعل : سمعتو بأذانكم يا جماعة .. وزارة الداخلية بدهم إياني .. إعذروني .. إعذرني خالي عدنان .. 16 تابوت بدهم وهذول دوبلوماسيين أكيد في إنفجار بوحده من هالسفارات .. شايف يا أبو عدنان ..مو ملحقين شغل الله وكيلك ..مع السلامه [ يخرج مزعل يرافقه أبو أكرم الى الباب ]
أبو أكرم : [ وهو يجلس ويوجه حديثه الى عدنان ] .. احكي يا عدنان أنا بسمعك ... وأذا ما بتحكي عادي .. لكن شو اللي قصدته لما قلت إنه ما في شي بتم الا بعد موافقتي .؟
عدنان : لا زم توافق على الموضوع بصفتك .
أبو أكرم : وليش ما يوافق ولي أمرها يا عدنان ليش أنا ..؟
عدنان : طبعا ولي امرهم .. انت ولي أمرهم
أبو أكرم : احكي بوضوح يا عدنان .. أنا فهمت من كلامك إنه أنا لا زم أوافق .؟صحيح .
عدنان : هذا شرط لا بد منه
أبو أكرم : وضح أكثر
عدنان : بقصد ناهد وبنان .
أبو أكرم : شو مال ناهد وبنان ..؟
عدنان : إذا ما عندك مانع .. أنا جاي أطلب ايد ناهد وبنان .
[ ابو عدنان يحدق بوجه عدنان للحظات .. ]
أبو أكرم : بتطلب أيش يا حبيبي ..؟
عدنان : [ وهو يبتلع ريقه بصعوبة ] .. بطلب أيد ناهد وبنان ...إذا إذا ما عندك مانع .
أبو أكرم : يعني أنت جاي تناسبني أنا ..؟ [ وهو في غاية الانشراح ]
عدنان :[ بفرح ] طبعا يا عمي .. يشرفني إني أناسبكم .
أبو أكرم : هذا شرف كبير إلنا يا بني .. انت مثل ابني .. وانتوا جيران من عشرين سنه وإحنا متل العيلة الوحدة .. مد ايدك وكول قرن موز .. ابشر يا بني .. احنا بنتشرف .
[ صوت الزغاريد نمن الداخل ]
[ ثم تدخل أم أكرم وهي تزغرد وتحيي عدنان بينما ناهد وبنان تسترقان السمع من خلف الباب ]
أم أكرم : هاي الساعة المباركة يا حبيبي .. انت مثل ابني ... ليش الوالدة ما اجت معك كان الفرحة صاروا تنتين .
عدنان : حبت آجي أجس النبض أول شي لأنه الموضوع محرج شوي وخافت من كلام الناس .
[ تلتفت أم أكرم باستغراب الى زوجها ثم الى عدنان بدهشة ]
ليش يا بني ..؟ شو احنا عندنا غلط لا سمح الله ..؟ [ تطلق الزغرودة ]
بدي كل العالم يعرفوا انه بنتي خطبت .
ابو أكرم : لكن ما صحيح ما قلت إلي مين اللي أعجبتك من البنات ..؟ ناهد ولا بنان ترى التنتين بناتي ومعزتهم بقلبي وحده ويشهد الله على كلامي .
عدنان : وأنا برضو يا عمي والله معزتهم التنتين واحده وما بفرق بينهم بإذن الله تعالى .
أبو أكرم : أصيل يا بني ..أصيل .. لكن ما حكيت إللي مين اللي عينك عليها .. لا حياء في الدين .
عدنان : التنتين يا عمي .
أبو أكرم : [ وهو يضحك ] استغفر الله العظيم .. بعرف يا ابني إنك تحترمهم التنتين لكن مين بدك إياها تكون العوس .؟ ناهد ولا بنان ..؟ لا تخجل احكي ..اختار وحده منهم وأنا موافق سلف مهما كان خيارك .
عدنان : أنا جاي أطلب أيدهم التنتين ايد ناهد وأيد بنان ... مش قلت إلك من الأول بدي البنت وبنت عمها شو نسيت ..؟
أبو أكرم : [ فاغر فاه وينظر بدهشة الى عدنان ] بدك بنتي ناهد وبنت ألمرحوم أخوي ..؟ أنا في حلم ولا في علم .[ يفرك عينيه ][ ُم يعمل حركات تلك الحركات التي تحاول فيها شخصية المجنون حتى يرى إن كان عدنان مجنون أم سليم ]
أبو أكرم : [ يتقدم من أم أكرم ألمندهشة لحد الذهول ويهمس لها ] الولد مش مجنون بحكي بثقة مطلقة .. واثق من نفسه .. يمكن احنا المجانين ..[ يقترب من عدنان ويحدق بعينيه وحركات أخرى يبتدعها الممثل الذي يلعب الدور ليتأكد من جنون عدنان تهرب أم أكرم الى الداخل ]
أبو أكرم : يمكن يا بني أنت بتقصد البنت الكبيرة ناهد بنتي وخجلان تحكي ..؟ على كل حال أنا رح أناديها وأسألها إذا كانت بتوافق على الزواج .
[ يهم بالخروج ]
عدنان : انتظر يا يا عمي .. من فضلك وين رايح ..؟
أبو أكرم : نعم يا بني شو بدك ..؟
عدنان : أرجوك أسألهم التنتين مع بعض
أبو أكرم : [ مرتبكا ] حاضر حاضر [ يخرج لثانية ثم يعود ] ما بدك يا حبيبي أسأل أم أكرم إذا كان نفسك تتجوزها هيه كمان .. وجاي تطلب إيدها معهم أنا رايح أشاورهم ورايح .. شو رأيك .؟
عدنان : لا لا يا عمي ..شو بتفكر ني مجنون ..؟ الله يسامحك يا عم أبو أكرم .. اسأل ناهد وبنان ورح تعرف بنفسك إني مش مجنون .
( يخرج أبو أكرم لثانيتين ثم يعود )
أبو أكرم : نسيت أقول لك إنه جيراننا دار أبو محمود عندهم كمان بنات تنتين...... بتحب أمط راسي من الشباك وأسألهم وأنا رايح رايح ؟ .
عدنان: يا عم أبو أكرم .. ارحمني شوي وأسأل البنات وانت بتعرف كل أشي .
أبو أكرم : أنا رايح أسألهم .. معلش دقيقة وبرجع .
عدنان : استني يا عم أبو أكرم
أبو أكرم : نعم أأمر .. أأمر (بخوف )
عدنان : يا ريت يا عم أبو أكرم .. تخليهم يجووا لهون .
أبو أكرم : بحاول بحاول أقنعهم .. بس إنت متأكد أنك بدك اسألهم وأحكيلهم إنك بدك تطلب إيدهم النتنتين ولا أحكيهم بالسياسة حتى ما يصدموا ..؟
عدنان : أنا بفضل السؤال يصير هون .. كل إشي يصير هون .
( يخرج أبو عدنان ويغيب فيما عدنان يذرع الصالة ذهابا وإيابا ويحدث نفسه )
عدنان : هي قطعنا نص المسافة .. الخطوة الأولى من أصعب الخطوات .. مش عارف كيف انساب ألحكي مني مثل كرج المي .
( يعود أبو عدنان ومعه ابنته ناهد ,وابنة أخيه بنان )
عدنان : أرجوك يا ناهد .. أرجوك يا بنان .. احكوا لعمي أبو أكرم ..‘ن مشاعري تجاهكم .. عن حبي الكم ... لا تخجلوا ألشغله هلا ما فيها خجل فيها تقرير مصير .. أحكوا له إنه ما خلينا وسيله وجربناها وما لقينا إلا نتجوز في يوم واحد وساعة وحده . وفكرني أبو أكرم إني أنجنيت.
ناهد وبنان : [ الاثنتان معا ] بعيد الشر عنك .
[ أبو أكرم غير مصدق لما يسمع ]
عدنان : كونو صريحات قدامه .. أنا حكيت كل اشي .. ما بقي غير إنتوا تحكوا بكل صراحة .
( أبو أكرم يشعر بدوار ويترنح قليلا )
أبو أكرم : بابا ناهد .. بسرعة بسرعة.. هاتي كاس ليمون أنا دخت .. معي دوار
[ تخرج ناهد وبنان معا ]
عدنان : عمي عمي شو اللي جرالك .. عمي عمي .. شو صار معك .. حدا زعلك يا عم أبو أكرم ..؟
أبو أكرم : يا بني يا عدنان يا حبيبي .. إلي طلب بسيط تلبيه إلي ..؟
عدنان : أأمر يا عمي أأمر ياعمي .. أنا تحت أمرك .
أبو أكرم : بدي بعد إذنك .. إذا سمحت .. تقلب وجهك من هون وما بدي أشوف وجهك في بيتي .
[ تدخل ناهد وبنان ومعهن عصير الليمون عدنان على وشك الخروج ]
أبو أكرم : أنا مجنون يا بنات ..؟ ولا إنتوا المجانين ..؟ فهموني .. إنت يا عدنان ..قبل لا تطلع من هون .. صحيح بتحبهن التنتين بنفس الدرجة .. وانتوا صحيح بتحبوه بنفس الدرجة ..؟
عدنان : صحتك بالدنيا يا عمي ..صحتك أهم من كل اشي ..خلص إنسى الموضوع هلا ... أمضغ هاي الليمونه بتساعدك كتير .. لكن بعدك مصر إني أطلع من البيت ..؟
ناهد : [ وهي تهرع إلى الداخل ] يييي .. ماما كمان أغمى عليها أروح اصحيها .. [ تخرج ناهد ]
أبو أكرم :[ بصوت واهن لا يكاد يسمع ] نترجاك يا بني .. ترجاك تطلع من البيت هلا ... تعال إلي مرة ثانية مشان أقدر أستوعبك .. أو خلك هون بس بشرط تقنعني .
عدنان : أقنعك بشو عم أبو أكرم ..؟ قصدك بالزواج من ناهد وبنان ..؟
أبو أكرم : ولك لالالالالالالالالا ... بدي تقنعني إنك بتمزح مزحه ثقيله معي ..
بدي تقنعني إنه ألشغله كلها لعب بلعب أو مسرحية سخيفة حبيت تمثلها علي انت والبنات ... ارجوك ارجوك
[ تدخل أم أكرم تتبعها تشاهد أبو أكرم ممدا]
أم أكرم : أبو أكرااااااااااااام ..ويلي عليك يا حبيبي .. شو اللي أصابنا وشو اللي صار فينا ..يا عمود البيت يا حبيبي ... [ تسقط مغشيا عليا الى جواره ]
ناهد : ماما ..ماما حبيبتي ماما ردي .
بنان : يا خالتي ردي علينا خالتي ..يا خالتي .. اصحي يا خالتي
عدنان : لا حول ولا قوة إلا بالله .. عمتي عمتي اصحي ..
أم أكرم: [ تصحو وتتشبث به من ياقة قميصه وتصرخ بوجهه]
شو بعدك بتساوي هووووووووووووون .. اطلع برااااااا ...براااااااااا.... براااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ستار
نهاية المشهد الثاني
( المشهد الثالث )
[ تفتح الستارة على صالون في منزل أبو أكرم ...ونشاهد عدنان يذرع المكان وأبو أكرم وأم أكرم وأم عدنان ومزعل الزعلان وفاتن ورجلين من اهل الحارة يتوسطهم رجل بلحية " المأذون ألشرعي " يحمل حقيبته ودفتره وأوراقه فيما ناهد وبنات تقفان جنبا إلى جنب وثمة صحفيون يطلون من النوافذ ويلتقطون الصور ].
عدنان : لو سمحتوا يا إخوان أنت يلي بتصور من أي جريده أنت من أي جريده أرجوكم هذا حفل عائلي خاص ما بصير تكتبوا عنه وتصوروه .. صحافه ما بدنا ارجوكم ..شو ما عمركم شفتوا حفلة خطبه..؟
[ يذهب ويغلق النافذة ]
ألمأذون : أين العريس ...؟
عدنان : أيوه أيوه أنا العريس ..؟
المأذون : وأين العروس .؟
أبو أكرم : تعالوا هون يا بنات مشان تسمعن الشيخ المأذون كويس .
[ تقتربان على استحياء فيما المأذون ينظر إليهما ]
المأذون: أين هي العروس ..؟
[ناهد ، وبنان ، تشير كل واحدة بإصبعها على أنها العروس ]
المأذون ما اسمك ..؟
ناهد : اسمي ناهد
بنان : اسمي بنان
المأذون : ولكن من فيكم العروس ..؟
[ تشير كل واحدة إلى نفسها بأنها العروس ]
المأذون : [ بدهشة ويحدق بكل الموجودين وهو يقول ]
ما هذا ..؟ ما الذي يجري ... أفهموني يا إخوان أفادكم الله ..
[ ثم يعود ليسأل ناهد ]
المأذون : انت يا آنسة .. وأنت أيضا .. ألا تعرفان بأن كل زواج .. يلزمنا عريس وعروس .. ولقد عرفت العريس .. والآن أريد أن أعرف من هي عروسه ؟ [ يلتفت إلى عدنان ] أنت الست العريس ؟
عدنان : نعم نعم أنا العريس
المأذون : حلو ... وأين عروسك ..؟ هذه أم تلك ..؟
عدنان : التنتين عروس
ألمأذون : هل أفهم أنك تنوي الزواج من الاثنتان مها ..؟
عدنان : نعم .. مثل ما تفضلت وحكيت التنتين مع بعض .
[ المأذون بدهشة واستغراب ]
المأذون : هذا حرام غير شرعي ...
[ ينظر الى الموجودين ثم الى ناهد وبنان ] ..... أين ... أين ولي أمركما ..؟
أبو أكرم : أنا يا شيخ ولي أمرهم . .. أنا أبو هاي .. وعم هذيك
الماذون : هل أنت موافق على هذا الزواج ..؟
أبو أكرم : إسأل أم أكرم .. ما بتدخل أنا بشغل البيت .
المأذون : هل أنت موافقة على هذا الزواج ..؟
أم أكرم : أنا داري ...؟ أنا يا خوي مش نقالة حكي .. ولليش بتسألني .. أني الرجال بالبيت ولا أبو أكرم ألله يطول بعمره ..؟
المأذون : أنت موافق على هاي الجوازة يا أبو أكرم ..؟
أبو أكرم : أنا ...؟ بتحكي معي يا شيخ ..؟
المأذون : نعم هل أنت موافق ..؟
عدنان : أرجوك يا عمي أرجوك إحنا اتفقنا .. قله إنك موافق قله
أبو أكرم : آه طبعا اتفقنا على كل اشي أنا موافق .. موافق .. مادام تحبوا بعض كل هالحب وبهاي الدرجة ما ظل إلنا الختيارية حكي صح يا مزعل ..؟
مزعل : طبعا طبعا ...[ يعبث بالخلوي ]
المأذون : لكن هذا لا يجوز .
عدنان : كيف لا يجوز ..
الماذون : أعرني موبايلك أيها الطيب حتى أسأل شيخي عبد الرحمن إن كان يجوز ذلك من الناحية الشرعية .
[ المأذون يضرب الرقم وينتظر الرد ]الى أن يأتيه الرد ]
المأذون : السلام عليكم ورحمة الله .... شيخي عندي سؤال ونريد منك الإجابة عليه .. هل يجوز أن يتزوج الرجل أمراتين ويكتب عليهما في نفس اللحظة وفي نفس اليوم ..؟ ... نعم بارك الله فيك .. وجزاك الله عنا خيرا .. نعم ..أسمعك يا شيخي أسمعك .
[ مزعل ينظر الى الشيخ ويستحثه على أن يسرع ]
مزعل : يا شيخ أنا رجل أعمال وبجيني شغل على التلفون .. المرحوم بستنا ..ولازم أبعث القياسات يا شيخ .
المأذون : بارك بك يا شيخي ..لكن سؤال آخر فتح الله عليك .. عقود الزواج هي عقود فردية وليست جماعية .. نعم ..؟
[ الى مزعل الذي يحاول اخذ الهاتف ]..... بإذنك يا أخي حتى اسمع.. نعم نعم ... الا من وزير العدل ..؟ جزاك الله خيرا ...[ يعيد الهاتف للمزعل الزعلان ]
مزعل : طار الرصيد .
عدنان شو قال الشيخ يا مولانا ..؟
المأذون : يقول حفظه الله .. أنه يجوز .. ولا يوجد مانع شرعي .. ولكن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز .. وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة . ..صدق الله العظيم .
عدنان : يا مولانا كل هالمصايب اللي أنا فيها مشان أعدل بينهم .. قال الله سبحانه وتعالى وإن خفتم .. ماذا قال ..؟
المأذون وإن خفتم .. نعم .
عدنان وأنا يا سيدي لست خائفا من أني لا أعدل .. رح أكون عادل ومش خايف .. وفي الحقيقة أنا مش قادر أفهم شعوري .. لكني بأكد الك إني مش خايف .. ولا تنسى أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز ...
( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) صدق الله العظيم
لازم تعرف يا مولانا إني مش عارف شعوري بالضبط .. لكن مش خايف من العدل أبدا.. لأني بحبهم بنفس الدرجة والمقدار .. وأنا بعرف إني مش رح أعدل .. لكني مو خايف .. بالتأكيد مارح أعدل .. لكن مش خايف .. ومع هيك بدي أتجوز التنتين .. وهلا رح أفقع بيان صحفي في هالحكي لبين ما يعدلوا عقد الزواج الجديد . ..
[ ناهد وبنان يطلقن الزغاريد ... كذلك أم عدنان وفاتن وأم أكرم ]
[ أحد الصحفيين يستطيع أن يحشر نفسه من النافذة وبيده ميكروفون ويسأل ]
الصحفي : يا أستاذ عدنان بس سؤال واحد .. سؤال واحد ..
عدنان : لا توقع من الشباك وتكسر رجلك ولا إيدك .. تعال بجاوب على كل أسئلتك أنت وجماعتك في مؤتمر صحفي من حق الناس كلهم يعرفوا الحقيقة .
[ أصوات من الداخل والخارج تصيح ]
الأصوات : مبروكين يا عريس مبروكين ياعريس
[ تعلو الزغاريد وتنقر الدفوف .. في جو إحتفالي ويسدل الستار ]
النهاية
مع تحيات الكاتب يحيى الحباشنة[/frame][/frame]
لصاحبه "مزعل الزعلان "
(مبروكين يا عريس )
المشهد الأول
تمثل خشبة المسرح صالون في منزل ، ونشاهد عدنان وهو شاب في الثلاثين من العمر وسيم الشكل ، يتحدث إلى والدته أم عدنان .. ثم يذرع المكان ذهابا وإيابا .
عدنان : ماما أنا بحب التينتين ، وهاي هيه المشكلة .. بحبهم يا ماما بحبهم .. بحبهم التينتين بنفس الدرجة والمقدار ... أرجوك يا ماما افهميني ... مش ممكن أميز بين وحده والثانية ..التينتين الهم نفس الدرجة من الحب.
أم عدنان : [ بدهشة وفزع واستغراب ] ... ماما بعدين معك .؟ بديش أعيد واكرر .. لازم تراجع طبيب نفساني ماما ...لازم ... واحكيله عن كل الأفكار والأشياء اللي بتفكر فيها .. يرضى عليك يا بني .
عدنان: ماما ..!!! أنا صاير مجنون حتى أروح على طبيب نفساني ..؟ أنا بحب يا ماما ..ب..ح ... ب .. أي هو اللي بحب الأيام بتحكوا عنه مجنون ..؟
أم عدنان : في واحد عاقل بالدنيا .. بقرر يتجوز تنتين وبنفس اليوم والليلة ...؟ روح احكي للدكتور النفساني هالحكي وشوف شو بكون الجواب عنده ..[ تتوقف عن الكلام بسبب اختناق صوتها بالبكاء ...ثم تواصل وهي تبكي من القهر ] إسمع يا بني عندي حل ..
[ يهرع إليها عدنان ويقبل يديها وجبينها ]
عدنان : ببوس ايديكي ورجليكي ماما اسعفيني بالحل .. إسعفي قلب ابنك ووحيدك اللي بتعذب ... أقسم بالله بنحر نفسي وبموت إذا ما تجوزتهم التنتين ..ساعديني ماما ساعديني .
أم عدنان : إذا بدك اساعدك ..خلي وقت بين خطبة الأولى والتانية ، شهر شهرين أو تلاته ... أما التنتين وبليلة واحده مش ممكن ..من فين اجتنى هالمصيبة هاي من وين ..؟ ..شو بدهم الناس يحكوا عني ..؟
عدنان : ماما أنا مقدر ضروفك .. لكن الحب طب علي متل القضاء المستعجل ... وحبيت التنتين .. هاي المشكلة إذا فكرت اطلب أيد "ناهد ".. "بنان"" رح تنتحر فورا .. وإذا طلبت أيد بنان ...ناهد بتنتحر .. وإذا أنا ما بتجوزهم التنتين أنا رح انتحر واخلص من الحياة ... مش ممكن أميز بينهم وامشي وحده قبل الثانية .. مش من العدل أعمل هيك .
أم عدنان : [ وهي تسحب يدها من يده ] في هاي الحالة أوعى تفكر ولو للحظة وحده إني رح أروح اطلبهم من ولي أمرهم .. بدك يقولوا أم عدنان انجت آخر عمرها ..؟
[ تدخل أخته فاتن وهي فتاة في العشرين جذابة وجميلة ]
عدنان : [ وهو ينظر إلى أخته بتلهف واستعطاف ] .. فاتن يا أختي يا حبيبتي ..احكي لماما قديش بحبهم .. وقديش التنتين بحبوني .
فاتن : عدنان ..بكفي حكي فاضي .... بدك نصير حكاية للرايح والجاي ..؟ أنت أخوي وبحبك أكتر من روحي صحيح ..لكن أنت بتطلب المستحيل ... وين عايشين إحنا ..؟ هذا تصرف ما حصل ولا رح يحصل من يوم ما خلقت البشرية .. مش معقول واحد عاقل في الدنيا إنه يفكر ولو مجرد تفكير بموضوع مثل هاد ... تنتين وبنفس ألليله .. ولا في حكايات ألف ليلة وليلة ... إلا إذا كان مجنون ولا تزعل مني ..؟ وأنا مع رأي الماما جرب روح على طبيب نفسي يشوف لك حل بهاي المصيبة .
عدنان : أفهم من هال كلام .. إنكم ما بدككم تروحوا معي نطلب أيدين البنات ..؟ ... ما إلي الا خالي مزعل هو إللي راح يحل هاي المشكلة بعبقريته .. وهو اللي رح يطلب أيدهم من أبو أكرم .
أم عدنان : معقول يا بني البنات متفقات معك بالحكاية الغريبة هاي ..؟
عدنان : يا ماما أنا وهمه متفقين على كل شي .. ما علينا الا نروح نطلب أيدهم من أبو أكرم ..الموضوع منتهي بيننا أنا والبنات متفقين .
فاتن : ما تصدقي ماما .. مستحيل يكونوا البنات موافقات على هيك حكاية مستحيل ... أنا بعرف وصاحباتي مش ممكن يكونوا يفكروا هيك البنات عاقلات وعقلهم بوزن جبل .
عدنان : إذا مو مصدقين ..افتحي الشباك وناديهم وشوفي بعينك واسمعي بأذانك رأيهم بالموضوع .. حتى انه الفكرة فكرتهم همه .. مش فكرتي أنا هنه اقنعوني بالفكرة .. ومش بس هيك هددوني بالانتحار إذا ما تجوزتهم بهاي الطريقة .
فاتن : ولله في خلقه شؤون
عدنان : أنا رح انتحر إذا ما تجوزتهم بهاي الطريقة ... إذا رفض ابو أكرم يجوزني إياهم مع بعض .
أم عدنان : هاي عين شافتك وما صلت على النبي يا بني ..حسدوك الحساد ..عين وصابتك يا بني .. ابني عدنان راح بشربة مية ... يا رب رحمتك يا الله [ تبكي وتنتحب ][ فيما تقترب فاتن من عدنان وتهمس بلطف ]
: فاتن : يا حبيبي يا عدنان .يا أغلى واعز أخ في الدنيا .. أنا مالي أخ غيرك بالدنيا ولا مسؤول عني غير الله سبحانه وتعالى وأنت .. شو اللي جرى إلك بالضبط ..؟ تعال لهون ... أفترض مثلا مثلا... لا سمح الله لو أني أنا آختك... حبيت اثنين بنفس الدرجة والمقدار اللي أنت بتحكي عنه .. واجو الاتنين يطلبوا يدي بتوافق أنتا ..؟
عدنان : إنتوا البنات لا طبعا .. الدين ما يسمح الكم .. لكن إحنا الدين ما بتعارض مع فكرة زواجي من تنتين أو ثلاث أو أربع .. وهذا موضوع كل البشر ما بقدروا يغيروا فيه .. علينا الخنوع والتنفيذ .
[ ينهض ويهم بالخروج ويلتفت الى والدته والدموع في عينيه ]
عدنان : لو إني تجوزتهم ماما ..بتزوريني في بيتي الجديد ..؟
أم عدنان : [ وهي تجفف دموعها ] طبعا يا ماما .. أنت ابني الوحيد اللي طلعت فيه من الدنيا .. [ تجهش في البكاء ] لكن أروح اطلب أيدهم من أبو أكرم مستحيل ماما مستحيل .. ما بدي أكون أول وحده بهاي الدنيا تخطب لابنها هيك خطبه ...لكن جرب أنت مع ولي أمرهم أبو أكرم .. ولا تدخلني أنا بالموضوع .
عدنان : ما إلي الا خالي مزعل .. مفكر وفيلسوف .. وأكيد رح يلاقي مخرج لهاي المشكلة أكيد .
أم عدنان : أرجوك ماما لا تحط خالك بهيك موقف .. وبعدين خالك مشغول لشوشته بالمعمل .. ما بخلص من جنازه الا بلشان بجنازة ..الموت نازل يحصد بالناس حصد ...الله يحمينا ويعفينا يا رب .
عدنان : ماما أنا شو عامل .. أنا ما كفرت لا سمح الله أنا بدي أتجوز على سنة الله ورسوله . ..
أم عدنان : مستحيل يقبل .. ما في واحد عاقل يوافق يمشي معك بهيك موضوع أبدا ؟؟.
[ يقرع جرس الباب تهرع فاتن لفتحه .. فنشاهد ناهد وبنان تدخلان ]
عدنان : [ يفرح ] يا محاسن الصدف .. شو الصدفة الحلوة هاي ..؟ ناهد بنان يا مية آهلين وسهلا تفضلو ...يا مية أهلا وسهلا شرفتونا والله
أم عدنان: [ تمسح دموعها وتحاول الابتسام لناهد وبنان ]
ناهد : كيفك خالتوا أم عدنان .. انشاالله منيحة ..؟
أم عدنان : الحمد لله آهلين في أحلى وارق جيران بالحارة ... كيف الحال وكيف أم أكرم وأبو أكرم انشالله منيحين ..؟
بنان : بيهدوك السلام خالتي ..كلهم بخير .
عدنان : ناهد بنان .. بالله عليكم تحكوا للماما .. يترجاكم احكوها مشان تقتنع ..احكوها قديش إحنا بنحب بعض .. احكوا إلها على شو متفقين إحنا بالنسبة للخطبة ... احكوها انه انتوا صاحبات الفكرة انه نتجوز كلنا بنفس اليوم .. ماما وفاتن مو مصدقين أبدا .
أم عدنان : إلي بحكيه عدنان صحيح يا بنات ..؟
[ ناهد وبنان بحياء مصطنع ]
ناهد : إذا أنتي موافقة .. إحنا ما عندنا مانع
أم عدنان : [ تنظر الى عدنان ] شفت ..بتحكي إذا أنا بوافق ... يعني مو موافقين .
بنان : لا خالتي شو ... معقول أنتي ما توافقي يا خالتي ..؟ معقول مو حابه تفرحي بابنك الوحيد .. إحنا أكيد موافقات خالتوا موافقات التنتين.... مو هيك ناهد ؟ .
[ أم عدنان بدهشة متناهية ]
أم عدنان : يعني اللي بحكيه عدنان صحيح .. وانتوا موافقين انه يطلب أيدكم سوى وبنفس اليوم ..؟ وبنفس اللحظة ..؟
ناهد وبنان : طبعا يا خالته طبعا ..
الدهشة تعقد السنة الجميع أم عدنان يغمى عليها وتسقط الى الأرض ويهرع الجميع لإسعافها .
[ ستار ]
نهاية المشهد الأول
المشهد الثاني
[ تفتح الستارة على ديكور في منزل أبو أكرم وهو عبارة عن صالون في منزل .. أبو أكرم يجلس فيما ناهد وبنان تنتهيان من ترتيب البيت استعدادا لقدوم الضيوف ]
أبو أكرم : بابا ناهد .. إني متأكدة إنهم جايين ..؟
ناهد : طبعا بابا .. هلا بيجوا .. [ يقرع جرس الباب ] .. هه هيهم أجوا............ [تهم بفتح الباب لكن أبو أكرم يستوقفها ]
أبو أكرم : فوتوا جــوا أنا بفتح الباب ...
[ تدخل ناهد وبنان الى الداخل فيما يتقدم أبو أكرم ويفتح الباب مرحبا ويظهر عدنا وهو يلتفت الى الخلف ]
أبو أكرم : يا مية آهلين وسهلين في جار الرضي .. يا أهلا وسهلا تفضل شو لوحدك جاي ..؟
عدنان : كيفك عم أبو عدنان .. في معي خالي "مزعل " هلا ببجي بس وقف يشرب قنينة بيبسي عند دكان أبو عوض .
أبو أكرم : يا مية أهلا وسهلا فيكم تفضل يا بنيي تفضل ..
عدنان : كان المفروض استنا خالي وادخل أنا وهو .. الله يلعن الشيطان لكن أللهفه يا عم أبو أكرم اللهفة .
أبو أكرم : يا سيدي هلا بيجي شو هي طارت الدنيا ... يا مية آهلين والله .. كيف شغله الأيام هاي انشاالله المصلحة ماشية ..؟
عدنان : الشغل لفوق راسه يا أبو أكرم ... سوقهم ماشي كثير ... مش ملحقين شغل .
أبو أكرم : شلون أمك وأختك انشأ الله بخير ...؟
عدنان : من فضل الله بخير وبيهدوكم السلام ..
أبو أكرم : عن إذنك .. خليني أجيب شوية فواكه وبعض الحلويات
عدنان : يالله عليك لا تغلب حالك يا أبو أكرم .. أنا جاي بموضوع زغير ورايحين .. وموافقتك ضرورية كتير عليه ... ولا كان ما عذبناك معانا ... لكن الموضوع كبير كتير وموافقتك عليه مهمه جدا .
أبو أكرم : يا رجل كلها حبتين فواكه وقطعتين هريسة .. شو الدنيا طارت يا رجل ..؟..... بإذنك .
[ يقرع في هذه الأثناء جرس الباب يهرع عدنان لفتحه فيظهر مزعل بملابسه الغريبة والتي لا تتناسب مع سنين عمره الخمسين وفد صفف شعره بطريقة غريبة ويضع سلسال من الذهب في عنقه ويتكلم بهاتفه النقال ويدخل فيما يواصل حديثه على الهاتف ]
عدنان : أتأخرت يا خالي كتير .. تفضل [ يدخل مزعل دون أن يعره أي اهتمام ويواصل الحديث على الهاتف ]
مزعل : لا حول ولا قوة إلا بالله .... [ يبكي ] طول عمري بتمنى هاي المناسبة .. طول عمري مشتهي تصير عندكم هيك مناسبة .. بس حظي زفت حظي زفت ..... [ يبكي ] ... خليني أبكي يا مدام إخلاص خليني أبكي ... خليني أفش خلقي يا إخلاص .... [ يدخل أبو أكرم وينتظر أن ينتبه مزعل ليصافحه لكن مزعل منشغل بالحديث بالهاتف ويبكي ]
مزعل : ماشي الحال .. راحت علينا .. خيرها في غيرها إنشاالله .. لا تخافي علي بدبر حالي البقية بحياتك مدام إخلاص . ما في حدا مخلد بها الدنيا.. الله يرحمه شو وشو كان ... مع السلامة يا روحي مع السلامة
. [ يتنبه الى وجود أبو أكرم قربه ويلتفت إليه ويفتح ذراعيه لمعانقته ].
أبو أكرم : اهلين أستاذ مزعل ... شرفتونا والله .. يا مية اهلين
مزعل : مش معقول ..أبو أكرم بشحمه ولحمه ... هلا والله [ يتعانقان ]
أبو أكرم : مدو ايديكم يا جماعه على الفواكه شو الدعوى بدكم عزيمه ..؟
عدنان : مش ممكن يا عم أبو أكرم .. مش ممكن أمد أيدي الا لما بتوافق بالأول .. هاي الأصول .
أبو أكرم : يا بني شو قصتك شو هالشي المهم .. هات سمعنا .شوقتني أعرفه والله ...تفضل احكي .
عدنان : [ يهم بالحديث لكن جرس الهاتف النقال الخاص لمزعل يرن ]
مزعل : ألو .. نعم نعم .. مين ....؟ نعم أنا مزعل الزعلان صاحب معمل الأحزان .. نعم نعم .. ما بنستعمل عندنا الا خشب الزان ... نعم ..؟ مش فاهم عليكي مدام ... مات ..؟ رحمة الله عليه ... متى ..؟ له له له .. البقية بحياتك .... لا يا .... لا لا ... شو قديش ...؟ شو بعدك بعمر الورد يا بنت الحلال ... تجوزك زغيره ... معقول كتير ... مش فاهم ... مو .... مو .. فاهم شي وحياتك ... عم تبكي مو فاهم عليكي ... كلنا على هالطريق .. لا يا ستي بلا بكى مشان الله قطعتي قلبي ... لا لا مشان خاطري لا تبكي .. إذا بتحبيني لا تبكي .. لا لا .. ارجوك يا عمري بطلي البكا والعياط .. شو وحده وما وحده .. قال وحده ... بكره بتغير كل اشي وبتتغير كل حياتك .. لا تبكي .. يا روحي لا تبكي .. بس يا حبيبتي .. ايوه هيك ... فهميني هلا ... لا يا شيخ ما في وحداني بها الدنيا الا الشيطان ... والحي ابقى من الميت .. بس يا روحي وفهميني بدك الثابوت تفصيل ولا عادي ..؟ ... طبعا التفصيل بكلف كتير .. أغلى من هيك أغلى .. يعني حسب قياس المرحوم وعرض كتافه .. وحياتك غير اراعيكي ولو ..؟ كله التابوت إعتبريه على حسابك .. خلص يا ستي ما بنختلف .. تعطينا القياس .. ولا ارسل الك الشغيل ياخده ..؟ .. ماشي ماشي .؟.[ يلتفت الى أبو أكرم ويطلب منه ]
مزعل: بالله عليك يا ابو أكرم هات لك ورقة وقلم خليني أكتب قياس المرحوم .
[ يهرع أبو أكرم ويحضر ورقة وقلم ويعود مزعل لمواصلة الحديث مع المرأة ]
مزعل : ماشي يا روحي .. كم الأكتاف ..؟99 ... الطول 190 ..ماشاء الله مشاء الله معك حق تعيطي وتبكي .. ما بتعوض كثل هيك ... الله يكون في عونك ... بس بس يا عمري .. ولا يهمك رح نبحبح لك التابوت مشان المرحوم يأخذ راحته .. إحنا يا مدام أهم اشي عندنا راحة الميت حتى لو أكل شوية خشب زياده ... ما اسمه الا رايح يقابل وجه ربه .. راحة المرحوم هي شعارنا الأساسي .. الله معك اعتبريه اليوم المسا بكون جاهز ... لا تبكي أرجوك ... ايوه .. مشان جمال البشرة مش مشان شي ... مع ألسلامه هيك طمنتيني .
أبو أكرم : الله يكون بعونك الشغل لا حقك لهون
مزعل : شو بدنا نعمل الحياة بدها هيك الشغل ما بستنى ... والشغل بزيد يوم على يوم مبارح لوحد 12 تابوت زان تفصيل وخمسه عادي .. مش ملحقين .
أبو أكرم : الله يزيد ويبارك يا مزعل بتستاهل كل خير [ يلتفت الى عدنان ] ... ايوه بنرجع لموضوع عدنان اللي كان بده يحكيه تفضل يا بني .
عدنان : بصراحة يا عم أبو أكرم أنا حاب أكمل نص ديني وأتجوز .
أبو أكرم : ألف ألف مبروك يا بني يا عدنان .. والله فرحتني .. لكن مين هي سعيدة الحظ هاي ..؟بعرفها أنا ..؟
عدنان : ] بحياء مصطنع ] طبعا يا عم أبو أكرم .. بتعرفها وبتعرف بنت عمها كمان
أبو أكرم :مقلي مين هي البنت وشو خص بنت عمها بالموضوع ..؟ ..خذ حبة التفاح خذ تفضل
عدنان : لا يمكن أكل شي من عندك قبل ما احكي لك مين بتكون العروس
أبو أكرم : والله حيرتني ..قول وخلصنا مين بتكون أو مين همه .
عدنان : أنا بقصد مين بكونن .. مش مين بتكون
أبو أكرم : بطلت افهم عليك أبدا
عدنان : أنا بعرف انك ما بتعرف
ابو أكرم : ويا سيدي هيني بستنا تحكي
عدنان : والله محرج يا عمي .. مش عارف شو بدي أقول على راس لساني بس مش قادر .. احكي انت يا خالي
مزعل : [ وهو يعبث بجهاز الخلوي ] احكي شو ..؟
عدنان : احكي لو ليش إحنا جايين
مزعل :[ وهو لا يزال يعبث بالهاتف ].. بس خليني ابعث هال مسج للشغل مشان قياسات التابوت .. وبعدين نركز معك .
عدنان : والله محرج منك يا أبو أكرم .
أبو أكرم : وليش محرج لا سمح الله .. ليش مستحي ..؟ هذا موضوع بخليك تستحي ..؟
عدنان : نعم يا عمي .. فيه كل الحرج والله لأنه الناس ما تعودوا بصراحة على هيك طلبه .. عمرها ما صارت في الحياة الا هاي المره .
أبو أكرم : إذا محرج لهاي الدرجة ما في داعي تحكي وتحرج حالك .. تفضل كل قرن هال الموز .
عدنان : لا لا يا عمي .. لازم احكي لك .. لأنه مش ممكن يصير شي من غير موافقتك .
أبو أكرم : بصراحة مش قادر أفهمك اليوم .. مش قادر افهم عليك أبدا .
[ يرن تلفون مزعل ويجيب ]
مزعل : شو في يا عوضين ..؟ شو بدك مش عارف إني رايح اطلب لأبن أختي عدنان ..؟ .... نعم شو قصدك وما قصدك ..؟ احكي شو فيه .. ؟
مين اللي عندك ..؟ مين المحافظ ..؟ شو بده عطوفة المحافظ ..قله اني مشغول .. ومين ..؟ وزير الداخلية ..؟ ... انشاالله الملك اللي بحكي .. شو يعني بقلك أنا في جاهه بدنا نخطب لأبن أختي عدنان ... كم كم .. 16 تابوت مره وحده ..؟ وتفصيل .. ..طبعا إذا دوبلوماسيين لا زم أكون عندك هيني جاي مسافة السكة .
[ يغلق مزعل الهاتف ويقف مستأذنا ]
مزعل : سمعتو بأذانكم يا جماعة .. وزارة الداخلية بدهم إياني .. إعذروني .. إعذرني خالي عدنان .. 16 تابوت بدهم وهذول دوبلوماسيين أكيد في إنفجار بوحده من هالسفارات .. شايف يا أبو عدنان ..مو ملحقين شغل الله وكيلك ..مع السلامه [ يخرج مزعل يرافقه أبو أكرم الى الباب ]
أبو أكرم : [ وهو يجلس ويوجه حديثه الى عدنان ] .. احكي يا عدنان أنا بسمعك ... وأذا ما بتحكي عادي .. لكن شو اللي قصدته لما قلت إنه ما في شي بتم الا بعد موافقتي .؟
عدنان : لا زم توافق على الموضوع بصفتك .
أبو أكرم : وليش ما يوافق ولي أمرها يا عدنان ليش أنا ..؟
عدنان : طبعا ولي امرهم .. انت ولي أمرهم
أبو أكرم : احكي بوضوح يا عدنان .. أنا فهمت من كلامك إنه أنا لا زم أوافق .؟صحيح .
عدنان : هذا شرط لا بد منه
أبو أكرم : وضح أكثر
عدنان : بقصد ناهد وبنان .
أبو أكرم : شو مال ناهد وبنان ..؟
عدنان : إذا ما عندك مانع .. أنا جاي أطلب ايد ناهد وبنان .
[ ابو عدنان يحدق بوجه عدنان للحظات .. ]
أبو أكرم : بتطلب أيش يا حبيبي ..؟
عدنان : [ وهو يبتلع ريقه بصعوبة ] .. بطلب أيد ناهد وبنان ...إذا إذا ما عندك مانع .
أبو أكرم : يعني أنت جاي تناسبني أنا ..؟ [ وهو في غاية الانشراح ]
عدنان :[ بفرح ] طبعا يا عمي .. يشرفني إني أناسبكم .
أبو أكرم : هذا شرف كبير إلنا يا بني .. انت مثل ابني .. وانتوا جيران من عشرين سنه وإحنا متل العيلة الوحدة .. مد ايدك وكول قرن موز .. ابشر يا بني .. احنا بنتشرف .
[ صوت الزغاريد نمن الداخل ]
[ ثم تدخل أم أكرم وهي تزغرد وتحيي عدنان بينما ناهد وبنان تسترقان السمع من خلف الباب ]
أم أكرم : هاي الساعة المباركة يا حبيبي .. انت مثل ابني ... ليش الوالدة ما اجت معك كان الفرحة صاروا تنتين .
عدنان : حبت آجي أجس النبض أول شي لأنه الموضوع محرج شوي وخافت من كلام الناس .
[ تلتفت أم أكرم باستغراب الى زوجها ثم الى عدنان بدهشة ]
ليش يا بني ..؟ شو احنا عندنا غلط لا سمح الله ..؟ [ تطلق الزغرودة ]
بدي كل العالم يعرفوا انه بنتي خطبت .
ابو أكرم : لكن ما صحيح ما قلت إلي مين اللي أعجبتك من البنات ..؟ ناهد ولا بنان ترى التنتين بناتي ومعزتهم بقلبي وحده ويشهد الله على كلامي .
عدنان : وأنا برضو يا عمي والله معزتهم التنتين واحده وما بفرق بينهم بإذن الله تعالى .
أبو أكرم : أصيل يا بني ..أصيل .. لكن ما حكيت إللي مين اللي عينك عليها .. لا حياء في الدين .
عدنان : التنتين يا عمي .
أبو أكرم : [ وهو يضحك ] استغفر الله العظيم .. بعرف يا ابني إنك تحترمهم التنتين لكن مين بدك إياها تكون العوس .؟ ناهد ولا بنان ..؟ لا تخجل احكي ..اختار وحده منهم وأنا موافق سلف مهما كان خيارك .
عدنان : أنا جاي أطلب أيدهم التنتين ايد ناهد وأيد بنان ... مش قلت إلك من الأول بدي البنت وبنت عمها شو نسيت ..؟
أبو أكرم : [ فاغر فاه وينظر بدهشة الى عدنان ] بدك بنتي ناهد وبنت ألمرحوم أخوي ..؟ أنا في حلم ولا في علم .[ يفرك عينيه ][ ُم يعمل حركات تلك الحركات التي تحاول فيها شخصية المجنون حتى يرى إن كان عدنان مجنون أم سليم ]
أبو أكرم : [ يتقدم من أم أكرم ألمندهشة لحد الذهول ويهمس لها ] الولد مش مجنون بحكي بثقة مطلقة .. واثق من نفسه .. يمكن احنا المجانين ..[ يقترب من عدنان ويحدق بعينيه وحركات أخرى يبتدعها الممثل الذي يلعب الدور ليتأكد من جنون عدنان تهرب أم أكرم الى الداخل ]
أبو أكرم : يمكن يا بني أنت بتقصد البنت الكبيرة ناهد بنتي وخجلان تحكي ..؟ على كل حال أنا رح أناديها وأسألها إذا كانت بتوافق على الزواج .
[ يهم بالخروج ]
عدنان : انتظر يا يا عمي .. من فضلك وين رايح ..؟
أبو أكرم : نعم يا بني شو بدك ..؟
عدنان : أرجوك أسألهم التنتين مع بعض
أبو أكرم : [ مرتبكا ] حاضر حاضر [ يخرج لثانية ثم يعود ] ما بدك يا حبيبي أسأل أم أكرم إذا كان نفسك تتجوزها هيه كمان .. وجاي تطلب إيدها معهم أنا رايح أشاورهم ورايح .. شو رأيك .؟
عدنان : لا لا يا عمي ..شو بتفكر ني مجنون ..؟ الله يسامحك يا عم أبو أكرم .. اسأل ناهد وبنان ورح تعرف بنفسك إني مش مجنون .
( يخرج أبو أكرم لثانيتين ثم يعود )
أبو أكرم : نسيت أقول لك إنه جيراننا دار أبو محمود عندهم كمان بنات تنتين...... بتحب أمط راسي من الشباك وأسألهم وأنا رايح رايح ؟ .
عدنان: يا عم أبو أكرم .. ارحمني شوي وأسأل البنات وانت بتعرف كل أشي .
أبو أكرم : أنا رايح أسألهم .. معلش دقيقة وبرجع .
عدنان : استني يا عم أبو أكرم
أبو أكرم : نعم أأمر .. أأمر (بخوف )
عدنان : يا ريت يا عم أبو أكرم .. تخليهم يجووا لهون .
أبو أكرم : بحاول بحاول أقنعهم .. بس إنت متأكد أنك بدك اسألهم وأحكيلهم إنك بدك تطلب إيدهم النتنتين ولا أحكيهم بالسياسة حتى ما يصدموا ..؟
عدنان : أنا بفضل السؤال يصير هون .. كل إشي يصير هون .
( يخرج أبو عدنان ويغيب فيما عدنان يذرع الصالة ذهابا وإيابا ويحدث نفسه )
عدنان : هي قطعنا نص المسافة .. الخطوة الأولى من أصعب الخطوات .. مش عارف كيف انساب ألحكي مني مثل كرج المي .
( يعود أبو عدنان ومعه ابنته ناهد ,وابنة أخيه بنان )
عدنان : أرجوك يا ناهد .. أرجوك يا بنان .. احكوا لعمي أبو أكرم ..‘ن مشاعري تجاهكم .. عن حبي الكم ... لا تخجلوا ألشغله هلا ما فيها خجل فيها تقرير مصير .. أحكوا له إنه ما خلينا وسيله وجربناها وما لقينا إلا نتجوز في يوم واحد وساعة وحده . وفكرني أبو أكرم إني أنجنيت.
ناهد وبنان : [ الاثنتان معا ] بعيد الشر عنك .
[ أبو أكرم غير مصدق لما يسمع ]
عدنان : كونو صريحات قدامه .. أنا حكيت كل اشي .. ما بقي غير إنتوا تحكوا بكل صراحة .
( أبو أكرم يشعر بدوار ويترنح قليلا )
أبو أكرم : بابا ناهد .. بسرعة بسرعة.. هاتي كاس ليمون أنا دخت .. معي دوار
[ تخرج ناهد وبنان معا ]
عدنان : عمي عمي شو اللي جرالك .. عمي عمي .. شو صار معك .. حدا زعلك يا عم أبو أكرم ..؟
أبو أكرم : يا بني يا عدنان يا حبيبي .. إلي طلب بسيط تلبيه إلي ..؟
عدنان : أأمر يا عمي أأمر ياعمي .. أنا تحت أمرك .
أبو أكرم : بدي بعد إذنك .. إذا سمحت .. تقلب وجهك من هون وما بدي أشوف وجهك في بيتي .
[ تدخل ناهد وبنان ومعهن عصير الليمون عدنان على وشك الخروج ]
أبو أكرم : أنا مجنون يا بنات ..؟ ولا إنتوا المجانين ..؟ فهموني .. إنت يا عدنان ..قبل لا تطلع من هون .. صحيح بتحبهن التنتين بنفس الدرجة .. وانتوا صحيح بتحبوه بنفس الدرجة ..؟
عدنان : صحتك بالدنيا يا عمي ..صحتك أهم من كل اشي ..خلص إنسى الموضوع هلا ... أمضغ هاي الليمونه بتساعدك كتير .. لكن بعدك مصر إني أطلع من البيت ..؟
ناهد : [ وهي تهرع إلى الداخل ] يييي .. ماما كمان أغمى عليها أروح اصحيها .. [ تخرج ناهد ]
أبو أكرم :[ بصوت واهن لا يكاد يسمع ] نترجاك يا بني .. ترجاك تطلع من البيت هلا ... تعال إلي مرة ثانية مشان أقدر أستوعبك .. أو خلك هون بس بشرط تقنعني .
عدنان : أقنعك بشو عم أبو أكرم ..؟ قصدك بالزواج من ناهد وبنان ..؟
أبو أكرم : ولك لالالالالالالالالا ... بدي تقنعني إنك بتمزح مزحه ثقيله معي ..
بدي تقنعني إنه ألشغله كلها لعب بلعب أو مسرحية سخيفة حبيت تمثلها علي انت والبنات ... ارجوك ارجوك
[ تدخل أم أكرم تتبعها تشاهد أبو أكرم ممدا]
أم أكرم : أبو أكرااااااااااااام ..ويلي عليك يا حبيبي .. شو اللي أصابنا وشو اللي صار فينا ..يا عمود البيت يا حبيبي ... [ تسقط مغشيا عليا الى جواره ]
ناهد : ماما ..ماما حبيبتي ماما ردي .
بنان : يا خالتي ردي علينا خالتي ..يا خالتي .. اصحي يا خالتي
عدنان : لا حول ولا قوة إلا بالله .. عمتي عمتي اصحي ..
أم أكرم: [ تصحو وتتشبث به من ياقة قميصه وتصرخ بوجهه]
شو بعدك بتساوي هووووووووووووون .. اطلع برااااااا ...براااااااااا.... براااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ستار
نهاية المشهد الثاني
( المشهد الثالث )
[ تفتح الستارة على صالون في منزل أبو أكرم ...ونشاهد عدنان يذرع المكان وأبو أكرم وأم أكرم وأم عدنان ومزعل الزعلان وفاتن ورجلين من اهل الحارة يتوسطهم رجل بلحية " المأذون ألشرعي " يحمل حقيبته ودفتره وأوراقه فيما ناهد وبنات تقفان جنبا إلى جنب وثمة صحفيون يطلون من النوافذ ويلتقطون الصور ].
عدنان : لو سمحتوا يا إخوان أنت يلي بتصور من أي جريده أنت من أي جريده أرجوكم هذا حفل عائلي خاص ما بصير تكتبوا عنه وتصوروه .. صحافه ما بدنا ارجوكم ..شو ما عمركم شفتوا حفلة خطبه..؟
[ يذهب ويغلق النافذة ]
ألمأذون : أين العريس ...؟
عدنان : أيوه أيوه أنا العريس ..؟
المأذون : وأين العروس .؟
أبو أكرم : تعالوا هون يا بنات مشان تسمعن الشيخ المأذون كويس .
[ تقتربان على استحياء فيما المأذون ينظر إليهما ]
المأذون: أين هي العروس ..؟
[ناهد ، وبنان ، تشير كل واحدة بإصبعها على أنها العروس ]
المأذون ما اسمك ..؟
ناهد : اسمي ناهد
بنان : اسمي بنان
المأذون : ولكن من فيكم العروس ..؟
[ تشير كل واحدة إلى نفسها بأنها العروس ]
المأذون : [ بدهشة ويحدق بكل الموجودين وهو يقول ]
ما هذا ..؟ ما الذي يجري ... أفهموني يا إخوان أفادكم الله ..
[ ثم يعود ليسأل ناهد ]
المأذون : انت يا آنسة .. وأنت أيضا .. ألا تعرفان بأن كل زواج .. يلزمنا عريس وعروس .. ولقد عرفت العريس .. والآن أريد أن أعرف من هي عروسه ؟ [ يلتفت إلى عدنان ] أنت الست العريس ؟
عدنان : نعم نعم أنا العريس
المأذون : حلو ... وأين عروسك ..؟ هذه أم تلك ..؟
عدنان : التنتين عروس
ألمأذون : هل أفهم أنك تنوي الزواج من الاثنتان مها ..؟
عدنان : نعم .. مثل ما تفضلت وحكيت التنتين مع بعض .
[ المأذون بدهشة واستغراب ]
المأذون : هذا حرام غير شرعي ...
[ ينظر الى الموجودين ثم الى ناهد وبنان ] ..... أين ... أين ولي أمركما ..؟
أبو أكرم : أنا يا شيخ ولي أمرهم . .. أنا أبو هاي .. وعم هذيك
الماذون : هل أنت موافق على هذا الزواج ..؟
أبو أكرم : إسأل أم أكرم .. ما بتدخل أنا بشغل البيت .
المأذون : هل أنت موافقة على هذا الزواج ..؟
أم أكرم : أنا داري ...؟ أنا يا خوي مش نقالة حكي .. ولليش بتسألني .. أني الرجال بالبيت ولا أبو أكرم ألله يطول بعمره ..؟
المأذون : أنت موافق على هاي الجوازة يا أبو أكرم ..؟
أبو أكرم : أنا ...؟ بتحكي معي يا شيخ ..؟
المأذون : نعم هل أنت موافق ..؟
عدنان : أرجوك يا عمي أرجوك إحنا اتفقنا .. قله إنك موافق قله
أبو أكرم : آه طبعا اتفقنا على كل اشي أنا موافق .. موافق .. مادام تحبوا بعض كل هالحب وبهاي الدرجة ما ظل إلنا الختيارية حكي صح يا مزعل ..؟
مزعل : طبعا طبعا ...[ يعبث بالخلوي ]
المأذون : لكن هذا لا يجوز .
عدنان : كيف لا يجوز ..
الماذون : أعرني موبايلك أيها الطيب حتى أسأل شيخي عبد الرحمن إن كان يجوز ذلك من الناحية الشرعية .
[ المأذون يضرب الرقم وينتظر الرد ]الى أن يأتيه الرد ]
المأذون : السلام عليكم ورحمة الله .... شيخي عندي سؤال ونريد منك الإجابة عليه .. هل يجوز أن يتزوج الرجل أمراتين ويكتب عليهما في نفس اللحظة وفي نفس اليوم ..؟ ... نعم بارك الله فيك .. وجزاك الله عنا خيرا .. نعم ..أسمعك يا شيخي أسمعك .
[ مزعل ينظر الى الشيخ ويستحثه على أن يسرع ]
مزعل : يا شيخ أنا رجل أعمال وبجيني شغل على التلفون .. المرحوم بستنا ..ولازم أبعث القياسات يا شيخ .
المأذون : بارك بك يا شيخي ..لكن سؤال آخر فتح الله عليك .. عقود الزواج هي عقود فردية وليست جماعية .. نعم ..؟
[ الى مزعل الذي يحاول اخذ الهاتف ]..... بإذنك يا أخي حتى اسمع.. نعم نعم ... الا من وزير العدل ..؟ جزاك الله خيرا ...[ يعيد الهاتف للمزعل الزعلان ]
مزعل : طار الرصيد .
عدنان شو قال الشيخ يا مولانا ..؟
المأذون : يقول حفظه الله .. أنه يجوز .. ولا يوجد مانع شرعي .. ولكن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز .. وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة . ..صدق الله العظيم .
عدنان : يا مولانا كل هالمصايب اللي أنا فيها مشان أعدل بينهم .. قال الله سبحانه وتعالى وإن خفتم .. ماذا قال ..؟
المأذون وإن خفتم .. نعم .
عدنان وأنا يا سيدي لست خائفا من أني لا أعدل .. رح أكون عادل ومش خايف .. وفي الحقيقة أنا مش قادر أفهم شعوري .. لكني بأكد الك إني مش خايف .. ولا تنسى أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز ...
( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) صدق الله العظيم
لازم تعرف يا مولانا إني مش عارف شعوري بالضبط .. لكن مش خايف من العدل أبدا.. لأني بحبهم بنفس الدرجة والمقدار .. وأنا بعرف إني مش رح أعدل .. لكني مو خايف .. بالتأكيد مارح أعدل .. لكن مش خايف .. ومع هيك بدي أتجوز التنتين .. وهلا رح أفقع بيان صحفي في هالحكي لبين ما يعدلوا عقد الزواج الجديد . ..
[ ناهد وبنان يطلقن الزغاريد ... كذلك أم عدنان وفاتن وأم أكرم ]
[ أحد الصحفيين يستطيع أن يحشر نفسه من النافذة وبيده ميكروفون ويسأل ]
الصحفي : يا أستاذ عدنان بس سؤال واحد .. سؤال واحد ..
عدنان : لا توقع من الشباك وتكسر رجلك ولا إيدك .. تعال بجاوب على كل أسئلتك أنت وجماعتك في مؤتمر صحفي من حق الناس كلهم يعرفوا الحقيقة .
[ أصوات من الداخل والخارج تصيح ]
الأصوات : مبروكين يا عريس مبروكين ياعريس
[ تعلو الزغاريد وتنقر الدفوف .. في جو إحتفالي ويسدل الستار ]
النهاية
مع تحيات الكاتب يحيى الحباشنة[/frame][/frame]
تعليق